برقية البابا الى الكنيسة المارونية

بمناسبة مرور 1600 سنة على وفاة القديس مارون

روما، الثلاثاء 16 فبراير 2010 (zenit.org).

ننشر في ما يلي نص البرقية التي بعث بها أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان، الكاردينال ترشيسيو برتوني، باسم البابا بندكتس السادس عشر، الى الكاردينال ليوناردو ساندري، عميد مجمع الكنائس الشرقية، بمناسبة مرور 1600 عام على وفاة القديس مارون، شفيع الكنيسة المارونية.

الى نيافة الكاردينال ليوناردو ساندري

عميد مجمع الكنائس الشرقية

بمناسبة مرور 1600 عام على وفاة القديس مارون، ينضم الأب الأقدس الى احتفال الكنيسة المارونية اليوبيلي في روما، في بازيليك القديسة مريم الكبرى، ويأمل بأن يكون هذا الحدث الهام للإكليرس والرهبان والعلمانيين – في هذه السنة الكهنوتية – مدعاة لتجديد الانتماء الى المسيح، الراعي الصالح، في الأمانة الى الحبر الروماني. وفي هذه المناسبة السعيدة، يمنح الأب الأقدس بركاته الرسولية الحارة لكم، نيافة الكاردينال، وللمشتركين في الذبيحة المقدسة، ولكل الكنيسة المارونية.

 

البابا للموارنة: جددوا الأمانة للمسيح

في بداية السنة اليوبيلية لمناسبة مرور 1600 سنة على وفاة القديس مارون

بقلم طوني عساف

روما، الثلاثاء 16 فبراير 2010 (zenit.org). – زمن "انتماء متجدد الى المسيح، الراعي الصالح، في الأمانة الى الحبر الروماني". هذا ما تمناه البابا بندكتس السادس عشر للكنيسة المارونية بمناسبة الذكرى السنوية 1600 على وفاة القديس مارون. يوم الأحد الماضي افتتحت الكنيسة المارونية الاحتفالات اليوبيلية بمناسبة مرور 1600 سنة على وفاة شفيعها ومؤسسها الذي عاش بين القرنين الرابع والخامس.

جاء تمني البابا في برقية بعث بها الكاردينال ترشيسيو برتوني باسم قداسته – وقد قرئت خلال الاحتفال بالذبيحة الإلهية التي ترأسها في 14 فبراير الكاردينال ليوناردو ساندري، عميد مجمع الكنائس الشرقية، في بازيليك القديسة مريم الكبرى البابوية في روما.

في بداية الاحتفال ألقى وكيل البطريركية كلمة شرح فيها مراحل تطور المارونية، "من فرد هو "مار مارون" إلى مجموعة هي "الموارنة" فإلى جماعة دينيّة منظمة هي "بيت مارون"، ومن ثمّ إلى جماعة مؤسّسة هي "المارونيّة" بوجهيها الروحي الكنسي أي الكنيسة المارونيّة، والاجتماعي أي الطائفة المارونيّة".

وأعلن جبران أن قداسة البابا بندكتس السادس عشر منح "الإذن لوضع تمثال لأبينا القديس مارون في بازيليك القديس بطرس يكون شاهداً على قداسة مار مارون وانتماء شعبه إلى الكنيسة الجامعة"، وفي ذلك علامة على العلاقة الوطيدة بين الكنيسة المارونية وروما.  

من جهته قال عميد مجمع الكنائس الشرقية، الكاردينال ليوناردو ساندري: " لقد افختر الموارنة – على مر العصور – بإعلان ذواتهم أبناء للكنيسة الكاثوليكية، بفضل رابط الوحدة في الحقيقة والمحبة مع الحبر الأعظم الروماني". اليوم – تابع قائلاً – "على الموارنة أن يتحملوا مسؤوليتهم تجاه الكنيسة وتجاه الأمة".

"سيكون من المحزن – شدد عميد مجمع الكنائس الشرقية – أن تخيبوا آمال الله والكنيسة ولبنان. اشهدوا لإيمان الآباء، في التعاون بين الكنائس الكاثوليكية الشرقية والكنيسة اللاتينية، وعززوا، كجماعة كاثوليكية، الحوار المسكوني ليكون اللقاء بين الأديان بنّاء".

"هكذا فقط – أضاف – يستطيع لبنان – فسيفساء الديانات والثقافات – أن ينعم باستقرار السلام في الاحترام والتضامن المتبادلين."

وتحضيراً للسينودس من أجل الشرق الأوسط قال ساندري أنه "ينبغي على المسيحيين– المدعويين بهذا الاسم في انطاكيا بالتحديد – وعلى رعاتهم أن يصوبوا نظرهم الى يسوع، الكنز الحقيقي، ليجدوا جوهر الإيمان وينموا في الشراكة".

"أيها الموارنة الأعزاء – أردف قائلاً -،  أود قبل كل شيء أن أذكركم بأهداف اليوبيل التي وضعها بطريرككم، الكاردينال نصرالله بطرس صفير، في رسالته الرعوية لهذا الحدث: " الصلاة والتفكير والتوبة والعودة إلى التاريخ والتأمّل فيه لأخذ العِبَر وإحياء القيم المارونيّة وتجسيدها من جديد في رسم استراتيجيّة كنيستنا للألفيّة الثالثة… سنة عدالة ومصالحة وتوبة"