كيف تكون صلاتي مقبولة

الاب انطونيوس مقار ابراهيم

  راعي الاقباط الكاثوليك في لبنان

هل عندما أُصلي أضع شروطاً كي تكون صلاتي مقبولة؟ وهل أتوقع استجابة فورية من الرب؟ هل أُؤمن بالصلاة وأثق في الله؟ أم أضع الله في مستوى احتياجاتي؟ أم أعتبره أبًا محبًّا كله رأفة وحنان ويريد أن يسمعنا كل حين؟

ينطلق شارل دي فوكو في تعريف مقتضب جامع وشامل للصلاة فيقول: "الصلاة هي أن نفكر في الله ونحبه وهى بالتالي فعل ايمان وحب بمن أحبنا أولاً وعلّمنا الصلاة وبذل ذاته عنا". فلنؤمن به أنّ قلبنا لن يستقر إلاّ فيه (القدّيس أغسطينوس) وبقدر ما تكون صلاتنا قد قربتنا منه ،بقدر ما نكون غير راضين حتى عن ذاوتنا في الصلاة ،ونشعر بعدم الرضى فهذا دليل على شوق ورجاء ينمو مع المحبة في داخلنا باستمرار وفيه يتحول كل شيء في يومنا الى حياةٍ كلها نمو وحيوية واستقرار في الله. علينا أن نكون بسطاء ونذهب ببساطتنا هذه الى الله ونثبت في محبته بالايمان . "اذا ثبتم في الايمان وتأصلتم في المحبة تدركون محبة المسيح الكاملة" (يوحنأ الإنجيلي).

 الصلاة المقبولة هي 1) التي تنبع من الرغبة المستمرّة في البحث عن الله، بالمثابرة حتّى الوصول تحت اقدام الصليب بفعل سجود وتضحية وهذا يعني انكار كامل للذات يقودنا الى معرفة يسوع بشكل متجدد باستمرار وبإيمان مشبع بالحب وهذا ما يسمى حقيقةً التسليم الكامل بين يدي يسوع المصلوب لأجلنا " اطاع حتى الموت موت الصليب". فالذي لم يعرف الخطيئة جعله الله خطيئة لأجل خلاصنا".

2) التي تعلّمنا كيف نمثل أمام يسوع بالرغم من كل الضعف الذي فينا وبالرغم من الأوقات الصعبة والحرجة والتي لا أشعر فيها بعدم الانسجام لعيش التجرد.

 3) التي فيها، نرفع قلوبنا ونتخطى ذواتنا ونتقبل منه كل ما يعطينا إياه حتى نعرفه أكثر ونحبه وايضاً نحبه فنعرفه.

الصلاة هي جسر يوصل بين الإنسان والله‏.‏وإحساس بالوجود في الحضرة الإلهية‏،‏ ويصير الله هو الكل في الكل ساكنًا في قلبك الذي يتحدث معه بالشعور والاحساس أكثر مما تتحدث انت معه بالكلام أو باللسان .‏ لذلك فإن حنين القلب إلى الله هو صلاة‏.‏ ومشاعر الحب نحو الله هي الصلاة‏ فيها الإيمان‏ والخشوع‏ والحب‏‏ وطلب المساعدة على فعل التوبة وفتح باب المعونة الذي يدخل منه الخاطئ إلى التوبة ‏.‏ "‏توّبني يا رب فأتوب‏".‏

وفي صلاتك‏،‏

احتفظ بفكرك نقيا‏.‏ واسعى دائما إلى أن يدخل الله قلبك لتكون معه في جوّه‏ حتى تنال قوة وسلاح به تنتصر على اعداء النفس فالصلاة هي أكبر سلاح يسحق الشيطان ولا سيما شيطان الكسل والتأجيل وشيطان المعرفة الكاذبة وشيطان الكبرياء والغرور والنفاق.
‏ افتح أعماق نفسك لكي تمتلئ وتتمتع بنعمة الوجود في حضرة الله‏…‏ اطلب الله نفسه وليس مجرد خيراته ونعمه‏…‏ قال أحد الآباء‏:"لا تبدأ صلاتك بالطلب‏،‏ لئلا يظن أنه لولا الطلب لما كنت تصلي‏".‏ تأكد أن نفسك التي تشعر بنقصها‏،‏ ستظل في فراغ إلى أن تكملها محبة الله‏…‏ إنها تحتاج إلي حب أقوى من شهوات العالم  كلّها‏.‏ وهي عطشانه‏،‏ وماء العالم لا يستطيع أن يرويها‏.‏ وكما قال القديس أغسطينوس في اعترافاته مخاطبا الله‏:" خلقتنا يا رب وقلبنا قلق لن يجد الراحة والاستقرار إلا فيك‏".‏

علامات قبول صلاتي

1- الايمان:
(ليكن لكم ايمان بالله ) إن أمنتِ ترين مجد الله . الله حاضر دائماً ويستمع لطلباتنا إطلبوني تجدوني

2. المسامحة : إغفروا يُغفر لكم.
3. الثقة كلّ ما تسألون الآب باسمي فإيّاه تنالون.

4. المحبّة الكاملة لكل الافراد حتى الاعداء والمسيئين الينا.
ان كنت اتكلم بألسنه الناس و الملايكه و لكن ليس لى محبه فقد صرت نحاسا يطن او صنجا يرن.
5. الرحمة:كونوا رحماء كما أن أباكم رحيمٌ هو
(من يسد اذنيه عن صراخ المسكين فهو ايضا يصرخ ولا يستجاب)
و يقول احد القديسين (اذا كنت محتاجا الى رحمه فسلف الرحمة قدامك).
6الصوم:
اذا شبهنا الصلاه بطائر فيكون الصوم و الرحمة جناحاه و بدونهما لايستطيع ان يطير.
7. أن تكون الصلاة وفق مشيئة الله:
يقول بولس الرسول (تطلبون و لستم تأخذون لانكم تطلبون رديئًا لكى تنفقوا فى لذاتكم).
8-
الثبات:
وعد الرب وعدٌ صادق (ان ثبتم فى و ثبت كلامى فيكم تطلبون ما تريدون فيكون لكم).
9- التقوى و خوف الله :
الله لا يقبل صلاة انسان مستهتر بأمر خلاصه و غير مهتم بحياته الابدية (ان أنكرتُ اثما فى قلبى لا يستجيب لى الرب.

10. اللجاجة :
اللجاجة شرط من شروط الصلاة المستجابة و الله قد لا يعطينا طلبنا من اول مرة حتى يختبر امانتنا فيه و لجاجتنا فى الصلاة و كثرة المثول فى حضرته المباركه.
11. اكرام الوالدين:
يقول الحكيم (من اكرم اباه فأنه يكفر خطاياه و يمتنع عنها و يستجاب له فى صلاة كل يوم.
12. الصلاة باسم الرب يسوع:
يقول الرب يسوع (مهما سألتم بإسمي فذلك افعله ليتمجد الاب بالابن

بعض آيات من الكتاب المقدس تظهر لنا  صلوات غير مقبولة

مز35/13وأنا عند مرضهم كان لباسي مسحا كنت بالصوم أذلل نفسي وكانت صلاتي إلى باطني تعود.

ام 28/9من يصرف أذنه عن سماع الشريعة فصلاته أيضا قبيحة من يضلل المستقيمين في طريق السوء فهو يسقط في هوته والكاملون يرثون خيرا

أرميا 11/ 14وأنت فلا تصل لأجل هذا الشعب، ولا ترفع لأجلهم دعاء ولا صلاة، فإني لا أسمع لهم وقت صراخهم إلي بسبب بلواهم

إش120-10: إسمعوا كلمة الرب يا قواد سدوم أصغ إلى تعليم إلهنا يا شعب عمورة.
 
ما فائدتي من كثرة ذبائحكم يقول الرب؟ قد شبعت من محرقات الكباش وشحم المسمنات وأصبح دم اكيران والحملان والتيوس لا يرضيني. : حين تأتون لتحضروا أمامي من الذي آلتمس هذه من أيديكم حتى تدوسوا دياري؟   لا تعودوا تأتوني بتقدمة باطلة إنما إحراق البخور قبيحة لدي. رأس الشهر والسبت والدعوة إلى الحفل لا أطيقها إنما هي إثم وآحتفال. رؤوس شهوركم وأعياكم كرهتها نفسي صارت علي حملا وقد سئمت آحتمالها. : فحين تبسطون أيديكم أحجب عيني عنكم وإن أكثرتم من الصلاة لا أستمع لكم لأن أيديكم مملوءة من الدماء. فأغتسلوا وتطهروا وأزيلوا شر أعمالكم من أمام عيني وكفوا عن الإساءة : تعلموا الإحسان وآلتمسوا الحق قوموا الظالم وأنصفوا اليتيم وحاموا عن الأرملة. : تعالوا نتناقش، يقول الرب لو كانت خطاياكم كالقرمز تبيض كاكلج ولو كانت حمراء كالأرجوان تصير كالصوف. : إن شئتم أن تسمعوا فإنكم تأكلون طيبات الأرض : وإن أبيتم وتمردتم فالسيف يأكلكم لأن فم الرب قد تكلم.

لو18/11فانتصب الفريسي قائما يصلي فيقول في نفسه: (( اللهم، شكرا لك لأني لست كسائر الناس السراقين الظالمين الفاسقين، ولا مثل هذا الجابي

مت6/5 وإذا صليتم،فلا تكونوا كالمرائين،فإنهم يحبون الصلاة قائمين في المجامع وملتقى الشوارع، ليراهم الناس. الحق أقول لكم إنهم أخذوا أجرهم.

صلوات غير مستجابة وتكون خيراً

1مل19/4فخاف وقام ومضى لإنقاذ نفسه، ووصل إلى بئر سبع التي ليهوذا وترك خادمه هناك.
1
مل-19-4: ثم تقدم في البرية مسيرة يوم، حتى جاء وجلس ((تحت رتمة، والتمس الموت لنفسه وقال: ((حسبي الآن يا رب، فخذ نفسي، فإني لست خيرا من آبائي )).
1
مل19/5-9 ثم اضجع ونام تحت الرتمة. فإذا بملاك قد لمسه وقال له: ((قم فكل )).
 
فنظر فإذا عند رأسه رغيف مخبوز على الجمر وجرة ماء. فأكل وضرب، ثم عاد واضجع.
فعاوده ملاك الرب ثآنية ولمسه وقال: ((قم فكل، فان الطريق بعيدة أمامك )).
:
فقام وأكل وشرب وسار بقوة تلك الأكلة أربعين يوما وأربعين ليلة إلى جبل الله حوريب .

أي6/8-10من لي بأن أؤتى سؤلي ويهب لي الله رجائي؟
:
ليرض الله فيحطمني وليطلق يده فيستأصلني!
فتبقى لي تعزية أبتهج بها في عذاب لا يرفق لأني لم أجحد أقوال القدوس .

مز78/27فأمطر عليهم لحوما كالتراب وطيورا كرمل البحار
مز-78-28: وأسقطها في وسط مخيمهم حول منازلهم

يونا4/3فالآن، أيها الرب، خذ نفسي مني، فإنه خير لي أن أموت من أن أحيا

صلي الى الله قل له

أؤمن بك يارب وليس لي أحدٌ سواك ترافقني في درب الحياة العسير الذي أسلكه نحوك، أنا لا أطمئن لأحد غيرك وأفتح لك قلبي متحدثاً معك عن كل ما أشعر به من ضعف، ضيق،خطايا، انانية كبرياء، افتخار. كن أنت يارب وحدك مصدر سعادتي وقوتي ونعمتي أعطني التواضع والوداعة وأن لا أفتخر إلا بصليبك ولا أسكب دموعي لأحد سواك، فأنت معين من ليس له معين ورجاء من ليس له رجاء.