الكاردينال تيتامانزي يدافع عن حرية ممارسة الشعائر الدينية المسيحية والإسلامية

1100 كنيسة في أبرشية ميلانو تتحرك لنشر رسالة رئيس الأساقفة بمناسبة ختام شهر رمضان

بقلم روبير شعيب

ميلانو، الاثنين 14 سبتمبر 2009 (Zenit.org).

إن حظر الصلاة وممارسة الشعائر الدينية هو "من أخطر الاعتداءات على الحياة وعلى السلام في كوكبنا".

بهذا التحذير توقف رئيس أساقفة ميلانو، الكاردينال ديونيجي تيتامانزي للتأمل وللدفاع عن حرية المسلمين والمسيحيين في ممارسة الشعائر الدينية وعيش الإيمان والصلاة.

تأتي كلمات الكاردينال في رسالته إلى الجماعة المسلمة في ميلانو، بمناسبة ختام شهر رمضان الكريم، زمن الصوم عند المسلمين، بين 20 و 21 من الجاري.

يقصد الكاردينال في ندائه مسألة إقامة الجامع في ميلانو التي تعارضها الحكومة، معبرًا عن تشجيع الكنيسة للمشروع.

هذا وقد حرك المكتب الحبري للحوار في ميلانو رعايا الأبرشية البالغ عددها 1100 رعية، لكي توصل الرسالة إلى الإخوة المسلمين المتواجدين في المدينة.

وبحسب ما ذكرت جريدة "لا ريبوبليكا"، إن الكاردينال يعمل منذ زمن على تشجيع إقامة أمكنة عبادة للمسلمين في ميلانو، إذ يبلغ عدد المسلمين هناك نحو 100 ألف، دون إحصاء الضواحي، التي يقدر عدد المسلمين فيها بـ 200 ألف نسمة.

وكان تيتامنزي قد صرح العام الماضي أنه "من المحبذ أن يكون هناك أماكن عبادة لمختلف الأديان والطوائف في كل الأحياء"، الأمر الذي أثار غضب رابطة الشمال، التي تشكل القسم المتطرف من اليمين الحاكم في إيطاليا.

الانتصار على الفقر الماضي

في الرسالة يتوقف رئيس أساقفة مدينة القديس أمبروسيوس على بعض النقاط الأساسية التي يمكن للمسيحيين وللمسلمين أن يتعاونوا على عيشها، وينطلق من تحدي "الانتصار على الفقر"، الذي يتضمن العون الأولي للانتصار على الجوع. ويصرح أن المجاعة هي تحدٍ يهز الضمائر، ولا يمكنه "إلا أن يحرك ضمير المسيحيين والمسلمين"، ومن هذا المنطلق يدعو الكاردينال مؤمني الديانتين على "التعاون سوية لإيقاظ ضمائر المواطنين على التزام شخصي واجتماعي يتحلى بالرزانة والتعاضد".

ويذكر في إطار الحديث عن الرزانة بضرورة اعتناق أسلوب عيش يتقيد بحق كل البشر بالتنعم بخيرات الأرض التي منحها الله.

التطرف: فقر ثقافي

ثم انتقل تيتامانزي إلى الحديث عن جوع من نوع آخر "الجوع لتغذية الروح" وفي هذا الإطار صرح: "إن حرم الأشخاص من إمكانية تغذية الروح بحسب التقليد الروحي الخاص هو من أخطر الاعتداءات على الحياة وعلى السلام في كوكبنا"، لافتًا إلى أن "نقص السلام في أماكن مختلفة من كوكبنا يعود إلى نقص في الحرية الدينية".

وذكر أيضًا أن الكثير من المسيحيين يعانون التمييز والاضطهاد لأسباب دينية، وخلص إلى القول: "إنه بالتالي واجب على الجميع، مسيحيين ومسلمين، أن يتغلبوا على الفقر الثقافي الذي هو الأرضية التي تنشأ فيها الأشكال غير المدنية من عدم التسامح والتطرف الأصولي الذي ينكر حرية عبادة الآخر".

كلمات رئيس الأساقفة واضحة، ولا تشير بأصبع الاتهام نحو أحد، ولكنها تدعو بشكل شامل إلى تحكيم العقل والضمير للسماح للأقليات – المسلمة في أوروبا والأميريكيتين، والمسيحية في آسيا وإفريقيا بشكل عام – بعيش حرية العبادة بسلام.