نداء السلام عقب انتهاء لقاء الديانات في نيقوسيا

نيقوسيا، الأربعاء  19 نوفمبر 2008 (ZENIT.org).

ننشر في ما يلي نداء السلام الذي أُطلق عقب انتهاء لقاء الديانات العالمي تحت عنوان" حضارة السلام. ديانات وثقافات في حوار"، من تنظيم جماعة القديس ايجيديو والكنيسة الارثوذكسية القبرصية.

* * *

رجال ونساء من ديانات عدة  تلاقوا في قبرص، الجزيرة الجميلة والجريحة، من اجل الصلاة، والحوار، ودفع نمو حضارة السلام، التي بحاجة اليها كيما لا يصبح العالم غير انساني. كانت ايام سلام، ملؤها الرجاء بالسلام الممكن. نمر بأوقات صعبة من التاريخ. تزعزعت العديد من الأسس الآمنة من جراء الازمة الاقتصادية الراهنة. الكثيرون ينظرون الى المستقبل بتشاؤم. تتركز اهتمامات الدول الغنية على حماية مواطنيها. ولكن هنالك عالم كبير من الفقراء يدفع ثمن هذه الازمة. اننا نفكر بكثير من القلق بمصير الملايين من الفقراء القديمين والجدد، ضحايا سوق يعتبر نفسه كلي القدرة.

يعاني العديد في عالمنا من الحروب، الفقر، العنف. ليس ممكنا ان نكون سعداء في عالم يتألم. لا يجوز ان تغلق القلوب عن الرحمة. نتحسس الم شعوب رهينة الحرب، الم العديد من الاشخاص الذين يتهجرون من بيوتهم بسبب الحقد الاتني والتعصب القومي، ألم العديد من الرهائن والمفقودين. الكثير والكثير من الناس المتألمين.

هذا الوقت ليس مناسبا لان نتقوقع غارقين بالتشاؤم. لكنها ساعة الاصغاء  لصراخ المتألمين والعمل على تأسيس نظام عالمي جديد للسلام، يقوم هذا النظام على اسس العدالة والحوار والاحترام. ولكن للقيام بهذا، هنالك حاجة لروح أوسع ولمعنى اكثر للانسانية! عالم بدون روح يتحول سريعا الى غير انساني. 

تعلن تقاليدنا الدينية بقوة ، بالرغم من الفروقات، على ان عالما بدون روح لا يمكن ان يصير ابدا انسانيا، تنادي بشدة انه لا يمكن للحروب ان تحطم الروح والانسانية، وتطالب بالسلام. تريد السلام، تبحث عنه، ترفع الصلاة لله من اجله. تعلم الديانات جيدا ان التكلم عن حرب باسم الله امر مستحيل، نوع من الكفر. الديانات مقتنعة بانه لا يمكن ان تولد انسانية افضل من جراء العنف والأرهاب. انها لا تؤمن باستحالة الحوار والتلاقي. انها تأمل وتصلي من اجل ان يعم السلام الحق بين الشعوب والناس.

لا يمكن اعتبار انسان، او شعب، او جماعة، جزيرة بحد ذاتها. نحن دائما بحاجة للآخر، للصداقة، للمسامحة، والمساعدة من الاخر. نملك جميعا مصيرا مشترك: او ان نعيش بسلام معا، او ان نهلك معا. لا يمكننا ابدا اعتبار الحرب امر محتوم، فانها تترك دمارا ايضا في قلب المنتصر.

تنتصر الصلاة، والمحبة، والحوار، والمسامحة، على الاحقاد والصراعات والحواجز. ان الحوار لا يضعف لكن يقّوي. انه الحل الانسب على العنف، ما من شي قد فقد بالحوار، الكل يصبح ممكنا. لذلك نحن هنا في قبرص، نصلي من ان اجل ان تمحى كل انواع الظلم والحروب والشرور، كيما تعود حالة الاخوة بين الشعوب، انطلاقا من هذه الجزيرة الى الشرق الاوسط وافريقيا واميركا الجنوبية والى العالم كله.

ينعم الله اذا من خلال صلاة كل المؤمنيين على العالم بنعمة السلام الكبرى. انه ليس بوهم الجنة على الارض، ولكنه واجب بناء عالم اكثر انسانية. هذا العالم بممكن، اذا توفر الروح والاخوة. ما من حرب مقدسة اطلاقا. فقط السلام مقدسا.

لينعم الله من خلال صلاة كل المؤمنيين على العالم بنعمة السلام الكبرى!

قبرص، 18 نوفمبر 2008.

نقله الى العربية الأب ماجد مارون – وكالة زينيت العالمية (ZENIT.org)