حاخام روما: حضور البابا في الكنيس هو رمز مهم

مقابلة مع ريكاردو دي سيغني

روما، الأربعاء 20 يناير 2010 (Zenit.org)

يعتبر ريكاردو دي سيغني، كبير حاخامات الجماعة اليهودية في روما، أن الزيارة التي قام بها  بندكتس السادس عشر إلى الكنيس نهار الأحد تشكل خطوة "مهمة" على درب التفاهم والمصالحة بين اليهود والمسيحيين.

في مقابلة أجرتها معه وكالة زينيت، يقول: "أعتقد أنه كان حدثاً مهماً تجاوز كل النقاط الجدلية التي وردت وما تزال ترد بطريقة محتومة. كنا نعتقد أنه وقت ضروري في هذا المسار، رمز استمرارية مهم. وقد تحقق ذلك".

وفقاً للحاخام دي سيغني (روما، 13 نوفمبر 1949) الذي يشغل هذا المنصب منذ سنة 2001، فإن زيارة البابا "تظهر وجود أساس استعداد جيد من قبل الطرفين، مما يشكل القاعدة التي يمكننا من خلالها المناقشة بصراحة من دون رفض أي شيء، والمضي قدماً".

التحديات التي تواجه الحوار اليهودي الكاثوليكي

يرى الحاخام وجود تحديين أمام التقدم في الحوار بين الكاثوليك واليهود، على الرغم من أنه يقر بأنه لو أراد وضع قائمة كاملة "لبقيت حتى صباح الغد".

يوضح في المقام الأول: "هناك مشكلة متعلقة بتفسير دور الكنيسة خلال المحرقة: مسؤولية المسيحيين في معاداة السامية".

يضيف: "يتمثل جزء من هذه المشكلة في مسؤولية بيوس الثاني عشر. فالحكم على بيوس الثاني عشر معقد جداً. مما لا شك فيه أنه تم إخفاء وإنقاذ العديد من اليهود خلال حبريته، وإنما مما لا شك فيه أيضاً هو حال الإذعان وعدم التحرك أمام الأحداث التي كانت تحصل".

أما المشكلة الثانية القائمة في العلاقات اليهودية الكاثوليكية، فهي تتمثل في "دور اليهود اللاهوتي في الرؤية الكاثوليكية".

"يجب أن نتحول ونتمكن من الوصول إلى الخلاص، ويجب أن نجلس معاً حول طاولة الحوار من دون الخوف من الحكم علينا. ما هو إيماننا؟ هذه نقطة أخرى تبقى من دون حل".

"إضافة إلى ذلك، هناك مشاكل تؤثر في أرض إسرائيل، لكن هذه المشاكل هي تحديداً سياسية".

ختاماً، ومن بين هذه التحديات، يقدم الحاخام العلاقة بين اليهود والمسيحيين "مع الديانات الأخرى، مع كل المشاكل الراهنة".

المغفرة

يعطي الحاخام تقييماً إيجابياً للكلمة التي ألقاها البابا في الكنيس، وبخاصة لقول يوحنا بولس الثاني الذي طلب فيه المغفرة على الآلام التي سببها أبناء الكنيسة لأبناء شعب العهد.

"إنه نص رفيع المستوى ومهم جداً، نص يجب التفكير به من مختلف وجهات النظر لأن اليهودية لا تشتمل على مهمة المغفرة. فكل واحد يستطيع مغفرة الذنوب شخصياً، وطلب المغفرة. هذا ما يخدم أولاً كالتزام للمستقبل. من هنا تبرز أهميته".

كما يرى الحاخام أن اقتراح المغفرة الذي قدمه البابا يستطيع تطهير العلاقات بين اليهود والكاثوليك في المستقبل.

"يجب أن تُفهم المغفرة كعدم تكرار هذه الأمور. هذا هو المهم بالنسبة لنا".

البيوأخلاقيات، بحثاً عن قاعدة مشتركة

هذا الحاخام الذي ما يزال يمارس مهنة الطب في قسم الأشعة في مستشفى القديس يوحنا بروما يعتبر أن الدفاع عن الحياة يمكنه أن يتحول إلى مسألة التزام مشترك للكاثوليك واليهود.

"أنا ملتزم بشدة بمجال البيوأخلاقيات. من الواضح أننا نتشارك في مسألة الدفاع عن الحياة منذ البداية وحتى النهاية. تدور مناقشات حول طريقة تحديد البداية والنهاية" "لأن مواقفنا مختلفة" نظراً إلى أننا "لا نعتبر أن الحمل هو بداية الحياة".

ختاماً، وبالحديث عن شخص بندكتس السادس عشر، يشدد الحاخام بخاصة على "العمق العقائدي الذي يتمتع به وعلى اهتمامه بالمواضيع الثقافية. إنه مختلف عن الصورة الرعوية السابقة. وأستطيع أن أقول له أننا نحن اليهود نحب الثقافة".