البابا لشعوب الأراضي المقدسة: آتي إليكم حاج سلام

مقابلة مع الأب رفعت بدر

روما، الأربعاء 6 مايو 2009 (zenit.org).

الأردن الحديث حفل بثلاث زيارات بابوية. زيارة بندكتس السادس عشر ستكون الزيارة البابوية الثالثة لقداسة حبر أعظم الى الأردن. البابا بولس السادس حل ضيفاً عام 1964، والبابا يوحنا بولس الثاني عام 2000، وها هو البابا بندكتس السادس عشر يبدأ رحلة الحج المقدسة الى الأرض المقدسة من الأردن. ولكن الأردن ليس فقط ممر عبور، ولكنه أيضاً مكان مقدس، دولة تحتوي جماعة مسيحية حية."

الجميع ينتظر زيارة بندكتس السادس عشر الى الأراضي المقدسة. ما هي أهميتها؟ ما هي أهدافها؟ ماذا سيكون تأثيرها وماذا ستكون نتائجها على الشرق الأوسط وعلى الوضع في الشرق الأوسط. أمور تحدث عنها في سلسلة مقابلات مع وكالة h2onews   الأب رفعت بدر، الناطق الإعلامي الرسمي باسم الكنيسة الكاثوليكية في الأردن، ومحرر موقع أبونا، عن أهمية زيارة الأب الأقدس الى الأردن

.وقال بدر إن "أهمية زيارة البابا متعددة الجوانب. أولاً لتثبيت الوجود المسيحي الأردن. لدينا والحمد لله عدد لا بأس به من المسيحيين، من مختلف الطوائف المسيحية – الغالبية من الكنيسة الأرثوذكسية – وهنالك أيضاً الكنيسة الكاثوليكية، التي لديها – بكل تفرعاتها – أكثر من ثمانين أو تسعين ألف مواطن كاثوليكي".

وأضاف إن البابا لا يأتي فقط من أجل الكاثوليك وإنما من أجل أن يقول كلمة في توحيد المسيحيين. وثانياً، هناك علاقة رسمية بين الأردن والفاتيكان من عام 1994، وقد كانت هذه العلاقات قبل ذلك توصف بأنها علاقات صداقة طيبة. هذا العام – عام 2009- نحتفل بالذكرى الخامسة عشرة على تاسيس العلاقات الديبلوماسية بين الأردن والكرسي الرسولي، وهي مرشحة لمزيد من التعاون ومزيد من التكاتف لصنع الوحدة والسلام، خاصة وأن الأردن يمثل صوتاً معتدلاً في عملية السلام في الشرق الأوسط، وخاصة في منطقتي الغليان المحيطتين به، العراق وفلسطين."

أما عن الحوار المسيحي الإسلامي، وتأثير الزيارة البابوية على هذا الحوار فقال الأب بدر: قبل أن يأتي البابا إلينا، أسس في نوفمبر 2008، المنتدى الكاثوليكي- الإسلامي الدائم. كانت نقطة الإنطلاق من الأردن، حيث وُجّهت رسالة الى الحبر الأعظم من قبل مائة وثمانية وثلاثين شخصية إسلامية، يقودهم الأمير غازي بن محمد في الأردن. إذن، إن انطلاقة الحوار المسيحي – الإسلامي الجديدة بدأت في الأردن. عندما يأتي البابا ويحل ضيفاً على الأردن ويحل زائراً في جامع الحسين بن طلال ويلقي كلمة لرؤساء الجامعات والقيادات الإسلامية والجهات الرسمية في الأردن نحن نتوقع أن تكون بداية جدية وجديدة مثمرة إن شاء الله لعلاقات توصف دائماً بأنها علاقات قوية ومتينة بين المسيحيين والمسلمين في الاردن. ولكن الأردن يتكون البوابة التي من خلالها ستنطلق شعلة جديدة للحوار المسيحي الإسلامي تكون إيجابية، تكون مركزة على دور الدين في صنع السلام والوئام بين البشر"

اليوم وبعد مقابلته العامة وجه البابا رسالة للاردن واسرائيل وفلسطين، نقلتها إذاعة الفاتيكان وجاء فيها: "أيها الأصدقاء الأعزاء، سأغادر روما هذا الجمعة لأبدأ زيارتي الرسولية إلى الأردن، إسرائيل والأراضي الفلسطينية. وأود انتهاز فرصة النقل التلفزيوني والإذاعي لمقابلتي العامة لأحيي شعوب المنطقة كافة. أتطلع بشوق كبير إلى لقائكم، مشاطرتكم تطلعاتكم وآمالكم إضافة إلى معاناتكم ونضالكم. سأحل بينكم كحاج سلام. هدفي الأول هو زيارة الأماكن التي قدسها حضور يسوع والصلاة في تلك الأماكن من أجل هبة السلام ووحدة عائلاتكم وجميع سكان الأرض المقدسة والشرق الأوسط. خلال الزيارة التي ستستغرق أسبوعا ستعقد لقاءات دينية ومدنية بينها اجتماع مع ممثلين عن الجماعتين الإسلامية واليهودية، اللتين حققنا معهما تقدما كبيرا في مجال الحوار والتبادل الثقافي. أوجه تحية خاصة وحارة إلى الكاثوليك المقيمين في المنطقة وأسألهم أن يصلوا معي كيما تأتي الزيارة بالثمار الوافرة لجميع سكان الأرض المقدسة، على الصعيدين الروحي والمدني. فلنمجد كلنا الله على صلاحه وطيبته، ولنكن كلنا أناس رجاء تحركهم الرغبة القوية والسعي الدؤوب إلى تحقيق السلام."