الكاهن هو أخ، أب، وزوج

بحسب الأسقف دومينيك ري

بقلم روبير شعيب

باريس، الثلاثاء 22 سبتمبر 2009 (Zenit.org).

 الكاهن مدعو إلى أن يجسد ثلاثة أدوار: "الأخ، الأب، والختن"، هذا ما يعرضه أسقف فريجوس تولون، الأسقف دومينيك ري، في كتابه "الكاهن" (Le prêtre)، الذي صدر في إطار السنة الكهنوتية.

في مقابلة صحفية مع الناطق باسم مجلس أساقفة فرنسا، المونسنيور برنار بودفان شرح المؤلف الأفكار الأساسية التي يتضمنها الكتاب: "دور الاخ يؤسس الدورين الآخرين. فكيف لنا أن نعيش الأبوة إذا لم نكن في إطار أخوّة مشتركة؟" وأردف أن هذه الأخوّة، نتلقاها كمسيحيين في المعمودية.

أما بالنسبة للبعد الختني (الزوجي)، فأوضح الأسقف الفرنسي أن الكاهن يمثل المسيح "ختن البيعة". وأقر الأسقف ري أن البعد الختني للدعوة الكهنوتية هو من الأدوار التي تعاني سوء فهم في الكنيسة.

فإنه انطلاقًا من هذا البعد الختني للحياة الكنيسة أن العفة الكهنوتية تأخذ معناها. فالكاهن يلتزم بالتزام لا ينفصم كالالتزام الزوجي في خدمة الكنيسة التي هو خادمها.

وبالحديث عن بعد الأبوة، شرح الأسقف أن "بعد الأبوة يبدو لي كواقع طارئ وكتحد في إطار يتعرض دور الآب إلى هجمات كبيرة من قبل نماذج اجتماعية مخالفة وليدة انحلال العائلة والتخلي عن السلطة".

وإذ يستشهد ببعض نتائج الأبحاث النفسية، يقول الأسقف: "إن مجتمعًا من دون أب هو مجتمع دون مرجعية".

وشرح أن الأبوة المسيحية هي اقتداء بالمسيح، وعلى مثال المسيح هي "واقع تضحية، ولكنها أيضًَا منبع فرح".

الأمانة المسيحية

هذا ويتطرق الكتاب إلى موضوع الأمانة المسيحية، التي يجب أن ترتكز بحسب المؤلف على "أمانة المسيح لكنيسته" مشيرًا إلى هبة المسيح لذاته بكليتها حتى الموت، موت الصليب لأجل كنيسته".

كما وأشار إلى أمثلة أمانة يجب أن تحرك الكهنة، مستشهدًا بشهادة والديه اللذين عاشا سوية لمدة 70 سنة، وكانا له "برهانًا على أن كلمة ‘حب‘ ترتبط بكلمة ‘دومًا‘".

وشرح أن الأمانة "تبنى في الحياة اليومية. ولكي نكون أمناء يجب أن ننطلق من الأمانة في القليل، المعاش كل يوم: أمانة نحو الصلاة، نحو الصداقة ونحو الواجبات اليومية".

وأوضح أن هناك تناقض كبير بين العقلية السائدة التي تدعو إلى "عدم الأمانة" بحثًا عن خبرات جديدة، وبين بحث الإنسان المعاصر عن "تجذر عميق ودائم، عن حب لا يموت".

ووصف الأسقف الأمانة بـ "فن العيش مع الزمان: ما وراء الأمور الزائلة".

وصرح: "فلنسع إلى بناء حياتنا على ركائز لا تتغير، وعلى ما هو ثابت. وهناك يمكننا أن نجد المسيح: السماء والأرض تزولان وكلامي لا يزول".

الكاهن والعلمانيين

هذا وتطرق الأسقف أيضًا إلى بعض المشاكل التي يعاني منها الكهنة، منها استهتار الناس، واحتقارهم. وفي هذا الإطار يرى الأسقف أن لا بد من إقامة علاقات إيجابية مع المؤمنين العلمانيين والإخوة الكهنة وذلك "للحفاظ على رجاء وطيد وتجنب تحول الخدمة الكهنوتية إلى طلب مستمر للتعزيات التي تشتت عن المسيرة التي توكلها الكنيسة إلى الكهنة.

ثم ربط الأسقف بين الرجاء المسيحي والصلاة. فهذه الأخيرة هي "ثقة بحضور الله الذي يستعين بمواهبنا، ولكنه يستعمل ضعفنا أيضًا"