ما هي الاختلافات ما بين الأرثوذكسية والكاثوليكية؟ 5- رئاسة بطرس وعصمة أسقف روما

 

 الاختلاف الخامس

يقول نفس الموقع

5. برئاسة بطرس الرسول للكنيسة ولزملائه الرسل، كأنة وحدة خليفة المسيح إذ يعتقدون أن بطرس هو مؤسس كنيسة روما رغم أنة كان يخدم مع بولس الرسول الذي أسسها…. وبابا روما هو خليفة بطرس الرسول لذلك يعتقدون أن بابا روما هو خليفة المسيح على الأرض وهو الرئيس المنظور للكنيسة الجامعة الرسولية. ويؤمنون بعصمة البابا من الخطأ وهو أثناء إلقاءه بيانا وهو على كرسى الكاتدرائية لأنة يكون مقودا بالروح القدس حسب تعبيرهم ولكننا لا نؤمن بعصمة البابا من الخطأ.

http://st-takla.org/FAQ-Questions-VS-Answers/03-Questions-Related-to-Theology-and-Dogma__Al-Lahoot-Wal-3akeeda/045-Difference-between-Orthodox-and-Catholic.html

 

الرد بحسب كتاب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية

بطرس والرسل: مفاتيح الملكوت

551- يسوع اختار، منذ فجر حياته العلنية، أثنى عشر رجلا لكي يكونوا معه ولكي يشتركوا في رسالته (رَ: مر 3:13-19). إنه يشركهم في سلطانه، "ثم أرسلهم ليبشروا بملكوت الله ويشفوا المرضى" (لو 9:2). إنهم سيظلون إلى الأبد شركاء في ملكوت المسيح، لأن المسيح يسوس بهم الكنيسة: "أنا أعد لكم الملكوت كما أعده لي أبي، لكي تأكلوا وتشربوا على مائدتي في ملكوتي، وتجلسوا على العرش لتدينوا أسباط إسرائيل الاثني عشر" (لو 22: 29-30).

بطرس رئيس الرسل:

552- في مجمع الاثني عشر يحتل سمعان بطرس المحل الأول (رَ: مر 3:16، 9: 2، لو 24: 34، 1كو 15: 5). لقد عهد إليه المسيح في رسالة خاصة. بفضل كشف آتً من الآب كان بطرس قد اعترف: "أنت المسيح، ابن الله الحي" (مت 16: 16). وقد أعلن له ربنا إذ ذاك: "أنت الصخرة، وعلى هذه الصخرة سأبني كنيستي، وأبواب الجحيم لن تقوى عليها" (مت 16: 16). والمسيح "الصخرة الحية" (رَ: ا بط 2: 4) يؤكد لكنيسته، المبنية على الصخرة، انتصارها على قوات الموت. وبطرس، بالنظر إلى إيمانه الذي اعترف به، سيبقى صخرة الكنيسة التي لا تتزعزع. وسيكون في عهدته أن يحفظ هذا الإيمان سليما من أي عثرة، وأن يثبت فيه أخوته (رَ: لو 22: 32).

سلطان المفاتيح:

553- يسوع عهد إلى بطرس في سلطة نوعية: "سأعطيك مفاتيح ملكوت السماوات، فكل ما تربطه على الأرض يكون مربوطا في السماوات، وما تحله على الأرض يكون محلولا في السماوات" (مت16: 19). "فسلطة المفاتيح" يعني سلطة سياسة بيت الله الذي هو الكنيسة. ويسوع، "الراعي الصالح" (يو 10: 11)، قد ثبت هذه المهمة بعد قيامته: "ارع خرافي" (يو 21: 15- 17). وسلطان "الحل والربط" يعني سلطة حل الخطايا، وإعلان أحكام عقائدية، واتخاذ قرارات تأديبية في الكنيسة. يسوع عهد في هذه السلطة إلى الكنيسة عن طريق خدمة الرسل (رَ: مت 18:18)، ولاسيما بطرس إلي سلم صراحة مفاتيح الملكوت إليه دون سواه.

بطرس وكنيسة روما:

تؤكد كل الدراسات التاريخية والحفريات الحديثة على أن القديس بطرس ذهب إلى روما وبشر بها مع القديس بولس، وأنهما استشهدا معا في روما، وهذا ما يشهد له كل التقليد المقدس شرقا وغرباً، ويعرف الجميع أن بولس ذهب قبل بطرس، ولكن لأن بطرس هو رسول المسيح وهو "هامة الرسل" (رَ: مت 16:16) فكان من الطبيعي أن يأخذ المرتبة الأولى. ولهذا فكنيسة روما، بحسب التقليد والتاريخ، أُسست على ايمان وبشارة واستشهاد كلهما، بطرس وبولس، ونتيجة بديهية لذلك فإن أسقف روما هو خليفة الرسولين.

881- إن الرب جعل من سمعان وحده، الذي أعطاه اسم بطرس، صخرة كنيسته. لقد سلمه مفاتيحها (رّ: مت16: 18- 19)؛ وجعله راعيا للقطيع كله (رَ: يو 21: 15- 17). "بيد أن مهمة الحل والربط التي أُعطيت لبطرس (بطريقة خاصة) قد أُعطيت أيضا، ولا شك، لهيئة الرسل متحدين برئيسهم" (ك20). ومهمة بطرس وسائر الرسل الراعوية هذه هي في أسُس الكنيسة، وهي تُواصَل على أيدي الأساقفة برئاسة البابا.

الخلافة الرسولية

862- "كما أن المهمة التي أناطها الرب ببطرس، أول الرسل، منفرداً، ويجب أن تنتقل إلى خلفائه، تدوم باستمرار، كذلك أيضاً مهمة رعاية الكنيسة التي تسلمها الرسل والتي يجب أن تزاولها هيئةُ الأساقفة المقدسة، تدوم باستمرار. فلذلك تعلم الكنيسة:"أن الأساقفة يخلفون الرسل، بوضع إلهي، على رعية الكنيسة، فمن سمع منهم سمع من المسيح، ومن احتقرهم احتقر المسيح والذي ارسل المسيح (رَ: القديس اكليمنضوس أسقف روما، ك 20)".

 

عقيدة عصمة البابا بحسب الإيمان الكاثوليكي:

إن عقيدة "عصمة البابا" هي عقيدة كاثوليكية، بمعنى أنها ايمان كاثوليكي يُلزم الكاثوليك وليس سواهم، والقانون الكنسي يؤكد أن "مَن أنكر إحدى الحقائق التي يجب الإيمان بها كإلهية وكاثوليكية، أو شكّك فيها، أو جحد الإيمان المسيحي برمّته، وأُنذِر على وجه شرعي ولم يرتدع، يُعاقب بالحرم الكبير كهرطوقي أو جاحد، والإكليريكي يمكن أن تُنزل به فضلا عن ذلك عقوبات أخرى بما في ذلك [عقوبة] الحطّ" ق. 1436 بند 1. وهي عقيدة تنبع من الإيمان بأن أسقف روما هو خليفة القديس بطرس هامة الرسل ومؤسس كنيسة روما، وهو ينعم بنعمة "العصمة" عندما يعلن بشكل علاني ونهائي وبصفته السلطة العليا في الكنيسة عقيدة أو تعليما يهدف إلى إنماء وحماية وفهم "الإيمان المستقيم". وعصمة البابا لا تتعلق بحياته الشخصية، فالبابا يخطئ ويمارس سر التوبة ويعترف عن خطاياه، ولكن تتعلق فقط بإعلان البابا لعقيدة أو لتعليم كنسي بصفة نهائية ومن فوق "كرسي روما" وبصفته أسقف وبابا الكنيسة.

وقد يعاب على الكاثوليك إيمانهم بهذه العقيدة التي يرى البعض أنها تمنح البابا قدرات إلهية، فالله وحده هو المعصوم من الخطأ، وهذا كما سبق وأوضحنا غير صحيح، ويكفى النظر لهؤلاء المعترضين ولتلك الكنائس التي لا توجد فيها هذه العقيدة مكتوبة ومحددة ولكنها معاشة ومطبقة، بمعنى أن ما يقوله البابا أو السلطة التعليمية، وحتى بصفة شخصية وأحيانا مخالفا للمجامع وللتعليم المستقيم، يعتبر عقيدة لا يمكن حتى أن تناقش، وهذا ما يطلق عليه (البابا الفرعون). وبالتالي فعقيدة عصمة البابا لدى الكاثوليك ليست توسيعا لسلطه التعليمية للبابا ولكن تحديدا لها، فليس كل ما يقوله البابا عقيدة.

ومن ناحية أخرى، يجب التأكيد بأن "عقيدة العصمة" لا تقوم على إصدار أو ابتداع عقائد جديدة ولكن على توضيح وشرح وتأكيد عقائد الإيمان والوحي والتقليد المقدس، لأن الإيمان لا يمكن أن يتغير او ان يتبدل، ولكنه يحتاج إلى شرح وتوضيح وتأكيد وإعلان يتناسب مع لغة وعقلية العصر، هذا الإعلان يقوم على الإيمان بعمل "الروح القدس" الذي يتم في الكنيسة من خلال رجالاتها القديسين.

ختاما

الحبر الروماني، رأس مجمع الأساقفة بهذه العصمة بحكم وظيفته عندما يعلن، بتحديد مطلق، التعليم المتعلق بالإيمان والخلاق، بصفته أعلى راعٍ ومعلم لكل المؤمنين والذي من واجبه "أن يثبت أخوته في الإيمان" (لو 22/23). إن تعليم الحبر الأعظم، الصادرة عنه شخصيا بهذه الصفة (بصفته بابا)، غير قابلة للتعديل أو المراجعة من أي سلطان آخر كنسياً كان أم بشرياً. ويتمتع الأساقفة المجتمعين في مجمع مسكوني، بناء على دعوة منه أو من من يمثله، بالعصمة ذاتها… لا سلطة لمجمع الأساقفة أو للجسم الأسقفي إلا باتحادها بالحبر الروماني، كرأس لها" (نور الأمم، 25 و 22). وهنا تجدر الإشارة إلى أنه يسقط تحت العقوبة كل مَنْ  أيّد تعليمًا أدانه كخاطئ الحبر الروماني أو هيئة الأساقفة لدى ممارستهم سلطان التعليم الرسمي، وأُنذِر على وجه شرعي ولم يرتدع (ق. 1458 بند 2).

وختاماً نؤكد أن بهاء وعظمة الكنيسة الكاثوليكية يتلخص في وصفها "أم ومعلمة" أي في كونها منارة الخلاص، حصن الإيمان، هذا الإيمان الذي لا تقوى قوى بشرية ان تغيّره او تبدله. هذا الإيمان الذي يتسم بصفتين: الأولى انه محدد وقاطع: أي غير متروك لمزاجات وطباع وأفكار البشر بل يحميه الروح القدس والسلطة الكنسية العليا. والثاني أنه "غني"، بمعنى ان الإنسان كلما تبحر فيه أكتشف جهله به، ولمس حاجته إلى مزيد من التعمق، وهنا يأتي دور الكنيسة التي تضع مهمة "التعليم" وشرح الإيمان في أولى اهتماماتها، وعصمة البابا ليست إلا تأكيدا على ذلك. فيكفي أن نفتخر بأن في كنيستنا الكاثوليكية عقائد الإيمان قد تمّ جمعها وشرحها في كتاب "تعليم الكنيسة الكاثوليكية" هذا الكتاب الذي قد يتطور بحسب متطورات العصر ليشرح لكل إنسان ولكل ثقافة ولكل لغة "حقيقة الإيمان الواحدة"، ولكنه لن يتغير بتغير الباباوات ولن يتبدل بحسب آرائهم الشخصية.

خلاصات هامة:

1-    اختار المسيح الرسل ليتبعوه وليبشروا المسكونة ويعلون للجميع الخبر السار.

2-    ميّز السيد المسيح القديس بطرس بأولوية واضحة وقد أعطى له مفاتيح الملكوت، كما أعطاها أيضا لبقية الرسل.

3-    تشهد كل الأناجيل بأولوية القديس بطرس، فعلى سبيل المثال يأتي اسم بطرس في أول قائمة أسماء الرسل في كل الأناجيل، مما يؤكد دوره الواضح، برغم ضعفه، ويؤكد فهم بقية الرسل لهذا الدور.

4-    اسس بطرس وبولس كنيسة روما وبالتالي فأسقف روما هو خليفة القديس بطرس والقديس بولس.

5-    ارسل القديس بطرس تلميذا القديس مرقس ليؤسس كنيسة الاسكندرية، ومن الجدير بالذكر أن مرقس البشير لم يكن ضمن الرسل الاثنى عشر، بل كان تلميذ الرسول، أي تلميذ بطرس، بحسب التقليد الكنسي،

6-    توجد ألاف الاستشهادات التاريخية والحفرية على استشهاد بطرس وبولس في روما حيث نبتت كنيسة روما من دمها المقدس.

7-    من الجدير بالذكر أنه لا توجد شهادات تاريخية أكيدة على أن القديس مرقس هو من بشر كنيسة الاسكندرية، بل أن الاستشهادات المتوفرة توجد فقط في التقليد الكنسي، وهي متأخرة في التاريخ وتعود غالبا لتقليد نفس الكنيسة، في حين أن الاستشهادات الخاصة بالقديس بطرس تعود إلى القرون الأولى وهي متنوعة من تقليد نفس الكنيسة والكنائس الأخرى الكبرى، والحفريات والدراسات التاريخية.

8-    عندما تناقش التلاميذ فيما بنهم من فيهم "الأعظم" فقال لهم: "من أراد أن يكون الأول فليكن خادم الكل"، وبالتالي تفهم الكنيسة الكاثوليكية أولوية بطرس كأولوية خدمة. أي أن بطرس، بحسب الكنيسة الكاثوليكية، هو أول المتساويين فلا يجب أن يوجد بين الرسل وخلفائهم صراع وكأن الأمر هو أولوية كرامة وسلطان، لأن من أراد أن يكن الأول فليكن "خادم" الجميع لأن المسيح لم يأتي ليخدم بل ليخدم ويبذل ذاته من أجل الآخرين.

 

إعداد الأب د. يوأنس لحظي جيد

للمشاركة في الموضوع يرجى الدخول لمجموعة أصدقاء موقع كنيسة الإسكندرية على الفيس بوك..

http://www.facebook.com/topic.php?topic=10465&uid=33322580441