الأنبا يوأنس زكريا يؤكد هدوء الوضع بنجع حمادي

أسقف الأقصر: "هناك مخطط إرهابي يرمي الى تحويل فرح أعيادنا المسيحية الى أيام حداد وحزن"

نجع حمادي، مجزرة جديدة بحق الأبرياء

بقلم طوني عساف

الأقصر، مصر، الجمعة 15 يناير 2010  (zenit.org)

"اليوم وأكثر من أي وقت مضى أشعر بقرب الكنيسة، من خلال الصلاة، التضامن والاشتراك الروحي في أوجاع إخوتي الأقباط، الذي توفوا على يد متطرفين إسلاميين عشية عيد الميلاد. " بهذه الكلمات استهل الأسقف يوهانس زكريا، أسقف الأقباط الكاثوليك في أبرشية الأقصر، تعليقه على الأحداث الأخيرة في نجع حمادي التي شهدت في السابع من يناير الجاري مقتل ستة مسيحيين لدى مغادرتهم كنيسة مريم العذراء، في ختام قداس عشية عيد الميلاد الأرثوذكسي.

"قرب الكنيسة هذا هو عضد ضروري للاستمرار في الشهادة لإنجيل المحبة والغفران في أرضنا التي تباركت بحضور البطاركة والأنبياء فيها، والتي استقبلت العائلة المقدسة عندما قصدتها هاربة من الاضطهاد".

وأسف أسقف الأقصر على الاعتداءات المستمرة على الجماعة القبطية. "أتذكر – قال في شهادته التي بعث بها الى وكالة زينيت – ليلة عيد الفصح الماضي، في الحجزة، على مسافة 25 كلم عن الأقصر، كيف قتل المتطرفون الإسلاميون ثلاثة أقباط (كاثوليكياَ وأرثوذكسيين). قُتلوا في الطريق الى الكنيسة القبطية الكاثوليكية للمشاركة في القداس". "مع الأسف – تابع سيادته – لا بد من الاعتراف أن هناك مخطط إرهابي يرمي الى تحويل فرح أعيادنا المسيحية الى أيام حداد وحزن".

وأشار الأسقف زكريا الى أن الستة أشخاص الذين قتلوا في نجع حمادي هم طفلان، وشاب وشابة وامرأة وشخص مسن، عدا عن التسعة الجرحى، ومنهم إثنان في حالة خطرة". وأوضح أن الضحايا هم أقباط أرثوذكس لكن لاثنين منهم أنسباء بين الأقباط الكاثوليك. "فالأقباط الأرثوذكس والكاثوليك – شرح زكريا – غالباً ما يتزاوجون. وبالتالي فإن كل ضربة لجماعة هي ضربة للأخرى أيضاً".

وقال الأسقف في شهادته: "اجتمعنا بعد الحادثة، في 8 يناير، في اليوم الذي تتذكر فيه الكنيسة القبطية – بحسب روزنامتها الليتورجية – مذبحة أطفال بيت لحم، وفي اليوم عينه تحتفل الكنيسة الكاثوليكية بذكرى استشهاد القدس اسطفانوس. اجتمعنا في الكاتدرائية الارثوذكسية – كاثوليك، ارثوذكس وبروتستانت – للصلاة لراحة أنفس موتانا، شهداء زمننا الحقيقيين، ولنشارك عائلاتهم أوجاعها".

وقال الأسقف أنه شارك في الصلاة مع لفيف من الكهنة والراهبات والمؤمنين، وتأمل في مقتل أطفال بيت لحم الأبرياء: "بعد ولادة يسوع، وجد يسوع مع مريم ويوسف الأمان والسلام في مصر، فيما كانت بيت لحم تشهد بكاءً ونحيباً شديدين. اليوم، جاء دورنا للتضحية بحياتنا من أجل يسوع، ومشاطرة ألم أمهات بيت لحم. لقد قدم أجدادنا دماءهم وحياتهم للمسيح خلال الاضطهادات في القرون المسيحية الأولى. وتقول المصادر التاريخية أن أعدادهم كثيرة لدرجة أن الأقباط يدعون "أبناء الشهداء"، وأن الكنيسة القبطية تسمي روزنامتها الليتورجية "تاريخ الشهداء" الذي يبدأ مع أولى سنوات امبراطورية ديوقليتيانوس المسؤول عن موت العديد من المسيحيين في مصر".

ودعا  راعي الأقصر الى إظهار الإيمان بمحبة الإنجيل بالمغفرة للآخرين، وبرفع صلواتنا من أجلهم لنتمكن من إعادة اكتشاف درب السلام الحقيقية. "لا يمكننا – ختم زكريا شهادته – أن ننسى أننا لسنا الوحيدين المتألمين في عالم اليوم، بل إن هناك مسيحيون مضطهدون في بلدان كثيرة أخرى: في العراق وباكستان، في أفغانستان وماليزيا، في السودان وغيرها… الأمر الذي يحثنا جميعاً لنرفع صلاتنا الدائمة للرب لينحنا عطية السلام".