هل من فتورٍ في حياتي ؟

اعداد الاب انطونيوس مقار ابر اهيم

راعي الاقباط الكاثوليك في لبنان

مقدمة:

"لستَ بارداً ولا حاراً فأنك فاترٌ وها أنا مزمع أن أتقيّأك من فمي" (رؤ3/16)

عديدة هي الأوقات التي نمرّ بها ونشعر بأنّنا غير قادرين على الصلاة بأنواعها سواء الصلاة الشخصيّة التي تكون في المخدع ( متى صلّيت فادخل مخدعك وأغلق بابك وأبوك الذي في الخفاء هو يجازك علانية) و صرنا غير مبالين بأهميّة الاشتراك في الصلوات الجماعيّة سواء بالحضور والمشاركة في سرّ الإفخارستيّا (سرّ لقاء الله بالإنسان) أو في صلوات الفرض الإلهي سواء صلوات السواعي أو الاجتماعات الروحيّة وغيره الكثير. كثيراً ما نشترك في هذه الأمور المتنوّعة وحتّى أنّنا نتناول جسد الربّ ودمه ونشعر كأنّنا لم نستفد شيئاً.

 

 

لماذا هذا الشعور؟

هل تحوّلت فينا الأمور الروحيّة إلى مجرّد ممارسات روتينيّة؟ أم هموم الحياة وضغوطاتها أسقطتنا من الاهتمام بالله الى الاهتمام بأمور العالم ومشاغله؟

هل فقدنا سلامنا الداخلي بسقوطنا من مستوى الروح الى مستوى الجسد؟

إذن نحن أمام العديد من التساؤلات وللخروج من هذه الأزمة لا بدّ لنا من أن نعود الى حياة الروح والجهاد الروحيّ فيقول لنا بولس الرسول في رسالته الى أهل رومية 12/4 كونوا حارّين في الروح، وفي موضعٍ أخر يقول إنَّ الروح يُصلي فيكم بأنّاةٍ لا توصف.

تجعلنا هذه الجديّة في اكتشاف عمل الروح فينا قادرين أن نحيا حياتنا بنشاط وقوّة وغيرةٍ رسوليّة وحتّى نفهم كلّ ما نقرأه في الكتاب المقدّس وتتحوّل الروتينيّة الى حياة جهاد بها ننتصر على الكسل أو الفشل الروحيّ أو بتعبيرٍ أكثر دقّة كما يستخدمه الكثير من الآباء والمعلّمين والمرشدين في الكنيسة تعبير الفتور الروحيّ .

 

 

مضار الفتور :

1- يصيب الإنسان بتلعثم لسانه ويجعله غير قادر على الحديث مع الله.

2- يأخذ الإنسان الى عالم المجهول ولا يعود قادراً على الدخول الى أعماقه الداخليّة.

3- يضع غمامة سوداء أمام عينيّ الإنسان فيفقده الرجاء ويسد أمامه الطريق.

4- يسلب روح الخشوع والانسحاق من قلب الإنسان ويلبسه الكبرياء.

5- يُشعر الإنسان بأنّه مكتفٍ ولا حاجةٍ له إلى أن يمارس الفضائل.

6- يُدخل الإنسان في اللامبالاة ويجعله معتاداً عليها.

7- يُشلّ الانسان في حركته الصاعدة نحو الملكوت.

8-يزرع في الانسان روح الأنانية القاتلة.

9- ينزع روح المثابرة ويستبدلها بعدم الالتزام.

كيف تتغلّب على حياة الفتور:

1-أطلب المغفرة من الربّ يسوع عن أوقات الكسل والفشل.

2- عش دائماً في التواضع على مثال الرب المتواضع فهو  من يرفع ومن يحطّ

3- لا تخف من ضعفك وادعُ الربّ ليساعدك (فهو دائمًا قريب).

4- إقرأ الكتاب المقدس بتأنٍ وأسال عمّا لا تفهمه واستحضر الروح القدس، روح العلم والمعرفة.

5- لا تدن الآخرين على أفعالهم، بل راجع نفسك وحاسبها (فحص الضمير).

6- كن متّزناً في أمور حياتك كُلها.

7- ثق بأنّك مصدر سلام وفرح لذاتك وللآخرين.

8- تمّم عملك وواجباتك كما يجب فعليك أن تفعل هذه ولا تترك تلك.

9-إقترب من الله بالمداومة على الصلاة وذكر اسمه القدوس  هذّ بالربّ واجعل تلاوتك طيلة النهار (إسهروا وصلّوا)

10- قدّس يوم الربّ لأنّه يوم نعمة وبركة وفيض من عطايا.

 السماء على الأرض. تذكّر أنّ يوم الربّ مخصّص لك تلتقي فيه الربّ والجماعة وذاتك.

11- إعترف بتوبة وصدق، تَنَلْ قوّة وثبات.

12- إرفع قلبك باستمرار نحو السماء الى الله في صحبة الملائكة والقدّيسين.

13- كن أميناً فيما تأخذه من مقاصد ووعود.

14-إحرص على أن تكون دائماً متجاوباً مع مصدر النعمة.

15- لا تدع فرصة تفوتك لتخاطب الله ولو بكلمة واحدة أو علامة الصليب.

 

وأخيراً قاوم حياة الفتور والكسل لأنّ ملكوت الله لا يُعطى للكسالى والمتهاونين وإنما ينتزعه أقوياء العزيمة المثابرين والساعين حياة التسليم الكُلي لله وعيش القداسة والكمال في حياة ملؤها الخدمة والتفاني وبذل الذات من أجل الآخرين.

 

آيات للتأمّل:

أخي المؤمن أضع أمامك بعضٍ من الشواهد الكتابية التي تحثنا على السعي الجديد والخالي من الفتور نحو الملكوت .واعلم أنك :

خادم آمين مت 24/45 والرب يجازيك على امانتك لو19/17و رؤ2/10.

ابنٌ لله 1يو2/29 وهو أبونا مت6/9 ويعتني بنا  رو8/28، لو12/32،ومعنا على الدوام رو8/19وطاعتنا له واجبة عب11/27 والروح القدس يعمل فينا 1كو12/6 أمور حسنة رو12/17