الأطفال هم المتضررون الأوائل من قانون التبني للمثليين

مقابلة مع الدكتور أوردوكي، رئيس معهد البيوأخلاقيات في مونتيفيديو

مونتيفيديو، الاثنين 21 سبتمبر 2009 (Zenit.org) – أوروغواي هي البلاد الأولى في أميركا اللاتينية التي سمحت بقانون التبني للأزواج المثليين، وذلك عند إقراره في 09 من سبتمبر الجاري بعد أن تمت المصادقة سنة 2007 على الاتحادات بين أشخاص من الجنس عينه.

هذا القانون الذي لاقى رفض الأغلبية الساحقة في المجتمع الأوروغواني، بحسب كافة البحوث، سمي بـ "تعديلات في شرعة الطفولة والمراهقة بالنسبة إلى التبني".

عن هذا الإجراء وانعكاساته وتداعياته، تحدثت وكالة زينيت مع المحامي الأوروغواني غوستافو أوردوكي كاستيا، رئيس المعهد الأبرشي يوحنا بولس الثاني للبيوأخلاقيات في مونتيفيديو، والحائز على شهادة الدكتوراه في الحقوق من جامعة أوروغواي الكاثوليكية التي يعلم فيها أيضاً.

–        كيف تلقى المجتمع الأوروغواني نبأ اتخاذ إجراء مماثل؟

–        غوستافو أوردوكي: تلقى هذا النبأ بقلق شديد لأسباب عديدة. أولاً، لأن قرار البرلمان لم يكن يمثل رأي أغلبية السكان. وثانياً لأنه من الواضح أنه لم يعطِ الأولوية "للمصلحة العليا للطفل". تبرز التزاماتنا تجاه هذه المصلحة في معاهدات واتفاقيات دولية… لكن سرعان ما تم نسيان هذا كله وأعطيت الأولوية لمصلحة البعض مما يشكل خطراً متمثلاً في أن المتضررين هم القاصرون والأكثر ضعفاً الذين ينتهي بهم الأمر إلى أن يكونوا "أدوات أو مجرد أشياء" من أجل مصلحة البعض.

–        هل ألحق أي ضرر بشريحة من المجتمع المدني؟

–        غوستافو أوردوكي: أجريت بحوث عديدة سجلت كلها أن 20% فقط من السكان وافقت على المشروع. مع ذلك، ومن دون تمثيل إرادة الأمة، تأثرت الأغلبية النيابية ببعض الأقليات التي تعمل حتى ضد الكنيسة والتي نجحت في السيطرة على الوضع ضمن تكتلها فنالت أصوات الأغلبية.

–        في إطار تقدم هذا القانون على مدى سنوات، ما هي تداعياته برأيكم على نمو الأطفال الذين سيتبناهم المثليون؟

–        غوستافو أوردوكي: المسألة ليست طبية أو قانونية أو دينية وإنما مسألة طبيعة بشرية. إضافة إلى الغذاء أو التربية، يحتاج كل طفل إلى أم وأب ضروريين لوجوده. لو سمحنا بعدم حصول ذلك بطريقة أو بأخرى، نكون قد انتهكنا طبيعته مما يعتبر أمراً خطيراً.

–        ما هو الإرباك الذي قد يحدثه هذا الإجراء لدى الأطفال الآخرين، أبناء زواج متغاير الجنس، عند معرفتهم بأن أصدقاءهم متحدرون من هذه العائلات؟

–        غوستافو أوردوكي: هنا تكمن الأضرار الجسيمة. فالتعايش بين الأطفال المتحدرين من عائلات تضم "والدين من الجنس عينه" يلقى صدّاً من زملائهم فيتحول الأمر إلى ضرر أكبر للطفل المتبنى.

–        مع ذلك، يتهم المدافعون عن هذا القانون معارضيهم بالخوف من المثليين وممارسة التمييز…

–        غوستافو أوردوكي: ما من تمييز هنا لأن التمييز هو "المعاملة بالمساواة بين المختلفين أو بالتباين بين المتساوين".

إن المثليين عينهم تميزوا بالانغلاق على الحياة وبالتالي لا يمكنهم التذمر عندما يقال لهم أنهم ليسوا بوضع يسمح لهم بتبني الأطفال. لا تمييز عند تبرير الاختلاف.

على سبيل المثال، لا يمكنني القول بأنني أتعرض للتمييز لأنني لا أستطيع التصرف كشرطي إن لم أكن معداً لذلك. عندما يقال لي أنني لا أستطيع أن أكون شرطياً، لا أشعر بالتمييز لأن ذلك مبرر.

–        لمَ تعتقدون أن أوروغواي كانت البلاد الرائدة في أميركا اللاتنية في قبول هذا القانون؟

–        غوستافو أوردوكي: يحكمنا نظام إشتراكي متميز بإقرار قوانين تنتهك كرامة الإنسان والعائلة.