تطويب اول راهبة عربية في الناصرة..اليوم

عمان – بترا- ايناس صويص

 يحتفل اليوم الاحد بكنيسة البشارة في الناصرة باول تطويب يجري في الاراضي المقدسة للراهبة ماري الفونسين التي اسست اول رهبنة في القدس (رهبنة الوردية) التي تعتمد على المسيحيات العربيات لتنوير وتثقيف فتيات فلسطين والاردن.وسيتم اعلان التطويب، من قبل أعلى سلطة كنسية كاثوليكية في العالم، في قداس احتفالي حاشد يترأسه بطريرك القدس للاتين فؤاد الطوال، بحضور رئيس مجمع دعاوى القديسين المطران أنجلو داماتو الذي سيقرأ الرسالة البابوية التي تعلن طوباوية جديدة من الشرق مندوبا عن البابا بندكت السادس عشر، الذي أمر عام 2005 باجراء احتفالات التطويب في بلد ولادة المكرمين، لاتاحة الفرصة لأكبر عدد من المؤمنين للمشاركة الفعلية.
ولن يكون بمقدور القدس ان تحتفل بابنتها الراهبة ماري الفونسين (المولودة باسم سلطانة غطاس) التي ولدت ودفنت فيها لصعوبة الحصول على تصاريح من اسرائيل لدخول جميع المؤمنين الراغبين في المشاركة الى مدينة الناصرة والمتوقع ان يتجاوز عددهم مئة ألف بحسب الاب رفعت بدر، رئيس تحريرالاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة.
وتتداخل في قصة الراهبة الفونسين مشاعر الحماس الديني بحماس الانتماء القومي في فترة النهضة العربية في القرن التاسع عشر لتثقيف المرأة دينيا وصحيا واجتماعيا لتنهض بتربية اطفالها وبناء اجيال عربية متعلمة، اذ بدأت الفونسين عملها في رهبنة الوردية في القدس ثم بيت لحم التي اسست فيها مدرسة للبنات ومأوى لليتيمات ومشغلا للخياطة.
وفي عام 1887 وسعت نشاطها مع اختين لها فانشأت مدرسة للبنات في السلط تابعة لدير اللاتين التحق بها 146 طالبة كان تعليمهن يشتمل على القراءة والكتابة والتربية الدينية والاشغال اليدوية من خياطة وتطريز وغيرها، ومدرسة في الفحيص لاستقبال البنات اللواتي كن ممنوعات من دخول الكنيسة الا في حوادث الفرح والحزن، وبعد سنوات قليلة، عادت الفونسين الى فلسطين لتؤسس مدرسة للبنات في نابلس لتدريس الطالبات من مختلف الطوائف والديانات.
وقبل ان تتأسس امارة شرق الاردن، انشأت راهبات الوردية مدارس في مادبا عام 1896 ،والحصن 1902 ،والكرك1905 ، والسماكية 1913 ، اضافة الى السلط والفحيص عام 1887، وانشأت ارساليات (مع مدارس) في عجلون ورميمين والمفرق والزرقاء الجنوبي وناعور والمصدار واربد التي اسست فيها كذلك مستشفى بدأ عمله عام 1949 للتوليد ثم توسع ليشمل حاليا التخصصات كلها، ،وحتى خمسينيات القرن الماضي كانت الرهبنة التي تعيش على مواردها الذاتية وتبرعات المحسنين.
وخرجت مدارس راهبات الوردية في الاردن نحو سبعة الاف طالب وطالبة، ولديها حاليا مدارس في الشميساني والمصدار وجبل عمان ومرج الحمام واربد والعقبة ،تفتح ابوابها لابناء جميع الديانات حيث 71 بالمئة من طلابها من المسلمين و29 بالمئة من المسيحيين.