أخبار من اسبوع الصلاة من أجل الوحدة -يناير 2009

بندكتس السادس عشر: "يحتاج العالم الى علامة مرئية لسر الوحدة"

ويركز على ضرورة الرجاء للشرق الأوسط

بقلم طوني عساف

الجمعة 30 يناير 2009 (zenit.org)

"يحتاج العالم الى علامة مرئية لسر الوحدة". بهذه الكلمات توجه البابا بندكتس السادس عشر يوم الجمعة صباحاً، الى المشاركين في اجتماع اللجنة الدولية المختلطة للحوار اللاهوتي بين الكنيسة الكاثوليكية والكنائس الأرثوذكسية الشرقية، في القصر الرسولي، شاكراً الرب على "ثباتكم والتزامكم في البحث عن المصالحة والمشاركة في جسد المسيح الذي هو الكنيسة".

وقال قداسته إن الغنى الذي يقدمه كل واحد من الأفراد، لا يقتصر فقط على التقاليد الخاصة به وإنما " يسهم في التزام الكنائس المشاركة في هذا الحوار للتغلب على انقسامات الماضي، وتعزيز شهادة المسيحيين المشتركة للتصدي للتحديات الهائلة التي تواجه المؤمنين اليوم".

"يحتاج العالم الى علامة مرئية لسر الوحدة الذي يربط بين الأقانيم السماوية الثلاثة" – قال البابا – مشيراً الى  البعد المحسوس للكنيسة، "جسد المسيح"، وداعياً الجميع الى العمل على "إظهار هذا البعد الأساسي للكنيسة في العالم".

وشدد قداسته على أن استمرارية الحوار الذي انطلق منذ زمن، إنما هي "علامة رجاء وتشجيع"، مركزاً على أهمية وضرورة الرجاء في الشرق الأوسط، هه البقعة من العالم التي مزقتها "مأساة الانقسام والصراع والألم البشري الرهيب"، على حدّ قوله.

في الختام دعا بندكتس السادس عشر الحاضرين الى السير على خطى القديس بولس والسهر "على وحدة رسل المسيح".

كيريل صاحب موقف صلب إنما منفتح على الحوار

حديث مع رئيس المجلس الحبري لتعزيز الوحدة بين المسيحيين

بقلم مارين سورو

روما، الجمعة 30 يناير 2009 (ZENIT.org) – أعرب الكاردينال والتر كاسبر، رئيس المجلس الحبري لتعزيز الوحدة بين المسيحيين، عن سروره بانتخاب بطريرك جديد للكنيسة الأرثوذكسية الروسية. وفي حديث أجرته معه إذاعة الفاتيكان بتاريخ 28 يناير الحالي، حيا الكاردينال موقف كيريل الأول "الحازم" إنما المنفتح "على الحوار".

وقال الكاردينال كاسبر: "إننا سعيدون جداً بهذا الانتخاب ونشارك الكنيسة الأرثوذكسية الروسية فرحها. نحن نعرف كيريل منذ سنوات عديدة وغالباً ما التقيتنا به. إنه صاحب موقف حازم إنما الحوار معه ممكن جداً".

وذكر رئيس المجلس الحبري لتعزيز الوحدة بين المسيحيين بنوع خاص بالزيارات التي قام بها البطريرك الجديد إلى روما. فقد التقى كيريل بندكتس السادس عشر مباشرة بعد انتخابه في السنوات المتعاقبة 2005، و2006، و2007. وفيما حيا الكاردينال "اللقاءات" و"العلاقات" السابقة، تمنى القدرة على مواصلة الحوار معه.

هذا وأشار إلى أن "الكنيسة الأرثوذكسية الروسية" على أبواب "مرحلة جديدة" إثر هذا الانتخاب. "فهناك فضل كبير للبطريرك ألكسي الثاني في تشجيع نهضة الكنيسة الأرثوذكسية بعد الحقبة الشيوعية المريعة" إلا أن كيريل قال – وقد قاله لي شخصياً – بأنه من غير الكافي اليوم إعادة ترميم جدران كنيسة"، بل هناك حاجة إلى "تجديد روحي".  وتابع كاسبر: "كما أن حوارنا هو أيضاً على أبواب مرحلة جديدة  (…)".

وخلال هذا الحديث، أكد رئيس المجلس الحبري لتعزيز وحدة المسيحيين على رغبته في "مواصلة الحوار" ليس فقط "في المجالين الثقافي والاجتماعي" لأن "هذا غير كافٍ". وشدد على أن "هدف الحركة المسكونية هو الوحدة التامة" مشيراً إلى أهمية "مواصلة الحوار اللاهوتي الذي نجريه ضمن اللجنة العالمية المختلطة مع كافة الكنائس الأرثوذكسية".

ختاماً وبالسؤال عن إمكانية قيام البابا بندكتس السادس عشر بزيارة إلى موسكو، اعتبر رئيس الأساقفة بأن البطريرك الأرثوذكسي الجديد "بحاجة إلى الوقت". فإنه "يجب عليه أولاً زيارة البطاركة الأرثوذكس الآخرين" و"لا نريد أن نستعجله".

لقاء البابا بالمشاركين بلقاء اللجنة المختلطة للحوار اللاهوتي بين الكنيسة الكاثوليكية والكنائس الأرثوذكسية الشرقية

الجمعة 30 يناير 2009 (zenit.org)

ننشر في ما يلي الكلمة التي وجهها البابا بندكتس السادس عشر صباح اليوم في القصر الرسولي، خلال لقائه بالمشاركين في اجتماع اللجنة الدولية المختلطة للحوار اللاهوتي بين الكنيسة الكاثوليكية والكنائس الأرثوذكسية الشرقية.

***

أيها الأخوة الأعزاء في المسيح ،

أرحب بكم ترحيباً حاراً، أنتم أعضاء اللجنة الدولية المختلطة للحوار اللاهوتي بين الكنيسة الكاثوليكية والكنائس الارثوذكسية الشرقية. في نهاية هذا الأسبوع للعمل المتفاني الذي يمكّننا معاً من تقديم الشكر للرب لثباتكم والتزامكم في البحث عن المصالحة والمشاركة في جسد المسيح الذي هو الكنيسة.

في الواقع ، إن كل واحد منكم لا يسهم في غنى التقاليد الخاصة به وحسب، وإنما أيضاً يسهم في التزام الكنائس المشاركة في هذا الحوار للتغلب على انقسامات الماضي، وتعزيز شهادة المسيحيين المشتركة للتصدي للتحديات الهائلة التي تواجه المؤمنين اليوم.

يحتاج العالم الى علامة مرئية لسر الوحدة الذي يربط بين الأقانيم السماوية الثلاثة، وهذا ما كُشِف لنا منذ ألفي سنة، مع تجسد ابن الله. إن رسالة الإنجيل ملموسة تماماً لدى يوحنا، عندما يعلن عن عزمه في التعبير عن ما سمع وما رأته عيناه وما لمسته يداه، ليتسنى للجميع الإنضمام الى الآب وابنه يسوع المسيح (راجع 1 يو 1: 1-4)

إن شراكتنا بنعمة الروح القدس في الحياة التي توحد الآب والإبن لها بعد محسوس في الكنيسة، جسد المسيح، "مِلْءُ ذاك الَّذي يَملأُ الكلّ" (أف 1: 23) ، وينبغي علينا جميعاً أن نعمل على إظهار هذا البعد الأساسي للكنيسة في العالم.

لقد اتخذ اجتماعكم السادس خطوات هامة، وعلى وجه التحديد في ما يتعلق بدراسة الكنيسة كشراكة. وما استمرارية الحوار الذي يستمر منذ زمن – وقد استُضيف في كل سنة في واحدة من الكنائس التي تمثلونها – سوى علامة رجاء وتشجيع. نحتاج لأن نوجه أذهاننا نحو الشرق الأوسط – من حيث يأتي العديد منكم – لنعي ضرورة بذور الرجاء الحقيقي في عالم مزقته مأساة الانقسام والصراع والألم البشري الرهيب.

إن أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين انتهى منذ فترة وجيزة باحتفال في بازيليك الرسول العظيم بولس، شارك فيه عدد كبير منكم. لقد كان بولس أول بطل ولاهوتي في وحدة الكنيسة. إن جهوده ونضالاته كانت مستوحاة من التطلع الدائم للحفاظ وحدة الرسول الحقيقية وليس الوحدة الظاهرية وحسب. وبالتالي، وبشفاعة القديس بولس، أسأل البركات الإلهية لكم جميعاً، وللكنائس والشعوب التي تمثلون نها.

نقله الى العربية طوني عساف – وكالة زينيت العالمية (zenit.org)