مدينة البيرة بناها الكنعانيون واحتلت مركزا هاما للجيوش المتحاربة

 

جريدة إلايف

ملكي سليمان من القدس: تعتبر مدينة البيرة من اشهر واكبر المدن الفلسطينية في الضفة الغربية غير ان مدينة رام الله اكتسبت شهرة اكبر منها الى حد كبير فهي متصلة معها. وقد أصبحتا وكأنهما مدينة واحدة. وتعود في تاريخها إلى الكنعانيين وتقوم على مكان مدينة (بيئروت) بمعنى الآبار الكنعانية. وفي العهد الروماني حملت اسم (بيريا) من أعمال القدس. وكانت في القرن الثالث عشر مركزاً من مراكز فرسان المعبد. كما كانت محلاً لنزول الجيوش الإسلامية لمحاربة الصليبيين. تقع على طريق رئيسي. وترتفع 884 متراً عن سطح البحر. تبلغ مساحة أراضيها (22045) دونماً.
وقُدر عدد سكانها. عام 1922 حوالي(1429) نسمة. وفي عام 1945 حوالي (2920) نسمة. وفي عام 1967 حوالي (13037) نسمة. وفي عام 1987 حوالي (22540) نسمة بما فيهم سكان مخيم الأمعري. أما في عام 1996 فقد ارتفع عدد السكان إلى (33539) نسمة." وفق احصاءات بلدية البيرة"

" اول مجلس بلدية عام 37
وتم تأسيس أول مجلس محلي بالمدينة منذ عام 1937 برئاسة المرحوم عيد الموسى وتأسس أول مجلس بلدي بقرار من وزارة الداخلية بالمملكة الأردنية الهاشمية سنة 1951 وتعاقب على رئاسة البلدية عدة رؤساء.
وجرت انتخابات مجالس محلية في 15/12/2005 ونتيجه لهذه الانتخابات تم تشكيل المجلس البلدي الحالي برئاسة جمال محمد فرح الطويل الذي يخضع للاقامة الاعتقال الاداري من قبل اسرائيل ويتولى الان حسن الشيخ قاسم رئاسة البلدية بدلا منه، وتعاني البلدية من عدد من المشاكل واهمها استمرار اسرائيل باغلاق المسلخ البلدي الوحيد للمدينة منذ اربعة اعوام بحجة قربة من مستوطنة جبل الطويل او كما يطلق عليها مستوطنة " بسغوت" والمقامة على اراضي المدينة وعدد من القرى المجاورة كما تعاني المدينة من الديون المتراكمة على المواطنين والتي تقدر بملايين الدولارات مما يؤثر على تنفيذ المشاريع الحيوية في المدنية. وعن المشاكل التي تسببها اغلاق المسلخ يقول مسؤول قسم الصحة في البلدية : ن وجود مسلخ للحوم لأي مدينة هو ضرورة ملحة جداً لما له من أهمية كبيرة على صحة المدينة بشكل عام، واليوم، وفي بلاد العالم أصبح إنشاء المسالخ الفنية في كل مدينة ضرورة قانونية وصحية واجتماعية واقتصادية، كما أشار نيروخ إلى أن مسلخ البلدية والذي أرض مساحتها 7.5 دونم. يخدم أهالي مدن رام الله والبيرة وبيتونيا ومخيم الامعري و بيرزيت وبيرنبالا والرام و المناطق السكنية المحيطة برام الله والبيرة.

"اغلاق المسلخ الوحيد – خطر التلوث"

ويؤكد نيروخ أن إهمال النظافة في عملية ذبح الحيوانات أو سلخها أو تنظيفها، فمن المحتمل انتقال العديد من الأمراض الجرثومية والفيروسية للإنسان من أهمها الحمة التيفوئيدية، الدفتيريا، الزحار الجرثومي، والجمرة الخبيثة، والبروسيلا، والتهاب الكبد، والحمة القلاعية، السالمونيا، مشيرا إلى إن ذبح الحيوانات في غير الأماكن المخصصة أي خارج المسلخ، يضر بصحة البيئة، وبخاصة إذا تركت مخلفات الذبح من دم ومحتويات أحشاء والأمعاء وغيرها مرتعاً للذباب والحشرات والكلاب والقطط.
وتضـع بلديـة البيـرة جميـع امكانياتهـا لتشجيع على الاستثـمار واقامـة المشـاريع في هـذه المدينـة التـي تمتاز عن غيرها من المدن الفلسطينية. ويتطلـع المجلـس البــلدي الـى تنفـيـذ المشـاريـع مستقبلا.

" مشاريع حيوية للبلدية "
استكمـال تمديـد شبكـات المجاري في جميـع اطراف المدينة تنفيـذ محطة تنقية مياه المجاري واستغلال المياه المكررة لاغراض الري والزراعة ويعتبر هذا المشروع الاول من نوعه في فلسطين، انشاء سـتـاد رياضـي وقاعـة رياضيـة مغلقـة انشـاء حديقـة اطـفال وانشاء منتزه عام وحديقة قومية، وانشاء مسرح وطني وبناء مدارس اضافية في المدينة وبناء مستشفى عام في المدينة وزيادة عدد الاشارات الضوئية لتنظيم السير والمرور في شوارع المدينة، رفع مستوى الخدمات البلديـة اليوميـة وزيادة كفاءتهـا خاصة فيما يتعلق بجمع والتخلص من النفايات الصلبة،وشروع مركز التجارة العالمي واستملاك الاراضي للمنفعة العامة وتوثيق العلاقة بين المدينة ومغتربيها في المهجر حيث يعيش عدد كبير من اهالي المدنية في في اميركا والبرازيل وكندا ودول الخليج العربي والذين لهم دور اقتصادي واجتماعي وسياسي في دعم وتطوير مدينتهم. وفي المدينة ست عائلات كبيرة حافظت على تراثها وعاداتها وتقاليدها الريفية على الرغم من ان مدينة البيرة اكتسبت طابعا عمرانيا وحضاريا مرموقا خلال السنوات الاخيرة. بالاضافة الى اعددا كبيرة من الفلسطيييين الذين انتقلوا للعيش في المدينة والذين جاوؤا من مدن وقرى الضفة الغربية طلبا للعمل والرزق اذ ان المدينة تزدهر اقتصاديا بشكل مستمر وملفت للنظر نتيجة لزيادة عدد المشاريع الاقتصادية والصناعية والخدماتية الاخرى.

" مؤسسات المدينة التعليمية والتجارية والاهلية والرسمية "

ففي المدينة الان نحو 12 مدرسة حكومية تابعة للسلطة الفلسطينية، بالاضافة الى 7 مدراس خاصة، ومدرستان تابعتان لوكالة الغوث الدولية – تشغيل اللاجيئين، وفي المدينة ايضا 15 مسجدا اقدمها مسجد العين وهو مسجد عمري وابرزها واوسعها مسجد البيرة الكبير" مسجد جمال عبد الناصر"، كما وفي المدينة 19 مؤسسة وجمعية خيرية واهلية، وخمسة فنادق، و7 مستشفيات، و8 بنوك، ومقرات العديد من الوزارات والمؤسسات الرسمية والاهلية والشركات الكبرى ومنها شركة جوال للاتصالات والوطنية للاتصالات موبايل وصحيفة الحياة الجديدة وهيئة الاذاعة والتلفزيون الفلسطيني ووكالة وفا للانباء ومصاتع الادوية."احصاءات وارقام بلدية البيرة"

" المدينة عبر التاريخ"

تُعد البيرة موقعاً أثري وتاريخياً، فإلى الجنوب وعلى بعد 3كم منها يقع ( تل النصبة) وهو مكان أثري قديم يرجع إلى العصر البرونزي الوسيط. وكان يحيط بتل النصبة سور سُمكه ما بين 13-23 متراً. أقيمت فيه الابراج كما حُفر خندق حول السور. واستمر عمرانها حتى خربها اليهود بقيادة يوشع بن نون. وذلك في القرن الثاني عشر قبل الميلاد. وقد كُشف في البرج الشمالي عن معبد عشتاروت الكنعاني الذي كان يدعمه عمودان.

وقد ذكر الانجيل أن السيد المسيح كان يمر بالبيرة في طريقه إلى الناصرة ومنها إلى القدس (تخلف مع فتيان البيرة الذين كانوا يلهون ويلعبون على نبع الماء وهكذا ضل عن أمه وعن يوسف النجار، مما اضطرها إلى العودة إلى القدس لكي تبحث عنه). عند الفتح الإسلامي في القرن السابع الميلادي دخلت البيرة في حوزة المسلمين، وفي سنة 1099م وقعت في أيدي الغزاة الفرنجة قبل احتلالهم لمدينة القدس، وأقاموا فيها فترة من الزمن وكانت مركزاً ممتازاً. في عام 1187م عبر جنود المسلمين بقيادة صلاح الدين البيرة ومن ثم استطاع صلاح الدين انتزاع القدس من أيدي الصليبيين. ثم اصبح للبيرة أهمية كبرى عند العثمانيين حيث كان لها فرقة حاربت ضمن الجيوش العثمانية، ولكن هذه الحروب لم تدم طويلا لأن إبراهيم باشا احتلها.
وعموماً فإن لمدينة البيرة بأبنيتها الحديثة والمناخ الملائم والهواء النقي وتوفر معظم الخدمات الصحية والمؤهلات البيئية وموقعها على قمم الجبال عند التقاء الطرق الرئيسية أهمية كبيرة في قدوم الناس إليها واستقرارهم فيها، من كافة المناطق المحيطة.

أما بالنسبة للزراعة فقد اضمحلت بسبب هجرة السكان للأراضي الزراعية وتحويلها بنايات لتأخذ مكان البيوت القديمة وأصبحت المدينة تعج بمئات المحال التجارية الممتدة.
وتوجد في البيرة العديد من المواقع الأثرية العربية البيوسية، ومن أهم هذه الآثار الكهوف والمقامات مثل الجامع الكبير ومقام الشيخ شيبان ومقام الشيخ يوسف ومن أبرز الآثار الموجودة في البيرة تل النصبة