طقوس الفصح .. عبر العصور

المستقبل – الجمعة 10 نيسان 2009 – العدد 3273 – تحقيقات – صفحة 11

 

\"\"
\"\" \"\" \"\"

عيد الفصح مناسبة دينية امتزجت عبر العصور بعادات وطقوس اختلفت بحسب تاريخ كل بلد وعاداته. ففي اوروبا جرت العادة أن تقوم مسيرات سنوية حاشدة في هذا العيد تغير طابعها الديني مع مرور الوقت لتأخذ مظهرا سياسيا ولتصبح على شكل احتجاجات سلمية عامة ضد الحروب والظلم والقهر. وفي البرازيل يحتفل البرازيليون بعيد الفصح على طريقتهم الخاصة حيث يبلغ عدد البيض المصنوع من الشوكولا والذي يأخذ أشكالا وألوانا وأحجاما مختلفة نحو 100 مليون بيضة. كما يقوم ممثلون مسرحيون بإعادة تمثيل معاناة السيد المسيح في الهواء الطلق. وفي أنحاء متفرقة من البلاد يقوم البرازيليون بصنع دمى على شكل إنسان محشوة بالحلويات وترمز الى "يوداس" يتم تعليقها في الشوارع العامة ويقوم الأطفال والكبار بتوجيه الشتائم اليها.
في الولايات المتحدة الاميركية يقوم الآباء والأمهات بإخفاء البيض بينما يتولى الأطفال مهمة البحث عنه ودحرجته. ويحضر الأطفال من كل مكان إلى البيت الأبيض ويتولى أحد المسؤولين توزيع الهدايا عليهم. وفي بلجيكا يفقسون البيض يوم سبت النور وليس في أحد الفصح. في قرى الألزاس في فرنسا ما زالت عادة إهداء الخبز والبيض مزدهرة. أما في روسيا فيحمل الناس البيض بأيديهم في الشوارع ويحيون بعضهم بعبارة "المسيح قام حقاً قام". وفي بولونيا يأكل الضيف نصف بيضة على أن يأكل أصحاب البيت النصف الآخر لتوثيق عرى الأخاء في ما بينهم. وقد إنتشرت موضة البيض المصنوع من ذهب في أوروبا وروسيا في القرن الثامن عشر، وتفنن صاغة تلك الأيام بصناعتها. ويحكى أن صناعياً فرنسياً صنع بيضة على شكل علبة مفاجآت وقدمها إلى أحد أمراء إسبانيا وكانت مطلية من الخارج بالميناء الأبيض ومحفورة عليها كلمات إنجيل الفصح، وعندما تفتح تستمع إلى 12 لحناً من ألحان الأوبرا. كما صنع الصائغ كارل فابرجيه بيضة ذهبية قدمها إلى قيصر روسيا ألكسندر الثالث، صفارها يتضمن دجاجة صغيرة من الذهب الخالص وعلى الدجاجة تاج مصغر لتاج القيصر بأدق تفاصيله وقلبه من زمرد. كما دأب الملك لويس الخامس عشر على إهداء بيضة صناعية مطلية بالذهب إلى جميع نساء قصره.

 

الفصح فرحة ورجاء.. والبيض "سر" العيد

\"\"
\"\" \"\" \"\"
\"\"
\"\" \"\" \"\"
\"\"
\"\" \"\" \"\"

كارلا خطار

اسبوع واحد فقط يفصل هذا العام بين الفصحين الشرقي والغربي. ففيما تحتفل الطوائف الغربية بعيد الفصح بعد غد الاحد، تنتظر الشرقية الاحد الذي يليه موعداً له. وهو ان اختلف في التوقيت ومهما ابتعدت المسافة الفاصلة بين التواريخ في الروزنامة، الا انه يتوحد في اهميته ورمزيته عند كل الطوائف المسيحية لما يمثل من معنى النجاة والامل.
بعد 40 يوماً على بداية زمن الصوم يحلّ يوم الفصح او العيد الكبير كما يسمّى. فيه ترتفع الصلوات والابتهالات، وفيه يتحرّر الناس من خطاياهم وآثامهم ويرسمون خطوط حياة خالية من العذابات. اللبنانيون يحتفلون هذا العام بالعيد على بعد مسافة قريبة من الاستحقاق الانتخابي النيابي. وهم وان انقسموا في تلاوينهم وانتماءاتهم فإنهم يشتركون في همّ هذا الاستحقاق الذي يعيشون أجواءه ساعة بساعة. في هذا اليوم المبارك غربياً كان او شرقياً، تتوحد آمال اللبنانيين الطامحين لقيامة وطنهم من بين الازمات والانقسامات بعد جلجلة الاحداث الدموية والحروب التي قطعت أوصاله ووسّعت الهوة ما بين ابنائه.

كغيره من الاعياد المسيحية، تترافق احتفالات، التي أساسها الصلاة في الكنيسة، وتقاليد باتت جزءا لا يتجزأ من طقوسه. وبما ان تمييز الفصح كعيد رسمي لدى الكنيسة يعود للقرن الثاني الميلادي فإن تلك التقاليد قديمه قدم نشأته، على الرغم من تبدّلها او تطورها ما بين الامس وبين اليوم. قديما، كانت العائلات تحضر البيت في الأسبوع الأخير قبل العيد. وكان أفراد العائلة وخصوصا الصغار منهم يحضرون الملابس الجديدة ليوم عيد الشعانين، كذلك تشتري الامهات اللحوم والظفر يوم العيد بحسب الوضع المادي لكل عائلة، ويزورون 7 كنائس في ليلة خميس الاسرار. وكانوا يصنعون الكعك المستدير الذي يرمز الى شكل التاج الذي وضع على رأس السيد المسيح، وليل السبت ـ الاحد تعد العائلة وليمة عائلية فاخره لإستقبال ليلة العيد مع الاقرباء وعادة ما يجتمعون في بيت كبير العائلة ويحيّون بعضهم بتحية "المسيح قام" فترد التحية بـحقا قام". معظم العادات ما زالت متبعة حتى اليوم وان اختلفت بعض مظاهرها مع التطور والحداثة، وخصوصا منها تلك المتعلقة بتحضير البيت وتزيينه بزينة ملائمة لإستقبال العيد حيث باتت تفرش المفارش الخاصة بالعيد التي طرزت برموزه مثل الصيصان والأرانب والأزهار والتي ترمز الى الربيع وتجدد الحياة. وتشتري العائلات الحلويات الخاصة بالعيد والمصنوعة على أشكال رموز العيد وقد تتعاون الامهات على تحضيرها معا ضمن العائلة الواحدة. كذلك تزود الشوارع والكنائس بالاضواء والزينة.

تحضيرات الاستقبال
التحضيرات للعيد بدأت أول الاسبوع أي بعد عيد الشعانين: ربّات المنزل اشترين كل مسترلزمات العيد وفي مقدمها المشتقات الحيوانية كاللحوم والبيض لسلقه وتلوينه والتي من المفترض ان يصوم المؤمن عنها، وكل حاجيات الضيافة من الشوكولا على شكل بيض او على شكل أرنب الى الملبّس المحشو بالشوكولا ومكونات المعمول الذي فاحت رائحته من المنازل، وانتقين الزينة الملائمة للعيد تطغى عليها الالوان الزاهية كألوان الربيع… هناك، في زاوية المنزل، شجرة مورقة تتربع عليها العصافير ويتدلى البيض والجزر من أغصانها ويحيط بها الدجاج والصيصان والديك الذي يصيح كلما صفقت له، والى جانبه ارنب يأكل جزرة وسلة فيها بيض من كل الاحجام والاشكال فمنه المسلوق والملون ومنه المصنوع من الكرتون وآخر من الشمع حسب رغبة كل سيدة في تزيينه. وقد تحب إحدى السيدات تلوين البيض، بالإضافة الى الالوان الاصطناعية، بورق البصل وأزهار المارغريت الصفراء، كما أنها تضع على بعضه ورقة بقدونس وتلفها بقماش شفاف وتسلقه مع ورق البصل فيكون لون البيضة أحمر بصلياً ومرسوماً عليها ورقة بقدونس. وفيما تنشغل بعض النسوة بالبيض، تنهمك اخريات بتحضير اصناف الحلويات المرتبطة بالعيد ولعل اهمها المعمول. كثيرات ما زلن يفضلن تحضيرها في البيوت ما يضفي على العيد رونقاً واجواء خاصة.
الشوارع ايضاً ارتدت ثياب العيد وزينت الاشجار في الساحات العامة. الاسواق بدت قبل أيام من العيد مكتظة بالناس فمن لم يشتر الثياب لأولاده قبل عيد الشعانين لأسباب مادية، راح يبحث عن ثياب مناسبة ومقبولة تناسب موازنته. وفي حين يستغل أصحاب محال الالبسة والشموع عيد الشعانين لبيع منتوجاتهم بأسعار مرتفعة، فان تجار محال الحلويات والزينة في عيد الفصح يعتبرون المستفيد الاول. منهم من يعلق في أول الشارع لافتة تعلن عن وجود أطيب الشوكولا والمعمول، وآخرون يرفعون لافتة "شغل ستي" لتسويق بضاعتهم والدلالة على جودتها وسخاء الحشوة في داخلها من الجوز او الفستق الحلبي او التمر. ويتفنن كل تاجر في تزيين واجهة محله لجذب المستهلك ومنافسة المحال الاخرى في الحيّ، فيعرض التجار سلالا كبيرة ملونة معبأة بالشوكولا والبيض ورموز العيد من ارانب وصيصان وهي مخصصة إما للزينة او لتقديمها هدية عند تبادل الزيارات للمباركة بالعيد.
ويقول صاحب احد محال بيع الحلويات انه يبيع كيلو المعمول بـ 8000 ليرة لبنانية وهو الارخص نظرا الى الاوضاع الاقتصادية الضيقة التي يمر بها اللبنانيون كما يقدم للزبون هدية لزينة العيد عند شرائه بمبلغ معين.

بيض العيد
في يوم العيد يتنافس الاطفال وحتى الكبار على كسر البيض اي المفاقسة، فبالنسبة للاولاد إن عيد الفصح هو عيد البيضة. وتقول الجدة يجب ان نسلق البيض بالماء والملح لكي تصبح قشرته قاسية ومتينة كما يعمل الملح على إزالة الاوساخ عنها، أما لمعرفة البيض الصالح والفاسد قبل سلقه فيتم وضع البيضة النيئة في الماء وإذا ما سقطت إلى القعر تكون طازجة، اما إذا بقيت في الوسط فهذا يعني انها "وسط". وينصح بأكل البيضة المسلوقة خلال يومين بعد سلقها…
للبيضة رمزية خاصة في عيد الفصح. هي أحد رموزه الاساسية كونها تبشر بالحياة الجديدة التي تمثل قيامة يسوع المسيح من القبر. بالاضافة الى ان المسيحيين "يرفعون" منذ أحد المرفع كل المشتقات الحيوانية من المنزل الا السمك لأن المسيح باركه، لذلك عندما ينتهي زمن الصوم يتناولون البياض اولاً ومن ثم اللحمة. "ويتابع "يفترض ان يصوم المسيحيون أربعين يوماً قبل عيد الفصح: من اثنين الرماد وحتى يوم العيد. والصوم يعني الامتناع عن الأكل والشرب من منتصف الليل حتى نصف النهار. وباختصار فإن الغرض منه ان يحرم كل مؤمن نفسه من المأكولات او العادات التي يحب القيام بها، تذكيرا بالأيام التي قضاها السيد المسيح في الصحراء وكنوع من التكفير وتصفية الروح. وفي الصوم ايضاً مشاركة لكل فقير ولكل متألم على الارض، وما يوفّره الصائم من الاكل يجب ان يساعد به الفقراء. "ويضيف" الا ان ذلك يتناقض قليلا مع ما يحصل اليوم خصوصا وان بعض المسيحيين لا يلتزمون بالصوم لأنه ليس اجباريا بل اختياري. الكنيسة لا تلزم ابناءها به بل تتمنى عليهم العمل به، وعلى كل مؤمن ان يأخذ المسألة شخصية لأن يسوع ضحى من أجل كل فرد منا".
أسبوع الآلام
من لا يلتزم الصوم يصوم في الاسبوع الاخير. في هذا الاسبوع يمتنع الصائم عن أكل البياض كما وترتبط هذه الفترة بعادات وتقاليد وطقوس يمارسها كل مسيحي مؤمن إستعداداً للعيد الكبير، وتمهيداً للقيامة. هذا وينقطع كثيرون عن الأكل من الخميس ظهراً إلى منتصف ليل السبت فيكون يوم الجمعة مطوياً. ويعرف أربعاء الأسبوع الأخير بأربعاء أيوب يذهب فيه الناس للصلاة والتبرك بالميرون والماء المقدسة والعجين المبارك. وفي هذا اليوم يحرّم تنظيف المنازل واستعمال المكانس وإلا انتشر النمل في البيوت ، حسبما يشاع.
وتحتفل الكنائس بخميس الغسل عبر إعادة إحياء ذكرى غسل يسوع أقدام تلاميذه الإثني عشر رمزاً للتواضع والمحبة والتضحية. وفي خميس الغسل يزور المؤمنون 7 كنائس على عدد اسرار الكنيسة السبعة ويلتزمون السجود امام القربان المقدسي مداورة. ومن ثم يليه يوم الجمعة العظيمة وفيه تحيي الكنيسة قداس صلب المسيح ويسير المؤمنون في مسيرة تتضمن 14 مرحلة تمثل عذابات يسوع. وقد جرت العادة في البلدات الجبلية والقرى تمثيل هذه المراحل كأن يحمل أحدهم صليبا ويجلد حتى الصلب، وترتدي النسوة اللون الاسود فيما يحمل المشاركون باقات من الورد أو الزهور البرية ويضع الاولاد شموع عيد الشعانين على النعش، ثم يستعيدونها بعد قداس القيامة منتصف ليل السبت أو يوم الاحد لمباركة المنزل والمرضى بها. وتجتمع العائلة حول طاولة الفصح بعد ان يكون افرادها تساعدوا جميعاً في تحضير المأكولات وسلق البيض وتلوينه يوم سبت النور.
معنى الفصح
تاريخيا اصل كلمة فصح "فيساخ" وهي كلمة عبرية. والفصح هو عيد مشترك في التسمية فقط بين المسيحيين واليهود إنما يختلف معناه وجوهره في كل من الديانتين. ففي الوقت الذي يعتقد اليهود ان الفصح هو ذكرى انتقالهم من العبودية إلى الحرية بعد خروجهم من مصر الفرعونية، فانه بالنسبة الى المسيحيين الانتقال من الموت إلى الحياة ومن العبودية والخطيئة إلى الحرية والتحرر. ويسمى عيد الفصح أيضا "العيد الكبير" لأنه عيد قيامة يسوع المسيح من الموت وأكثر من ذلك "فقد أقامنا معه وغفر لنا خطايانا".
وفي داخل الديانة المسيحية يختلف المسيحيون في تقييم درجة قدسيتهم للمناسبات الدينية. فالبروتستانت يعتبرون يوم الجمعة الحزينة أو العظيمة، وهو اليوم الذي صلب فيه المسيح، أقدس الأيام على الإطلاق لأن المسيح حسب اعتقادهم تحمل خطايا البشر جميعا وضحى بنفسه لأجلهم. اما عند الكاثوليك والأرثوذكس فان يوم قيامة السيد المسيح، الذي يصادف يوم عيد الفصح، بعد صلبه وعودته إلى الحياة أقدس أيام السنة لأنه يرمز إلى تجدد الحياة وتغلب المسيح على الموت. ويحتفل الاورثوذكس بعيد الفصح في اليوم نفسه الذي يحتفل فيه اليهود بالفصح اليهودي ، ذلك لأن الرزنامة اليهودية هي قمرية أما رزنامة روما الكاثوليكية فهي شمسية وتقل الاولى عن الثانية بـ10 ايام اي كل 3 سنوات سيكون الفارق بين عيد الفصح للكاثوليك وعيد الفصح للارثوذكس شهرا كاملا. ويقول الكاثوليك ان الفصح هو "بدر نيسان" اي مستحيل ان يصادف في شهر ايار. الا ان الصراع بين الكاثوليك والارثوذكس سياسي قديم ويعود الى استلام الامبراطور قسطنطين الحكم إنما الكهنوت واحد والاسرار نفسها. لذلك كان يحتفل بالفصح في آحاد مختلفة الى ان التأم مجمع نيقيا برعاية الامبراطور قسطنطين في العام 325 م. في هذا المجمع اعتمد يوم الفصح على انه يوم الاحد الذي يأتي في اول قمر كامل بعد الانقلاب الربيعي الواقع في 21 آذار او بعده. لهذا السبب تتراوح فترة الاحتفال بالفصح عن الارثوذكس بين 22 آذار و25 نيسان.
واخيراً كثر الداعون إلى توحيد تاريخ عيد الفصح بين الشرق والغرب وتعددت المبادرات من دون الوصول إلى حل نهائي يرضي الطوائف المسيحية. ولكن في بعض السنوات يأتي الفصح في يوم واحد لكل الطوائف، مهما كان التقويم المستخدم فإذا ظهر القمر بدراً بعد إنتهاء 13 يوماً التي تشكل الفرق بين التقويمين، فإن هذا العيد يكون موحداً وتكون كل الأعياد التي تحل بعده موحدة. كجمعة الشهداء المعترفين، وهي الجمعة الأولى بعد العيد، ثم الأحد الجديد وهو يوم الأحد الذي يلي الفصح، وعيد الصعود الذي يصادف عادة يوم الخميس بعد 40 يوماً من العيد، والعنصرة وهي تذكار حلول الروح القدس على تلاميذ السيد المسيح ويقع بعد عيد الفصح بخمسين يوماً. ويزعم بعض الباحثين في أمور الكنائس والطوائف أنه يناسب المسيحيين في الشرق الإتفاق ـ كل بلد على حدة ـ بتعييد الفصح معاً في يوم واحد، كما هي الحال في مصر حيث تعيّد الكنائس الكاثوليكية (وهي أقلية) عيد الفصح المجيد مع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
الفصح ورمز الحياة
كما هو الحال في بقية الطقوس، تعود عادة تبادل البيض يوم الفصح الى ايام العيد الاولى في القرن الثاني الميلادي. ويرمز البيض لدى الشعوب الاوروبية الى بعث الحياة والولادة اي الى إحياء الموتى وخروج يسوع المسيح من القبر. وكان يتم تزيينه برقائق ذهب عند الاغنياء، أما الفقراء فكانوا يغلونه مع اوراق الاعشاب لإعطائه ألواناً برّاقة ثم يتم تبادله في بدء الربيع كرمز للتجدد والبعث ومنهم تسربت تلك العادة وأصبحت شائعة كتقليد يرافق الاحتفال بالفصح. ويعتقد آخرون ان لعادة تبادل البيض تفسير آخر حيث ان الدجاج يتابع وضع البيض أثناء الصيام فكان من الواجب ان يتم حفظ تلك البيوض لأطول مدة ممكنة وذلك بسلقها ومن ثم تلوينها وتبادلها وقت العيد.
وتعود جذور عادة زخرفة البيض وتلوينه إلى العهود الوثنية، عندما كان يحتفل الناس بقدوم الربيع وعودة الخصب. وقد استعملوا آنذاك في الاحتفال البيض الملون الذي يمتلك دلالة رمزية على الخصب. إذ عثر على بقايا بيض مزخرف في قبور تعود إلى فترة ما قبل انتشار الديانة المسيحية التي أعطت هذه العادة محتوى دينياً جديداً. وولادة الكون من بيضة كانت فكرة سائدة عند اليونان والمصريين والفينيقيين والكنعانيين وشعب التيبت والهنود والفيتناميين والصينيين واليابانيين وسكان سيبيريا وأندونيسيا وغيرهم. ويعتبر الهنود أن الكون كبر وتحول بيضة إنقسمت الى قسمين: فضة وذهباً، الأول أصبح الأرض والثاني السماء. كما انهم يقولون بالقشرة الخارجية تحولت جبالاً والداخلية غيوماً والشرايين سواقي. لذا فما تمثله البيضة في كل الأزمنة هو رمز تجدد الطبيعة الدوري، وهي في عيد الفصح ترمز إلى إعادة الخلق وليس الخلق وحده. اما الارنب الذي يرافق الاحتفالات بالفصح فليس تقليدا حديثا أيضا وإنما يعود للقرون المسيحية الاولى حين كانت شعوب الساكسون في اوروبا تحتفل بعيد الخصب في اول الربيع وترمز الى إله الخصب بالارنب.
"مع آلامك يا يسوع" يردّد المؤمنون في الكنائس وترتفع صلوات كل المسيحيين مهما اختلفت رزنامة العيد، اللبنانيون كلهم يبتهلون الى الرب طالبين ان يأخذ بيد لبنان وتخليصه من درب الجلجلة التي يسير عليها آملين قيامة لبنان مع قيامة يسوع المسيح