الأخلاق وإسلام مايكل جاكسون

هاني نقشبندي- إيلاف

 

لي قريبة كبيرة في العمر، وقورة تحافظ على صلواتها وقراءاتها واذكارها. رأت ذات يوم، وفي حجرتي، صورة لمايكل جاكسون يوم كان في تألقه. قالت باشمئزاز: من يكون هذا الشاذ الذي تضع صورته؟ فقلت لها مغن أمريكي مشهور. قالت: لعنة الله عليه. وبصقت لا أعرف على من تحديدا، وغادرت الحجرة.

 

السيدة ذاتها سمعتها تترحم على مايكل جاكسون عندما قالوا لها انه قد مات مسلما. ولو أن ذلك غير صحيح، حسب ما أعلم، إلا ان قريبتي هذه، مع جمع من صديقاتها، أخذن يترحمن عليه، ويعددن محاسنه.

 

في لحظة عين، تحول الشاذ الملعون الى انسان صالح، لمجرد الاعتقاد بأنه مات مسلما.

 

إن الايمان الراسخ فينا بأن المسلم وحده هو الانسان الصالح على الأرض، والبقية لعنة الله عليهم، هو ايمان خاطئ، يجب ان لا نربي أجيالنا عليه.

 

فقد رأيت من ابناء الأمم والديانات الاخرى من هو افضل من ثلاثة ارباع المسلمين الذين تعاملت انا معهم شخصيا.

 

وهذا يدفعني الى طرح السؤال التالي: هل الاخلاق ترتبط بالدين؟

 

أنا اقول لا.

 

والسبب ان الاخلاق لو ارتبطت بالدين، فالمسيحية افضل من الاسلام، باعتبار ان المعايير الاخلاقية في الغرب افضل منها في شرقنا المسلم، او يمكن قول العكس ايضا.

 

الدين هو المحرض على بناء مجتمع سليم. لكنه لا يبني المجتمع السليم من تلقاء ذاته ان كان المسلمون انفسهم بعيدون عن دينهم، ويكرهون الاديان الاخرى.

 

ما يبني الاخلاق الصالحة هي الأم، الأب، والدين. ولمن يسألني عن أي دين اتحدث، سأقول عن كل دين، فأيا كان هذا الدين فهو صحيح، وأيا كان فهو يدعو الى الخير والفضيلة ويقود الى الله الواحد.