كاهنان دومينيكيان يتحدثان مع وكالة زينيت عن مأساة الاضطهاد

روما، الاثنين 14 سبتمبر 2009 (zenit.org)

 جاء إلى روما ممثلان عن المسيحيين في باكستان لينقلا الآلام والمخاوف التي سببتها المذابح الأخيرة.

كاهنان دومينيكيان من أبرشية فيصل آباد هما الأب باسكال باولوس والأب إفتخار مون كانا شاهدين على مقتل 8 مسيحيين واحتراق 70 منزلاً في بلدة غوجرا في الأول من أغسطس الماضي.

ولكن خوف الجماعة الكاثوليكية تزايد عندما قتل بالرصاص خمسة كاثوليك آخرون في 28 أغسطس وسط مدينة كيتا (بيلوشيستان).

أدلى الكاهنان بشهادتيهما إلى وكالة زينيت خلال لقاء معهما في مركز "روسيا المسكونية" القريب من الفاتيكان، حيث وجها نداءً إلى الرأي العام الدولي.

يؤدي الكاهنان خدمتهما في رعية الوردية المقدسة التي أحرقت في فيصل آباد.

شرح الأب باسكال باولوس لوكالة زينيت أنهما سيرجعان إلى باكستان بحماسة على الرغم من الخوف والتهديدات "لأننا نبشر بالمسيح، ولأن رسالتنا تقوم على إعلان المسيح ومحبته، وتشجيع محبة إخوتنا البشر".

تحدث الأب باولوس عن الأجواء التي يمارس فيها خدمته قائلاً: "إن باكستان جمهورية إسلامية تجري فيها الأمور وفقاً لمفهوم مسلم: يريد الشعب شريعة إسلامية على الرغم من مساعي الحكومة الهادفة إلى إحلال الديمقراطية".

في ظل هذه الأجواء، يعتبر الكاهن أن المشكلة المهمة التي تواجه المسيحيين هي قوانين مكافحة التجديف الصادرة سنة 1991. بموجب هذه القوانين، يعتبر كل تدنيس للقرآن إساءة يعاقب عليها بالسجن، فيما تستحق كل إهانة للنبي محمد حكم الإعدام.

ووفقاً للأب باولوس، فإن بعض المسلمين يتذرعون بالتجديفات الكاذبة على النبي أو على القرآن، مرتكزين على شهاداتهم الخاصة، وذلك من أجل الاستيلاء على ممتلكات المسيحيين.

يقر الأب باولوس أنهم يدركون في هذه الظروف أنه من الممكن أن يموتوا مع الناس كما كان الأمر وارداً منذ بضعة أسابيع.

وروى قائلاً: "في 30 يوليو، عصفت رياح العنف عندما شنت مجموعة غاضبة ومسلحة من المسلمين المتزمتين هجوماً على قرية كوريان المسيحية القريبة من بلدة غوجرا الصغيرة، مدمرة المنازل بعد نهبها".

"بعد يومين أي في الأول من أغسطس، مات 8 مسيحيين بعدما أحرقوا أحياءً. قامت المجموعة بمهاجمة جماعة من المسيحيين من بينها ثلاثة أطفال وثلاث نساء وثلاثة رجال. فنهبت وأحرقت 70 منزلاً مسيحياً ودنست كنيستين في غوجرا".

وأضاف الكاهن: "خربت المجموعة الغاضبة المنازل ومزقت نسخ الكتاب المقدس وغيرها من الكتب المقدسة. كسرت الصلبان وأحرقت كل شيء. وفقد المسيحيون الذين أحرقت منازلهم كل ممتلكاتهم".

"لا بد من القول بأن شرطة غوجرا وقوى الأمن الأخرى لم تتحرك من أجل الحؤول دون وقوع هذه الأحداث وأهملت الدعوة التي وجهت في المساجد ضد المسيحيين".

وأسف لأن "الشرطة تدخلت في النهاية وبعد فوات الأوان"، متابعاً "من المؤسف أيضاً أن الحكومة لم تكترث بهذا الحادث الخطير إلا بعد مرور 72 ساعة عليه عندما نظم المسيحيون تظاهرة احتجاج على السكة الحديدية.

من بعدها أوضح الكاهنان أن رئيس باكستان ورئيس الحكومة أدانا الاعتداءات إلى جانب سلطات البنجاب، وأن "الحكومة أعلنت منح تعويض لإعادة إعمار منازل المسيحيين".

وشرح الأب إفتخار مون لوكالة زينيت أن رسالة التضامن التي وجهها البابا لهم عند علمه بالأمر جاءت معزية لهم فيما كانوا يشعرون بأنهم مهملون.

"كانت لنا هذه الرسالة رسالة تعزية ورجاء لأننا رأينا أن رأس الكنيسة معنا ويتحدث عنا"، حسبما قال الأب مون.

خلال اللقاء، وجه الكاهنان دعوة إلى تضامن المسيحيين في العالم أجمع للضغط ضد قوانين التمييز ضد الأقليات، وبخاصة قانون مكافحة التجديف.

"نوجه دعوة للمنظمات العالمية لحقوق الإنسان لتسجيل الأحداث والتدخل لدى حكومتنا لمصلحة حماية المسيحيين والأقليات الأخرى"، حسبما قالا.

وأقر الكاهنان الدومينيكيان: "نحن المسيحيون في باكستان لا نشعر بالأمان في بلادنا".