معرض الإعلام المسيحي السابع 2008

اليوم الثالث : تكريم الإعلام وسهرة لبنانية فنية متنوعة

أنطلياس / لبنان، الأحد 30 نوفمبر 2008 (zenit.org).

 أوسيب لبنان – تابع معرض الإعلام المسيحي السابع الذي ينظمّه الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة – لبنان ولليوم الثالث على التوالي أعماله ونشاطاته تحت عنوان : "وسائل الإعلام وحوار الأديان" في دير مار الياس- انطلياس وكان في برنامج يوم أمس السبت عرض فيلم "الأم تريزيا دي كالكيتا" أختتم بنقاش حول مضمون الفيلم وإخراجه وقيمّه الإنسانية والإعلامية.كما وقّع المطران فرنسيس البيسري كتابه بعنوان " كلمات من الكتاب المقدس" ثم كانت ندوة بعنوان "الإذاعات والإلتزام الوطني ، تحدث فيها الوزير السابق إدمون رزق والدكتور سهيل مطر والزميل أنطوان مراد وإدارتها الإعلامية رولا عقيقي حداد، تلاها كلمة رئيس الاتحاد الأب طوني خضره .ثم كانت سهرة فنية لبنانية تخللها شعر لموريس عوّاد ورسم للفنانين ميشال روحانا وغسان محفوظ وموسيقى لاندريه وراشيل سويد.

ندوة الإذاعات والإلتزام الوطني

خلال هذه الندوة تحدّث الوزير السابق إدمون رزق عن خبرته في بداية الخمسينات في إذاعة لبنان وتلفزيون لبنان وكيف لعب الإعلام اللبناني في هذه الحقبة دوره في  الدفاع عن قضايا لبنان والعرب المحقّة وأشاد بالعمل الإعلامي آنذاك الذي كان محوره القضية الوطنية وليس التراشق الكلامي والمتاريس كما يحصل اليوم. وأكد أن الإعلام والحرب الإعلامية ليست هدفا" يصّوب عليه ولا الإعلام هو قتال ومزايدات عبر الشاشات بل يجب أن يكون إلتزاما" بالقضية وممارسة للحرية وإحترام الرأي الآخر.

الأستاذ سهيل مطر مدير العلاقات العامة في جامعة سيدة اللويزة إنطلق من ثلاث ثوابت إعلامية، هي:

إن للكلمة جوهرا" مقدسا"، فهل نلتزم بهذا المفهوم؟ أين نحن من قداسة الكلمة في زمن الكذب والنفاق والمتاجرة الرخيصة؟ الويل لي إن لم أبشّر…قالها بولس الرسول، ونحن نرددها. أين نحن من هذا الدور الكبير الذي يعتمد على صناعة الكلمة؟ قل كلمتك…وامشِ : قالها أمين الريحاني. هي الجرأة والشجاعة في التعبير عن الموقف، دون تردد، ودون خوف من عقاب. أين نحن من هذه الطهارة المتعالية على كل ضعف أو على كل إغراء؟

ثم طرح بضعة أسئلة:

هل نتحدث عن الإعلام ، أم عن الإعلاميين؟ الحرية ليست منّة ولا هبة، إنها ممارسة حياتية. أما القوانين فتوضع لصيانة الحرية وحمايتها، لا لضربها أو قمعها. أين نحن من ذلك؟ الإعلام ليس ظاهرة صوتية، بل وسيلة تربوية (عَلِم، علّم، تعلّم، معلّم) هل إعلامنا تثقيفي تربوي توجيهي؟ الإعلام هو موهبة وعلم. الإثنان يتكاملان، لا نجاح لواحد دون الآخر. هل نعتمد هذه الثنائية في عملنا الإعلامي؟ أكرِم من يعارضك… وأسمع لمن يخالفك الرأي. صعب هذا الموقف، كم يحتاج ألى أخلاق ومناقبية. أنا أعارضك ولكنني مستعد أن أبذل حياتي لتكون لك الحرية، في أن تقول ما تقول (فولتير). من منّا يمارس هذا بالفعل – التحدّي؟ الإعلام منبر للرأي والرأي المعاكس. هل إنتهى هذا المنبر، وتحّول الإعلام ألى سلاح سياسي فتّاك؟ هل إنتقا الإعلام من أصحاب الرأي إلى أصحاب المال؟ وهل تغلّب الإعلان على الكلمة – الحقيقة؟ هل الصناعة التقنية أفقدت الإعلام حريته البدائية الطاهرة؟ هل صحيح أن الشاشات والإذاعات مصادرة من قبل الإعلان والمال؟ وهل نحن في زمن الإعلان وليس في زمن الإعلام؟

على ضوء ذلك، تحدّث عن الإذاعات والإلتزام الوطني:

الإذاعة تمارس الإلتزام الوطني، عندما لا تميّز بين المتن وعكار، وبين النبطية وبيروت، وبين إنطلياس وقب الياس… عندما يكون المسؤول عنها أو العامل فيها، أكبرمن الأغراءات، فلا يسقط خوفا" أو ضعفا" أو حقدا"… عندما تعلو على التصنيف: فلا يقال إذاعة مسيحية أو إسلامية أو إذاعة حزبية أو مناطقية، وإلاّ فقدت هويتها الجامعة. عندما تستثمر التعددية (تعدّدية الأديان والحضارات) لخير الوطن، بدل جعلها أداة تفرقة وتقسيم. عندما تنظّم برامجها بحيث إن ساعات البثّ توزع على جميع حقول الوطن: فلا يكون للسياسة عشر ساعات مثلا" ، وللتربية نصف ساعة في الأسبوع، وللقضايا الروحية دقائق معدودة، لا، أن نلتزم بقضاياه، بكل شعبه، بكل الأعمار، وبكل الحاجات.

ثم تحدّث الإعلامي أنطوان مراد رئيس مجلس إذاعة لبنان الحّر مؤكدا" أن إذاعتنا لم ولن تنجّر إلى التراشق الأعمى وإلى الخطاب التحريضي. نعم نحن في الخط السيادي وندعم التنوع في الرأي والثوابت اللبنانية. لكننا نحرص على إعطاء الجميع مساحة على هوائنا، ونتحدّى أن يكون أحد إشتكى مرة من إسفانٍ  أو إفتراء عليه أو على الحقيقة. هدفنا أن نعمل من أجل لبنان الحّر الواحد التعددي، لبنان الرسالة، لبنان الوفي للتاريخ القديم والحديث، لبنان التسامح والمحبة والتعالي على جراح الماضي. فهل هذا بات عيبا"؟؟

بعد الندوة القى رئيس الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة – لبنان الأب طوني خضره كلمة أشاد فيها بمزايا إذاعة لبنان الحّر وتحدّث على القيّم الإنسانية والوطنية التي على كل الإذاعات ووسائل الإعلام في لبنان  التحلّي بها. وأشار ألى أن تعاليم الكنيسة في هذا الصدد تشّدد كثيرا" على دور الإعلام الملتزم بقضايا الإنسان والوطن، وكم نحن بحاجة إلى مثل هذا الإعلام في لبنان المطروح اليوم كمركز عالمي للحوار بين الأديان.

وفي نهاية كلمته سلّم الأب خضره  درع التكريم بمناسبة 30 سنة على إنطلاقة الإذاعة ، إلى مديرها العام الزميل مكاريوس سلامه ورئيس مجلس إدارتها الأستاذ أنطوان مراد ثم إلى أسرة الإذاعة الحاضرة.

سهرة لبنانية فنية

 

ختام اليوم الثالث كانت سهرة لبنانية فنية ومتنوعة تخللها شعر في الحب والسياسة والدين والحوار، قدمه الشاعر موريس عواد في صالة مسرح الأخوين رحباني في وقت كان الفنانان ميشال روحانا وغسان محفوظ يرسمان بريشتيهما لوحات زيتية عن لبنان فيها الطبيعة والخلود والعنفوان والحرية، وذلك على وقع موسيقى العازفين أندريه وراشيل سويد. وفي نهاية السهرة قدّم رئيس الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة – لبنان الأب طوني خضره درع المعرض تكريما" للشاعر موريس عواّد . وقد أعادت هذه الأمسية بشهادة الحضور ذكريات لبنان التاريخ الجميل والحضاري وأجواء بيروت العاصمة الثقافية للعالم العربي.

برنامج اليوم الرابع غدا" الأثنين

يتخلله نشاطات المدارس وفيها عرض أفلام سينمائية خاصة بالطلاب وعرض مسرحيات عن حوار الأديان، وتواقيع كتب وندوة عن "الإعلام دفع إلى حوار قضايا الإعاقة" الذي تنظمّه جمعية EDAN    ويتحدّث فيها الزميل من جريدة النهار غسان حجار إلى نشاطات أخرى متنوعة.