الحوار الرسمى بين الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة القبطية الأرثوذكسية

اللجنة الدولية للحوار اللاهوتى بين الكنيسة الكاثوليكية

والكنائس الأرثوذكسية الشرقية

 

 

 

عن موقع نيافة الأنبا بيشوي

 

والموقع يضع هذه النصوص كما هي بدون أدني تعليق، علها تساعد على تعميق الحوار بين الكنيستين لنصل في يوم من الأيام إلى تحقق رغبة المسيح في أن تكون الكنيسة واحدة في المحبة…

 

 

الحوار الرسمى بين الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة القبطية الأرثوذكسية

مركز مار مرقس، مدينة نصر، القاهرة 27-30 يناير 2004

 

للأنبا بيشوى مطران دمياط

 

الزيارة البابوية

بدأ الحوار الرسمى بين الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة القبطية الأرثوذكسية نتيجة أول زيارة بعد مجمع خلقيدونية 451م قام بها بابا الأسكندرية لروما.

 

فقد زار قداسة البابا شنودة الثالث، بابا الأسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، كرسى روما من 4 حتى 10 مايو 1973 فى ضيافة قداسة البابا بولس السادس.

 

خلال هذه الزيارة استعاد قداسة البابا شنودة الثالث الرفات الرسمى للقديس أثناسيوس أثناء الاحتفال بذكرى مرور 16 قرن على نياحة هذا القديس العظيم.

 

ذكر قداسة البابا بولس السادس فى عظته بهذه المناسبة ما يلى:

"ما أنسب ما تعكسه ليتورجية هذا اليوم الذى نحتفل فيه –كما قلنا- بالذكرى المجيدة للقديس أثناسيوس حامى الإيمان الباسل والشجاع! إن القديس أثناسيوس هو أب ومعلم للكنيسة الجامعة ولذلك يستحق أن نشترك فى تذكاره… يعلن القديس أثناسيوس "أن كلمة الله أتى بنفسه حتى وبكونه هو صورة الآب يستطيع أن يعيد خلقة الإنسان على صورة الله." (cf. De Incarnatione, PG)"[1]

 

وفى نفس المناسبة ألقى قداسة البابا شنودة الثالث خطاباً قال فيه:

"كما حارب القديس أثناسيوس الأريوسية، هكذا جاهد القديس كيرلس من أجل الدفاع عن الإيمان فى مواجهة النسطورية، وأعلن إيمان العالم المسيحى الغربى والشرقى منه على السواء. وكما كان الأمر بالنسبة إلى أثناسيوس، فقد صار نقطة إتفاق، ليس فى ما يتعلق بالإيمان فحسب، بل فى طريقة التعبير المستقيمة والمحددة للإيمان التى تمثل بوضوح كلمة الحق بدقة وفاعلية.

إن اللاهوت التقليدى المشترك لأثناسيوس وكيرلس يشكل قاعدة صلبة للحوار الذى نوكله إلى عدد كبير من اللاهوتيين ليسلكوا فيه بروح محبة صادقة."[2]

 

وفى 10 مايو 1973، وقَّع رئيسا الكنيستين بياناً مشتركاً (انظر ملحق رقم 1) فيه تم الاتفاق على تشكيل لجنة مشتركة،

"مهمتها توجيه دراسات مشتركة فى ميادين: التقليد الكنسى، وعلم آباء الكنيسة، الليتورجيات، واللاهوت، والتاريخ، والمشاكل العلمية، حتى إنه يمكننا بالتعاون أن نسعى معاً لحل الخلافات القائمة بين كنيستينا، بروح الاحترام المتبادل، بل ونستطيع أن نعلن معاً وسائل الإنجيل التى تتطابق مع رسالة الرب الأصيلة ومع احتياجات عالم اليوم وآماله."[3]

 

المداولة الأولى للجنة المشتركة:

انعقدت الدورة العامة الأولى للجنة الدولية المشتركة فى القاهرة فى 26 وحتى 30 مارس 1974.

"أثناء هذه الاجتماعات أخذت اللجنة بعين الاعتبار التقدم الذى تحقق حتى الآن فى الدراسات اللاهوتية، بغرض معرفة ما إذا كان ممكناً اتخاذ خطوات أخرى بخصوص فهمنا الكريستولوجى والنقاط المحددة التى تحتاج إلى مزيد من الإيضاح والدراسة. وقد أمكن أن نطأ قدماً فى ما يخص عرض إيمان كنيستينا حالياً بيسوع المسيح ابن الله المتجسد. هناك توصيات لمزيد من الدراسات اللاهوتية بواسطة خبراء من الكنيستين، وأيضاً توصيات بخصوص التعاون بين الكنيستين فى المجال العملى المتفق عليه."[4]

 

المداولة الثانية للجنة المشتركة:

عقد الاجتماع الثانى للجنة فى القاهرة فى 27 وحتى 31 أكتوبر 1975 "… وقررت اللجنة الشروع فى القيام بدراسات لاهوتية عن تفهم الوحدة التى كانت موجودة فى الكنيسة الأولى غير المنقسمة حتى نرى ما يمكننا أن نستخلصه من تعليم لحياة كنائسنا اليوم."[5]

 

وفى الرؤية المشتركة للتقرير المشترك لهذا اللقاء الثانى، أعلنت اللجنة ما يلى:

"وطريقة العمل لتحقيق الاتحاد هو أن تعود كنيستانا الرسوليتان، بطريقة متساوية وبروح الاحترام المتبادل، إلى الشركة الكاملة على أساس الإيمان والتقاليد والحياة الكنسية لكنيسة القرون الأربعة والنصف الأولى غير المنقسمة."[6]

 

المداولة الثالثة للجنة المشتركة:

انعقد اللقاء الثالث للجنة فى فيينا من 26 حتى 29 أغسطس 1976. وفى التقرير المشترك،

"شعر المشتركون أنه من المفيد أن يقوموا بتجهيز بياناً كريستولوجياً يكون عرضاً نهائياً لفكرهم بخصوص الفهم الكريستولوجى للكنيستين. وقد استعانوا بالمعطيات التى تضمنها البيان المشترك للبابا بولس السادس والبابا شنودة الثالث، وتقرير اللجنة المشتركة بتاريخ 30 مارس 1974، ليحرروا بالإجماع البيان الملحق بهذا التقرير. وسيعرض هذا البيان على سلطات الكنيستين لتقييمه ولاستعماله نهائياً."[7]

 

المداولة الرابعة للجنة المشتركة:

انعقد اللقاء الرابع فى القاهرة من 13 حتى 18 مارس 1978. "وفى هذه اللقاءات ناقشت اللجنة بعض الدراسات حول دور المجامع فى حياة الكنيسة، وحول الأسرار وعلاقتها بالكنيسة، وحول تدبير الخلاص."[8]

 

 

مبادئ وبروتوكول:

فى 23 يونيو 1979 (كما نشر فىVatican Information Service ) فقد تم تحضير المبادئ والبروتوكول بواسطة اللجنة الدولية المشتركة. وفى نهاية البروتوكول (نقطة رقم 9) ورد ما يلى:

"المهم هو أن يخطط منهاج ويرفع فى أسرع وقت ممكن، لتعريف الإكليروس والعلمانيين من كلا الكنيستين بالمبادئ التى تقررت والإجراءات التدريجية التى يمكن أن تتخذ فى سبيل تحقيقها. فما من سعى جاد نحو الوحدة بين كنيستينا يمكنه أن يتقدم بدون اشتراك ملم وحميم للكنيسة جمعاء. لذلك ينصح أن الاقتراحات العديدة المقدمة من قبل اللجنة المشتركة واللجنة المحلية المشتركة لتحقيق هذا الأمر ولضمان التعاون بين رؤساء كنيستينا، تفحص وتنفذ."[9]

 

توقف الحوار

انقطع الحوار بسبب الوضع فى مصر، حيث وضع قداسة البابا شنودة تحت التحفظ فى دير الأنبا بيشوى بالبرية من 5 سبتمبر 1981 حتى 5 يناير 1985. وفى هذه الفترة تسلم قداسة البابا شنودة الثالث نسخة من المبادئ والبروتوكول السابق ذكرها.

 

استئناف الحوار

"حينما استطاع قداسة البابا شنودة الثالث العودة إلى مزاولة مهامه بالكامل مع بداية عام 1985، اتخذت خطوات من كلا الجانبين لمواصلة الحوار بين الكنيستين.

حينما كان قداسة البابا شنودة لا يزال فى مقره تحت التحفظ، أعرب عن رغبته فى مقابلة الأب دوبريه بهذا الخصوص وأوفد الأنبا أرسانيوس أسقف المنيا لعمل اتصالات وعرض اقتراحات.

من 22 مايو وحتى 24 مايو، زار القاهرة وفد مكون من الأب دوبريه سكرتير السكرتارية، والأب عمانوئيل لان مستشار السكرتارية، والأب جرارد دكورت أيضاً من السكرتارية. إستقبل قداسة البابا شنودة هذا الوفد مرتين حيث عبر عن تصميمه الجاد لاستئناف الحوار والتقدم فى الطريق المؤدى إلى العودة الكاملة للشركة. وحيث أن الترجمة العربية للـ"مبادئ من أجل توجيه البحث فى الوحدة بين الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة القبطية الأرثوذكسية" مع ملحق "بروتوكول" قد وصلت مؤخراً، فقد أعلن قداسة البابا شنودة الثالث للوفد عزمه على عرض النص على مجمعه المقدس للدراسة."

أثناء زيارة الأنبا أرسانيوس للسكرتارية، اقترح إعداد نص بيان مشترك بغرض "تنقية الذاكرة" على غرار ما عمل بين البابا بولس السادس وقداسة البطريرك أثيناغورس الأول فى عام 1965. وقد قدم هذا المشروع لقداسة البابا شنودة الذى ناقشه مع الوفد."[10]

 

وفى 13 يناير 1986، تلقى قداسة البابا شنودة الثالث خطاب من نيافة الكاردينال فيليبراند رئيس سكرتارية الوحدة المسيحية فى الفاتيكان، بخصوص المبادئ والبروتوكول، ومسودة إعلان "تنقية الذاكرة" متضمناً رفع الحرومات، وتعيين أعضاء اللجنة المشتركة. فى نفس الخطاب، ذكر ترجمة البيان المشترك لعام 1973 إلى العربية، بالإضافة إلى المبادئ والبروتوكول، وتوزيعها على أساقفة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية (أنظر ملحق رقم 2).

 

فيما يلى اقتباس من الرد المرسل من سكرتير عام المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية:

"تسلم قداسة البابا شنودة الثالث بتقدير رسالتكم بتاريخ 13 يناير 1986.

فى اللقاء التالى المختلط للجان المجمع المقدس "لجنة الإيمان والتعليم" و"لجنة العلاقات الكنسية" برئاسة قداسة البابا شنودة الثالث فى 11 فبراير 1986، تمت قراءة رسالتكم، كما تمت دراسة مسودة بيان تنقية الذاكرة ومناقشته بالكامل.

ونتيجة هذه الدراسة الأولية سوف تعرض فى اجتماع المجمع المقدس بتاريخ 21 يونيو 1986 للحصول على الرد الرسمى الذى سوف نرسله إلى نيافتكم فوراً".

 

عقد المجمع المقدس برئاسة قداسة البابا شنودة الثالث إجتماعه التالى فى 21 يونيو 1986، وكان قرار المجمع بخصوص الحوار الرسمى مع الكنيسة الكاثوليكية هو أن أى اتفاقية سابقة تأخذ وضعها النهائى والرسمى إذا وافق عليها المجمع المقدس، وأن الاتفاقية الكريستولوجية مع جدول الأعمال المقترح للحوار يمكن إرساله فى خطاب موجه إلى نيافة الكاردينال فيليبراند فى الفاتيكان. فيما يلى جزء من هذا الخطاب  (الخطاب مرفق بكامله فى ملحق رقم 3):

 

"إن رفع الحرومات يتطلب الوصول إلى حلول للخلافات فى المفاهيم اللاهوتية التى تخص الإيمان فى كنيستينا. فى مقدمتها مراعاة النقاط التالية:

1-    المشاكل الكريستولوجية

2-    انبثاق الروح القدس

3-    المطهر

4-    الحبل بلا دنس

5-    الغفرانات

6-    الزواج المختلط مع غير المسيحيين

7-    وضع الكنيسة القبطية الكاثوليكية فى مصر.

 

فبالنسبة للنقطة الأولى نعتبر أن لدينا اتفاقاً رسمياً بين كنيستينا بالإقرار التالى:

"نؤمن أن ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح الكلمة المتجسد، كامل فى لاهوته، وكامل فى ناسوته، وقد جعل لاهوته وحداً مع ناسوته بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغير ولا تشويش. فلاهوته لم يفارق ناسوته لحظة واحدة أو طرفة عين.

وفى نفس الوقت ندين نسطور وأوطاخى وعقيدتهما."

 

وإذا أمكن لكنيستكم أن تقبل هذا الإقرار- الذى تمت تقريباً الموافقة عليه فى فيينا ( برو أورينتى) فى سبتمبر عام 1971، نستطيع أن ننتقل إلى النقطة الثانية فى حوارنا اللاهوتى نحو الإيمان الواحد للكنيسة."

 

وقد نشر ما يلى فى مجلة سكرتارية تعزيز الوحدة المسيحية – مدينة الفاتيكان – خدمة المعلومات رقم 67، 1988 (2) صفحة 75:

 

"تمت الآن استعادة العلاقات الطيبة، وتشكلت اللجان المشتركة المحلية. جاء الأنبا بيشوى أسقف دمياط والسكرتير العام للمجمع المقدس للكنيسة القبطية إلى روما مع الأنبا بولا مساعده. وبصفتهما موفودان من قبل البابا شنودة كانت لهما محادثات مع سكرتارية تعزيز الوحدة المسيحية، وتم الاتفاق على طرق عودة اللجنة الدولية المشتركة إلى عملها فى المستقبل القريب. كما ذهب الأب دوبريه إلى القاهرة فى أغسطس 1987 لإجراء محادثات مع البابا شنودة الثالث ومع أعضاء الرئاسة الكاثوليكية لنفس الغرض."

 

أيضاً ورد ما يلى فى مجلة المجلس البابوى لتعزيز الوحدة المسيحية – مدينة الفاتيكان – خدمة المعلومات رقم 76، 1991 (1) صفحة 33:

"سافر الأب دوبريه سكرتير سكرتارية (الآن المجلس البابوى) تعزيز الوحدة المسيحية فى فبراير 1988 إلى القاهرة ليرتب عودة أعمال اللجنة الدولية المشتركة بين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والكنيسة الكاثوليكية. كان آخر لقاء لهذه اللجنة فى مارس 1978…

تضمنت رحلة الأب دوبريه إلى القاهرة لقاء مع العديد من أعضاء اللجنة الدولية فى دير الأبنا بيشوى، وعمل مسودة صياغة كريستولوجية موجزة لمضمون البيان المشترك الموقع عام 1973 بين البابا بولس السادس والبابا شنودة الثالث…"

 

الاتفاقية الكريستولوجية الرسمية

إن الاتفاقية الكريستولوجية المقترحة والتى تمت الموافقة عليها بواسطة المجمع القدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية تم التوقيع عليها فى لقاء 12 فبراير 1998 فى دير الأنبا بيشوى بمصر. لكن الجانب الكاثوليكى طلب تعديلاً معيناً نصه "أننا نحرم عقيدة نسطور وأوطاخى" بدلاً من "أننا نحرم نسطور وأوطاخى وعقيدتيهما." حيث أننا نظن أن التعبيران يقودان إلى نفس النتيجة، فقد قبل الجانب القبطى الأرثوذكسى هذا التعديل كما قبل المجمع المقدس البيان المشتركCommuniqué  الخاص بلقاء فبراير 1988 والمرفق فى ملحق رقم 4.

 

فى إجتماع المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية برئاسة قداسة البابا شنودة الثالث فى 25 مايو 1988 تقرر إضافة "تعليم المجمع الفاتيكانى الثانى بخصوص خلاص غير المؤمنين" إلى بنود الحوار الرسمى. وتم إبلاغ هذا القرار فى خطاب تم تسلميه إلى نيافة الأسقف دوبريه بتاريخ 26 أبريل 1990 فى دير الأنبا بيشوى. وكان رده "أن الجانب الكاثوليكى سوف يقبل أن تتعهد اللجنة المشتركة هذا الموضوع أيضاً".[11]

 

المداولة الخامسة للجنة المشتركة بين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والكنيسة الكاثوليكية

إن لقاء فبراير 1988 مهد الطريق لعقد المداولة الخامسة للجنة الدولية المشتركة فى دير الأنبا بيشوى من 3 حتى 8 أكتوبر 1988. وفيها قبلت اقتراحات المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، فبحثت اللجنة فى هذا اللقاء سر الفداء مع كل ما يتعلق به لما ينتهى إليه شخص الإنسان، وما تتضمنه تعاليم الكنيستين. نوقش هذا الموضوع على أساس الأوراق المعدة من الجانبين."[12]

 

بجانب مناقشة موضوع المطهر المذكور أعلاه، كان للجنة  أعمال تخص جدال الفيليوك (انبثاق الروح القدس من الآب والابن) وقدم الجانبان أبحاثاً فى هذا الصدد. إن التقرير (ملحق رقم 5) المعد بخصوص موضوع المطهر تضمن:

1-  العناصر المتفق عليها

2-  العناصر التى سوف تقود المناقشات فى نقاط الخلاف

3-  عرض النقاط التى تهم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية

4-  عرض النقاط التى تهم الكنيسة الكاثوليكية

 

المداولة السادسة للجنة المشتركة

"ومن بعدها استطاعت اللجنة الدولية المشتركة بين الكنيسة الكاثوليكية الكنيسة القبطية الارثوذكسية، أن تجتمع مرة أخرى فى دير الأنبا بيشوى فى ضيافة قداسة البابا شنودة الثالث. وفى هذا اللقاء السادس الذى تم من 23 إلى 27 أبريل 1990، فكر أعضاء اللجنة معاً فى تاريخ جدال "والابن"، وفى وجهات النظر الإنجيلية واللاهوتية والآبائية لانبثاق الروح القدس، وإضافة "والابن" على قانون إيمان النيقاوى القسطنطينى. وكما تم فى اللقاء الخامس اتسع النقاش فى الموضوع على أساس الوثائق المقدمة من أعضاء اللجنة من الأقباط الأرثوذكس ومن الكاثوليك."[13]

 

المداولة السابعة للجنة المشتركة:

"عقدت اللجنة الدولية المشتركة للحوار بين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والكنيسة الكاثوليكية جلستها السابعة فى دير الأنبا بيشوى من 18 حتى 24 أبريل 1991، فى ضيافة قداسة البابا شنودة الثالث… جرت مناقشات مطولة بخصوص إيمان الكنيستين فى موضوع "وضع نفوس المؤمنين الراحلين بعد الموت". بالرغم من أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لا تقبل عقيدة المطهر، إلا أن كثير من النقاط الهامة فى أمور أخرى تخص موضوع النقاش قُبلت وتم التعبير عنها فى بيان اللجنة. نتيجة هذه الدراسة مقدمة لسلطات الكنيستين للنظر وعمل اللازم (أنظر ملحق رقم 6 أ).

 

علاوة على ذلك فقد استكملت اللجنة حوارها بخصوص الثالوث القدوس، وعلى الأخص موضوع إنبثاق الروح القدس، وتمت مناقشة الأوراق المقدمة من كلا الجانبين والحوار مستمر."[14]

 

المداولة الثامنة للجنة المشتركة:

"فى اطار الحوار العالمى الجارى حالياً بين الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة القبطية الأرثوذكسية إلتقى الوفدان فى الفترة من الثلاثاء 25 إلى السبت 29 فبراير 1992 فى دير الأنبا بيشوى (مصر)، فى ضيافة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية."[15] استكملت المناقشات حول موضوع انبثاق الروح القدس وتضمن تقرير اللقاء ما يلى:

         مقدمة

         موقف الكنيسة القبطية

         موقف الكنيسة الكاثوليكية

         اللجنة الرعوية المشتركة المحلية

         النتيجة

لاحظ المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية برئاسة قداسة البابا شنودة الثالث، فى اجتماع 3 يونيو 1990 و 25 مايو 1991 و13 يونيو 1992، أننا لم نتوصل إلى أى اتفاق مع الكنيسة الكاثوليكية بخصوص "المطهر" و"انبثاق الروح القدس"، وأن الكنيسة الكاثوليكية فى مصر تمارس الاستلال مما أدى إلى توقف الحوار عند هذه المرحلة.

 

الحوار على أساس عائلى

لقد نشطت زيارة نيافة الأسف ولتر كاسبر (الآن الكاردينال كاسبر) إلى مصر من 27 مارس حتى 2 أبريل 2000، ومع قداسة البابا شنودة الثالث يوم 28 مارس فى القاهرة، الرغبة فى إعادة الحوار الرسمى مع الكنيسة الكاثوليكية. كانت رغبة قداسة البابا شنودة الثالث أن يعود الحوار على أساس ارتباطنا مع كل عائلة الكنائس الأرثوذكسية الشرقية.

 

قام المجلس البابوى لتعزيز الوحدة المسيحية بدعوة ممثل واحد لكل كنيسة من الكنائس الأرثوذكسية الشرقية إلى لقاء تحضيرى فى الفاتيكان موجهاً الدعوة إلى رؤساء هذه الكنائس طالباً الرد والموافقة.

 

واجتمعت اللجنة التحضيرية فى يناير الماضى فى روما ووضعت جدولاً للأعمال ومنهجاً للحوار، وخطة للقاء الأول الحاضر للجنة المشتركة.

 

الاتفاقية الكريستولوجية والتحديات

وافق المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية على الاتفاقية الكريستولوجية الرسمية الموقعة بين الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة القبطية الأرثوذكسية، كما رحب بها قداسة البابا يوحنا بولس الثانى فى خطاب منه إلى قداسة البابا شنودة الثالث بتاريخ 30 مايو 1988 (انظر محلق رقم 8).

 

إلا أن هذه الاتفاقية الآن فى وضع التحدى بسبب الاتفاقية الكريستولوجية الرسمية الموقعة فى نوفمبر 1994 بين الكنيسة الكاثوليكية وكنيسة المشرق الأشورية (أنظر ملحق رقم 9).

 

إن كنيسة المشرق الأشورية، فى الحوارات والعروض والمحاضرات وفى موقعهم على شبكة الإنترنت، تهاجم المجمع المسكونى الثالث فى أفسس (431)، والقديس كيرلس مع تعاليمه، وألوهية السيد المسيح، وإيماننا فى العذراء القديسة مريم أنها والدة الإله (ثيئوتوكوس). وفى نفس الوقت تكرِّم هذه الكنيسة نسطور كقديس فى ليتورجياتها ومطبوعاتها. باختصار سوف نورد الأمثلة التالية:

 

1- نشرت مجلة الكاثوليك الدولية Catholic International[16] بتاريخ مايو 1999 مقالة، وقدمتها كنص تم نشره فى المجلة نصف السنوية لمركز نحو الوحدة Centro-Pro Unione فى خريف 1998 ، عنوان المقالة "مريم فى الحوار الكاثوليكى الأشورى، وجهة نظر أشورية" ذكر فيها ما يلى:

 

بمركز نحو الوحدة Centro-Pro Unione فى روما، فى المؤتمر الذى رتبه أخوة الكفارة الفرانسيسكان the Franciscan Frairs of the Atonement، بمشاركة الجمعية المسكونية للمباركة العذراء مريم، والذى انعقد فى 26 أكتوبر 1998 عن المريمية فى الحوار المسكونى بين الكنيسة الكاثوليكية وكنيسة المشرق الأشورية، كشف المطران الأشورى Bawai Soro باواى سورو، وهو السكرتير العام للجنة العلاقات الكنسية وتطور التعليم فى كنيسة المشرق الأشورية، فى مقالته الافتتاحية عن التقارب الممكن بين تعاليم الكنيستين فى مواضيع مريمية معينة –لقب ثيئوتوكوس (والدة الإله) وخريستوتوكوس (والدة المسيح)  والحبل بلا دنس والصعود. كما علق الأسقف على الأسباب الممكنة لطريقة الكنيستين المختلفة فى صياغة تعاليمهما فيما يخص هذه الموضوعات. وفى النهاية اقترح أن الاختلاف فى الصياغة لا يعنى بالضرورة اختلاف فى الإيمان "لمضمون ومعنى الإيمان الرسولى، كما أن الوحدة فى التعبير العقيدى لا تشكل أحد الشروط اللازمة لإعادة الشركة".

 

المقدمة:

إن إدانة نسطور وتعاليمه فى مجمع أفسس 431 أبرز شقاً فى حياة الكنائس لقرون. واليوم وبواسطة هذا الإعلان الكريستولوجى المشترك فى نوفمبر 1994 تم تخطى هذا التمزق اللاهوتى الذى كان يبدو كما لو كان لا يقهر. لن تعد صرخات الثيئوتوكوس تستخدم كمصدر للانقسام، والآن التسمية خريستوتوكس ستنال أخيراً كرامتها الواجبة.

 

عداء القرون هذا بين الكنائس اليونانية-البيزنطية وبين كنيسة المشرق، نتج عن خلاف نشأ بسبب تطبيق التسميات الخاصة بمريم وبالتحديد ثيئوتوكوس وخريستوتوكوس، فى وصف تجسد ربنا يسوع المسيح. بالطبع كان هذا الخلاف كنسى-سياسى بين كرسى الإسكندرية وكرسى القسطنطينية، ظهر أخيراً فى صورة نزاع لاهوتى واحتدام شخصى بين كيرلس بطريرك الإسكندرية ونسطور بطريرك القسطنطينية فى مجمع أفسس 431. هذا الخلاف أشعل  واحدة من أكثر الصراعات تمزيقاً وهدماً فى المسيحية، وانتشر فى كل كنائس الإمبراطورية الفارسية. هذا التاريخ الرهيب يدل على أهمية موضوعنا والحاجة إلى معالجة وجهات النظر المخالفة بمحبة، والحاجة إلى السعى نحو فهم الصياغات المختلفة التى يستخدمها أشخاص مختلفون فى حضارات وأماكن مختلفة." (انظر ملحق رقم 11).

 

2- نشر المقال التالى فى الموقع التالى www.cired.org  الذى يحمل اسم "كنيسة المشرق الأشورية الرسولية المقدسة – لجنة العلاقات الكنيسة والتطور العلمى":

 

الحروم المضادة للقديس نسطور ضد كيرلس

St. Nestorius Counter Anathemas Against Cyril

New Advent Catholic Website

http://www.knihgt.org/advent

 

1- إذا قال أحد أن عمانوئيل هو الله الحقيقى وليس الله معنا، أى أنه وحد نفسه بطبيعة مشابهة لطبيعتنا، اتخذها من العذراء مريم وسكن فيها، وإذا دعى أحد مريم أنها والدة الإله الكلمة وليست أم ذاك الذى هو عمانوئيل… فليكن محروماً (انظر ملحق رقم 12).

 

الخلاصة:

حيث أننا داخلون إلى مرحلة جديدة تاريخية فى الحوار اللاهوتى فإننا نأمل أن يقودنا الروح القدس للحفاظ على الإيمان المسلم مرة للقديسين وأن نعمل بإخلاص من أجل وحدة الكنيسة بنعمة الرب مخلصنا.

 

 

 

 




[1] Cf. The Pontifical Council for Promoting Christian Unity: Vatican City: Information Service, no. 76, 1991 (I). pp.3-4.

[2] Ibid., p. 5.

[3] ibid., p. 9.

[4] Ibid., p. 14.

[5] Ibid., p. 17.

[6] Ibid., p. 18.

[7] Ibid., p. 19.

[8] Ibid., Press communiqué, p. 26.

[9] Ibid., p. 32.

[10] The Secretariat of Promoting Christian Unity: Vatican City: Information Service, no. 61, 1986 (III) pp. 122-123.

[11]cf. Letter No. 4469/90/R, Addressed to the Secretary General of the Holy Synod of the Coptic Orthodox Church from the Pontifical Council for Promoting Christian Unity in the Vatican.; dated 20 September, 1990; signed by His Grace Bishop Duprey.

 

[12] The Pontifical Council for Promoting Christian Unity: Vatican City: Information Service, no. 76, 1991 (I), p. 33.

[13] Ibid., p. 33.

[14]  Joint International Commission for Dialogue Between the Coptic Orthodox Church and the Catholic Church: Press Communiqué, April 18-24, 1991

 اللجنة الدولية المشتركة للحوار بين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وبين الكنيسة الكاثوليكية – بيان للصحافة – أبريل 18-24 1991 (أنظر ملحق رقم 6 ب)

[15] 8th Joint International Commission for Dialogue Between the Coptic Orthodox Church and the Catholic Church: Introduction : Item [1], 1992 (انظر ملحق رقم 7)

 

16  أنظر خطاب الأسقف بيير دوبريه بخصوص الوضع الرسمى لهذه المجلة فى ملحق رقم 10

ملحق رقم 1

 

البيان المشترك*

 

بولس السادس أسقف روما وبابا الكنيسة الكاثوليكية، وشنوده الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، يقدمان الشكر لله فى الروح القدس، إذ أنه بعد الحدث العظيم لعودة رفات القديس مرقس إلى مصر، قد تقدمت العلاقات بين كنيستى روما والإسكندرية، حتى أمكن الآن أن يصير بينهما لقاء شخصى. وفى ختام اجتماعاتهما ومحادثاتهما يودان أن يعلنا معاً ما يلى:

 

لقد تقابلنا معاً تحدونا الرغبة فى تعميق العلاقات بين كنيستينا، وإيجاد وسائط واضحة المعالم وفعالة للتغلب على العقبات التى تقف عائقاً فى سبيل تعاون حقيقى بيننا فى خدمة ربنا يسوع المسيح الذى أعطانا خدمة المصالحة لنصالح العالم فيه (كورنثوس الثانية 5: 18- 20).

 

وطبقاً لتقاليدنا الرسولية المسلّمة لكنيستينا والمحفوظة فيهما، ووفقاً للمجامع المسكونية الثلاثة الأولى، نعترف بإيمان واحد بالإله الواحد مثلث الأقانيم، وبلاهوت ابن الله الوحيد، الأقنوم الثانى للثالوث القدوس، كلمة الله وشعاع مجده ورسم جوهره، الذى تجسد من أجلنا، متخذاً لنفسه جسداً حقيقياً بروح عاقلة، وشاركنا فى إنسانيتنا ولكن بغير خطيئة. ونعترف أن ربنا وإلهنا ومخلصنا وملكنا كلنا يسوع المسيح، إله كامل من حيث لاهوته، وإنسان كامل من حيث ناسوته. وفيه اتحد لاهوته بناسوته اتحاداً حقيقياً كاملاً بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تشويش ولا تغيير ولا تقسيم ولا افتراق. فلاهوته لم يفارق ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين. وأنه وهو الإله الأزلى الأبدى غير المنظور صار منظورًا فى الجسد، واتخذ صورة عبد. وفيه قد حفظت كل خواص اللاهوت وكل خواص الناسوت معاً فى اتحاد حقيقى وتام غير منقسم وغير مفترق.

 

إن الحياة الإلهية تمنح لنا وتنمو فينا وتتغذى بواسطة أسرار المسيح السبعة فى كنيسته وهى: المعمودية، والميرون (التثبيت)، والإفخارستيا، والتوبة، ومسحة المرضى، والزيجة، والكهنوت.

 

ونحن نكرم العذراء مريم، أم النور الحقيقى، ونعترف أنها دائمة البتولية، وأنها والدة الإله، وأنها تشفع فينا وأنها بصفتها والدة الإله (ثيئوتوكوس) تفوق فى كرامتها جميع الطغمات الملائكية.

 

وأن لنا، إلى درجة كبيرة، نفس المفهوم عن الكنيسة، المؤسسة على الرسل، والدور الهام الذى للمجامع المسكونية والمحلية. وتعبّر طقوسنا وليتورجية القداس خير تعبير عن روحانيتنا، فالقداس هو مركز وجوهر عبادتنا الجماعية وهو قمة اتحادنا وشركتنا فى المسيح فى كنيسته. ونحن نحفظ الأصوام والأعياد الخاصة بإيماننا. ونكرم ذخائر القديسين ونتشفع بالملائكة والقديسين الأحياء منهم والمنتقلين. هؤلاء يؤلفون سحابة من الشهود فى الكنيسة. وهم ونحن ننتظر- فى رجاء- المجئ الثانى لربنا عند استعلان مجده ليدين الأحياء والأموات.

 

ونحن نعترف، بكل إتضاع، أن كنائسنا غير قادرة على أن تشهد للحياة الجديدة فى المسيح، بصورة أكمل، بسبب الانقسامات القائمة بينها والتى تحمل وراءها تاريخاً مثقلاً بالصعوبات لعدة قرون مضت. والواقع أنه منذ عام 451م، قد نشبت خلافات لاهوتية امتدت واتسعت وبرزت بسبب عوامل غير لاهوتية. وهذه الاختلافات لا يمكن تجاهلها، ولكن بالرغم من وجودها، فإننا نعيد اكتشاف أنفسنا فنجد أن لكنيستينا تراثاً مشتركاً، ونحن نسعى بعزم وثقة فى الرب أن نحقق كمال تلك الوحدة وتمامها التى هى هبة من الرب.

 

ولكى نتمكن من إنجاز هذه المهمة، نشكل لجنة مشتركة من ممثلين للكنيستين، مهمتها توجيه دراسات مشتركة فى ميادين: التقليد الكنسى وعلم آباء الكنيسة والليتورجيات واللاهوت والتاريخ والمشاكل العلمية، حتى إنه يمكن السعى بالتعاون المشترك لحل الخلافات القائمة بين الكنيستين، بروح الاحترام المتبادل، بل ونستطيع نعلن الإنجيل معاً بطرق تتطابق مع رسالة الرب الأصيلة، ومع احتياجات عالم اليوم وتطلعاته. ونعبّر فى نفس الوقت عن تقديرنا وتشجيعنا لأى جماعات أخرى من الدارسين ومن الرعاة، من بين الكاثوليك والأرثوذكس ممن يكرسون جهودهم لنشاط مشترك فى الميادين المذكورة وما يتصل بها.

 

وإننا فى إخلاص وإلحاح، نذكر أن المحبة الحقيقية، والمتأصلة فى أمانة كاملة للرب الواحد يسوع المسيح، وفى الاحترام المتبادل من كل طرف لتقاليد الطرف الآخر، لهى عنصر جوهرى فى السعى نحو الشركة الكاملة.

 

إننا باسم هذه المحبة، نرفض كل صور الاستلال من كنيسة إلى أخرى، بمعنى أن يسعى أشخاص لإزعاج الكنيسة الأخرى، وذلك بضم أعضاء جدد إليهم من هذه الكنيسة، بناء على اتجاهات فكرية أو بوسائل تتعارض مع مقتضيات المحبة المسيحية أو مع ما يجب أن تتميز به العلاقات بين الكنائس. ينبغى أن يوقف هذا الخطف بكل صورة أينما وجد. وعلى الكاثوليك والأرثوذكس أن يجاهدوا من أجل تعميق المحبة، وتنمية التشاور المتبادل، وتبادل الرأى والتعاون فى المجالات الاجتماعية والفكرية. ويجب أن يتواضعوا أمام الرب، ويتضرعوا إليه أن يتفضل، وهو الذى بدأ هذا العمل فينا، أن يكمله.

 

وإذ نفرح فى الرب الذى منحنا بركات هذا اللقاء، تتجه أفكارنا إلى آلاف المتألمين والمشردين من شعب فلسطين. ونأسف على سوء استخدام الحجج الدينية لتحقيق أغراض سياسية فى هذه المنطقة. وبرغبة حارة نتطلع إلى حل عادل لأزمة الشرق الأوسط حتى يسود سلام حقيقى قائم على العدل، خصوصاً فى تلك الأراضى التى تقدست بكرازة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح وموته وقيامته، وبحياة القديسة العذراء مريم هذه التى نكرمّها معاً بصفتها والدة الإله (ثيئوتوكوس). لعل الله مانح جميع المواهب والعطايا يسمع صلواتنا ويبارك سعينا.

 

 

الفاتيكان فى 10 مايو سنة 1973

 

بولس السادس                                                                              شنودة الثالث

 

 



ملحق رقم 2*

   

13 يناير 1986

قداسة البابا شنوده الثالث

بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية

 

صاحب القداسة،

 

أقدم لكم تحياتى فى محبه سيدنا.

 

كما أخبرتكم فى خطابى بتاريخ 9 ديسمبر 1985، فإن المجمع الاستثنائى الذى انعقد من 14 نوفمبر حتى 8 ديسمبر من نفس العام قد أكد وطرح ثانية كلاً من التوجيه الرعوى والرغبة فى الحوار اللذان تميز بهما المجمع الفاتيكانى الثانى. ونيابة عن الأب المقدس (البابا) أود أن أشكركم لإرسالكم مفوض ملاحظ من كنيستكم لهذا اللقاء الهام. إن وجود نيافة الأنبا بولا حمل شهادة بليغة لآباء المجمع ولكنيستنا عامة،  عن رغبة قداستكم لدفع الحوار ولتعميق العلاقات الأخوية، التى دشنت بزيارتكم التاريخية لروما من 4 حتى 10 مايو 1973،  ونشر البيان الموقع منكم ومن البابا بولس السادس بهذه المناسبة.

 

فى ذكرى هذه الأحداث البارزة، فإن الجنة المشتركة لكنيستينا قد وضعت مجموعة مبادئ لتوجيه السعى نحو الوحدة بين الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة القبطية الأرثوذكسية مع البروتوكول الملائم. كل هذا يحتاج إلى موافقة الكنيستين. ولإظهار الأهمية التى أعطيتموها لهذه الوثائق، فإن نسخة منها تحمل توقيعكم قد عُرضت على الأب المقدس فى خلال زيارته للنمسا فى عام 1983 بواسطة نيافة الأنبا أثناسيوس أسقف بنى سويف. وقد أعربتم للأب دوبريه خلال زيارته لكم، من 20 حتى  23 مايو 1985، عن رغبتكم فى الحصول على نسخة مماثلة تحمل توقيع قداسة البابا يوحنا بولس الثانى. ويسعدنى الآن أن إرفاقها لكم.

 

بإضافة توقيع الأب المقدس لهذه الوثيقة، فقد برهن مرة أخرى على اهتمامه المتميز للسعى نحو الشركة الكاملة بين كنيستينا، والثقة التى يضعها فى حكمة قداستكم واهتمامكم الرعوى المجتهد وفى تطبيق الكنيستين للتوجيهات المحتواة فى هذه الوثيقة.

 

لقد سعد قداسة البابا يوحنا بولس الثانى جداً عندما علم إنكم تحتفظون بالبيان المشترك الموقع منكم ومن البابا بولس السادس فى عام 1973، وكذلك " المبادئ" و" البروتوكول" مترجمة للعربية وموزعة على أساقفة مجمعكم. أنه من المهم أيضاً أن تكون جماعة المؤمنين فى كلا الكنيستين على دراية بالتقدم الحادث فى علاقاتنا والخطوات التى نتصورها معاً. وقد سألنى الأب المقدس أيضاً عن موقفنا من مسودة بيان "تنقية الذاكرة". فإن الأنبا أرسانيوس، أسقف المنيا، عندما زارنا نائباً عن قداستكم فى سبتمبر 1984، لتقوية العلاقات بين كنيستينا، طالب بإعداد مثل تلك المسودة. وقد وصلكم النص قبل زيارة الأب دوبريه بأيام قليلة وقد أخبرته بأنك ستدعنا نعرف ردكم بعد دراسته. إسمح لى أن أؤكد لقداستكم أهمية إبلاغنا بردكم حتى يمكننا التقدم بدون تأخير إلى نص اتفاق، متضمناً أية تعديلات ترغبون فيها. إن تنقية الأرواح والقلوب، بمحو أى شئ ماضى محبط للمحبة من ذاكرة كنيستينا، وعلى الأخص الحرومات التى أثقلت على علاقاتنا، سوف يكون له نتائج مباشرة، مثلاً إن ذلك يمكننا من فتح مرحلة جديدة وهامة فى طريقنا نحو الشركة الكاملة. هذا هو السبب الذى جعل الأب المقدس يتطلع بلهفة ولكن بثقة إلى أنه تمكن من توقيع هذا البيان معكم، لإعلان مجد الله وخير كل الكنيسة.

 

عندما تبلغنا قداستكم بردكم، سيمكننا تنفيذ طريقة إعلان الوثيقة تفصيلياً والدخول فى مرحلة جديدة من حواراتنا، وتعاوننا، وعلاقاتنا الأخوية متطلعين إلى الوحدة، وهى المرحلة التى وضع تصورها سابقاً البروتوكول الموقع من قداستكم والأب المقدس.

 

نحن أيضاً فى انتظار قائمة الأعضاء الذين تودون ترشيحهم للجنة المشتركة للحوار الذين سيعملون مع الأعضاء الكاثوليك الذين أبلغ الأب دوبريه أسمائهم لكم فى زيارته الأخيرة.

 

إننا نؤثر معكم "قوة الله الذى خلقنا ودعانا دعوة مقدسة، لا بمقتضى أعمالنا بل بمقتضى القصد والنعمة التى أُعطيت لنا" ( 2تي 1: 8-9)، وإننى أصلى لكى يبارك الله مساعينا لعمل إرادته.

 

أقدم لقداستكم احترامى وتحياتى فى ربنا.

 

 

جوهانز كاردينال فيليبراند

رئيس

 

 

ملحق رقم 3 *

 

القاهرة فى 16 سبتمبر 1986

 

غبطة الكاردينال فيلبراند

رئيس سكرتارية الوحدة المسيحية

الفاتيكان

 

صاحب الغبطة،

 

أبعث إليكم تحياتى فى محبة ربنا يسوع المسيح.

 

إيماءً إلى رسالتى الموجهة إلى غبطتكم بتاريخ 11 يونيو 1986، يسرنى أن أرسل إليكم رد اجتماع المجمع المقدس لكنيستنا فى 21 يونيو 1986 بخصوص رفع الحرومات بين كنيستينا.

 

إن رفع الحرومات يتطلب الوصول إلى حلول للخلافات فى المفاهيم اللاهوتية التى تخص الإيمان فى كنيستينا. وفى مقدمة ذلك مراعاة النقاط التالية:

1-    المشاكل الكريستولوجية

2-    انبثاق الروح القدس

3-    المطهر

4-    الحبل بلا دنس

5-    الغفرانات

6-    الزواج المختلط مع غير المسيحيين

7-    وضع الكنيسة القبطية الكاثوليكية فى مصر.

 

فبالنسبة للنقطة الأولى نعتبر أن لدينا اتفاقًا رسمياً بين كنيستينا بالإقرار التالى:

 

"نؤمن أن ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح الكلمة المتجسد، كامل فى لاهوته، وكامل فى ناسوته، وقد جعل لاهوته وحداً مع ناسوته بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغير ولا تشويش. فلاهوته لم يفارق ناسوته لحظة واحدة أو طرفة عين.

وفى نفس الوقت ندين نسطور وأوطاخى وعقيدتهما."

 

فى حالة قبول كنيستكم لهذا الإقرار- الذى تمت تقريباً الموافقة عليه فى فيينا ( برو أورينتى) فى سبتمبر عام 1971، نستطيع أن ننتقل إلى النقطة الثانية فى حوارنا اللاهوتى نحو الإيمان الواحد للكنيسة.

 

نأمل أن تستطيع كنيستانا أن تومئا بذلك إلى اللجنة المشتركة للحوار.

 

وإنى أرفع إليكم يا صاحب الغبطة باحترام تحياتى فى الرب يسوع المسيح.

 

 

الأسقف بيشوى

أسقف دمياط

                                                                           وسكرتير عام المجمع المقدس

 

 

 

ملحق رقم 4*

 

بطريركية الأقباط الأرثوذكس

من قداسة البابا شنودة الثالث

دير الأنبا بيشوى

وادى النطرون

 

12 فبراير 1988

 

بمحبة الله الآب ونعمة الإبن الوحيد وموهبة الروح القدس،

 

فى يوم الجمعة 12 فبراير 1988، إجتمعت اللجنة المشتركة للحوار اللاهوتى بين الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة القبطية الأرثوذكسية فى دير الأنبا بيشوى بوادى النطرون بمصر.

 

إفتتح قداسة البابا شنودة الثالث هذا الإجتماع بالصلاة. وقد إشترك فى هذا الإجتماع المونسنيور جيوفانى مورتينى القاصد الرسولى بمصر، والأب دوبريه السكرتير بسكرتارية تعزيز الوحدة المسيحية للفاتيكان، ممثلين لقداسة البابا يوحنا بولس الثانى ومؤهلين من قداسته للتوقيع على هذا الإتفاق. كما حضر أيضاً الأساقفة المعينين من قِبل صاحب الغبطة استفانوس الثانى غطاس بطريرك الأقباط الكاثوليك لتوقيع هذه الاتفاقية.

 

لقد فرحنا باللقاء التاريخى الذى تم فى الفاتيكان فى مايو سنة 1973 بين قداسة البابا بولس السادس وقداسة البابا شنودة الثالث.

 

وكان هذا هو أول لقاء بين الكنيستين منذ أكثر من خمسة عشر قرناً من الزمان. وفى هذا اللقاء وجدنا إتفاقاً بيننا فى كثير من نقط الإيمان، كما تقرر فى ذلك اللقاء تكوين لجنة مشتركة لبحث نقاط الخلاف العقائدية والإيمانية بين الكنيستين بهدف الوصول إلى الوحدة الكنسية. وقد تم لقاء سابق فى فيينا فى سبتمبر سنة 1971 نظمته مؤسسة بروأورينتى بين لاهوتى الكنيسة الكاثوليكية ولاهوتى الكنائس الأرثوذكسية الشرقية وهى كنائس: الأقباط والسريان والأرمن والأثيوبيين والهنود ووصلوا إلى إتفاق فى موضوع طبيعة السيد المسيح.

 

ونحن نشكر الله أننا الآن يمكننا أن نوقع على صيغة مشتركة تعبر عن إتفاقنا الرسمى بخصوص طبيعة السيد المسيح،  وقد سبق المواقة عليها من المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية فى 21 يونيو 1986.

 

أما باقى نقاط الخلاف بين الكنيستين فسوف تناقش على التوالى بمشيئة الرب.

 

 

نص الإتفاق المشترك

بشأن طبيعة السيد المسيح

"نحن نؤمن أن ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح، الكلمة المتجسد هو كامل فى لاهوته وكامل فى ناسوته، وجعل ناسوته واحداً مع لاهوته بدون إختلاط ولا إمتزاج ولا تغيير ولا تشويش (تداخل)، وأن لاهوته لم ينفصل عن ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين.

 وفى نفس الوقت، نحرم كلا من تعاليم نسطور وأوطاخى".

 

توقيعات



ملحق رقم 5

نص نهائى

نص خاص بأعضاء اللجنة فقط وليس للنشر

 

اللجنة الدولية المشتركة بين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والكنيسة الكاثوليكية

دير الأنبا بيشوى فى 8 أكتوبر 1988

 

 

1-   العناصر المتفق عليها

 

1-   إن الكنيستين تصليان من أجل الموتى وتستمد ذلك من الأسفار المقدسة والتقاليد الليتورجية لكنيستينا.

2-   إن أساس هذه الصلوات هو إيماننا المشترك فى شركة القديسين الذين هم الجسد الواحد للرب يسوع المسيح.

3-   إن مخلصنا يسوع المسيح، رأس هذا الجسد، بصليبه فدى العالم من الخطايا، بدمه.

4-  ولذلك، نحن نصلى من أجل المنتقلين، وخصوصاً بتقديم القربان المقدس عنهم، حتى يمنحهم الله راحة ونياحاً، ومغفرة الخطايا ورحمة فى يوم الدينونة.

5-  وكما اعتدنا إخضاع ظروف أعضاء الكنيسة الشتى مثل: الميلاد، والعماد، والزواج والمرض… الخ. إلى الرب ليباركها، هكذا نخضع الأموات ليد الله الرحيمة.

6-   هذه الصلوات أيضاً هى للشعب، لتعزية الأقارب وإلهام الجميع على التوبة والاستعداد لموتهم هم.

7-   توافق الكنيستان على أنه ليس هناك فرصة للتوبة بعد الموت.

8- كل غفران للخطايا، فى هذا الدهر أو فى الدهر الآتى، يرجع فقط إلى ذبيحة الفداء، التى قدمها الرب والمخلص يسوع المسيح، الحاضرة والعاملة فى الإفخارستيا، والتى تعمل فى حياة الكنيسة لتتميم هذا غفران فى كل عضو.

9-  بدون توبة ليس هناك غفران للخطايا الشخصية.

10-   تتفق الكنيستان على أن الأرواح بعد الموت تنتظر قيامة المجسد والدينونة العامة بمجئ المسيح فى مجده. بعد هذه الدينونة فقط يكمل المطوبون. ومع القيامة سوف نوهب الطبيعة الجديدة السمائية التى تمكننا من ميراث ملكوت السموات الأبدية.



2- عناصر لتوجيه المناقشة فى نقاط عدم الاتفاق

 

1-  إن التفرقة بين ما حددته الكنيسة الكاثوليكية بخصوص المطهر وبين الأفكار اللاهوتية الكثيرة      والممارسات المخصصة التى تطورت حول هذه العقيدة، لها أهمية قصوى فى استمرار الحوار بين كنيستينا فى هذا الخصوص.

2-   ويجب على كل كنيسة أن تشرح بوضوح مفهومها عن موقف المؤمن بين الموت ومجئ المسيح الأخير مع القيامة والدينونة.

3- علينا أن نظل دائماً مدركين بأن ما بعد الحياة، كجزء من سر خلاصنا، لم يُعلن لنا بالكامل بعد "ما لم تره عين وما لم تسمع به أذن ولم يخطر على قلب بشر ما أعده الله للذين يحبونه" كما يذكرنا بذلك بولس (انظر 1كو 2: 9). ولذلك فإن المجهودات الذهنية أو الخيال الإنسانى لا يمكن أن يكون دقيقاً، بل يمكنه أن يكون مضللاً بطريقة خطيرة، ويجب التعامل معه بحذر شديد وبإخلاص للأسفار المقدسة، والتقليد الأصيل لكنائسنا. (انظر رو 12: 3، 1كو 13: 12، 1يو3: 2). وينبغى أن نتحاشى بصفة خاصة، التفكير عن الأماكن والأوقات الخاصة بالمدة الواقعة بين موت المؤمنين ويوم قيامتهم. فليس لدينا خبرة محددة ولا فكرة عن مفهوم المكان والوقت فيما يختص بالروح المنفصلة عن الجسد.

4-  سوف تجهز من الجانبين ردود فعل للدراسات التى تم تقديمها فى الاجتماع الحالى للجنة.

 

3- عرض النقاط التى تهم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية

 

1- إن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لا تقبل عقيدة المطهر، حيث أنه ليس لها أى سند فى الأسفار المقدسة أو تقليد الكنيسة المسكونى. كما أن المجامع المسكونية وقوانين الإيمان المسيحى لم تذكر على الإطلاق أى شئ يخص المطهر.

2- إننا نؤمن أن النفوس البارة تذهب مباشرة إلى الفردوس، كمكان انتظار لتستريح فى تعزية مع الرب ("… اليوم تكون معى فى الفردوس" لو 23: 43)،  إلى أن تذهب الأرواح للمجد الأبدى فى ملكوت السموات (1كو 2: 9). ولذلك نحن لا نؤمن بحبس النفوس أو نار أو آلام العذابات فى المطهر.

3- إن التطهير الذى يقود إلى تحسين الحالة، فى إيماننا، لا يمكن أن يتم فى فترة الانتظار بين الموت والقيامة، لأنه لا توجد فرصة للتوبة بعد الموت، ولا يمكن تحقيق أى تطهير بدون توبة. ولذلك نحن لا نؤمن بآلام التطهير بعد الموت.

4-  لا يمكن تحقيق التطهير بواسطة العقوبات، بل فقط بالتوبة.

5- إن عمل أيقونات تصور المطهر وناره المؤلمة المطهرة، مع وتأثيراتها على أعضاء الكنيسة، تفتح الأبواب لكل التعاليم السلبية عن المطهر، وهذا ضد إيماننا.

6- صمت الكنيسة الكاثوليكية أو تحفظها بخصوص بعض الأمور الخاصة بالمطهر، مثل مفهوم النار والقيمة التكفيرية للآلام والعذابات بعد الموت، تفتح الباب للتعليم الخاطئ ضد كفاية فداء الرب، والتعاليم الأخرى المبالغ فيها الخاصة المطهر السائدة الأن فى بعض نصوص كتب المعاهد اللاهوتية، وكتب الكنيسة، والتعاليم الوعظية Catechisms، ووسائل التعليم الأخرى، والعروض الفنية. وعلى الرغم  من أن المجمع الفاتيكانى الثانى فى بيانه بهذا الخصوص يحث "كل من يهمه الأمر للعمل الجاد من أجل تحاشى أو تصحيح أى سوء استعمال، أو مبالغة أو نقائص، تكون قد تسللت هنا أو هناك" (Lumen Gentium, n. 51)، إلا أن المجمع لم يعرّف هذه الأشياء.  إننا نأسف لأننا لم نطلع حتى الآن بأنه قد تم وضع خطة فعالة أو تم تنفيذ شئ لتصحيح الأخطاء. وهذا التصحيح يحتاج إلى وقت كبير وبالتالى إلى عمل سريع وتعليم مصحح.

7-  أننا لا نؤمن بان عقاب الكنيسة يحتاج إلى تكملة بعد الموت حيث أن الهدف كان للحث على التوبة وليس هناك توبة بعد الموت.

8- إننا لا نؤمن بالغفرانات (التفسيحات) التى تمنح بأى نوع من الصلوات، وتكرار التلاوات، أو زيارة أماكن معينة لقديسين فى مناسبات معينة. فالغفران يعتمد على التوبة .

9-  لا يوجد قديسين عندهم زوائد فضائل يمكنهم منحها لغفران خطايا الآخرين، وشفاعات القديسين ليست كفارية.

10-     لا يمكن للإنسان أن يوفى العدل الإلهى، لا فى هذا العالم ولا بعد الموت. فالعدل الإلهى وفى فقط بكفارة ربنا على الصليب.

11-  تعلن دينونة الله بعد المجئ الثانى للرب. هناك دينونة واحدة نهائية للأبرار والأشرار على السواء (مت 25: 31-46، يو 5: 28-39، مت 16: 27، 13: 38-41، يه 14، 15، 2كو 5: 10، رؤ 20: 11-15).

 

5-  تقديم النقاط التى تهم الكنيسة الكاثوليكية

 

1- تؤمن الكنيسة الكاثوليكية أنه بعد الموت مباشرة تتمتع أرواح القديسين الرؤية الطوباوية للإله مثلث الأاقنيم، بينما تُحْرَم أرواح الأشرار من هذه الرؤية. وبالرغم من أن الجزاء الفورى فى الحالتين كثيراً ما يسمى "الدينونة الخاصة"، إلا أنهم لا يفترضون أى محاكمة مثل محاكمة يوم الدينونة الأخير. إن رؤية الثالوث القدوس الرائعة هى ما يسميه الكاثوليك الفردوس أو ملكوت السموات. ومع ذلك، هم يؤمنون أيضاً أن نعيم القديسين يظل غير مكتمل حتى تتحد أرواحهم مع الجسد المقام والممجد.

2- إن ما تقصده الكنيسة الكاثوليكية بعقيدة المطهر هو أن روح المؤمن المنتقل التائب الحقيقى الذى يعيش فى المحبة التى تثبته فى عدالة الله، ولكن تحمل فى داخلها عواقب خطاياها السابقة، فإنها تتطهر بعد الموت من هذه العواقب بآلام مطهرة. إن هذه هى تعاليم مجامع ليون وفلورنسا وترنت فيما يختص بالمطهر، وهذه التعاليم تقول أيضاً أن شفاعات المؤمنين الأحياء، وتقدمة ذبيحة القداس، والصلوات، والصدقات… الخ، مفيدة لهؤلاء الأموات.

3- أى شئ آخر هو فكر لاهوتى أو ممارسة تكريسية كثيراً ما تخيلت هذه الآلام المطهرة فى شكل مكان للنار وعذابات، ومدة عذاب لوقت طالت أو قصرت، موضوعة لاستيفاء العدل الإلهى. وقد نصح مجمع ترنت بشدة على الاعتدال فى التعليم والممارسة، وتكرر ذلك فى المجمع الفاتيكانى، لكن هذا لم يُراعى فى التعليم العام للشعب، وكتب المعاهد اللاهوتية، والعظات الشفاهية Catechisms، ووسلئل التعليم الأخرى، والعروض الفنية، حيث يوجد تأكيد مستمر على أمور ليست جزءًا من الإيمان الكاثوليكى المحدد. علاوة على ذلك، يعطى أحياناً إنطباع خاطئ بأن فرادة وكفاية عمل المسيح الفدائى يكتنفه الغموض.

4- وبالأخذ فى الاعتبار الآلام المطهرة التى ذكرتها المجامع، يبدو أنه من الأفضل أن نعتبرها  إدراكاً مؤلماً تمر به الروح نتيجة خطاياها الماضية، والتى بالرغم من أنها قدمت توبة عنها أثناء حياتها على الأرض، إلا أن هذه العواقب ما زالت تعوقها من السعادة الكاملة أمام الله، ومن شركتها التامة مع القديسين، إن هذا الألم يختلف جوهرياً عن آلام جهنم، لأنها تنطلق من محبة الله، وتكون مستنيرة بالأمل.

5- إن الكنيسة الكاثوليكية بكلمة "التطهير" لا تقصد تكملة هادفة لعمل المسيح الفدائى، الذى كان فريداً وكافياً نهائياً. إن الكنيسة تقصد بالحرى أن صلواتها قد تحصل من الله على رفع كل آثار أو عواقب الخطية عن الروح، حتى تستعيد بالكامل صورة الله ومثاله.

 

8 أكتوبر 1988

 

1-             ملحق رقم 6 أ

 

اللجنة الدولية المشتركــة للحوار بين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والكنيسة الكاثوليكية

دير الأنبا بيشوى

18-24 أبريل 1991

    

 

بيان بخصوص التعليم حول

حالة الأرواح المسيحيين المنتقلين بعد موتهم

 

عقدت اللجنة الدولية المشتركة للحوار بين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، والكنيسة الكاثوليكية مناقشات مستفيضة حول حالة المسيحين المنتقلين بعد الموت. وبين الأمور التى تمت مناقشتها كانت عقيدة "المطهر"، التى لا تستطيع الكنيسة القبطية قبولها. وفى نفس الوقت، يجدر تسجيل النقاط التالية، كحصيلة لهذه المناقشات:

1- تصلى الكنيستان من أجل الراقدين، مستمدين ذلك من الأسفار المقدسة (انظر 2 مكابيين  12: 42- 54، 2تى 1: 18، رؤ 6: 9)، ومن التقاليد الليتورجية لكنيستينا. وأساس هذه الصلاة هو إيماننا بالشركة بين أعضاء الجسد الواحد، الذى لربنا يسوع المسيح، الذى من خلال صليبه، فدى العالم كله من الخطية بدمه.

2- وكما تعودنا أن نسلم كافة مواقف الحياة الخاصة بأعضاء الكنيسة للرب لكى يباركها: كالميلاد، والمعمودية والزواج، والمرض… الخ، كذلك نضع الراقدين بين يديه الرحيمتين، ونصلى عنهم صلاة التحليل.

3- أن الكنيسة لا تتجاهل إطلاقا ضرورة التوبة الشخصية لكل إنسان أثناء حياته، حيث أنه لا توجد فرصة للتوبة بعد الموت. وبصفتها جسد المسيح فهى تتشفع أمام الله بفاعلية من أجل الراقدين، رافعة القرابين عنهم، حتى يهبهم الرب الراحة والنياح، وغفران الخطايا والرحمة فى يوم الدينونة.

4-  هذه الصلوات هى أيضاً للجماعة، فهى تهدف إلى تعزية الأقارب، وتلهم الجميع للتوبة والاستعداد للحظة موتهم.

5- أن كل غفران للخطايا، هو مستمد من الذبيحة الفادية التى لربنا ومخلصنا يسوع المسيح، الحاضرة والفعالة من خلال الأفخارستيا، وتعمل فى حياة الكنيسة، لتعطى الغفران لكل عضو.

6-  تؤمن الكنيستان أن أرواح المنتقلين تنتظر قيامة الجسد، والدينونة العامة، بمجيئ المسيح فى مجده. وأنه بعد هذه الدينونة تكتمل السعادة، إذ أننا بالقيامة نعطى طبيعة سماوية جديدة، تمكننا أن نرث ملكوت السموات.

7- يجب أن نظل مدركين أن الموت والحياة بعد الموت، هى عناصر فى سر خلاصنا، ولم تستعلن لنا كاملة  بعد، كما يذكرنا بذلك القديس بولس: "ما لم تره عين، وما لم تسمع به أذن، وما لم يخطر على قلب بشر، ما أعده الله للذين يحبونه" (انظر 1كو 2: 9). لذلك فمجهوداتنا العقلية، وتصوراتنا الإنسانية، لا يمكن أن تكون دقيقة، بل كثيراً ما تضللنا بطريقة خطرة، فيجب أن نربطها بتحفظ شديد، وولاء للكتاب المقدس، والتقليد الأصيل لكنيستينا (قارن رو 12: 3، 1كو 13: 12، 1يو 3: 2). وعلى وجه الخصوص، علينا أن نتحاشى خوض الفكر فى الأماكن والأوقات فيما يخص الفترة المتوسطة ما بين موت المؤمنين ويوم قيامتهم. فليست لدينا خبرة دقيقة ولا معرفة حول معنى الزمان والمكان بالنسبة للروح التى انفصلت عن الجسد.

8-  تؤكد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية على ما يلى:

أ) أنها لا تقبل عقيدة المطهر، حيث أنها لا تجد لها سنداً لا فى الكتاب المقدس، ولا فى التقليد الكنسى القديم.

ب) أن ذبيحة ربنا يسوع المسيح على الصليب، كافية لفداء وتطهير المؤمنين التائبين، على أساس التوبة الشخصية أثناء الحياة، كشرط جوهرى لمغفرة الخطايا. إن المراجع الكاثوليكية تذكر أن مجامع ليون، وفلورنسا، وترنت، تتحدث عن الحاجة إلى عقوبات ترضية وتطهير بعد الموت.

ج) الصلاة من أجل الراقدين هى تعبير عن الشركة بين أعضاء جسد المسيح، وهى طلب لغفران الخطايا مبنى على توبتهم أثناء حياتهم على الأرض، ونيحاً لنفوسهم ليس من الآلام، لكن ليكون لهم سلام قلبى فيما يخص مصيرهم الأبدى (رؤ 6 :11، 15: 13) وطلب الرحمة فى اليوم الأخير (2 تى 1: 18).

د) إن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لا تقبل فكرة العقوبة والآلام التطهيرية بعد الموت من أى نوع كانت، بالنسبة للنفوس البارة، مؤمنة أن هذه النفوس، تنتظر فى ارتياح فى الفردوس، يوم القيامة العامة والدينونة، حيث تدخل مع الأجساد الممجدة إلى ملكوت السماوات. فلا حاجة إذن لعقوبات مؤقتة، لا أثناء الحياة ولا بعد الموت، لأن هذا يعنى عدم كفاية ذبيحة الرب، ولأنه مهما كانت تلك العقوبات فهى لا تفى العدل الإلهى حقه. وإلا فما الحاجة إلى ذبيحة الرب، ما دام هناك طريق أخر لتحقيق الغفران خارج الصليب؟! أما التأديبات الكنسية التى توقعها الكنيسة على التأبين أثناء حياتهم ، فتهدف إلى التهذيب الروحى وليس التكفير. كما أنه من المستحيل أن نضع تأديبات على الروح بعد الموت، دون الجسد، الذى شاركها فى ارتكاب الخطايا. لذلك ترفض الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الحرمان المذكور فى القانون رقم 30 من قوانين مجمع ترنت، المنعقد سنة 1547، حيث لا تجد له سند كتابى، أو لاهوتى، أو تقليدى.

و) أن تجلى طبيعتنا بالقيامة (فى 3: 20-21، رو 8: 23)، هو الطريق الوحيد لتحقيق التحرر الكامل من الفساد، ونوال القداسة والمجد. ولا تستطيع الآلام التطهيرية التى تفرض على الروح فقط، أن تقدس الطبيعة الإنسانية.

ز) إن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، تطلب من الكنيسة الكاثوليكية أن تضع وتنفذ خطة تعليمية، ترفض الكتابات والتعبيرات الفنية التى تعلن الآلام التطهيرية ونار المطهر.

ح) أن الغفرانات (التى سوف نبحثها فى مرحلة لاحقة من الحوار)، التى توهب لمن يكررون صلوات معينة، أو يزورون أماكن معينة.. الخ، هى أمور غير مقبولة فى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية. إن شفاعة الكنيسة لا يمكن أن تغفر خطايا إلا من خلال التوبة الشخصية أثناء الحياة. ولا يوجد لدى أحد زوائد يمنحها لغفران خطايا آخر، لأن كفارة الرب هى الطريق الوحيد لخلاص الإنسانية جمعاء (مت 25: 1 13، أع 4: 12). ونحن نؤمن بدينونة واحدة نهائية عند المجئ الثانى للرب (مت 25: 31 46، يو 5: 28- 39، مت 16: 27، 13: 38-41، يه 14، 15، 2كو 5: 10، رؤ 20: 11- 15).

 

9- تؤكد الكنيسة الكاثوليكية على ما يلى:

أ) تؤمن أن المصير الأبدى للإنسان يتحدد نهائياً بعد الموت مباشرة. فهؤلاء الذين ماتوا فى حب كامل لله، ينالون الرؤيا الطوباوية. أما الخطاة الذين ماتوا بدون توبة فإنهم يحرمون تماماً منها. أما الذين ماتوا فى توبة حقيقية ومحبة، ولكن بعواقب من خطاياهم الماضية، فيجب أن يتطهروا من تلك العواقب بآلام تطهيرية، توحدهم بآلام المسيح على الصليب، وتصيرهم أعضاء كاملين فى جسد الرب. وهذا التطهير إذن يختلف جوهرياً عن آلام جهنم، حيث أنه يحمل حب الله، ويستضئ بالرجاء.

ب- إن التمييز بين التعليم الرسمى للكنيسة الكاثوليكية عن المطهر، وبين التأملات اللاهوتية المختلفة، والممارسات التكريسية، التى نشأت حول هذه العقيدة، هام جداً فى الحوار بين كنيستينا فى هذا الموضوع.

لهذا فإن الكنيسة الكاثوليكية قد اتخذت موقفاً رسمياً حول هذه الأشكال من التأملات والممارسات التكريسية، التى يمكن أن تقود إلى سوء استخدام، ومبالغات، وخلل فى شرح وممارسة هذه العقيدة. فمثلاً  مجمع ترنت والمجمع الفاتيكانى الثانى، وحديثاً خطاب الرعية حول عقيدة الإيمان إلى رؤساء كل المؤتمرات الأسقفية الكاثوليكية سنة 1979، حذرت الوعاظ والمعلمين ضد هذه التخيلات والتصورات التحكمية الخاصة بالمطهر، وحالة الإنسان عموماً بعد الموت، لأن "هذه الزيادات تسهم كثيرًا فى خلق صعوبات أمام المسيحيين".

ج- وكل ما هو دون ذلك هو مجرد تأملات لاهوتية أو ممارسات تكريسية، وهى كثيراً ما تخيلت هذه الآلام التطهيرية فى صورة موضع نار وعذابات، وفترات مفروضة من المعاناة طالت أو قصرت، من أجل إبفاء العدل الإلهى. إن حكمة التعليم والممارسة التى أوصى بها مجمع ترنت بقوة، وتكررت فى المجمع الفاتيكانى الثانى، لم تراعى فى التعليم الشعبى، أو فى كتب المعاهد اللاهوتية، أو فى التعليم الوعظى، أو بقية الوسائل التعليمية، والعروض الفنية، حيث تأكدت أمور ليست جزءًا من الإيمان الكاثوليكى المحدد. وبالأكثر، فإن الكتب المنشورة باللغة العربية، أحياناً تعطى انطباع خاطئ يوحى بعدم كفاية وفرادة عمل المسيح الفدائى، بل تلقى عليه ظلالاً من الغموض. لهذا فقد قررت الكنيسة الكاثوليكية أن تتخذ مواقف حيثما وجدت هذه التحذيرات الرسمية والتوصيات غير مرعية بدقة لدى الأفراد والمجتمعات الكاثوليكية.

د- إن الكنيسة الكاثوليكية تفهم الغفرانات على وجهين: 1) بالنسبة للأحياء يكون رفع الآلام الأرضية وعواقب الخطية من خلال الصلوات والأصوام والصدقات والرحلات المقدسة…الخ. 2) بالنسبة للمنتقلين هى تشفع من أجل نياح نفوس أولئك الذين رقدوا فى توبة، ولكنهم يحتاجون إلى تطهير قبل أن يصلوا إلى الرؤيا الكاملة لله.

ولهذا فيلزم أن لا يتصور أحد أن الغفرانات هى غفران للخطايا أو إزالة لعواقب خطايا الراحلين، بل أنها فقط شفاعة فعّالة من أجلهم، فى إطار ذبيحة المسيح الكافية تماماً.

هـ-  أن التطهير (المطهر) والغفرانات، لا يقصد بها إطلاقاً إيفاء لأى دين نحو الله، لأن الدين الإنسانى نحو الله، قد حل بالكامل وبطريقة محددة وفريدة بذبيحة المسيح على الصليب.

و- ولهذا فالكنيسة الكاثوليكية لا تقصد بعبارة "التطهير" أى استكمال للعمل الفدائى للسيد المسيح، ذلك العمل الفريد والكافى، مرة واحدة وإلى الأبد.

*** ** ***

10- اتفقت اللجنة الدولية المشتركة للحوار بين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والكنيسة الكاثوليكية، أن هذا البيان يجب أن يقدم إلى السلطة الكنسية لكل من الكنيستين، للدراسة، وذلك قبل نشره بأى طريقة. وسوف يتبادل الرئيسان المشاركان المعلومات بهذا الخصوص.

 

24 أبريل 1991

الساعة الواحدة بعد الظهر



ملحق رقم 6 ب

 

اللجنة الدولية المشتركة للحوار بين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والكنيسة الكاثوليكية

ديرالأنبا بيشوى

18- 24 أبريل 1991

 

بيان صحفى

عقدت اللجنة الدولية المشتركة للحوار بين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والكنسية الكاثوليكية جلستها السابعة فى دير الأنبا بيشوى من 18 حتى 24 أبريل 1991 فى ضيافة قداسة البابا شنودة الثالث، الذى رأس الجلسة الافتتاحية بقيادة الصلاة وإلقاء خطاب للأعضاء. من بين الضيوف المميزين الذين زاوا وألقوا كلمة للجنة غبطة البطريرم استفانوس الثانى بطريرك الأقباط الكاثوليك بمصر، والقاصد الرسولى سيادة المطران أنتونيو ماجنونى. رأس الجلسة نيافة الأنبا بيشوى مطران دمياط وسكرتير المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وسيادة الأسقف بيير دوبريه سكرتير المجلس البابوى الفاتيكانى لتعزيز الوحدة المسيحية.

 

تأسست اللجنة فى عام 1974 بواسطة البابا بولس السادس والبابا شنودة الثالث، وضمن أهداف هذه اللجنة  تعزيز الحوار اللاهوتى والعلاقات العملية التى تساعد الكنيستين على التقدم نحو فهم متبادل أكثر عمقاً، ومحبة بعضهما لبعض يمكنها أن تقود -بمساندة نعمة الروح القدس- إلى عودة الشركة الكاملة فى الإيمان والحياة السرائرية بين كنيستى روما والاسكندرية الرسوليتين.

 

جرت مناقشات مطولة بخصوص إيمان الكنيستين فى موضوع "وضع نفوس المؤمنين الراحلين بعد الموت". بالرغم من أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لا تقبل عقيدة المطهر، إلا أن كثير من النقاط الهامة فى أمور أخرى تخص موضوع النقاش قُبلت وتم التعبير عنها فى بيان اللجنة. نتيجة هذه الدراسة مقدمة لسلطات الكنيستين للنظر وعمل اللازم.

 

علاوة على ذلك فقد استكملت اللجنة حوارها بخصوص الثالوث القدوس، وعلى الأخص موضوع إنبثاق الروح القدس، وتمت مناقشة الأوراق المقدمة من كلا الجانبين والحوار مستمر.

 

اتاح اللقاء أيضاً فرصة طيبة للنظر فى بعض المشاكل التى لازالت قائمة بين الكنيستين، فتكونت لجنة رعاية محلية مشتركة طلب منها دراسة هذه المشاكل التى تسبب احتكاكات بين كنيستينا وشعبينا وتقدم حلولاً لسلطات الكنيسة. وعموماً يجب أن يكون هدفها هو تشجيع تطور علاقات أفضل فى مجالات كثيرة للحياة المحلية لكنيستينا. وقد شددت التوصية على هذه اللجنة المحلية، كعضد لعملها، أن تراجع الأنشطة والتوصيات والقرارات التى اتخذت فى الماضى منذ بداية الحوار. علاوة على ذلك، ستظل اللجنة الدولية المشتركة على اتصال باللجنة المحلية لتقديم النصح وتشجيع العمل.

 

تقرر أن يكون اللقاء التالى للجنة الدولية المشتركة من 24 حتى 29 فبراير 1992.

 

24 أبريل 1991



ملحق رقم 7

 

المداولة الثامنة للجنة الدولية المشتركة بين الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة القبطية الأرثوذكسية

1- فى إطار الحوار الدولى الجارى حالياً بين الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة القبطية الأرثوذكسية، فقد إلتقى الوفدان فى الفترة من الثلاثاء 25 إلى السبت 29 فبراير 1992 فى دير الأنبا بيشوى (مصر)، فى ضيافة على الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

2- إن جوّ المحبة والأخوّة المسيحية الذى كان سائداً طوال اللقاء ساعد الطرفين بلا شك فى أن يمجدوا معاً إيمانهم المشترك بالله الضابط الكل، ربّ الكون الوحيد، وبعمل الفداء الذى تممه يسوع المسيح لشعبه، وبعمل التقديس الذى يقوم به الروح القدس.

3- وفقاً لتقاليدنا الرسولية، المسلّمة لكنيستينا والمحفوظة فيهما، فإننا نعترف معاً بإيماننا بإله واحد فريد مثلث الأقانيم، الآب والابن  والروح القدس، واحد فى الجوهر، بثلاثة أقانيم، متساويين فى المجد ومستحقين السجود بالتساوى. وقد تم التعبير عن هذا الإيمان فى العديد من قوانين الإيمان لكنيستينا، وبنوع خاص فى قانون الإيمان الذى سلم إلينا باسم قانون الإيمان النيقاوى القسطنطينى.

4- إن آراءنا لم تكن محض تنظير عقلى مجرّد حول الأسرار الإلهية، بل يعتمد فهمنا الصحيح عن خطة الله لخلاص البشرية التى تعتبر أساسية لكل تمجيدنا الليتورجى وحياتنا الروحية فأفراد وككنائس على إيماننا بالثالوث القدوس وبالتعبير عن هذا الإيمان.

5- تعرّض الوفدان أيضاً لمسألة الفروق العقائدية والصعوبات الرعوية القائمة بين كنيستيهما. الأمور التى تمت مراعاتها فى الاجتماع اللجنة هذا، هى ما يلى:

 

1- التعليم الخاص بانبثاق الروح القدس

6- الموضوع الأساسى لمناقشة فى هذا اللقاء كان هو "انبثاق الروح القدس". إن قانون إيماننا المشترك: القانون النيقاوى القسطنطينى ينص على أن الروح القدس "منبثق من الآب". وقد أضافت الكنيسة الكاثوليكية عبارة "والابن Filioque" بعد "من الآب". لكن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تقف بثبات ضد هذه الإضافة. تبادل الوفدان البيانات التالية عن الموقف الخاص لكل منهما للتعبير بوضوح عن وجهات نظرهما بخصوص هذا الموضوع.

 

الموقف القبطى الأرثوذكسى

7- أ- تؤمن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بالانبثاق evkpo,reusij الأزلى للروح القدس المتزامن مع الميلاد ge,nnhsij الأزلى للابن من الآب وحده.

8- 1. هذا لأنه فى قدرة الخاصية الأقنومية للآب وحده أن يخرج الابن بالولادة والروح القدس بالانبثاق. رغم أنه يشركهما فى كل جوهره إلا أنه لا ينقل إليهما خاصيته الأقنومية للولادةو البثق. لذلك يبقى الآب هو الأصل (avrch,) والمسبب (aivti,a) والمصدر (phgh,) الوحيد للاهوت.

9- 2. إن كلمة ekpo,reuo,menon "منبثق" كما استخدمت فى قانون الإيمان تدل على حالة غير مدركة لأصل الروح القدس من الآب مستعيرة لغة الكتاب المقدس (يو 15: 26). إنها تؤكد أن الروح القدس يأتى من الآب بطريقة غير الولادة.

10- 3. إن الروح القدس ليس غريباً عن الابن من حيث الجوهر (القديس كيرلس) وأيضاً بسبب أن كل أقنوم هو فى الأقنومين الآخرين ويتبادل معهما.

11- 4. ليس هناك ترتيب ذو علاقة بالوجود أو الزمن بين الثلاثة أقانيم. فالثالوث القدوس هو فوق كل نوع من الترتيب (taxis) (قارن مت 28: 19، 2كور 13: 14).

12- 5. يجب أن نفرق بين أصل الروح القدس وأرساله إلى العالم.

13- أ) بخصوص إرسال الروح القدس فإننا نفهم النصوص الإنجيلية التى تتكلم عن كل من الآب (يو 14: 26) والابن (يو 15: 26) بأنهما أرسلا الروح القدس.

14- ب) النصوص الإنجيلية المشابه (يو 16: 7، 13، 15، 20: 22، أع 2: 33) لا علاقة لها بالانبثاق الأزلى للروح القدس (لاهوت Theologia) لكنها ترتبط بتدبير الخلاص (تدبير oikonomia).

15- ج) بالمثل فإن الكتاب المقدس يستخدم المصطلحات التدبيرية حينما يتحدث عن أرسال الآب والروح القدس للإبن (اش 68: 16).

16- د) الروح القدس يسمى روح الابن (غل 4: 6) لأنه ببساطة مساو للابن فى الجوهر homoousion. كما يسمى "روح المسيح" (رو 8: 9، 1بط 1: 11) و"روح يسوع المسيح" (فى 1: 19) لأن المسيح أرسله حتى ننال حياة المسيح فينا كما يشرحها القديس أثناسيوس.

17- ب- ترفض الكنيسة القبطية الأرثوذكسية إضافة العبارة اللاتينية فيليوك filioque "والإبن" إلى قانون الإيمان للأسباب التالية:

18- 1.الشكل الأصلى لقانون الإيمان أشار إلى أصل الروح القدس من الآب.

19- 2. قانون الإيمان هذا هو أساس الاعتراف العام بالإيمان بواسطة شعب الله فى العبادة.

20- 3. ليس للفيليوك أصل فى الكتاب المقدس.

21- 4. كما أنه لا يتفق مع التقليد القديم الأول.

22- 5. إن عبارة الفيليوك تنتج عنها أخطار لاهوتية، هى:

23- أ. تعطى إنطباعاً بتقديم مسببين فى الثالوث القدوس، وهذا طبعاً لا يتفق مع عقيدة مونارشية الآب الإلهية.

24- ب. تسبب خلط فى الخواص الأقنومية غير المتداخلة، وهى الأبوة أو المسبب للآب والبنوة للإبن والانبثاق للروح القدس.

25- ج. فى الفكر الخاص الذى لإنبثاق الروح القدس من الآب والابن "كما من أصل واحد" رغم إعلان تحاشى الثنائية إلا أن أشخاص الآب والابن يختلطان يندمجان مما يقود إلى modalism. لأنه من جانب إذا بثق الآب والابن الروح القدس كما من شخص واحد فإن الخلط بين الأقانيم سوف يكون محتوماً. ومن الجانب الأخر إذا كان ذلك من الجوهر المشترك فإن هذا يعنى اشتراك الروح القدس فى حالة وجوده بصفته له نفس الجوهر.

27- د. إن عبارة الفيليوك تجعل الروح القدس ثانوياً بالنسبة للمسيح وتميل إلى عدم جعله شخص.

28- 6. إن إضافة الفيليوك إلى قانون الإيمان القسطنطينى هو قرار غربى من جانب واحد، ولذلك فإن هذا التفسير يعتبر غير قانونى بمعنى أنه لم يعتمد على قرارات مجمع مسكونى.

29- 7. إن لاهوت التوليد interpolation المأخوذ عن بولينوس أسقف أكيليا فى مجمع فريولى (796م) لا يمكن قبوله. وحيث أن قانون الإيمان صدر عن مجمع مسكونى فإن مجمع مسكونى أخر فقط هو الذى يكون له حق تقديم تعديلات أو إضافات عليه، وحتى المجمع المسكونى لا يمكنه أن يغير الإيمان.

30- 8. حتى إن لم تكن المجامع اللاتينية والآباء قبل مجمع فرانكفورت (794م) ومجمع فريولى (796م) يدرون بتغير قانون الإيمان النيقاوى القسطنطينى، فليس هناك حق فى الاحتفاظ بـالعبارة المضافة فيليوك بعد ذلك.

31- 9. لم يفترض البابا لاون الثالث (795-816م) المساواة مع سلطة مجمع الآباء وأعلن أن إدراج عبارة "والابن" لقانون الإيمان إما فى التلاوة أو فى الكتابة هو أمر غير شرعى. وبالتالى جعل قانون الإيمان يتم حفره على شريحتين من الفضة واحدة باللاتينية والأخرى باليونانية ثم أمر أن يوضعا على قبر القديس بطرس. وقراره الصارم بعدم الخضوع لطلب الإمبراطور شرلمان بإضافة الفيليوك يبدو أنه حفظ كنيسة روما خلال القرنين التاليين من الاستخدام الليتورجى لهذه الإضافة لنص قانون الإيمان المحرف.

32- 10. إن فرض الرغبة الفرنجية Frankish فى الأمور الكنيسة وتصميمهم على درج عبارة "والابن" إلى قانون الإيمان والاحتفاظ بها رغم نصيحة الباب لاون فى القرن التاسع، ثم تبنيها نهائياً فى روما بواسطة البابا بينيدكت الثامن تحت ضغط الإمبراطور هنرى الثانى فى القرن الحادى عشر جعل القضية حجر عثرة وقاد إلى إنشقاق 1054م بين روما والقسطنطينية.

33- 11. فى مجمع ليون لإعادة الوحدة (1274م) لم تأت محاولات فرض عبارة الفيليوك والعقيدة التى تتضمنها على البيزنطيين بأى نتيجة، كذلك أيضاً مجمع فلورنسا قصير العمر (1438-1439م) لإعادة الوحدة حيث فرض على اليونانيين الموافقة على العقيدة وليس الإضافة.

34- 12. حينما لا تلزم الكنيسة الكاثوليكية الكنائس الأخرى بتقاليد تختلف عن التقليد اللاتينى، بإضافة "والابن" إلى نص قانون الإيمان، فإننا لا نجده مناسباً أن تبقى عقيدة كنسية غير معلنة، بينما تعلن بطريقة أخرى فى قانون الإيمان. لذلك فإن عقيدة الفيليوك يجب إزالتها مع الإضافة التى وضعت فى قانون الإيمان.

35- 13. فى جمع الحالات فإن عبارة الفيليوك والعقيدة التابعة لها عمقت بطريقة ملحوظة النفور المتطور بين كنائس الشرق والغرب.

36- لكل الأسباب السابق ذكرها، فإنه من الواضح أن عبارة "والابن" سببت انتهاكاً ضد رابطة المحبة التى تمسك بالكنيسة كلها معاً. لذلك فإن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تتمنى أن الكنيسة الكاثوليكية تختار تحاشى عقيدة الفيليوك وإدراجها فى قانون الإيمان.

 

موقف الكاثوليك

37- إن الكاثوليك فى اعترافهم بالآب والابن والروح القدس الإله الواحد، لا يقبلون أى تدنى خاص بالوجود أو الزمن سابقاً كان أو لاحقاً بين الأقانيم. ويدركون أن التقليد المسيحى عموماً خاصة فى الذكصولوجيات وقوانين الإيمان يذكر الأقانيم فى تتابع معين، هو ما ورد فى صياغة المعمودية. هذا الترتيب يتوافق مع الكشف الزمنى لتدبير الخلاص.

38- فقط خلال هذا الكشف الزمنى أن المؤمنين نالوا بعض الفهم للسر غير المدرك وغير الموصوف الذى للحياة الأبدية لله مثلث الأقانيم. بينما نفرق بين التدبير (oikonomia) الزمنى اللاهوت (Theologia) الأزلى فإنه لا الأسفار المقدسة ولا التقليد القديم الشرقى والغربى تكلم عن أى منهم فى عزلة عن الآخرين ولا عن أى تضاد بينهم.

39-أدرك الآباء القديسون بوضوح أن هناك تأكيد فى الأسفار المقدسة بطرق شتى على العلاقة بين الابن والروح القدس فى تدبير الخلاص. بالنسبة إليهم يعتبر هذا دليل أو انعكاس للعلاقة المناظرة فى سر الحياة الإلهية لله المثلث الأقانيم. وقد استعانوا بطرق مختلفة فى محاولاتهم للتعبير عن هذه العلاقة الداخلية. وتأكد أن الروح القدس:

·        منبثق من الآب ويقبل من الابن

·        منبثق من الآب ويستقر على الابن

·        منبثق من الآب ويشرق من خلال الابن

·        منبثق من الآب من خلال الابن

40- فى تقليد كنيسة الغرب، منذ القرن الرابع وقبل مجمع القسطنطينية (381) تجد أن آباء الكنيسة يعبرون عن هذه العلاقة بعبارة أن الروح القدس منبثق من الآب ومن الابن أو من الإثنين.

41- إن الكنيسة الكاثوليكية فى تعليمها لا ترفض أى مفهوم مما سبق ذكره حتى  إذا كان بعضها يبدو ناقصاً بالنسبة إليها. وقد أكدت فى الإعلانات الرسيمة العبارة الأخيرة، أن الروح القدس منبثق من الآب والابن، وهى بهذا تدرك أن ekporeusis كتعبير عن أصل أولى أو مسبب يمكن أن تستخدم فقط فيما يخص الآب. وهى من هذا المنطلق تفهم أن كلمة procedere لها معنى أوسع من ekporeuesthai.

42- كما أن قوانين الإيمان تطورت فى الكنيسة كعضد للإعلان الصحيح عن الإيمان وللدفاع ضد الانحراف والهرطقات، هكذا وعبر القرون أدركت الكنيسة الكاثوليكية الحاجة إلى الاستمرار فى اعلان إيمانها التقليدى من خلال نشر القرارات العقائدية التى تأخذها سلطات الكنيسة فى المجامع العامة والمحلية أو بطرق أخرى.

43- فى حالة خاصة، بدأت فى أسبانيا ثم فى Carolingian Empire كرد فعل للهرطقة الأريوسية والتبنية Adoptionism ، فإن المجامع المحلية لم تؤكد على بيان انبثاق الروح القدس من الآب "والابن" فقط، لكنها قبلت أن تصير هذه العبارة جزءاً من نص قانون الإيمان. وبينما كان هناك اتفاق عام داخل الكنيسة الكاثوليكية على العقيدة التابعة لهذه الصياغة إلا أن جدلاً طويلاً دار بخصوص درجها فى قانون الإيمان، فلم تقبل بواسطة كنيسة روما إلا فى عام 1014.

44- على الرغم من أن شتى الكنائس الأرثوذكسية تصدت بل ورفضت شرعية هذا الدرج إلى قانون الإيمان للأسباب العقائدية والقانونية، إلا أن الكنيسة الكاثوليكية تؤمن ببرارة ذلك من الناحيتين. فمن الناحية العقائدية  تعتبره جزء من تقليدها القديم نفسه قبل زمن الإنفصال بين الشرق والغرب. كمالم يتم حرمها فى أى مجمع مسكونى للكنيسة غير المنقسمة أو فى أى مجمع شرقى آخر تم عقده بعد الانقسام المشؤوم.

45- وبأكثر دقة، تؤمن الكنيسة الكاثوليكية أن هذه الإضافة إلى قانون الإيمان هى شرعية حيث أنها: أ) تؤمن أنها لا تحوى شئ ضد إيمان نيقية بل تعزز هذا الإيمان، ب) تؤمن لهذا أن إضافة الفليوك لا تتعارض مع تحريم مجمع نيقية (431) ضد إعلان أوكتابة أو تكوين إيمان آخر، ج) كان هدف الإضافة هو تحطيم هرطقة، د) قبلت الإضافة فى سلسلة من المجامع تمثل المسحات الواسعة المتزايدة للكنيسة الغربية، هـ) حتى وإن كانت لم تدرج اصلاً فى قانون الإيمان بواسطة أساقفة روما (الذين قبلوا العقيدة التابعة لها) إلا أن هذا الإدراج قُبل أخيراً بواسطتهم وبواسطة شتى المجامع العامة للكنسية الغربية كجزء من تقليدها الشرعى.

46- إن موقف الكنيسة الكاثوليكية الرسمى هو أنه طالما أن العقيدة التابعة لعبارة "منبثق من الآب والابن" غير مرفوضة باعتبارها مضادة للإيمان، فليس هناك فرض على الكنائس ذات التراث المختلف عن اللاتينى أن تدرج هذه الإضافة فى نصوص قانون الإيمان الذى يستعملونه. تظل شرعية صياغات قوانين الإيمان الشتى (نيقية – القسطنطينية – قانون الإيمان الرسولى – إلخ) باقية طالما أن الإيمان الذى تعبر عنه يظل مطابقاً.

47- بخصوص قضية الفليوك تؤمن الكنيسة الكاثوليكية أن هذا الإدراج لا يغير إيمان نيقية لكن يزيده إيضاح. هذا هو السبب فى أن الكنيسة الكاثوليكية تشعر أن قانون الإيمان النيقاوى يمكن إعلانه فى شكله الأصلى أو بإضافة "والابن" بدون إضعاف إجماع الإيمان المعترف به بأى طريقة. إننا نتمنى أيضاً أن نشير إلى أنه ليست كل الحقائق التى نؤمن بها تم التعبير عنها بوضوح فى كل قانون إيمان.

48- بينما أدرجت عبارة "والابن" إلى صياغات معينة للكنائس الكاثوليكية الشرقية، إلا أن الممارسة الحالية للكنيسة الكاثوليكية تشجعهم على العودة إلى النصوص الليتورجية الأكثر قدماً والتى لا تحوى هذه الصياغة.

49- علاوة على ذلك، فإن هناك اتفاق ينمو فى الكنيسة الكاثوليكية على أنه فى حالات اجتماع أشخاص من كنائس ذات تقاليد مختلفة معاً يكون إعترافهم بالإيمان فى شكله الأصلى، بمعنى فى اليونانية أو ترجمة مخلصة لها بدون أى إضافة أخرى.

 

2-اللجنة الرعوية المحلية المشتركة بين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والكنسية الكاثوليكية

50- قدمت اللجنة الرعوية المحلية المشتركة تقريراً عن نشاطها خلال الفترة من طلب إعادة التنشيط المتخذ فى لقاء للجنة الدولية فى أبريل 1991.

51- رحبت اللجنة الدولية بهذا التقرير وأولته اهتماماً، فهى تشجع المناقشة الصريحة للمشاكل المحلية الناشئة عن العلاقة بين الكهنة والمؤمنين من الكنيستين وبين بعض المؤسسات، وأن اللجنة المحلية مصممة على إيجاد وسائل لحل هذه المشاكل وتحاشيها فى المستقبل.

52- فى نفس الوقت فإن اللجنة الدولية تتمنى إبراز حقيقة أن عمل اللجنة المحلية يتضمن أمور أخرى بالاضافة إلى النظر فى المشاكل المتبادلة. وقد تم ذكر ذلك بوضوح فى وقت التأسيس الأساسى للجنة المحلية عام 1974. كما تكرر فى تقارير متتالية للجنة الدولية فى 1975، 1976، 1978. كما زاد باباوات الكنيستين التأكيد على الجوانب الإيجابية لعمل اللجنة المحلية والميادين الشتى التى يمكنها تشجيع التعاون فيها بين الإفراد والإيبارشيات والمؤسسات الدينية.

53- إننا ننصح أن تدرس اللجنة المحلية المشتركة كل العمل السابق للجنة الدولية المشتركة واللجنة المحلية.

54- إن فحص إمكانيات هذا التعاون ذو الطابع المختلف يجب أن تكون له الأولوية فى عمل اللجنة المحلية المشتركة. هذا الفحص يجب أن يتم وفقاً للتوجيهات المقدمة من قادة الكنيستين معاً وبولاء لروح وغرض إقتراحاتهم. ولذلك فإنه من أجل أن يرقى التعاون بواسطة اللجنة فى النشاطات الرعوية والتعليمية والخيرية وفى الأشكال الشتى للشهادة المشتركة، فإن هذا لا يمكن تحقيقه إذا كان الهدف هو نقل أشخاص من كنيسة لأخرى، فعمل اللجنة هو لخدمة كل الجماعة المسيحية فى مصر.

55- هذه التوجيهات سوف تكون الفيصل حينما يكون ممكناً الحكم فى ظروف شخصية لخلاف أو سوء فهم ومعالجة ذلك بتعزيز روح جديدة فى العلاقة بيننا.

56- إن اللجنة الرعوية المحلية المشتركة، التى اختار اعضاؤها قداسة البابا شنودة الثالث والبطريرك استفانوس الثانى، تقدم تقريرها إليهما بالإضافة إلى أنها يجب أن تقدم تقريرها أيضاً إلى اللجنة الدولية المشتركة بصفتها متفرعة منها. إننا ننصح باختيار رئيسين مشاركين تكون عليهما مسئولية الدعوة إلى لقاءات اللجنة، بمساعدة سكرتيرين مشاركين.

57- سعدت اللجنة الدولية بمعرفة أن اللجنة المحلية قررت الاجتماع مرة كل شهر، فإن اللقاءات المنتظمة لها أهمية قصوى فى تأكيد العمل المتقدم والإيجابى للجنة. من المهم أيضاً أن اللجنة تحتفظ باتصالات دورية مع الأساقفة والرؤساء الدينيين الأرثوذكس والكاثوليك على السواء، حتى تبلغ إلى تحقيق النتائج المرجوة من البابا يوحنا بولس الثانى والبابا شنودة الثالث عن طريق تبنى برنامج عملى خاص بهذه المنطقة.

 

الخلاصة

58- أعطت المناقشات واللقاءات المدروسة للحوار بين الكنيستين أول ثمارها فى الاتفاقية الكريستولوجية التى قبلت رسمياً من الكنيستين.

59- بخصوص تعليم انبثاق الروح القدس، يجب أن نعترف أن الأوراق المقدمة من الجانبين وأيضاً المناقشات التى دارت فى الاجتماع أعطت فرصة لكل كنيسة أن تعبر عن وجهة نظرها ووضعها. نحتاج إلى دراسات أكثر فى اللقاءات القادمة، أمثلة:

أ‌)       المجمع المسكونى فى القسطنطينية والمجمع المسكونى فى أفسس

ب‌)  التدبير واللاهوت Oikonomia and Theologia

مما يساعدنا فى بحثنا لإيجاد حل لهذا الخلاف العقيدى.

60- لم تكن لنا فرصة فى هذا اللقاء أن نكمل مناقشاتنا حول عقيدة المطهر التى لازالت الكنيسة القبطية ترفضها.

61- إننا نشجع اللجنة الرعوية المحلية بالاستمرار فى جهودها لحل المشاكل الرعوية عملياً بأسرع ما يمكن حتى نعزز روح التعاون بين الكنيستين.

 

 ملحق رقم 8*

 

قداسة البابا شنودة الثالث

بابا الأسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية

 

منذ بداية خدمتى كأسقف روما وبابا الكنيسة الكاثوليكية، كنت، فى أغلب الأحيان، فى شركة مع قداستكم فى الصلاة والفكر ملتمساً من الرب الاستنارة لنكون مشاركين مخلصين فى تحقيق مشيئته. إن واقع الأخوة الحقيقية فى المسيح يحثنى أن أؤكد لكم بأنى أشعر بعمق بأفراحكم وأحزانكم.

 

ويسرنى أن أعلم أن نعمة الله أثمرت ثمراً جديداً بين مسيحيى الشرق الأدنى فى سعيهم نحو الوحدة. فالاتفاق الذى تم توقيعه فى 12 فبراير 1988 من قبل قداستكم وغبطة البطريرك إسطفانوس الثانى وسيادة السفير البابوى المطران جيوفانى موريتى والأب بيير دوبريه، بالإضافة إلى العديد من الأساقفة والكهنة والعلمانيين المصريين، يسترجع المضمون الجوهرى للاتفاق الذى وقّع بتاريخ 10 مايو 1973 من قبل قداستكم وسلفى البابا بولس السادس. لقد كان من المفيد إعطاء المزيد من التبسيط فى شرح هذا الاتفاق ليصبح فى متناول المؤمنين فى مصر، وقريباً إلى أذهانهم.

 

يشكل الاتفاق الكريستولوجى الذى وقعته قداستكم ورؤساء الكنائس الأرثوذكسية فى الشرق الأدنى بتاريخ 19 نوفمبر 1987، حدثاً هاماً، إذ سجلت به الكنائس ذات التقليد الرسولى، القائمة فى الشرق الأدنى، خطوة جديدة نحو التغلب على التباين الكريستولوجى الذى كان أحد أسباب الانقسام فى الماضى. وبالتالى، لم يعد مسيحيو الشرق الأدنى الآن منقسمين فيما يخص اعترافهم بالإيمان بسر كلمة الله المتجسد "شخص المسيح، الإله من الإله، والابن الوحيد للآب، الذى صار إنساناً بالحقيقة، واتخذ طبيعتنا البشرية بالكامل دون أن يفقد طبيعته الإلهية أو ينتقصها أو يبدلها. وهو إله تام، صار إنساناً تاماً دون امتزاج ولا انفصال"، كما تم التعبير عنه بصواب فى البيان الذى وقعتموه بتاريخ 19 نوفمبر 1987.

 

وفى تأكيدنا، معاً، على الإيمان بالمسيح، الإله الحقيقى والإنسان الحقيقى، يزداد وعينا عن ذى قبل بالحياة كأبناء الله، هذه الحياة التى نلناها بالمعمودية. "إننا اعتمدنا فى موته فدفنا معه بالمعمودية للموت حتى كما أقيم المسيح من بين الأموات بمجد الآب هكذا نسلك نحن أيضاً فى جدة الحياه" ( رومية 6: 4).

 

علينا أن نشهد لهذه المعمودية المشتركة فى عالمنا لأننا نؤمن "بمعمودية واحدة لمغفرة الخطايا" (قانون الإيمان النيقاوى) وخصوصاً لأنها معمودية نقرها  بالتبادل.

 

فى هذه الأيام وعيد العنصرة لا يزال ماثلاً فى أذهاننا، أبتهل إلى الروح القدس كى يعطى استنارة لكنيستينا ويقودهما "إلى جميع الحق" ( يوحنا 16: 13)، كما وإنى أؤكد لقداستكم تمنياتى الحارة والطيبة فى المسيح ربنا.

 
صدر عن الفاتيكان بتاريخ 30 مايو 1988

 



ملحق رقم 9*

 

البابا يوحنا بولس الثانى / الكاثوليكوس مار دنخا الرابع

 

بيان كيستولوجى مشترك بين الكنيسة الكاثوليكية وكنيسة المشرق الأشورية

 

يقدم قداسة البابا يوحنا بولس الثانى أسقف روما وبابا الكنيسة الكاثوليكية، مع قداسة مار دنخا كاثوليكوس بطريرك كنيسة المشرق الأشورية، الشكر لله الذى دفعهما إلى هذا اللقاء الأخوى الجديد.

 

يعتبر الإثنان هذا اللقاء خطوة أساسية فى الطريق نحو عودة الشركة الكاملة بين الكنيستين. وحقاً من الآن فصاعداً يمكنهما معاً أن يعلنا أمام العالم إيمانهما المشترك فى سر التجسد.

*  *  *

إننا كورثة وحماة للإيمان المسلم من الرسل والمصاغ فى قانون إيمان نيقية بواسطة آباءنا المشتركين، فإننا نعترف برب واحد يسوع المسيح، إبن الله الوحيد، المولود من الآب قبل كل الدهور، الذى فى ملء الزمان، نزل من السماء وصار إنسان من أجل خلاصنا. إن كلمة الله الشخص الثانى من الثالوث القدوس، تجسد بقوة الروح القدس باتخاذه من القديسة العذراء مريم جسداً محيياً بروح عاقلة، واتحد به بغير ذوبان منذ لحظة الحبل به.

 

لذلك فإن ربنا يسوع المسيح هو إله حقيقى وإنسان حقيقى، كامل فى لاهوته وكامل فى ناسوته، مساو للآب ومساوى لنا فى كل شئ ما خلا الخطية. وقد اتحد لاهوته بناسوته فى شخص واحد، بغير اختلاط أو تغير، وبغير إنقسام أو إنفصال. و احفتظ فى نفسه بالطبيعتين الإلهية والإنسانية على اختلافهما، بكل خواصهما وإمكانياتهما وعملهما. لكن ليس بإنشاء "واحدة وأخرى" لكن باتحاد اللاهوت بالناسوت فى نفس الشخص الواحد الفريد، لإبن الله والرب يسوع المسيح، الذى هو هدف العبادة الوحيد.

 

هكذا فإن المسيح ليس "إنساناً عادياً" تبناه الله ليقيم فيه ويلهمه، كما هو الحال مع الأبرار والأنبياء. لكن نفس الله الكلمة المولود من الآب قبل كل الوجود بدون بداية بحسب لاهوته، ولد من أم بلا أب فى آخر الأيام بحسب ناسوته. إن الناسوت الذى ولدته القديسة العذراء مريم هو دائماً لابن الله نفسه. هذا هو السبب فى أن كنيسة المشرق الأشورية تدعو فى صلواتها العذراء مريم "أم المسيح إلهنا ومخلصنا". وفى ضوء نفس هذا الإيمان نفسه فإن تراث الكاثوليك يدعون العذراء مريم "والدة الإله" وأيضاً "والدة المسيح". وإن كل منا يدرك صحة وشرعية هذه التعبيرات لنفس الإيمان، وكلانا يحترم ما تفضله كل كنيسة فى حياتها الليتورجية وتقواها.

 

هذا هو الإيمان الفريد الذى نعترف به عن سر المسيح. لقد قادت الصراعات الماضية إلى حرومات ضد أشخاص وصياغات. لكن روح الرب سمح لنا أن نفهم بطريقة أفضل اليوم أن الانقسامات التى تأدت بهذه الطريقة كان اغلبها نتيجة سوء فهم.

 

مهما كانت خلافاتنا الكريستولوجية فإننا نجد أنفسنا اليوم فى وحدة الإعتراف بنفس الإيمان فى ابن الله الذى صار إنساناً حتى نصير نحن أولاد لله بنعمته. إننا نتمنى من الآن فصاعداً أن نشهد معاً لهذا الإيمان بالواحد الذى هو الطريق والحق والحياة، ونعلن ذلك بطرق مناسبة لمعاصرينا، حتى يؤمن العالم بإنجيل الخلاص.

*  *  *

إن سر التجسد الذى نشترك فى الاعتراف به ليس حقيقة مجردة ومنعزلة. إنه يشير إلى ابن الله الذى أرسل لأجل خلاصنا. وتدبير الخلاص الذى ترجع أصوله إلى الشركة السرية للثالوث القدوس -الآب والابن والروح القدس- يبلغ تمامه خلال المشاركة فى هذه الشركة، بالنعمة، فى الكنيسة الواحدة المقدسة الجامعة الرسولية، التى هى شعب الله، جسد المسيح، وهيكل الروح القدس.

 

يصير المؤمنون أعضاء فى هذا الجسد خلال سر المعمودية بالماء وفعل الروح القدس الذى به يولدون ميلاداً جديداً كخليقة جديدة. ويتم تثبيتهم بختم الروح القدس الذى يمنح سر المسحة. إن شركتهم مع الله ومع بعضهم البعض تصل إلى كمال إدراكها بالاحتفال بهبة المسيح الفريدة فى سر الافخارستيا. هذه الشركة تنتظر أعضاء الكنيسة الخطاة حينما يتصالحون مع الله ومع بعضهم البعض خلال سر الغفران. أما سر السيامة لخدمة الكهنوت فى الخلافة الرسولية فإنه يؤكد أصالة الإيمان والأسرار والشركة فى كل كنيسة محلية.

 

وإذ نحيا هذا الإيمان وهذه الأسرار، فإنه يتبع ذلك بالتالى أن الكنائس الكاثوليكية المعينة والكنائس الأشورية المعينة يمكنها أن تعترف ببعضها البعض ككنائس شقيقة. أن نكون فى شركة كاملة وشاملة فإن هذا يستلزم إجماعاً على مضمون الإيمان والأسرار وقوام الكنيسة. حيث أن هذا الاجماع الذى نتمناه لم يتحقق بعد فإننا مع الأسف لا يمكننا أن نحتفل معاً بالافخارستيا التى هى علامة الاستعادة الكاملة للشركة الكنسية.

 

لكن على الرغم من ذلك، فإن الشركة الروحية العميقة فى الإيمان والثقة المتبادلة الموجودة حالياً بين الكنيستين تؤهلنا من الآن فصاعداً أن نشهد معاً لرسالة الإنجيل ونتعاون فى مواقف رعوية معينة، بما فى ذلك على وجه الخصوص مجالات التعليم الوعظى وتكوين كهنة المستقبل.

 

وإذ نشكر الله أنه جعلنا نعيد اكتشاف ما يوحّدنا بالفعل فى الإيمان والأسرار، فإننا نتعهد أن نعمل كل ما يمكن لإزالة عقبات الماضى التى لازالت تعوق بلوغ الشركة الكاملة بين الكنيستين، حتى نستجيب بطريقة أفضل لدعوة الرب للوحدة، هذه الوحدة التى يجب بالطبع أن يعبر عنها بطريقة مرئية. ولتخطى هذه العقبات فإننا الآن نؤسس لجنة مختلطة للحوار اللاهوتى بين الكنيسة الكاثوليكية وكنيسة المشرق الأشورية.

 

كاتدرائية القديس بطرس فى 11 نوفمبر 1994

 

الكاثوليكوس مار دنخا الرابع                                             يوحنا بولس الثانى



ملحق رقم 10*

 

نيافة الأنبا بيشوى

اسقف دمياط وسكرتير المجمع المقدس

بمنى الأنبا رويس – شارع رمسيس

العباسية -القاهرة – مصر

 

صاحب السيادة،

 

بدأنا فى نشر مجلة وثائقية جديدة فى أكتوبر 1990، تسمى الكاثوليكية الدولية Catholic International هدفها هو إخراج أهم الوثائق الكنسية الخاصة بالكرسى المقدس والمؤتمرات الأسقفية، ونشر أخبار أخرى تخص الكنيسة الكاثوليكية وكنائس أخرى.

 

ربما تكون قد تسلمت بعض أعداد من هذه المجلة، لأننا ظننا أنك قد تكون راغباً فيها، ونحن بسعادة نخبرك أن اللجنة الكاثوليكية للتعاون الحضارى فى المجلس البابوى لتعزيز الوحدة سوف تخصص لك اشتراكاً مستمراً فيها.

 

نأمل أن تكون مجلة Catholic International مساعدة لكم فى عملكم، أظل دائماً

 

أخاً لكم

بيير دوبريه

سكرتير



ملحق رقم 11

مريم فى الحوار الكاثوليكى الأشورى

وجهة نظر أشورية

 

بمركز نحو الوحدة Centro-Pro Unione فى روما، فى المؤتمر الذى رتبه أخوة الكفارة الفرانسيسكان the Franciscan Frairs of the Atonement، بمشاركة الجمعية المسكونية للمباركة العذراء مريم، والذى انعقد فى 26 أكتوبر 1998 عن المريمية فى الحوار المسكونى بين الكنيسة الكاثوليكية وكنيسة المشرق الأشورية، كشف المطران الأشورى Bawai Soro باواى سورو، وهو السكرتير العام للجنة العلاقات الكنسية وتطور التعليم فى كنيسة المشرق الأشورية، فى مقالته الافتتاحية عن التقارب الممكن بين تعاليم الكنيستين فى مواضيع مريمية معينة –لقب ثيئوتوكوس (والدة الإله) وخريستوتوكوس (والدة المسيح)  والحبل بلا دنس والصعود. كما علق الأسقف على الأسباب الممكنة لطريقة الكنيستين المختلفة فى صياغة تعاليمهما فيما يخص هذه الموضوعات. وفى النهاية اقترح أن الاختلاف فى الصياغة لا يعنى بالضرورة اختلاف فى الإيمان "لمضمون ومعنى الإيمان الرسولى، كما أن الوحدة فى التعبير العقيدى لا تشكل أحد الشروط اللازمة لإعادة الشركة".

 

المقدمة:

إن إدانة نسطور وتعاليمه فى مجمع أفسس 431 أبرز شقاً فى حياة الكنائس لقرون. واليوم وبواسطة هذا الإعلان الكريستولوجى المشترك فى نوفمبر 1994 تم تخطى هذا التمزق اللاهوتى الذى كان يبدو كما لو كان لا يقهر. لن تعد صرخات الثيئوتوكوس تستخدم كمصدر للانقسام، والآن التسمية خريستوتوكس ستنال أخيراً كرامتها الواجبة.

 

عداء القرون هذا بين الكنائس اليونانية-البيزنطية وبين كنيسة المشرق، نتج عن خلاف نشأ بسبب تطبيق التسميات الخاصة بمريم وبالتحديد ثيئوتوكوس وخريستوتوكوس، فى وصف تجسد ربنا يسوع المسيح. بالطبع كان هذا الخلاف كنسى-سياسى بين كرسى الإسكندرية وكرسى القسطنطينية، ظهر أخيراً فى صورة نزاع لاهوتى واحتدام شخصى بين كيرلس بطريرك الإسكندرية ونسطور بطريرك القسطنطينية فى مجمع أفسس 431. هذا الخلاف أشعل  واحدة من أكثر الصراعات تمزيقاً وهدماً فى المسيحية، وانتشر فى كل كنائس الإمبراطورية الفارسية. هذا التاريخ الرهيب يدل على أهمية موضوعنا والحاجة إلى معالجة وجهات النظر المخالفة بمحبة، والحاجة إلى السعى نحو فهم الصياغات المختلفة التى يستخدمها أشخاص مختلفون فى حضارات وأماكن مختلفة."



ملحق رقم 12*

 

كنيسة المشرق الأشورية الجامعة الرسولية المقدسة

لجنة العلاقات الكنيسة وتطور التعليم

 

حروم القديس نسطور المضادة لحروم كيرلس

New Advent Catholic Website

http://www.knight.org/advent

 

 

1-      إذا قال أحد أن عمانوئيل هو الله الحقيقى، وليس بالأحرى الله معنا، أى أنه وحّد نفسه بطبيعة مشابهة لطبيعتنا اتخذها من العذراء مريم، وسكن فيها، وإذا دعى أحد مريم أنها والدة الإله الكلمة وليست أم ذاك الذى هو عمانوئيل، وإذا حفظ أحد أن الله الكلمة غَّير نفسه إلى جسد، اتخذه فقط ليجعل لاهوته مرئياً وأن يوجد فى شكل إنسان، فليكن محروماً.  

2-      إذا أكد أحد أنه فى اتحاد اللوغوس بالجسد، فإن الجوهر الإلهى تحرك من مكان لآخر، أو قال أن الجسد قابل لتقبل الطبيعة الإلهية، وأنه اتحد جزئياً بالجسد، أو نسب إلى الجسد، بسبب قبوله لله، توسعاً لما هو غير محدود وغير متناه، ويقول أن الله والإنسان لهما نفس الطبيعة الواحدة، فليكن محروماً.

3-      إذا قال أحد أن المسيح، الذى هو عمانوئيل أيضاً، هو واحد، ليس نتيجة الصلة [فحسب]، لكن [أيضاً] فى الطبيعة، ولا يقر ارتباط الطبيعتين، تلك التى للوغوس والتى للناسوت المتخذ، فى الابن والواحد، بأنهما مستمران بدون اختلاط، فليكن محروماً.

4-      إذا نسب أحد التعبيرات الواردة فى الأناجيل والرسائل والتى تشير إلى طبيعتى المسيح، إلى طبيعة واحدة فقط من الإثنين، وعلاوة على ذلك ينسب الآلام للكلمة الإلهى، فى الجسد وفى اللاهوت، فليكن محروماً.

5-      إذا غامر أحد وقال أنه حتى بعد اتخاذ الطبيعة الإنسانية، هناك ابن واحد لله، وبالتحديد هو ذاك الذى هو كذلك بطبيعته (naturaliter filius = Logos)، بينما (منذ اتخاذ الجسد) هو بالطبع عمانوئيل، فليكن محروماً.

6-      إذا دعى أحد بعد التجسد آخر غير المسيح الكلمة، وتجرأ فقال أن شكل العبد مساو لكلمة الله، بدون بداية وغير مخلوق، وليس أنه معمول به وأنه ربه وخالقه وسيده بالطبيعة، وأنه وعد بإقامته مرة أخرى فى قوله: "أنقضوا هذا الهيكل وفى ثلاث أيام أقيمه"، فليكن محروماً.

7-      إذا قال أحد أن الإنسان الذى تشكل من العذراء هو الابن الوحيد، المولود من حضن الآب قبل كوكب الصبح (مز 109: 3)، ولا يعترف بالأولى أنه نال لقب الابن الوحيد بسبب ارتباطه مع ذاك الذى هو بالطبيعة الابن الوحيد للآب، وأيضاً إذا دعى أحد آخر غير عمانوئيل أنه المسيح، فليكن محروماً.

8-      إذا قال أحد أن شكل العبد، من أجل نفسه، بمعنى فى العلاقة بطبيعته الخاصة، يجب أن يوقَّر، وأنه حاكم كل الأشياء، وليس بالأولى أنه بسبب ارتباطه بالقدوس [فحسب] والطبيعة التى من ذاتها هى حاكمة العالم التى للابن الوحيد، هى التى يجب لها التوقير، فليكن محروماً.

9-      إذا قال أحد أن شكل العبد له نفس طبيعة الروح القدس، وليس أنه مدين بوحدته مع الكلمة الذى وجد منذ الحبل به، لتوسطه، وبه عمل أشفية معجزية بين الناس، وملك قدرة إخراج الشياطين، فليكن محروماً.

10-    إذا حفظ أحد أن الكلمة، الذى هو من البدء، قد صار رئيس كهنة ورسول اعترافنا، وبذل نفسه عنا، ولا يقول بالأولى أن عمل عمانوئيل هو أن يكون رسولاً، وبنفس الطريقة إذا قسَّم أحد الذبيحة بين ذاك الذى وحَّد [الكلمة] وبين ذاك الذى اتحد [الناسوت] ناسباً ذلك إلى بنوه مشتركة، بمعنى غير معطياً لله ما هو لله وللإنسان ما هو للإنسان، فليكن محروماً.

11-    إذا حفظ أحد أن الجسد الذى اتحد بالله الكلمة هو بقوه طبيعته معطياً للحياة، بينما قال الرب نفسه "الروح هو الذى يحيى، أما الجسد فلا يفيد شيئاً" (يو6: 61)، فليكن محروماً. [ويضيف "الله روح" (يو 4: 24) فإذا حفظ أحد أن الله الكلمة صار جسداً فى جوهره بطريقة حسية، وأصر على ذلك بخصوص السيد المسيح، مع أنه هو نفسه قال لتلاميذه بعد القيامة "جسونى وانظروا فإن الروح ليس له لحم وعظم كما ترون لى" (لو24: 39) فليكن محروماً. محلوظة: الجزء بين الأقواس هو بالتأكيد إضافة زائفة وهى غير موجودة فى كثير من المخطوطات]

12-    إذا، فى الاعتراف بآلام الجسد، نسب أحد هذه الآلام إلى الله الكلمة كما إلى الجسد الذى ظهرت فيه، وبالتالى لا يميز كرامة الطبيعتين، فليكن محروماً.



 

   



*  ترجمة عربية للنص الإنجليزى

*  ترجمة عربية لنص الخطاب الإنجليزى المرسل من الكاردينال فيليبرابد رئيس سكرتارية نعزيز الموحدة بالفاتيكان.

*  ترجمة عربية لنص الخطاب الإنجليزى المرسل من الأنبا بيشوى إلى الكاردينال فيلبراند رئيس سكرتارية الوحدة المسيحية بالفاتيكان

*  ترجمة عربية للنص الإنجليزى

*  ترجمة عربية لرسالة قداسة البابا يوحنا الثانى إلى قداسة شنوده الثالث

*  ترجمة عربية للنص الأصلى باللغة الإنجليزية

*  ترجمة عربية للخطاب الانجليزى

*  ترجمة عربية للنص الإنجليزى