الفاتيكان والازمة الاقتصادية والأخلاقية الحالية

الناطق باسم الكرسي الرسولي يقدم وجهة نظر البابا للخروج من الأزمة الاقتصادية والأخلاقية الحالية

بقلم روبير شعيب

الفاتيكان، الخميس 8 يناير 2009 (Zenit.org).

صرح الناطق الرسمي باسم الكرسي الرسولي بأن البابا بندكتس السادس عشر قد قدم في شرحه لرسالة اليوم العالمي للسلام 2009 في عظته نهار رأس السنة "نموذجًا جديدًا للنمو".

وشرح الأب لومباردي، مدير دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي أن هذا النموذج يرتكز على أمور ثلاثة: العدالة، الرزانة والتضامن.

جاء تصريح لومباردي في الافتتاحية الأسبوعية التي يقدمها المركز التلفزيوني الفاتيكاني، أوكتافا دييس. ولفت ناقلاً فكر البابا أن الأزمة الاقتصادية والاجتماعية ذات الأسباب الأخلاقية تتطلب جوابًا ذا طابع أخلاقي.

هذا وعلق الكاهن اليسوعي على كلمات الأب الأقدس في عظته في قداس رأس السنة، عيد السلام، حيث قال أنه ينبغي اعتبار الأزمة الاقتصادية الحالية كحقل اختبار، وامتحان وتحدٍ، وليس فقط كحالة طارئة نكتفي بإيجاد اجوبة فورية لها.

وعليه، ما يقوم به الأب الأقدس هو بالحقيقة تقديم نموذج تنمية مستدامة، وليس فقط معالجة سطحية لطوارئ اقتصادية ومالية. يقدم البابا برنامجًا متكاملاً يعنى بصحة الكوكب البيئية، وفوق كل شيء بالأزمة الثقافية والأدبية، التي باتت عوارضها واضحة في كل أنحاء العالم".

بحسب الخلاصة التي قدمها الناطق باسم الفاتيكان، يقدم بندكتس السادس عشر وسيلة لالتزام مشترك: "اعتناق العدالة والرزانة (الاعتدال)، اعتناق التضامن – وهي خيارات تكبح لجام الجشع الذي لا يرتوي، والذي يولد الصراعات والانقسامات، والذي يردع هوس الامتلاك لكي ينفتح الإنسان على المشاركة".

وذكر الأب لومباردي بتقديم الاب الأقدس لأمثلة الفقر المسيحي الاختياري، الذي يمثله بشكل نموذجي القديس فرنسيس الأسيزي، والذي يشكل مثالاً كبيرًا يوطد الخطى في هذا السبيل، لأن "روح الفقر، لأجل تحرره من الأنانية، هو وسيلة ناجعة لمحاربة الفقر المادي والأخلاقي الجائر، والذي يحط بكرامة الإنسان وهو أصل التوترات، والكره، والصراعات".

وأخيرًا، صرح مدير دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي ان "مشاكل عالم اليوم هو معقدة جدًا، ولكن السبل للبدء في بحث عن أجوبة بعيدة المدى هي بسيطة وواضحة. والمطلوب هو أن نريد قبولها".