العلمانية سببت تدهوراً في الثقافة المسيحية

مداخلة أمين سر مجمع التربية الكاثوليكية

روما، الخميس 04 يونيو 2009 (Zenit.org)

أسف المونسنيور جان لويس بروغيه لأن الشباب "يكادون لا يعرفون اليوم شيئاً عن العقيدة الكاثوليكية"، وذكر تأثير العلمانية التي "بدلت كنائسنا جذرياً".

خلال لقاء مع عمداء الإكليريكيات الحبرية، أشار أمين سر مجمع التربية الكاثوليكية إلى أهمية مراجعة "برامج تنشئة" هؤلاء الشباب الذين فقدوا "جذورهم الثقافية". وقد نشرت مداخلته في 03 يونيو في لوسيرفاتوري رومانو.

وقال المونسنيور بروغيه: "أنا مقتنع منذ مدة طويلة بأن العلمانية أصبحت كلمة أساسية في مجتمعنا اليوم لا بل أيضاً في كنيستنا".

وأوضح: "مهما كان الشكل الذي اتخذته، فقد سببت العلمانية في بلادنا تدهوراً في الثقافة المسيحية. فالشباب الذين يأتون إلى دور التنشئة التابعة لنا يكادون لا يعرفون شيئاً عن العقيدة الكاثوليكية، وعن تاريخ الكنيسة وأعرافها. لذا يجبرنا هذا الجهل المطلق على إجراء مراجعات مهمة في الممارسات القائمة حتى أيامنا الحالية".

واعتبر رئيس الأساقفة الفرنسي أن هذه "المواجهة مع العلمانية في مجتمعاتنا بدلت كنائسنا على نحو جذري. انتقلنا من كنيسة "انتماء" يمنح فيها الإيمان منذ الولادة، إلى كنيسة "اقتناع" يحدد فيها الإيمان كخيار شخصي وجريء كثيراً ما يتعارض مع الجماعة الأصلية".

وأضاف: "إن إكليريكيينا وكهنتنا الشباب ينتمون بدورهم إلى كنيسة "الاقتناع" هذه. هم لا يأتون فقط من الأرياف وإنما من المدن الجامعية بخاصة. هؤلاء الإكليريكيون غالباً ما نشأوا في عائلات مشرذمة أو "مشتتة"، الأمر الذي يسبب لهم جراحاً وأحياناً نوعاً من عدم النضج العاطفي". واعتبر المونسنيور بروغيه أن "البيئة الإجتماعية التي ينتمون إليها لم تعد تدعمهم، وأنهم اختاروا عن اقتناع أن يكونوا كهنة رافضين كل توق إجتماعي".

وقد أوصى المونسنيور بروغيه هؤلاء الشباب الذين تنقصهم "الجذور الثقافية الضرورية" بـ "فترة – سنة واحدة أو أكثر – تنشئة ابتدائية، و"تعويض" ديني وثقافي". وأضاف: "من الممكن صوغ البرامج بطريقة مختلفة وفقاً للاحتياجات الخاصة بالبلاد. وبكل سرور أفكر شخصياً في سنة كاملة من أجل استيعاب تعليم الكنيسة الكاثوليكية الذي يبدو كملخص شامل".

علاوة على ذلك، دعا أمين سر مجمع التربية الكاثوليكية إلى إعادة النظر في "برامج التنشئة". ولكنه تساءل: "إذا كان من المهم تأمين تنشئة شاملة ذات مستوى عال للكهنة المستقبليين، فهل من المهم أيضاً تأمين تنشئة معمقة في العلوم الإنسانية أو في تقنيات الاتصال للأشخاص الذين لم يتعلموا التعليم المسيحي؟"

فاقترح المونسنيور بروغيه ما يلي: "أوصي باختيار التعمق بدلاً من الوفرة، الخلاصة بدلاً من تشتيت التفاصيل، والأسلوب بدلاً من الزخرفة. هذا لأن الأشخاص الذين يأتون إلينا كثيراً ما يتمتعون بتنشئة علمية وتقنية مفيدة، إلا أن افتقارهم إلى ثقافة عامة لا يسمح لهم بالتعمق بطريقة حاسمة في اللاهوت".