واجب المدرسة الكاثوليكية

"الإشارة إلى وجود المسيح في زماننا"

كلمة الكاردينال غروكوليفسكي في ختام المؤتمر الأوروبي حول التعليم الكاثوليكي

روما، الجمعة 5 ديسمبر 2008 (Zenit.org).

إن الرسالة الأساسية للمدرسة الكاثوليكية، ولكل مؤسسة أخرى مرتبطة بالكنيسة هي "الإشارة إلى وجود المسيح في زماننا وتاريخنا".

هذه هي الكلمات التي تناولها الكاردينال زانون غروكوليفسكي، عميد مجمع التربية الكاثوليكية، في عظة القداس الذي احتُفل به في ختام أعمال المؤتمر حول المدرسة الكاثوليكية في أوروبا الذي انعقد في روما في الأيام السابقة.

وفيما عبر عن مشاطرته قلق المؤتمر حيال تقدم العلمانية في القارة الأوروبية، شدد الكاردينال على أهمية "إمكانية الإصغاء إلى الحديث عن يسوع، وإمكانية لقائه". وأشار إلى أن المؤسسات المدرسية الكاثوليكية "هي اليوم الأماكن الوحيدة عملياً حيث يحصل الكثير من الأشخاص على إمكانية: الإصغاء إلى الكلام عنه، ولقائه في الثقافة والأدب، وفي ما صنعت رسالته التي هي الإنجيل من جمال وعظمة في أوروبا".

وشدد على أنه يجب على المدرسة والتعليم الكاثوليكيين تناول الحديث عن المسيح لكي يتمكن التلاميذ من الشعور بالحاجة إلى لقائه.

حول الموضوع عينه وعلى أثير إذاعة الفاتيكان كانت كلمة لفريك ينكا، نائب الأمين العام لمجلس المؤتمرات الأسقفية في أوروبا، أحد الكيانات المنظمة للمؤتمر، أشار فيها إلى أنه يجب على المدرسة الكاثوليكية "مواجهة النسبوية".

وأضاف: "نحن اليوم نواجه ثقافة الموت والوحدة واليأس. في هذا السياق، لا بد أن تكون المدارس الكاثوليكية شهود الحياة، الحياة التي ندافع عنها، والتي تحمي الإنسان منذ الحمل به ولغاية وفاته الطبيعية".

وأوضح قائلاً: "هذا السبيل يدفعنا إلى اكتشاف آفاق جديدة من الواقع، وحوار ثقافي، أو بالأحرى حوار بين الثقافات، بين عالم الثقافة والعلم والإيمان".

 التعليم الديني في أوروبا

خلال أعمال المؤتمر، تم تناول موضوع آخر وهو التعليم الديني على أساس تقرير تحليلي للوضع في جميع البلدان الأوروبية.

قام بتقديم التقرير حول وضع تعليم الديانة الكاثوليكية في أوروبا، إتيان فيراك، أمين عام اللجنة الأوروبية للتعليم الكاثوليكي. وقد تم إصداره بالتعاون مع المؤتمرات الأسقفية الأوروبية الخمسة والثلاثين.

في جميع البلدان الأوروبية تقريباً، ترتبط مسألة "التعليم الديني بسلسلة من المسائل التاريخية"، على ما أشار على أثير إذاعة الفاتيكان ألبرتو كمبوليوني، أحد المسؤولين عن التقرير، وخبير التعليم لدى مؤتمر أساقفة إيطاليا.

وهذا الأمر إيجابي جداً بالنسبة إليه إذ يعني بأن هذا التعليم نشأ عن "الوعي بأن العلاقة مع التقليد المسيحي ومع الجذور المسيحية الأوروبية تساهم في إعداد المواطنية الأوروبية".

وأضاف أن الوثيقة الختامية للمؤتمر تطرح فكرة أن التعليم الديني يشكل فعلاً "منهلاً للأجيال الشابة ولبناء المجتمع الأوروبي".

واختتم قائلاً بأن التعليم الديني يطرح "سلسلة من التحديات المهمة" منها "إعداد المعلمين" و"البحث المستمر عن فعالية أفضل".