الكاردينال برتوني: البابا مصغٍ جيد

أمين سر الدولة يناقش أولويات بندكتس السادس عشر

باريس، الجمعة 18 ديسمبر 2009 (Zenit.org)

إن بندكتس السادس عشر هو "رجل يصغي" ويعمل عادةً "بطريقة مشتركة"، حسبما أعلن الكاردينال ترشيزيو برتوني، أمين سر الأب الأقدس، وأقرب معاونيه.

تحدث عن دوره في الفاتيكان وأولويات حبرية بندكتس السادس عشر في مقابلة حصرية أجرتها معه المحطة التلفزيونية الفرنسية الكاثوليكية KTO نهار الاثنين بمناسبة الذكرى السنوية العاشرة للمحطة.

ففي المقابلة التي أجرتها معه فيليبين دو سان بيار، وصف الكاردينال بندكتس السادس عشر بأنه "إنسان يحب الإصغاء" وقال أن البابا يبذل قصارى جهده لـ "دفع الكنيسة قدماً".

رفض الكاردينال تعليقات بعض المراقبين الفاتيكانيين التي تقول أن البابا منعزل، مشيراً إلى أن الأب الأقدس يلتقي رؤساء كافة المديريات الفاتيكانية بشكل منتظم، وأنه يعطي الوقت المناسب للقاءات التي تعقد خلال الزيارة التي يقوم بها الأساقفة كل خمس سنوات إلى الأعتاب الرسولية.

خلال وصف البابا، قال الكاردينال أنه أول من يحب الكنيسة والمؤمنين والكنيسة جمعاء. هو أول من يخدم الكنيسة ويبذل حياته للكنيسة ليلاً ونهاراً من خلال عمله وصلاته.

وأضاف: "إنه أول من يبني الوحدة ضمن الكنيسة".

خلال المقابلة المطولة، تحدث الكاردينال برتوني عن العلاقة المميزة التي تربط بندكتس السادس عشر بالمجمع الفاتيكاني الثاني، معتبراً إياه "أحد أعظم بابوات المجمع الفاتيكاني الثاني": تكفي ملاحظة المرات العديدة التي يستشهد فيها بنصوص المجمع في كلماته ورسائله العامة".

وأردف قائلاً: "إنه أحد أهم المطلعين على المجمع".

في أعقاب المجمع الفاتيكاني الثاني، عندما كان الكاردينال جوزيف راتزينغر خبيراً ومتمتعاً بـ "شهرة" معينة، "لاحظ بعض التعسفات والمخاطر وشدد بخاصة على تفسير المجمع بلغة الاستمرارية، لا بلغة قطع العلاقة مع التقليد"، حسبما أشار الكاردينال الساليزي.

"إنها نقطة أساسية"، بحسب الكاردينال الذي تحدث عن القرار الذي اتخذه البابا في وقت سابق من هذه السنة حول رفع الحرم عن الأساقفة الأربعة المنتمين لجمعية القديس بيوس العاشر.

التقليد

أشار الكاردينال إلى أن بندكتس السادس عشر يدرك جيداً أوضاع جمعية القديس بيوس العاشر: "يجب أن نتذكر أنه قام سنة 1998 بالحفاظ على العلاقة والحوار مع الأسقف لوفيفر وجماعته، بناءً على طلب يوحنا بولس الثاني".

وأوضح أمين سر الدولة أن أحد أسباب اهتمام بندكتس السادس عشر بهذه الجمعية التقليدية هو أن "التقليد يشكل جزءاً من الكنيسة ويعتبر إرثاً يجب أن نعرفه ونثمنه، لا أن نطرحه جانباً ونبقيه في المكتبة".

وتابع أن السبب الآخر متعلق باهتمامات البابا الأساسية المتجسدة في الوحدة.

في المقابلة، عالج الكاردينال برتوني تحديات أخرى تواجه حبرية بندكتس السادس عشر منها الحوار المسكوني، بخاصة مع الكنائس الأرثوذكسية، والعلاقات مع اليهود والإسلام.

وقال ختاماً أن بندكتس السادس عشر "يحظى بتقدير كبير كلاهوتي عظيم" في هذه المناقشات.