إنها موجهة للملحدين أيضاً، لكونها قائمة على القانون الطبيعي
روما، الخميس 30 يوليو 2009 (Zenit.org)
تتوجه "المحبة في الحقيقة" إلى المؤمنين وغير المؤمنين على حد سواء لأنها قائمة على القانون الطبيعي، حسبما قال البارحة أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان لمجلس الشيوخ الإيطالي.
في عرض ناقشه الأسبوع الفائت مع بندكتس السادس عشر الذي يمضي إجازته في لي كومب، أظهر الكاردينال ترشيزيو برتوني أن الأب الأقدس كان قادراً على جمع موضوعين مهمين في عنوان رسالته العامة الثالثة هما “caritas” (المحبة) و”veritate” (الحقيقة).
وقال الكاردينال برتوني: "يسمح لنا الأب الأقدس بفهم أن هاتين الحقيقتين الأساسيتين ليستا خارجتين عن الإنسان أو مفروضتين باسم إيديولوجية ما، ولكنهما متجذرتان بعمق في الإنسان". "هذه الحقيقة ليست مثبتة فقط في الوحي البيبلي، ولكنها تفهم من قبل كل إنسان ذي نية حسنة يستخدم عقله للتأمل في نفسه".
في هذا الصدد لفت أمين سر الدولة أن الاقتراحات التي يقدمها البابا في رسالته العامة مبنية على القانون الطبيعي الذي "يعبر عن الحس الأخلاقي الأصيل الذي يسمح للإنسان أن يميز في عقله الخير والشر، الحقيقة والكذب"، حسبما يؤكد تعليم الكنيسة الكاثوليكية.
من هنا، ربط الكاردينال برتوني الرسالة العامة بالوثيقة التي نشرتها مؤخراً (حتى الآن فقط بالفرنسية والإيطالية) اللجنة اللاهوتية الدولية تحديداً حول القانون الطبيعي. هذه الوثيقة التي بدأت تحت إدارة الكاردينال جوزيف راتزينغر عندما كان رئيس اللجنة، أوضحها البابا في أبريل 2008 خلال الكلمة التي ألقاها لدى الأمم المتحدة.
في هذه المناسبة، قال: "إن حقوق الإنسان مبنية على القانون الطبيعي المنقوش في قلوب البشر والموجود في مختلف الثقافات والحضارات".
وأردف الحبر الأعظم: "إن إزالة حقوق الإنسان من هذا الإطار تعني حصر نطاقها والخضوع لتصور نسبوي يختلف فيه معنى الحقوق ويتم فيه إنكار شموليتها باسم وجهات النظر الثقافية والسياسية والاجتماعية والدينية المختلفة".
وأوضح الكاردينال برتوني في مجلس الشيوخ أن الوثيقة من اللجنة اللاهوتية "تظهر أن الحقيقة والمحبة أساسيتان لكل إنسان، ومتجذرتان فيه"، مضيفاً "في البحث عن الخير المعنوي، يرجع الإنسان إلى طبيعته ويدرك الميول الأساسية في طبيعته التي تدفع الإنسان نحو الخير الضروري لكماله المعنوي".
"لذلك فإن الإنسان خلق ليعرف الحقيقة في كمالها ولا يتقيد باكتساب معرفة تقنية فيفوق الماديات ويسعى إلى اللقاء بالسامي وعيش بعد المحبة، مبدأ العلاقات الكلية – العلاقات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية – وليس فقط مبدأ العلاقات الصغرى – علاقات الصداقة والعائلة والجماعة –.
"تدلنا المحبة في الحقيقة على متطلبات القانون الطبيعي التي يقدمها بندكتس السادس عشر كالمعايير الأساسية للتأمل الأخلاقي حول الواقع الاجتماعي والاقتصادي الحالي. وبالتالي فإن اقتراح الرسالة العامة ليس ذات طابع إيديولوجي وليس مخصصاً للمؤمنين بالوحي الإلهي، وإنما هو مبني على حقيقتين إنسانيتين أساسيتين هما الحقيقة والمحبة"، بحسب الكاردينال عينه.