البابا يدعو في انغولا الى العمل على تبشير اتباع السحر

لواندا (ا ف ب) – دعا البابا بنديكتوس السادس عشر السبت الكاثوليك في انغولا الى العمل على اقناع اتباع السحر باعتناق الدين المسيحي بعدما ادلى الجمعة بتصريحات صارمة جدا حول الفساد والاجهاض لاسباب صحية.واكد البابا خلال احياء قداس في كنيسة ساو باولو في لواندا ان اعتناق المسيحية يبقى مطلبا ملحا للكنيسة كما حصل اثناء الخطوات الاولى للكاثوليكية في انغولا قبل 500 عام.

وقال في عظته "اليوم يعود الامر اليكم لتعريف مواطنيكم على السيد المسيح. هم كثيرون الذين يعيشون في ظل الخوف من الارواح والقوى الشريرة التي يشعرون انهم مهددون بها".

واضاف "هم مضللون ويصلون الى حد اعتبار اطفال في الشارع وكذلك المسنين من ممارسي السحر".

وهناك حوالى 55% من الشعب الانغولي من الكاثوليك و25% يتبعون معتقدات تقليدية. وبحسب وسائل الاعلام الرسمية فان بعض هذه المعتقدات تصل الى حد التضحية بارواح بشرية ومهاجمة اطفال متهمين في بعض الاحيان بالسحر.

والسنة الماضية تم العثور في لواندا على 40 ولدا بينهم اطفال مسجونون في مقار للكنيسة الانجيلية للشفاء التقليدي، تبين انهم تعرضوا لسوء المعاملة.

وانتقد رئيس الكنيسة الكاثوليكية البالغ من العمر 82 عاما الفكرة القائلة بان التبشير المسيحي يشكل مساسا بهوية الشعوب غير المسيحية.

وقال "اذا كنا على قناعة بان الحياة خارج الاطار المسيحي تكون غير مكتملة، فاننا لا نظلم احدا اذا عرفناه على السيد المسيح" لكي يجد "اصالته الحقيقية" و"الفرح".

والمحطة الابرز في نهار السبت ستكون بعد الظهر خلال احتفال مع الاف الشبان في ملعب رياضي في لواندا.

وهذه "اللقاءات مع الشبان" التي درج البابا الراحل يوحنا بولس الثاني على القيام بها اثناء فترة حبريته، تعتبر لقاء ملزما ضمن كل الرحلات البابوية لانها تتيح التعرف على شخصية ودية اكثر للبابا.

وصباح السبت كان قداس كنيسة ساو باولو الذي لم يمكن حضوره الا بدعوات، شديد التنظيم وجرى بموجب الصلوات المتبعة في الفاتيكان. وقام البابا بنديكتوس السادس عشر بنفسه بتقديم القربان الالهي.

وتقع هذه الكنيسة، الاكبر في لواندا، قرب اذاعة "اكليسيا" الكاثوليكية التي تعتبر احدى المحطات المستقلة النادرة في انغولا. ويامل مسؤولوها في ان تدفع زيارة البابا السلطات الى توسيع حق بثها الى كافة اراضي البلاد بدلا من لواندا فقط كما هي الحال عليه الان.

وفي خطاب القاه الجمعة امام الرئيس جوزيه ادواردو دوس سانتوس، اكد البابا على اهمية وسائل الاعلام الحرة في ديموقراطية حديثة موجها في الوقت نفسه دعوة الى تعزيز مكافحة الفقر والفساد.

وبعد سبع سنوات على انتهاء حرب اهلية طويلة استمرت من 1975 الى 2002، لا يزال ثلثا الانغوليين يعيشون باقل من دولارين في اليوم على الرغم من الموارد النفطية الضخمة في البلاد.

وتفيد منظمة "ترانسبارينسي انترناشونال" غير الحكومية ان انغولا التي تتنافس مع نيجيريا على منصب اكبر منتج للنفط في القارة الافريقية هي من اكثر دول العالم التي ينتشر فيها الفساد وهي تحتل المرتبة الثامنة والخمسين بعد المئة من اصل 180 دولة.

وبعد السجال الذي اثاره كلام البابا بشأن الاجهاض سعى الفاتيكان لتوضيح كلام الحبر الاعظم. واكد الفاتيكان ان البابا "لم يكن يتكلم عن الاجهاض العلاجي" بل ابدى اسفه ل"تزايد استخدام الاجهاض كوسيلة لحد النسل".

وقال المتحدث باسم الفاتيكان فيديريكو لومباردي ان الكنيسة الكاثوليكية "لطالما تقبلت الاجهاض غير المباشر" حين تخضع المرأة الحامل لعلاج لانقاذ حياتها "يتسبب بوفاة الجنين". وتابع "ما قاله البابا هو انه لا يمكن التذرع بمفهوم صحة الام لتبرير الاجهاض كوسيلة للسيطرة على الولادات".

وقال بنديكتوس السادس عشر في خطاب القاه الجمعة في مقر الرئاسة الانغولية ان التشجيع على الاجهاض كوسيلة لحماية صحة الام هو بنظره "مصدر قلق كبير". وقال "كم انها مريرة سخرية الذين يشجعون على الاجهاض لاعتباره من اساليب العناية بصحة الام! كم انها محيرة فرضية الذين يدعون بان قتل روح حية هي مسالة تمت الى الصحة التناسلية".

وجاء في النص الرسمي لكلمة البابا الذي بثه جهاز الاعلام في الفاتيكان ان البابا كان يشير بكلامه هذا الى المادة 14 من بروتوكول مابوتو حول حقوق نساء افريقيا الذي اقره الاتحاد الافريقي عام 2003. وتدعو المادة 14 الى "حماية حقوق المرأة التناسلية، وعلى الاخص بالسماح بالاجهاض الطبي في حال تعرض المرأة لتعد جنسي او اغتصاب او علاقة سفاح وحين يشكل الحمل خطرا على صحة الام او الجنين النفسية والجسدية".

وغالبا ما يتم اعتماد هذا التعريف لتحديد الاجهاض العلاجي.

وقال الاب لومباردي ان "الكنيسة الكاثوليكية تقبل بالاجهاض حين يكون قتل الجنين لا اراديا بل نتيجة العلاج الذي تتلقاه الام".

واشار الى ان بروتوكول مابوتو "يتضمن نقاطا عديدة توافقه الكنيسة عليها" مثل "مكافحة تشويه الاعضاء التناسلية وحرية الزواج".

وفي اول زيارة له الى افريقيا، اثار بنديكتوس السادس عشر جدلا الثلاثاء في الطائرة التي كانت تقله الى الكاميرون بقوله ان الواقي الذكري يفاقم من مشكلة الايدز.