الـثـمـرة الـمـحـّرمـة

الـثمرة مـحـّرمـة ..

ولـكنهـم وجـدوهـا طيـّبـة ..شـهيـّة…مُـنَيـة للعقـل..

فـأخـذوهـا ..قـضـموهـا..إبتلعـوهـا..

وتهشمت أسنانهـم..ولـم يـبـالـوا..

أكـلوا..فـتألـموا ..

ولكنهـم تـنـاسوا …

فالـثمرة طيـّبـة..شهيـّة..ومُـنيـة للعقـل..

إبتلعـوهـا..وصارت إلـى جوفـهـم..

فـتعـرّوا..وخـافـوا..وإخـتـبئـوا..

ولكنهـم مازالـوا يـتذّكرون..

أن الـثمرة طيـّبـة..شهيـّة..ومُـنيـة للعقـل..

فـأخـذوا يـبحـثون….أزالـوا الأسوار..ورفعوا الـحرّاس..

ودمّـروا الأبـار..وداسوا الشـرائع..وتشـتـتوا وراء كـل منادِ..

فالـحنيـن قـوي..والـنداء يـجذب إلـى مـذاق تلك الـثـمرة..

فالـثمرة طيـّبـة..شهيـّة..ومُـنيـة للعقـل..

لـم يـعـُد دفء الـحظيـرة..يـجذب..

لـم يعـد كلأ الـمَرعـى ..يُشـبِع..

لـم يـعُد عصـيـر الـكرمْ ..يـُروي..

ولـم يعـُد صوت الراعـي..يُـؤنـِب..

وحتـى دبـيـب الخطوات لـم يـعُد يُحـذّر..

ألـهذه الدرجـة الـثـمرة  طيـّبـة..شهيـّة..ومُـنيـة للعقـل..؟!

فأعـمـتْ..وأصـمـّت..وأزاغـت وحـطّمـت!!

ألا يـمكن أن تكون لـثـمرة أخـرى مذاق أطيب ..وأشهـى للعيون ..

أو أكثـرمسرّة للعقل؟!

الهـذه الدرجـة لا تـوجد ثـمرة أخـرى يُـمكن أن تجذب العين والنفس والقلب؟!

ألا يـمكن لـمن أنبت كل شجرة حسنة الـمنظـر وطيّـبة الـمأكـل أن يعطـى شجرة للـحياة تـثمر إثـنتي عشرة ثـمرة وتؤتى فى كل شهر ثـمرها وورقها يكون لشفاء الأمم ؟!

مـا زال الإختيـار حـرُُ لـك ..ما بيـن ثـمرة مـحرّمـة تودى للـموت أو ثـمرة سماويـة تعطى حيـاة أبـديـة؟!

                                                           الشماس نبيل حليم يعقوب        

       ( من وحـي صلاتـى أمام صورة الـمختـارفـى يوم 7 نوفـمبـر 1999)  

                              +++++++++++++++++++