بقلم غرة معيط
جنيف، سويسرا، 5 ديسمبر 2008 (Zenit.org).
يدعو الكرسي الرسولي إلى تربية "شاملة" تتخطى مبدأ الفعالية وتحترم كرامة كل إنسان.
هذا هو الإرشاد الذي وجهه رئيس الأساقفة سيلفانو توماسي، مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى مكاتب الأمم المتحدة في جنيف، في إطار المؤتمر العالمي الثامن والأربعين للأمم المتحدة حول التربية، الذي عُقد الثلاثاء الفائت واستمر حتى يوم الجمعة.
وأكد رئيس الأسافة على أن الكرسي الرسولي "يؤيد بالكامل" فكرة أن "السبيل إلى مستقبل من التعايش السلمي، والاحترام المتبادل والإغناء بمشاركة مواهب مختلف الثقافات والتقاليد، يكون من خلال "التربية للجميع". هذه التربية تأخذ بالاعتبار حاجات كل شخص وبخاصة تلك المتعلقة بالفقراء والضعفاء والمعوقين، بشباب الأحياء الفقيرة في الأرياف والمدن، وبالشبان والكهول، من دون أي تمييز".
هذا وذكر ممثل الكرسي الرسولي بأن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي نحتفل هذه السنة بذكرى مرور ستين عاماً على صدوره، يتضمن حق التربية ويشير إلى أن الأهل لهم الحق الأول في اختيار نوع التربية التي يجب أن تُمنح لأولادهم.
وقال: "إن الشمولية تنجح من خلال تعزيز مجتمع يحترم كرامة كل إنسان ويتخطى معيار الفعالية. والأزمة المالية الحالية خير دليل على ذلك: إن الشخص الذي يفهم العلاقات مع الآخرين بطريقة أعمق من معياري الإنتاجية والتحكم يتمكن هو فقط من تقييم الواقع بمنظور متوازن وتحمل المسؤولية الواجبة. هذا النوع من التربية قادر على المساعدة على إعداد الأفراد والأجيال الجديدة في المشاركة الاجتماعية، والتضامن، وتخطي التهميش وفهم الواقع".
كما أكد رئيس الأساقفة توماسي على أنه ينبغي على المؤسسات التربوية "تهيئة مناخ يتمكن فيه المربون من تلبية حاجات الولد العاطفية والفكرية، ليس فقط في نقل المعلومات، بل أيضاً في مساعدة الأولاد في هذه المرحلة الدقيقة من حياتهم".
أضاف قائلاً: "يجب على المربين أن يدركوا بأنهم يقومون بخدمتهم بالتعاون مع الأهل، الذين هم "الوكالة التربوية" الأولى ولهم الحق الأول في تربية أولادهم، الامر الذي يقع ضمن واجباتهم الأولية أيضاً. وما تضافر الجهود إلا تطبيق واضح لمبدأ الإعانة الأساسي".
وحث الكرسي الرسولي المؤسسات التربوية على أن تكون أماكن "إعداد متكامل من خلال العلاقات بين الأفراد المبنية على الاحترام والقبول المتبادلين".
نقلاً عن بندكتس السادس عشر، قال: "إن التربية تكون ضعيفة جداً إذا ما اقتصرت على تزويد الأفكار والمعلومات وإهمال المسألة المهمة عن الحقيقة، بخاصة هذه الحقيقة المرشدة في الحياة".
ختاماً، أعلن رئيس الأساقفة توماسي: "إن التربية الشاملة تحتضن جميع الأطفال والشبان في إطارهم الوجودي وجميع الأشخاص الملتزمين بإعدادهم، إنها عملية واسعة تضم نقل المعرفة وتنمية الشخصية. […] في أفضل الأحوال، تزود التربية كل شخص بالوسائل اللازمة من أجل المشاركة المبدعة في المجتمع، والتفكير حول المسائل الهامة العميقة والمحتمة، والإجابة عنها بطريقة مناسبة، والعيش مع الآخرين، واكتشاف طبيعة الأفراد وكرامتهم كمخلوقات روحية".