كلمة البابا بندكتس خلال حفل الوداع في مطار الملكة علياء الدولي

 

 

 

جلالة الملك،

أيها السادة،

أيها الأصدقاء،

مع اقتراب المرحلة الثانية من حجي إلى أراضي الكتاب المقدس أريد أن أشكر الجميع على الترحيب الحار الذي لمسته في الأردن في هذه الأيام. أشكر جلالة الملك عبد الله الثاني على دعوته لي لزيارة المملكة الهاشمية وعلى ضيافته وكلماته اللطيفة. أعبر عن تقديري الجهود الكبيرة لتمكيني من القيام بهذه الزيارة وضمان سير جميع اللقاءات والاحتفالات التي جرت. لقد عملت طويلا السلطات العامة بمساعدة عدد كبير من المتطوعين على تنظيم مختلف أحداث هذه الزيارة. إن دور وسائل الإعلام سمح لأشخاص كثيرين من متابعة الاحتفالات حتى ولو لم يكونوا حاضرين. إني إذ أشكر جميع الذين عملوا في هذا الاتجاه أوجه شكري أيضا إلى جميع الذين يرافقوننا عبر الإذاعة والتلفزيون وخصوصا المرضى والمجبرين على البقاء في المنزل.

 

كان لي فرح كبير بأن أحضر إطلاق مبادرات هامة وعديدة دعت إليها الجماعة الكاثوليكية في الأردن. الجناح الجديد من مركز سلطانة السلام سيعطي الرجاء للذين يعانون من آلام مختلفة وكذلك أيضا للعائلات. وإن الكنيستين اللتين ستشيدان في بيت عنيا ستسمحان للجماعات المختلفة باستضافة حجاج وتعزيز النمو الروحي للمصلين في ذلك المكان المقدس. لجامعة مادبا إسهام خاص وهام ستقدمه لجماعة أوسع من خلال تهيئة شبان من مختلف التقاليد والكفاءات لما فيه خير المجتمع المدني. أمنيتي لجميع الملتزمين في هذه المشاريع أرفقها بصلواتي الحارة.

 

زيارتي لمسجد الحسين بن طلال كانت لحظة هامة في هذه الأيام إذ أتيح لي أن التقي بالقادة الدينيين المسلمين وأعضاء السلك الدبلوماسي ورؤساء الجامعات. أريد أن أشجع جميع الأردنيين، مسيحيين ومسلمين، على العمل من أجل ترسيخ التسامح الديني الذي يسمح لأعضاء الجماعات المختلفة من العيش معا بسلام واحترام متبادل. جلالة الملك كان ناشطا للغاية في إنماء الحوار الديني المشترك وأريد بالتالي التأكيد على التزامه في هذا الاتجاه. وأشير أيضا بعرفان جميل إلى التزامه الخاص تجاه الجماعة المسيحية في الأردن. إن روح الانفتاح هذا لا يساعد فقط أعضاء الجماعات الإتنية المختلفة في هذا البلد على العيش معا بسلام ووفاق إنما يساهم في المبادرات السياسية التي يتخذها الأردن من أجل بناء السلام في الشرق الأوسط.

 

أيها الأصدقاء، كما تعلمون وقبل كل شيء جئت كحاج وراع إلى الأردن. وبالتالي فإن خبرات هذه الأيام ستبقى محفورة في ذهني وأذكر منها زياراتي إلى الأماكن المقدسة ولحظات الصلاة التي رفعناها سوية. مرة أخرى أريد التعبير عن عرفان جميل الكنيسة كلها للذين يقومون بحراسة أماكن الحج في هذه الأرض. وأريد أن أشكر أيضا الأشخاص الذين ساهموا في إعداد صلوات الغروب يوم السبت في كاتدرائية القديس جاورجيوس وقداس الأمس في الإستاد الدولي. كان لي فرح أن أعيش هذه الاحتفالات الفصحية مع مؤمنين كاثوليك من مختلف التقاليد متحدين في شركة الكنيسة وفي الشهادة للمسيح. أشجعهم جميعا على البقاء أمناء لمعموديتهم وأذكر بأن المسيح نفسه منح سر العماد على يد يوحنا في نهر الأردن.

 

إني وإذ أغادركم أريد أن تعرفوا أني أحمل في قلبي شعب المملكة الهاشمية وجميع العائشين في هذه المنطقة. أصلي كي يكون لكم فرح السلام والبحبوحة، الآن وللأجيال الآتية. أشكركم مرة أخرى وليبارككم الله جميعا.