الكرسي الرسولي ليس مسؤولاً عن استقالة دينو بوفو

المدير السابق لصحيفة مجلس أساقفة إيطاليا "Avvenire"

بقلم خيسوس كولينا

روما، الخميس 11 فبراير 2010 (Zenit.org)

أكد الكرسي الرسولي في بيان صدر عنه يوم الثلاثاء أن لا علاقة لأمانة سر الدولة أو لمدير "لوسيرفاتوري رومانو" بالأحداث التي أدت إلى استقالة السيد دينو بوفو، مدير صحيفة مجلس أساقفة إيطاليا Avvenire في الثالث من سبتمبر الأخير.

"منذ الثالث والعشرين من يناير، تتعدد الأنباء والأقاويل حول الأحداث المرتبطة باستقالة مدير الصحيفة الكاثوليكية الإيطالية Avvenire، بخاصة في العديد من وسائل الإعلام الإيطالية، وذلك لإظهار تورط مدير لوسيرفاتوري رومانو في هذه المسألة، حتى وصل الأمر إلى التلميح إلى أن الكاردينال أمين سر الدولة يتحمل مسؤولية في ذلك"، حسبما يرد في بيان أمانة السر الذي يوضح أن "هذه الأنباء والأقاويل عارية عن الصحة".

تتهم وسائل الإعلام الإيطالية جيوفاني ماريا فيان، مدير "لوسيرفاتوري رومانو" بأنه قدم قبل بضعة أشهر وثيقة مزيفة وتشهيرية بحق دينو بوفو لصحيفة "Il Giornale" التي تعود لعائلة الرئيس سيلفيو برلوسكوني. في مقالة نشرت في الصفحة الأولى في 28 أغسطس 2009، كان فيتوريو فيلتري، مدير Il Giornale يلمح إلى دعوى إزعاج بحق دينو بوفو بالاستناد إلى هذه الوثيقة.

في الثاني من سبتمبر، أعلن فيتوريو فيلتري أنه حصل على المعلومات التي تكشف ذنب دينو بوفو من خلال "أجهزة الاستخبارات السرية" الفاتيكانية. وهذا ما نفاه الأب فديريكو لومباردي، مدير دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي الذي لفت بخاصة إلى عدم وجود أجهزة استخبارات سرية في الفاتيكان.

وفي الثالث من سبتمبر، دحضت Avvenire في عشر نقاط اتهامات Il Giornale. مع ذلك، وفي اليوم عينه، قدم دينو بوفو استقالته من منصب مدير Avvenire ومن الشبكة التلفزيونية Sat2000 ومن إذاعة Inblu، وذلك في رسالة إلى رئيس مجلس أساقفة إيطاليا، الكاردينال أنجيلو بانياسكو، موضحاً أنه لا يرغب في توريط الكنيسة أكثر في هذه المسألة. قبل الكاردينال الإيطالي استقالته معبراً له عن "أسفه" و"امتنانه الكبير" و"تقديره".

نهار التاسع عشر من سبتمبر، عاد المتخصص بالأخبار الفاتيكانية ساندرو ماجستر للتحدث عن هذه المسألة في مدونته، متهماً جيوفاني ماريا فيان، مدير لوسيرفاتوري رومانو، بدعم الحملة ضد دينو بوفو من خلال مقالة حملت توقيع اسم مستعار هو ديانا ألفييري في عدد Il Giornale الصادر في 19 سبتمبر.

في الرابع من ديسمبر، اعترف فيتوريو فيلتري بأن "إعادة صوغ الأحداث المذكورة في المذكرة" التي وصلته "لا تتطابق مع محتوى إجراءات الدعوى". وكتب مدير Il Giornale: "على الرغم من كل ما قيل وكتب عنه، تريث بوفو متخذاً موقفاً رزيناً ولائقاً ومثيراً للإعجاب".

في 30 يناير، أعلن فيتوريو فيلتري أنه تلقى الوثيقة من السجل العدلي الخاص بدينو بوفو، وأثبت الدعوى ضده، من خلال "شخصية كنسية يجب الوثوق بها على الصعيد المؤسساتي".

هذا ما كررته صحف عديدة استنتجت أن الشخص الذي كان مدير Il Giornale يتحدث عنه هو مدير لوسيرفاتوري رومانو أو الكاردينال برتوني. لكن فيتوريو فيلتري نفى بذاته هذه الأقوال قائلاً أنه لا يعرف مدير لوسيرفاتوري رومانو أو الكاردينال برتوني وأنه "لم يلتقِ بهما أبداً".

في البيان الذي نشر يوم الثلاثاء، تعلن أمانة سر الدولة: "ليس صحيحاً أن مسؤولين في الأمن الفاتيكاني أو مدير لوسيرفاتوري رومانو نقلوا وثائق مسؤولة عن استقالة مدير Avvenire في الثالث من سبتمبر الأخير؛ ليس صحيحاً أن مدير لوسيرفاتوري رومانو سلّم – أو أذاع أو أكد بطريقة ما – معلومات حول هذه الوثائق، وليس صحيحاً أنه كتب باسم مزيف أو أنه ألهم مقالات في صحف أخرى".

"كلما تكاثرت الحجج والفرضيات التي لا تصدق – المتكررة في وسائل الإعلام بتناغم نادر – نرى بوضوح أن كل المسألة قائمة على قناعات لا أساس لها بهدف نسب عمل شرير وغير معلل لمدير لوسيرفاتوري رومانو بطريقة باطلة وافترائية. هذا ما يسبب بحملة تشهير ضد الكرسي الرسولي تشمل الحبر الأعظم أيضاً"، حسبما تضيف أمانة سر الدولة.

وتقول ختاماً: "يأسف الأب الأقدس بندكتس السادس عشر، الذي بقي على اطلاع دائم على التطورات، لهذه الاعتداءات الجائرة والشائنة، ويجدد ثقته التامة بمعاونيه ويصلي لكيما يسعى جميع الحريصين على مصلحة الكنيسة إلى تأكيد الحقيقة والعدالة".