معرض الاعلام المسيحي السابع

حول "وسائل الاعلام وحوار الأديان" في يومه الثامن

بقلم منى طوق رحمة

أنطلياس، الجمعة 5 ديسمبر 2008 (Zenit.org).

يتابع معرض الاعلام المسيحي السابع نشاطاته لليوم الثامن على التوالي الذي ينظمه الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة- لبنان حول "وسائل الاعلام وحوار الأديان" في دير مار الياس انطلياس ، ويستمر الى السابع من هذا الشهر الحالي . إذ غصت أمس قاعة مسرح الأخوين الرحباني بنشاطات طلاب المدارس من عرض أفلام ومسرحيات تمحورت مواضيعها حول حوار الأديان ، وتم اختيار أربعة فائزين سيتم عرض أعمالهم وتوزيع الجوائز عند الساعة الرابعة بعد ظهر غد السبت في قاعة المسرح . وتهدف مشاركة الطلاب في نشاطات المعرض الى توعية الجيل الجديد على تحسس دور وسائل الاعلام وما تقدمه في اطار حوار الأديان . وتسهم في ابراز ابداعاته الفكرية والثقافية من خلال تقديم أفضل ما لديهم وتشجيعهم بتوزيع الجوائز التي تدفعهم الى المثابرة واعطاء رأيهم بثقة وبالتالي وعيهم للقضايا الاجتماعية التي تؤثر على حياتهم اليومية .

كما عرض فيلم "غرباء أورشليم" من انتاج Télé Lumière  ، وأقيمت ندوة حول كتاب "القدس الحبيبة " للكاتب جورج براكس ، قدمتها الإعلامية جان دارك ابي ياغي. ويأتي هذا الكتاب ليثمن كل شهادة واستشهاد للمسيح ومن أجل المسيح ، وان فلسطين المحتلة هي القضية التي كلما شاخت في أذهان الغاصبين اتجهت في قلوب أبنائها نحو الفتوة ، وصارت أرضها كثافة حنين لا يلبث ان تتحول الى إعصار للحرية يجتاح زنزانات الظلم وأقبية القهر ومصانع القامات الهشة ، هذه فلسطين المحتلة أرض المهد والصليب والقيامة والعنصرة والكرمل … . وسأل الكاتب مراراً في   كتابه :" هل ممنوع علينا كمسيحيين ان نذكّر بأحقيتنا في الدفاع عن فلطسين المحتلة ؟ هل ممنوع علينا ان نرفع صوتاً لئلا يشكل هذا الصوت تأنيباً كصياح الديك ليلة الآلآم الذي جعل بطرس يبكي انكاراً للمسيح بكاءً مراً ؟ لا ، فالممنوع علينا هو سكوتنا وحتى ان سكتنا او أُسكتنا تكلمت الحجارة ، فكيف ان كانت الحجارة حجارة القيامة تتدحرج  دون منة من أحد ".

ولفت براكس في كلمته الى "ان الغصة تعتصر قلوب المسيحيين نتيجة حرمانهم الحج إلى القبر المقدّس والتبرّك من كل مكان وطأته أقدام السيد المسيح وأمه البتول والرسل الأطهار والشهداء القديسين. وقال: لماذا كتاب جديد يحمل عنوان القدس الحبيبة؟ أهو حلمٌ واليوم تحقق؟ نعم، انه وعدٌ للقدسِ المعذبة وعروسةَ المدائن قصائداً، وذلك للكشف قدر المستطاع عن هولِ العذابات وعظمة الآلام على هذه الأرض المقدّسة، لأنها  تُثمرُ دائماً أزاهير القيامة شهاداتٍ عطرة، إلى أن تحين ساعة القيامة". وأضاف: " فيومَ نكبة فلسطين الثانية في حرب 67 تختزل صورة الطفل في المغارة وأمه مريم وجهان يبكيان، لأجل من تشردوا لأجل أطفال بلا منازل…"

وردد الكاتب مع البطريرك مكسيموس الخامس حكيم ان «… لا نرى أفضل من أن توضع القدس بأمانة وإدارة الأديان الثلاثة الكبرى التي تعتبر القدس مدينة مقدّسة، وأن لا تسلّم إلى إدارة مدنية أومنظمة دولية مؤتلفة، بل إلى الذين يرتبط مصيرهم بمبادىء الإسلام واليهودية والمسيحية بالذات. وأنا متأكد من أن قبول هذا المبدأ يسمح بإيجاد الوسائل الكفيلة بتحقيق الفكرة، وبالتالي انتزاع المدينة المقدّسة، مدينة السلام، نهائياً من حلبة النزاعات البشرية والتسلّط السياسي". وختم بقصيدة للقدس بعنوان "كيف أنسى القدس؟"

 ( … ) القدسُ مدينةُ السلام | ترابُها يحكي كلّ الكلام..| دربُ الصليب| قدّسه الحبيب | من يستجيب يشمله العرسُ..|   كيف أنسى أنها القدسُ؟ القدس،ُ أرض المسيح..| الأعمى يُبصرُ| ويمشي الكسيح..| الوقفة المريمية | وتوبة المجدلية |وزهرة القضية |قربانٌ وكأسُ..|

وكانت كلمة لرئيس الاتحاد الأب طوني خضره أمل فيها ان يكون هذا الكتاب " شمعة تضيء ظلمة المسيحيين الذين يتأوهون من الأخبار الحزينة والممارسات السائدة بحق فلسطين". وختاما" وقّع الكاتب براكس كتابه للحاضرين والمهتمين بقضية فلسطين.

وتستمر نشاطات المعرض غد السبت الذي يسبق اليوم الأخير للمعرض وفيه : فيلم سينمائي بعنوان "أنت وانا :معرفة دين الآخر" تقدمه جمعية التسلح الخلقي- لبنان ، وآخر بعنوان " قريباً من السماء " من انتاج Soft Solution  ، عرض أعمال الطلاب الفائزة وتوزيع الجوائز ، حفل تكريم الاعلاميتين جوان فرشخ ومي أبي عقل تقيمه اللجنة الأسقفية للثقافة والممتلكات الثقافية ويتحدث فيه المطران غي بولس نجيم والدكتور ناجي كرم والدكتور جورة صفير . ويختتم النشاط اليومي بسهرة فنية تحييها فرقة موسيقى قوى الأمن الداخلي بقيادة الرائد زياد مراد ،يتخللها تراتيل ميلادية وأناشيد لمناسبة عيد الأضحى المبارك .