العذراء مريم وشهادات اسلامية فيها وتكريم الشيخ النقري

معرض الإعلام المسيحي السابع "وسائل الإعلام وحوار الأديان" في يومه التاسع

بقلم منى طوق رحمة

أنطلياس (لبنان)، الأحد 7 ديسمبر 2008 (Zenit.org)

 أُقيم لقاء بعنوان "مريم المؤمنة ومثال المؤمنين" نظمه الاتحاد ومؤسسة أديان تحدثت خلاله المحاضرتان رندى أبي عاد والدكتورة نايلا طبارة .

وقالت أبي عاد في العذراء " صمت مريم إيمان ، ولان الطاعة والإيمان صنوان ، فبقدر ما يرسخ الإيمان بقدر ما تكبر الطاعة ، وما من ايمان الا ويبدأ بالطاعة . حرية مريم في طاعتها وفي طواعيتها الكاملة المطلقة للمشيئة الإلهية وانخراطها من غير مقاومة ولا جدال في منطق المشروع الخلاصي . فارادة مريم منسجمة مع ارادة الآب لأنها بسيطة ومتواضعة . صمت مريم عبادة وصلاة وقوة الرجاء وسكينة الانتظار واللقاء "، مؤكدة " انها حلم الانسانية المكتملة ، انها شعاع من ضياء وجه مريم ". وختمت " اننا على اختلاف الألوان والمذاهب والشعائر ان أصغينا الى كلام الله عرفنا الحق وإن آمنا وعملنا بالحق صرنا اخوة يسوع ، أمه ، وصرنا كلنا مريم ".

وتحدثت الدكتورة طبارة عن نشأة مريم ومسارها الروحي ومكانتها في القرآن الكريم التي لا تخفى على أحد ، قائلة " ان المسلمين يصفوها بسيدة نساء العالمين ، يجعلها القرآن آية للعالمين مصطفاة مرتين على النساء والعالم ، وتكون المثال الحي لكل مؤمن يحاول ان يلعب دوراً ايجابياً وان يُحرز تغييراً في مجتمع قد عمّه الفساد والحقد من جهة وتآكله الاحباط من جهة أخرى ، على انساناً واحداً يمكن ان يشكل فرقاً شاسعاً ان ارتقى بذاته وقبل حمل النور والأمل الى غيره ". ولفتت الى بعض المشاهد القرآنية التي تأتي على ذكر مريم ولها دلالات كثيرة . ورأت ان الوصف القرآني يختلف عن الأناجيل "حيال تفاصيل ولادة المسيح ليس فقط جغرافياً انما بمكونات وشخصيات القصة ، فيصور القرآن مريم وحدها اذ لا وجود ليوسف ، وفي أرض خالية تلد ابنها دون أي انسان الى جانبها وأي سقف فوق راسها ، وبذلك يقرب لنا الصورة مثال مريم الانسان الذي يجزع من الدور المطلوب منه والذي يتألم في مسيرته فيأتيه المدد من حيث لا يدري ان كان مؤمناً وصادقاً . وأي مدد ، فيُقال لها وهي امرأة نفساء ما لبثت ان وضعت ابنها فتأتيها قوة عملاق وهي نفس واحدة رقيقة كالنبتة" . وأكدت ان " مثال مريم ليس مثال صفاء وطهارة فقط بل هو مثال القوة المغّيرة الكامنة في الايمان والثقة والسلام الداخلي والقادر بعمق وسكون مدوّيين على هزّ النخيل وزحزحة الجبال وتنوير المجتمع الانساني .

وفي الاطار عينه نظمت جمعية درب مريم لقاءً بعنوان " معاً على درب مريم" التي تهدف الى جمع المسلمين والمسيحيين معاً على درب مريم من كل العالم ، انطلقت هذه الجمعية من الناصرة في القدس الى لبنان ومنه الى العالم أجمع . وكانت مداخلة لكل من تريز فرّا التي شرحت باسهاب كيف تأسست هذه الجمعية وانطلقت من الناصرة الى لبنان وصولاً الى العالم العربي بأكمله ، وما تقوم به من أجل خلق ساحة صلاة وتعايش حول مريم وحياتها ، وكيف باركت الكنيسة والمرجعيات الاسلامية هذا العمل بمحبة . وتحدثت الدكتورة سهى بيطار عن خبرتها وتجربتها مع هذه الجمعية ، وكيف عاشت عمق ايمانها مع أفرادها عندما تعرفت اليهم . ولفتت الى انها شيعية ومن قرية مختلطة مع المسيحيين ، وأكدت  بذلك على ان هذه الجمعية " توحيدية بين المسلمين والمسيحيين ويجب تشجيعها لانها تعطي الصورة الحقيقية عن الأديان ولبنان المتعدد بطوائفه ومذاهبه ".

وخلال الاحتفال بعيد البشارة تم تكريم الشيخ محمد النقري الذي قدمه رئيس مؤسسة أديان الأب فادي ضو بكلمة ترحيبية أكد فيها ان المؤسسة " تخصكم بالتكريم تعبيراً عن قناعتنا بأهمية هذه الرسالة التي تقومون بها ، وتأكيداً على الجهود المتواصلة التي تبذلونها لانجاح مختلف مبادرات التلاقي والتعارف المتبادل على تواضعها ، وسهركم على نشر هذه الروح من حولكم ، فالحوار المسيحي الاسلامي اليوم هو بأمس الحاجة الى هذا النوع من الالتزام التطبيقيّ والعمليّ الذي يحوّله الى ثقافة عيش رحب وتدُّين يترك للآخر مساحة ايجابية في نطاق الايمان الفردي والجماعي " . وأضاف :" ان هذا التكريم بقدر ما هو تقدير لما فعلتموه يريد ان يكون تأكيداً على قناعتنا بالحاجة- وقد أقول الحاجة – لأن تستمروا في هذا الالتزام وتثبتوا فيه وتُطوِّروه وتعملوا على نشره رغم الصعوبات المختلفة لأنه في هذا الحقل الحصاد كثير أما الفعلة فقليلون". ثم قدم له باسم مؤسسة أديان وعن "مريم المؤمنة ومثال المؤمنين" جائزة التضامن الروحي لعام 2008 . 

ثم ألقى الشيخ النقري كلمة جاء فيها "أهدي تكريمي أولاً الى كل مسيحي والى كل مسلم آمن وأب العذراء مريم منطلقاً من هذا البلد الصابر على المحن والشدائد والمتطلع الى غد أفضل يبنى بسواعد كل أبنائه ". وأضاف :" ان مريم تحتضننا جميعاً نحن أبناء لبنان ، تحتضن كل مسلم ومسيحي في كل قرية او مدينة في هذا العالم خاشع في كنيسته او قائم في محراب مسجده – محراب مريم – يصلي لله الواحد الذي نعبده ، وتحتضن من خلال هذا العالم الأرضي كل نسمة حياة تدب في رحاب الكون الفسيح . انها مريم رمز الأمومة والتبتل والحب الآلهي الأسمى في هذا الكون على الإطلاق وهي سيدة نساء أهل الجنة بكل فخر واعتزاز" . وأكد الاستمرار " على هذا المنهج المريمي الجامع الذي هو من صميم يتناسق مع اعتقادنا الديني المسيحي والاسلامي ويدعم خصوصيتنا اللبنانية وستكون من ضمن أولوياتنا مشروع وضع الرمز المسيحي- الاسلامي لسيدتنا مريم على ساحة من ساحات الوسط التجاري في بيروت ومشروع تشييد مركز اسلامي مسيحي حول سيدتنا مريم يهتم بتوثيق كل ما كتب عن مريم وتنظيم المحاضرات والندوات التي تعنى بالحوار الديني ". وتخلل الاحتفال ترانيم مريمية أنشدتها المرنمة جومانا مدور .

أنطلياس: لقاءات حول "العذراء مريم" وشهادات اسلامية فيها وتكريم الشيخ النقري

معرض الإعلام المسيحي السابع "وسائل الإعلام وحوار الأديان" في يومه التاسع

بقلم منى طوق رحمة

أنطلياس (لبنان)، الأحد 7 ديسمبر 2008 (Zenit.org). – شهد معرض الإعلام المسيحي السابع بعنوان "وسائل الإعلام وحوار الأديان" لليوم التاسع على التوالي الذي ينظمه الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة – لبنان في دير مار الياس انطلياس اقبالاً كثيفاً من طلاب المدارس الذين فاقت أعدادهم أكثر من ألف ومائتي تلميذ من مختلف المدارس اللبنانية ، كما احتضنت كنيسة مار الياس أكثر من ألف ومئة عضو من أخويات لبنان الذين اجتمعوا للصلاة من أجل الحوار بين أهل الأديان ، عدا اللقاءات الدينية وتواقيع الكتب والندوات المتخصصة . ويظهر المعرض باستمرار مدى تحوله الى بوتقة ثقافية مميزة نظراً لكثافة النشاطات التي تجذب أصحاب الاختصاص والزوار على حد سواء .

وعقدت ندوة حول كتاب "السلطة الكنسية وظهورات العذراء في مديغوريه" للكاتب المحامي أديب زخور حاضر فيها رئيسا غرفة الاستئناف في المحكمة الروحية المارونية الأب القاضي الياس سليمان والأب القاضي مارون نصر والأستاذ المحامي حسين جابر ، وقدمها المحامي يوسف لحود الذي قال في العذراء "ظننتك مسيحية فحسب فكنت أيضاً سنية وشيعية ودرزية وأماً لكل إبن بمن فيهم آدم ". ورأى الأب سليمان ان ظاهرة مديغوريه " تتعلق مسؤوليتها بمركز الكنيسة الكاثوليكية الذي نسميه الفاتيكان ، مؤكداً ان "للبابا دوران متميزان ، أحدهما سياسي- زمني وبحسبه هو رئيس دولة الفاتيكان ، والآخر ديني وروحي وبحسبه هو أسقف كنيسة روما ورأس الكنيسة الكاثوليكية ". وبعد عرضه لمراحل تدخّل السلطة الكنسية في هذه الظاهرة قال :" لا يمكنني أن أرسم المسار القانوني لتدّخل السلطة الكنسية بمعزل عن مجريات الأحداث التحقيقية في تفاعلاتها الديناميكية التي تعمّق الوصول الى حقيقة الأمور"، لافتاً الى انه "بين قوانين الكنيسة التي تدعو الى التريث وبين الاختبارات مع الظاهرة التي تدعو الى الالحاح نجد ذاتنا امام موقف الكنيسة التي تسير بخطوات أكيدة ولو بطيئة لأنها لا تقبل التهور او انجاز خطوة خاطئة".

وأكد الأب نصر في كلمته أيضاً " ان الكنيسة تتخذ موقفاً حكيماً من الأبعاد الايمانية للظهورات في مديغوريه وتسلك مسلكاً ايجابياً اذ أنها لم تقف حائلاً دون الحج الى هذه البلدة ، بل على العكس شجعت بشخص أحبارها الذين قصدوا للزيارة والصلاة ، ولكنها تركت للجهات الكنيسة المختصة ( مجلس أساقفة البلاد ومجمع العقيدة والايمان…) أخذ القرار الصحيح وفي الوقت المناسب ". وذكّر بمواقف الكنيسة "الأم والمعلمة" وصاحبة سلطان التعليم والتقديس والتدبير ، حيال أحداث مماثلة من ظهورات العذراء لورد وفاطيمة وغيرها… إذ " تتحلى بالصبر الطويل والحكمة والدراية المطلوبة في هكذا حالات " .

وألقى المحامي جابر مداخلة بعنوان "العذراء والإسلام" أكد فيها "ان العذراء مريم هي الوحيدة بين النساء قاطبة التي ذكر اسمها في القرآن أكثر من ثلاثين مرة . فإنفردت بهذا الشرق من دونهن بحمل أشقّ تجربة تمر على العذراء لأن ما سوف يلقى عليها لا تتحمله نساء العالمين جميعاً ." مشدداً على أنها " قدوة لكل انسان سواء أكان مسيحياً ام مسلماً بتواضعها وطاعتها لمشيئة الله وتقبلها بحب ما ينتظرها من محنٍ في حياتها ، فضربت العذراء مثلاً في الأمومة الصالحة والمغفرة والتسامح لأنها لم تنتقم لابنها يسوع من جلادّيه كونها تعلم ان القصاص لله وحده".

وأشار في كلمته المطولة عن حياة العذراء " بأن المشككين بقدسية العذراء وعونها وظهوراتها لا يعيشون الاحساس بهذه النعمة الإلهية ولن يفوزوا برضى مريم والله ولن يكون لهم مناصرين "، متوجهاً اليهم بالقول :"ان الله باركها من بين النساء بقوله في القرآن الكريم " يا مريم ان الله اصطفاك وطهّرك واصطفاك على نساء العالمين ". وختم : لا نريد من أي انسان ان يؤمن بالعذراء بدافع الواجب او الصدفة لان الايمان موقف والكلمة موقف ، فتعالوا الى التفكير والتأمل والحوار لنفتح قلوبنا وعيوننا على عجائب الخلق لتنفذ الى عمق الأمور بعيداً عن سطحيتها ونهايتها من دون الاقتصار على بداياتها ".

وتوجه الكاتب زخور في كلمته الى السماوات " فاشهدي ان هناك محامين وقضاة من لبنان إستلوا سيف الحق والمعرفة ودافعوا عن العذراء ورسالة الله الموجهة للعالم من خلال ظهورات العذراء في مديغوريه وأناروا هذه الرسالة بدفاعهم القانوني والعلمي واللاهوتي المنظم وطردوا شياطين الجهل والكفر عن سماء مديغوريه ولبنان والعالم بأسره". ثم وقع زخور كتابه للحاضرين والمشاركين في الندوة .

لقاءات حول العذراء مريم

وخصصت لقاءات عدة تمحورت مواضيعها حول "العذراء مريم" المرشدة الى الحوار بين أهل الأديان كافة ، إذ خلال هذه الندوة التي كان يتحدث فيها مسلمون عن علاقتهم بحياة مريم الفاضلة وذكرها في القرآن الكريم ، أقيم لقاء صلاة حاشد شاركت فيه الأخويات من كل لبنان ، إذ ضاقت كنيسة مار الياس بالمشاركين الذين فاقت أعداهم الآلآف ، تخلله قداساً ترأسه المطران شكرالله نبيل الحاج الذي شدد في عظته على "ان مريم هي سلطانة السلام وجامعة الأديان" ، داعياً الى الصلاة من أجل "الحوار بين الأديان والمصالحة بين كل اللبنانيين والأحزاب السياسية في لبنان لنجتمع سوياً من أجل هذا الوطن وخدمة الانسان فيه ، ولأن ننبُذ العنف والحروب المتكررة ونضع السلام في قلوبنا ونصلي دوماً من أجل السلام الحقيقي ". وقال : " علينا ان نجتهد وننشر المصالحة في البيوت وفي كل مكان لان العذراء هي معونتنا وهي التي تمدنا بالنعمة والحب من أجل ان نلتف حول بعضنا البعض وننسى العدائية والبغض ونتحلى بفضائلها". ورفع مع المؤمنين الصلاة للقول: أنت النقية المباركة وأجمل أيقونة من السماء ومن يمنح السلام للحوار دوماً بين جميع أبناء العالم".

كما أُقيم لقاء بعنوان "مريم المؤمنة ومثال المؤمنين" نظمه الاتحاد ومؤسسة أديان تحدثت خلاله المحاضرتان رندى أبي عاد والدكتورة نايلا طبارة .

وقالت أبي عاد في العذراء " صمت مريم إيمان ، ولان الطاعة والإيمان صنوان ، فبقدر ما يرسخ الإيمان بقدر ما تكبر الطاعة ، وما من ايمان الا ويبدأ بالطاعة . حرية مريم في طاعتها وفي طواعيتها الكاملة المطلقة للمشيئة الإلهية وانخراطها من غير مقاومة ولا جدال في منطق المشروع الخلاصي . فارادة مريم منسجمة مع ارادة الآب لأنها بسيطة ومتواضعة . صمت مريم عبادة وصلاة وقوة الرجاء وسكينة الانتظار واللقاء "، مؤكدة " انها حلم الانسانية المكتملة ، انها شعاع من ضياء وجه مريم ". وختمت " اننا على اختلاف الألوان والمذاهب والشعائر ان أصغينا الى كلام الله عرفنا الحق وإن آمنا وعملنا بالحق صرنا اخوة يسوع ، أمه ، وصرنا كلنا مريم ".

وتحدثت الدكتورة طبارة عن نشأة مريم ومسارها الروحي ومكانتها في القرآن الكريم التي لا تخفى على أحد ، قائلة " ان المسلمين يصفوها بسيدة نساء العالمين ، يجعلها القرآن آية للعالمين مصطفاة مرتين على النساء والعالم ، وتكون المثال الحي لكل مؤمن يحاول ان يلعب دوراً ايجابياً وان يُحرز تغييراً في مجتمع قد عمّه الفساد والحقد من جهة وتآكله الاحباط من جهة أخرى ، على انساناً واحداً يمكن ان يشكل فرقاً شاسعاً ان ارتقى بذاته وقبل حمل النور والأمل الى غيره ". ولفتت الى بعض المشاهد القرآنية التي تأتي على ذكر مريم ولها دلالات كثيرة . ورأت ان الوصف القرآني يختلف عن الأناجيل "حيال تفاصيل ولادة المسيح ليس فقط جغرافياً انما بمكونات وشخصيات القصة ، فيصور القرآن مريم وحدها اذ لا وجود ليوسف ، وفي أرض خالية تلد ابنها دون أي انسان الى جانبها وأي سقف فوق راسها ، وبذلك يقرب لنا الصورة مثال مريم الانسان الذي يجزع من الدور المطلوب منه والذي يتألم في مسيرته فيأتيه المدد من حيث لا يدري ان كان مؤمناً وصادقاً . وأي مدد ، فيُقال لها وهي امرأة نفساء ما لبثت ان وضعت ابنها فتأتيها قوة عملاق وهي نفس واحدة رقيقة كالنبتة" . وأكدت ان " مثال مريم ليس مثال صفاء وطهارة فقط بل هو مثال القوة المغّيرة الكامنة في الايمان والثقة والسلام الداخلي والقادر بعمق وسكون مدوّيين على هزّ النخيل وزحزحة الجبال وتنوير المجتمع الانساني .

وفي الاطار عينه نظمت جمعية درب مريم لقاءً بعنوان " معاً على درب مريم" التي تهدف الى جمع المسلمين والمسيحيين معاً على درب مريم من كل العالم ، انطلقت هذه الجمعية من الناصرة في القدس الى لبنان ومنه الى العالم أجمع . وكانت مداخلة لكل من تريز فرّا التي شرحت باسهاب كيف تأسست هذه الجمعية وانطلقت من الناصرة الى لبنان وصولاً الى العالم العربي بأكمله ، وما تقوم به من أجل خلق ساحة صلاة وتعايش حول مريم وحياتها ، وكيف باركت الكنيسة والمرجعيات الاسلامية هذا العمل بمحبة . وتحدثت الدكتورة سهى بيطار عن خبرتها وتجربتها مع هذه الجمعية ، وكيف عاشت عمق ايمانها مع أفرادها عندما تعرفت اليهم . ولفتت الى انها شيعية ومن قرية مختلطة مع المسيحيين ، وأكدت بذلك على ان هذه الجمعية " توحيدية بين المسلمين والمسيحيين ويجب تشجيعها لانها تعطي الصورة الحقيقية عن الأديان ولبنان المتعدد بطوائفه ومذاهبه ".

وخلال الاحتفال بعيد البشارة تم تكريم الشيخ محمد النقري الذي قدمه رئيس مؤسسة أديان الأب فادي ضو بكلمة ترحيبية أكد فيها ان المؤسسة " تخصكم بالتكريم تعبيراً عن قناعتنا بأهمية هذه الرسالة التي تقومون بها ، وتأكيداً على الجهود المتواصلة التي تبذلونها لانجاح مختلف مبادرات التلاقي والتعارف المتبادل على تواضعها ، وسهركم على نشر هذه الروح من حولكم ، فالحوار المسيحي الاسلامي اليوم هو بأمس الحاجة الى هذا النوع من الالتزام التطبيقيّ والعمليّ الذي يحوّله الى ثقافة عيش رحب وتدُّين يترك للآخر مساحة ايجابية في نطاق الايمان الفردي والجماعي " . وأضاف :" ان هذا التكريم بقدر ما هو تقدير لما فعلتموه يريد ان يكون تأكيداً على قناعتنا بالحاجة- وقد أقول الحاجة – لأن تستمروا في هذا الالتزام وتثبتوا فيه وتُطوِّروه وتعملوا على نشره رغم الصعوبات المختلفة لأنه في هذا الحقل الحصاد كثير أما الفعلة فقليلون". ثم قدم له باسم مؤسسة أديان وعن "مريم المؤمنة ومثال المؤمنين" جائزة التضامن الروحي لعام 2008 .

ثم ألقى الشيخ النقري كلمة جاء فيها "أهدي تكريمي أولاً الى كل مسيحي والى كل مسلم آمن وأب العذراء مريم منطلقاً من هذا البلد الصابر على المحن والشدائد والمتطلع الى غد أفضل يبنى بسواعد كل أبنائه ". وأضاف :" ان مريم تحتضننا جميعاً نحن أبناء لبنان ، تحتضن كل مسلم ومسيحي في كل قرية او مدينة في هذا العالم خاشع في كنيسته او قائم في محراب مسجده – محراب مريم – يصلي لله الواحد الذي نعبده ، وتحتضن من خلال هذا العالم الأرضي كل نسمة حياة تدب في رحاب الكون الفسيح . انها مريم رمز الأمومة والتبتل والحب الآلهي الأسمى في هذا الكون على الإطلاق وهي سيدة نساء أهل الجنة بكل فخر واعتزاز" . وأكد الاستمرار " على هذا المنهج المريمي الجامع الذي هو من صميم يتناسق مع اعتقادنا الديني المسيحي والاسلامي ويدعم خصوصيتنا اللبنانية وستكون من ضمن أولوياتنا مشروع وضع الرمز المسيحي- الاسلامي لسيدتنا مريم على ساحة من ساحات الوسط التجاري في بيروت ومشروع تشييد مركز اسلامي مسيحي حول سيدتنا مريم يهتم بتوثيق كل ما كتب عن مريم وتنظيم المحاضرات والندوات التي تعنى بالحوار الديني ". وتخلل الاحتفال ترانيم مريمية أنشدتها المرنمة جومانا مدور .

ويختم المعرض أعماله التاسعة مساء غد الاحد ومن أبرز نشاطاته في اليوم الحادي عشر: أفلام وثائقية ، ندوة بعنوان " العالم العربي منشأ الأخوة" تنظمها جماعة راهبات أخوات يسوع الصغيرات ويحاضر فيها أنطوان طعمة، ويعلن بعدها رئيس الإتحاد الأب طوني خضره خلال حفل الإختتام ليلا" تاريخ وموضوع معرض الإعلام المسيحي للسنة المقبلة 2009 .