المسيحيون الكاثوليك يحتفلون بسبت النور في مدينة القدس

 

مشهد عام لكنيسة القيامة يوم خميس الأسرار

ا ف ب

وسط عبق البخور وانوار الشموع، احتفل الاف الحجاج الكاثوليك الذين تقاطروا من حول العالم الى كنيسة القيامة في القدس القديمة المحتلة، ب"سبت النور"، ذكرى قيامة السيد المسيح من بين الاموات.

 

وعلى انغام موسيقى الارغن التي اختلطت بقرع اجراس الكنائس فرحا بذكرى حلول عيد القيامة، وزع البطريرك فؤاد طوال رئيس اساقفة اللاتين في القدس، نور القيامة على المطارنة والكهنة والمؤمنين في الكنيسة. وتحولت كنيسة القيامة الى شعلة نور لتزاحم الحجاج على اضاءة الشموع في كل ارجاء الكنيسة.

 

وجثم العديد من المؤمنين والمؤمنات امام بلاطة المغتسل، وهي البلاطة التي غسل عليها جسد السيد المسيح بعد موته على الصليب تمهيدا للفه بالكفن، ووضعوا ما اقتنوه من المدينة المقدسة من زيت وبخور ومسابح وايقونات وشموع وهدايا على بلاطة المغتسل لمباركتها قبل المغادرة.

 

وبفرح غامر، وضعت الهندية سونيتا (23 عاما) وجه رضيعها ماسكارينس (تسعة شهور) على بلاطة المغتسل تبركا، وقالت لوكالة فرانس برس "ولدنا مسيحيين وسنعلم ابننا ما تعلمناه، وهذه فرصة ليتبارك طفلي من قداسة هذا المكان. لم احظ بفرصة مماثلة عندما كنت بمثل عمره، وانا فرحة له".

 

ووقف طابور كبير يعد بالمئات امام القبر المقدس للدخول والصلاة فيه. وقال احد المنظمين ان عدد المسيحين الفلسطينيين الذين قدموا الى المكان لم يتجاوز العشرين شخصا.

 

وبحسب الايمان المسيحي، فقد تدحرج الحجر الذي كان يقفل على هذا القبر حيث كان المسيح مدفونا، وانبعث من القبر نور مقدس معلنا قيامة يسوع المسيح من بين الاموات.

 

ونشرت الشرطة الاسرائيلية تعزيزات امنية كبيرة في مدينة القدس، واقامت الحواجز على الطرق المؤدية الى كنيسة القيامة، وفرض الجيش الاسرائيلي طوقا امنيا واغلاقا شاملا على الضفة الغربية منذ مساء الثلاثاء بمناسبة احتفال الدولة العبرية بعيد الفصح اليهودي.

 

وقال مانويل روفا (23 عاما) وهو من سكان القدس القديمة ولا يبعد بيته عن كنيسة القيامة سوى بضع مئات من الامتار ان "العيد فقد بهجته، ربما بسبب ما جرى في غزة، وربما نتيجة الاوضاع العامة في البلد، وربما بسبب فرض اسرائيل اغلاقا على الاراضي الفلسطينية". واضاف "قد يحصل بعض المسيحيين على تصاريح لدخول القدس، ولكن في الاغلاق كل شيء يصبح وقفا على مزاج الجندي الواقف على الحاجز الذي قد يجبر الناس على خلع ملابسهم في غرف خاصة اذا ما شك بوجود شيء بحوزتهم".

 

وتابع "الناس تتفادى ذل التفتيش والحواجز، لا احد يريد الاحتفال والصلاة وهو مذلول، لذلك يفضل الناس البقاء في بيوتهم حفاظا على كراماتهم". واضاف "كذلك نحن نترك مجالا للاجانب القادمين من اقاصي الارض للصلاة هنا، فانا ان اردت الصلاة في الكنيسة فهي بجانبي، بينما هم يحلمون بالحضور الى القدس طوال حياتهم".

 

اما نهى اورط (53 عاما) فقالت ان "الاوضاع تعيسة، الاوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية كلها تعيسة". واضافت "نحن لسنا سعداء، لا بهجة للعيد او فرحة. نسبة البطالة زادت. زوجي لا يعمل منذ 6 سنوات وانا كنت اعمل خياطة والان نعيش على مخصصات ضمان الدخل التي لا تكفي لسد الفواتير في مدينة القدس ولا تكفي مصروف عشرة ايام". وختمت بحسرة "لا اعرف ماذا كان سيحصل لو لم يكن اولادي شبابا يساعدوننا".

 

وقالت انيتا فيتولو (55 عاما) وهي ايطالية متزوجة من فلسطيني منذ ثلاث سنوات "الجميع هنا منزعج لاننا نشعر باننا في كل عام نفقد شيئا من القدس يذهب لصالح المستوطنين". واشارت الى انه في مثل هذه الاعياد "نشعر ان القدس مدينة عالمية، لذلك هي مدينة يجب الحفاظ على تراثها وثقافتها وتاريخها من قبل اليونيسكو والمنظمات الدولية".

 

ويقام منتصف ليل السبت الاحد قداس القيامة.