الأب رفعت بدر يتحدث عن الزيارة البابوية لموقع بكرا

عمان، الجمعة 24 أبريل 2009 – موقع أبونا

في مقابلة خاصة مع الأب رفعت بدر، الناطق الإعلامي لزيارة قداسة البابا بندكتس السادس الى الأردن، سألناه عن الفعاليات والاحتفالات التي ستكون خلال زيارة قداسة الحبر الأعظم، ومن سيكون على رأس الوفود المستقبلة، وما هي البرامج والمشاريع التي يقوم الفاتيكان بوضعها من اجل تثبيت وجود المسحيين في المناطق المقدسة:

ما هي الاستعدادات التي تقومون بها لاستقبال قداسة البابا في الأماكن التي سيزورها؟

الأردن يفرح مع الأراضي المقدسة كلها في استقبال الحبر الأعظم الشهر المقبل وهو شهر مريم العذراء، لكن لهذه السنة خصوصية كبيرة وهي أن يحل قداسة البابا ضيفا عزيزا مستقبلا بما يتميز به شعب هذه المنطقة العربي الكريم، الاستعدادات تجري على قدم وساق حيث أن هناك فعاليات سيحتفل بها قداسة البابا في الأردن تحديدا من الثامن ولغاية الحادي عشر من أيار المقبل، سيكون هناك فعاليات مفتوحة للجميع وهي تستأثر بجهد كبير لكي تتسع الأمكنة وتكون مهيأة لاستقبال الألوف المؤلفة من الأشخاص الذين يودون المشاركة فيها، وأخص بالذكر هنا فعاليتين أساسيتين هما:

– فعالية ستاد عمان الدولي حيث سيجري قداسة البابا قداساً احتفالياً حبرياً يشترك فيه كما نتوقع أكثر من 50 ألف مؤمن مصلٍ مع قداسة البابا من المسحيين الأردنيين ومسحيين من جنسيات متعددة سيشهدون هذه الزيارة خاصة.

الاستعدادات مشتركة بين الحكومة الأردنية وما بين الكنيسة الكاثوليكية في الأردن بكافة الكنائس ورؤساء الكنائس المتعددين لكن الهدف واحد بأن نكون يداً واحدة  في ان تكون زيارة الحبر الأعظم زيارة ناجحة بكافة المقايس.

– فعالية زيارة قداسة البابا الى موقع معمودية المقدس حيث تنقسم الزيارة الى قسمين، الأولى تجوال قداسة البابا بسيارة خاصة في كافة مرافق المغطس وموقع المعمودية، وثانياً مباركة حجري الاساس لكنستين جديدتين، الاولى كنيسة اللاتين "معمودية سيد المسيح" حيث شرع ببنائها قبل أشهر وسيتم الانتهاء من بنائها خلال العامين القادمين، الكنسية الثانية والتي سيشرع ببنائها "الروم الكاثوليك" والتي سيبارك قداسة البابا حجر الاساس لها.

فعالية ستاد عمان والمغطس تحظى بحضور جماهيري كبير، في باقي الاحتفالات هناك حضور يتميز بين الحضور الرسمي او الحضور الخاص مثل صلاة الغروب حيث سيلتقى قداسته مع المكرسين الكهنة، الرهبان، الراهبات، والعلمانيين المشتركين بالعمل الكنسي، وسيكون هناك حضور في باحة مسجد الحسين بن طلال وسيكون مخصصاً لعلماء الدين الاسلامي والدبلوماسيين ورؤساء تحرير الصحف الكبرى في الأردن، في كل فعالية هناك مدعوين خاصين.

من سيكون على رأس مستقبلي قداسة البابا في الوفود الرسمية؟

سيكون الاستقبال الرسمي الاول عالي المستوى بحضور رأس البلاد الملك عبدالله الثاني بن الحسين على رأس مستقبلي قداسة البابا في مطار عمان في أول لحظات وجوده في الاردن، وسوف يلقى قداسة البابا والملك عبدالله الثاني كلمة ترحبية باسم الاردن وكلمة اولى لقداسة البابا في الأردن سيحضرها كبار رجال الدولة وكبار المدعوين من كنسيين او دبلوماسيين او مدنيين، نحن ننظر الى الزيارة بكل ايجابية وان شاء الله كل هذه التحضيرات تأتي ثمارها الطيبة في هذه الزيارة.

ما هي المشاريع والبرامج التي سيقوم بتنفيذها الفاتيكان في الأردن والمنطقة؟

طبعا التعاون بين الفاتيكان ودول المنطقة تعاون حاصل قبل إعلان العلاقات الدبلوماسية خاصة قبل عام 1994 حيث أبرم الفاتيكان علاقات دبلوماسية مع الأردن واسرائيل، ووقع اتفاقية المبادئ المشتركة الاساسية مع منظمة التحرير الفلسطينيية في شباط عام 2000، ولكن التعاون كان قبل ذلك، فالتعاون تعاون سلمي وروحي اولاً في دعم الفاتيكان للكنائس المحلية الموجودة في هذا الشرق العزيز لأنها تمثل الوجود المسيحي الممتد منذ أقدم العصور منذ بداية الديانة المسيحية، الخدمات تمتد وتشمل خدمات روحية، ثقافية، اكاديمية وصحية.

الفاتيكان يدعم هذه الخدمات ليس لزيادة عدد المنتمين إليه ولكن من أجل أن يعزز الحضور المسيحي العربي في الشرق الأوسط ولكن هذا الحضور هدد بسبب النزاعات التي حدثت بالماضي والتي لجأ العديد من المسحيين للهجرة الى خارج الشرق للبحث عن أماكن هادئة ومركز رزق افضل، ما يقوم به الفاتيكان هو ان يعمل على تثبيت المسحيين على ارض السيد المسيح.

كيف ينظر قداسته للمسحيين في الشرق الاوسط وماذا يقدم الفاتيكان لتثبيت المسحيين خاصة في الأراضي المقدسة؟

في الواقع قداسة البابا الحالي قد وجه في فترة حبريته عدة رسائل الى مسحيي الشرق تدعو المسحيين الى البقاء في مناطقهم الاصلية رغم وجود العديد من الصعوبات، ولكن تكمن المشكلة عند اختيار المسحيين الخروج مما يؤدي الى اختلاف في الناحية السكانية والعددية في الشرق، الفاتيكان يهتم بالحضور المسيحي بالشرق الاوسط، والرسائل التي وجهها قداسته هي رسائل تعزيز للوجود المسيحي وايضا موجهة الى الرعاة "الأساقفة، الكهنة" وكل من يعمل من أجل الشعب المسيحي في هذه المنطقة في سبيل الحفاظ عى الهوية العربية المسحية وشاهدة للمسيح.

تكاليف زيارة قداسة وضعت في مناطق عرب 48 والقدس كيف يتم تغطية تكاليف الزيارة في الاردن؟

تكاليف الزيارة كبيرة ولا يمكن ان نحصرها لكن نحن نؤكد على ان التعاون موجود ومشرف فعلا ما بين السلطات الرسمية في الاردن والسلطات الكنسية فهناك تكاليف على الكنيسة أن تدفعها وهناك تكاليف مادية تتبناها الدولة.

نحن نشاهد أن هناك تعاونا حاصلا فالمال ليس كل شيء المهم ان نشعر اننا نعمل مع بعضنا البعض لنرى سبيل أن تكون الزيارة ناجحة على المستويات الرسمية، الشعبية، الكنيسية.

الأردن يستقبل في خلال أقل من نصف قرن 1964، 2000، 2009 قداسته، هل اصبح تقليدا أن يزور الحبر الأعظم الأردن والمناطق المجاورة؟

نأمل أن يكون تقليداً ولكن ثلاث زيارات فعلاً لها صداها الواسع خاصة أن قداسة البابا وجهت إليه دعوات من كل أنحاء العالم والدول العربية وخاصة من دول الخليج العربي لكي يأتي قداسة البابا ويزورها ويعزز الوجود المسيحي والتآخي المسيحي الاسلامي.

قداسة البابا يختار الأردن كأول بلد عربي يزوره منذ بدأ حبريته في نيسان عام 2005، هذا شرف كبير أن يكون لدينا ثلاث زيارات بابويه متتالية في أقل من نصف قرن وهو تعزيز لوجود الأردن كأرض مقدسة وتعزيز للحمة المسيحية والروحية ما بين المسيحيين ما بين شرق النهر وغربة، ونحن نشكل هوية واحدة وهي هوية مسحيي الأرض المقدسة، وهو فعلا ما يجعل البابوات دائما من بولس السادس 6419، ويوحنا بولس الثاني 2000، وبندكتس السادس عشر 2009 أن يختاروا الأردن المحطة الاولى من زيارة تسمى زيارة الحج البابوي الى الأراضي المقدسة، فالأردن أرض مقدسة قدسها السيد المسيح نفسه وانبياء من قبله، ولكن حين تكون الأردن المحطة الاولى هذا يعزز فعلاً هوية الأردن كأرض مقدسة.

كيف تقيم أهمية زيارة البابا الى مدن عرب 48 مع صعود اليمين المتطرف الاسرائيلي؟

هناك دائما في الفاتيكان وفي الكرسي الرسولي دعوات الى السلام والتحلي بضبط النفس وهذا تمثل اثناء العدوان الأخير على غزة وذلك حين قال قداسة البابا "إن اللجوء الى الخيارات العسكرية لم يعد مجدياً ولا فيه منطق ولا يأتييأتي بالنتائج المأمولة". فمع صعود اليمين المتطرف تتجدد دعوات الكنيسة بالرجوع الى طاولة المفاوضات وهي الوسيلة الأنجح لتحقيق الحلول السلمية والعيش بأمن وفي تأسيس الدولة المستقلة.

الديوان الملكي العامر قام بتجهيز مكاتب لاستقبال آلاف الصحفين، حدثنا عن دور موقع "أبونا" في إيصال هذه الرسالة؟

موقع "أبونا" أنشأ في الاردن ولكنه يقدم خدمة بشكل واسع لكل المسحيين في الشرق وخاصة أنه ينطق بالعربية ولا يحصر أخباره في الاخبار التي توجد فقط بالاردن، قد تم الاعلان في موقع "أبونا" عن طريقه اكتتاب الصحفيين في المركز الصحفي المعد لزيارة قداسة البابا.

نأمل فعلا أن يكون هناك عدد كبير لتغطية زيارة البابا في الأردن التي تمتد لأربعة أيام وإن شاء الله ستلقى تغطية إعلامية من قبل الإعلام الأردني والعربي والعالمي.

التنسيق موجود مع الديوان الملكي العامر والكنيسة، يبقى فعلاً على الصحفي والاعلامي وهذه دعوة اوجها عبر موقع "بكرا" العزيز أن يكون الاعلامي والصحفي ايجابيين في تغطية الزيارة وعدم تسليط الضوء على امور هامشية ثانوية لا دخل لها بجو الزيارة وهدف الزيارة والثمار المرجوة من الزيارة وهي ثمار لكل سكان المنطقة العزيزة.

رسالة اخيرة توجهها عبر موقع "بكرا" لكل المناطق والمدن التي سيزورها قداسة البابا؟

حق لنا ان نكون سعدين بهذه الزيارة ولكن آمل فعلاً من كل المشتركين باحتفالات قداسة البابا أن نكون على مستوى الحدث بالاشتراك مع الحبر الاعظم بالصلوات وان نقدر أن الزيارة زيارة حج وصلاة، وهو يريد أن يباركنا في وجوده بيننا وأن يتبرك بأرض المسيح مهما تعددت الكنائس للمسحيين ولكنهم قلب واحد ونفس واحدة ويد واحدة.