في الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد المطران بولس فرج رحو

 

عمان، الجمعة 13 مارس 2009 (zenit.org) – عن موقع أبونا

أقيم مساء الخميس 12-3-2009، حفل تأبين خاص، في الذكرى السنوية الاولى، على رحيل شهيد الوحدة الوطنية في العراق، المطران بولس فرج رحو. في قاعة كنيسة العذراء الناصرية في عمان. ننشر في ما يلي كلمة الأب خليل جعار، كاهن الرعية، التي ألقاها في المناسبة التي أطلق عليها: "كلمة وفاء وصلاة عن روح شهيد الوحدة الوطنية":

أصحاب السيادة الأخوات والإخوة الكرام،

بمشاعر الأسرة الواحدة يلتئم جمعنا الكريم لإحياء ذكرى عزيز رحل وفارس من فرسان الكنيسة والوطن ترجل عن صحوة جواده مخلفاً ورائه عجاجةً من الذكريات والقيم لا تنتسى.

عاش على ثرى أرض العراق المجيد وغيب في ثراه الطهور قرير العين مجسداً قيم الاخلاص والانتماء لرسالته المقدسة ولوطنه الذي أحب.

مر في هذه الارض على عجالةً ولم ينل من حطامها إلا ما كان ضرورياً لسد الحاجة واضعاً نصب عينيه هدفا كبيرا لمعنى الانتماء المتجسد بالعطاء والمحبة الصادقة التي تغمض عينيها وتفتح ذراعيها واسعاً لتحب وتخدم وتعطي بلا حدود على مثال معلمنا السيد المسيح الذي امرنا ان نحب كما أحبنا ونغفر حتى لمن يعتبرون انفسهم اعدائنا لأننا لا اعداء بنا لا نريد ان نكون اعداءً لأحد.

السادة الكرام،

الموت حق على بني البشر وبالموت يفي الانسان الدنيا حقها والعدل الإلهى نصابه ولا اعتراض لنا على الموت، فالمثلث الرحمات المطران الشهيد فرج رحو اخلص لرسالته بكل قوة واقتدار، بذل عمره في سبيل خدمة الله ومحبة الناس الى ان حاصرته هموم الكثيرين من اللذين احبهم فحمل همهم وسخر لهم حياته وراحته. ولان المطران الشهيد عاش رسالة البذل والعطاء بكل معانيها نراه يقدم ذاته ذبيحةً كحبة الحنطة التي تموت ليحيا بها الاخرون. وكالشمعة التى تذوب لتضئ بنورها الدرب والمسير.

اللوعة على فقدان هذا الاب الحاني كانت عظيمة، حزن عليه القاسي والداني، الكبير الصغير، المسيحي والمسلم، بكوه لأنه ما اشعرهم يوماً إلا بكونه لهم الاخ الكبير والأب الحاني، فكان للجميع اخاً وأبا ومرشداً.

ترى ما هو السر في نجاح اعمال هذا الحبر الجليل؟

كانت شجاعته الادبية تدفعه الى ان يرفع صوته عالياً في وجه كل اشكال الشر. يحمي الضعيف المظلوم وينتصر للحق المهضوم ولم يكن له من وراء كل ذلك مطلب او مأرب سوى الدفاع عن حقوق الله وحرية الانسان وكرامته.

فطوبى للرحماء من امثال هذا الشهيد لأنهم يرحمون ويرحمون… طوبى للحزانى على فقدان هذا الحبر الجليل لأنهم بعطر ذكراه يتعزون… طوبى لكم جميعاً اذ جمعكم ذكرى هذا المطران الجيل على الخير والمحبة.

طوبى لكم يا اهل العراق اذا كان دم هذا الشهيد البار ودم وكل شهداء العراق ودموع الاطفال والايتام قد انارت لكم دروب الوحدة الوطنية وشرف الشهادة متمسكين بمحبة الله والوطن.

طوبى لكم اذا سرتم من بعده على دروب المحبة والتسامح والايخاء، فالعراق لن يبنى إلا بالأيدي المتكاثفة  والعقول النيرة ودماء مثل هؤلاء الابطال.