العراق: إذا هاجرت الناس، اضمحل التاريخ

 

رئيس أساقفة كركوك للكلدان يدعو إلى مصالحة شاملة بين العراقيين

بقلم روبير شعيب

الفاتيكان، الجمعة 6 مارس 2009 (Zenit.org).

"إذا هاجرت الناس، اضمحل التاريخ"، هذه   هي النتيجة الحتمية والبالغة للهجرة التي يتعرض لها العراق بحسب المطران لويس ساكو رئيس أساقفة كركوك للكلدان.

في مقابلة مع صحيفة الفاتيكان شبه الرسمية، الأوسيرفاتوري رومانو، اعترف ساكو بأن حياة الجماعة المسيحية في العراق تشهد "تحسنًا بطيئًا"، لأن "الكثير من العائلات المسيحية التي هاجرت، تعود الآن من سوريا، ولبنان، والأردن، ومن شمال العراق لتستعيد منازلها وممتلكاتها وأشغالها".

وأضاف: "يستطيعون الآن أن يعيشوا حياة كريمة، لأن الرواتب الآن باتت أعلى. فالأستاذ الجامعي يتقاضى الآن راتبًا يبلغ نحو الـ 400 دولار أمريكي، ويستطيع بالتالي أن يعيل عائلته. خلال الحكم السابق هذه الرواتب كانت مستحيلة، فأقصى ما كانوا يتقاضونه كان يبلغ 3 دولار شهريًا".

من الناحية الدينية، "منذ بضعة أيام تم إعادة افتتاح الكنيسة المكرسة للطوباوي مار رخيا، في حي الدورة الخطير، بعد أن أغلقت لمدة عامين". وتمنى رئيس الأساقفة إعادة افتتاح الكنائس الكلدانية الأخرى، بالرغم من عدم توفر الكهنة حاليًا للقيام بالخدمة الدينية.

وأوضح ساكو أنه من أجل التوصل إلى تعايش طبيعي يجب العمل على المصالحة بين مختلف الجماعات التي تشكل نسيج المجتمع العراقي.

"المسيحيون والمسلمون يحتاجون بعضهم لبعض، ولا يمكننا أن نسمح بانقسامات أخرى تستطيع أن تضر بشكل خطير بالعراق".

"بإمكان الكنيسة أن تكون وسيلة حوار وجسرًا مع الغرب"، وبالرغم من قلة عديد المسيحيية الشرقيين، إلا أنهم يستطيعون أن يجترحوا أعجوبة مصالحة، لأن المسلمين يحتاجون إليهم.

وشدد ساكو على ضرورة المصالحة بين الجماعات السياسية في العراق، مشيرًا إلى تخوفه من انهيار الوضع بعد جلاء القوات الأميركية بسبب الخلافات الداخلية التي ما زالت محتدمة.

وللخروج من الأزمات الحالية، عبر رئيس الأساقفة عن اهمية عقد سينودس أساقفة حول العراق، وقد عرض ساكو هذه الفكرة مباشرة على البابا بندكتس السادس عشر.

وقال ساكو: "لقد عبر الأب الأقدس عن استعداده للقيام بهذا الأمر مؤكدًا أن الكرسي الرسولي هو إلى جانبنا".

وختم قائلاً: "إن الجماعة المسيحية في العراق تحتاج إلى علامة قوية، وإلى الأمن والرجاء. يجب أن نعمل كلنا سوية للحؤول دون هجرة العراقيين لأمتهم. لأنه إذا هاجر الناس، اضمحل التاريخ".