أين أنت يا إلهي؟؟

 

                                                                              الشماس نبيل حليم يعقوب[1]

 

أين قوتي؟ أين بركتي؟ أين فرحي وسعادتي؟

أين سماءي وأين من كان يستجيب قبل حتى ان يتكلم لساني؟

أين من كان يلبي حتى طلباتي الطفولية؟

أين من كان يمسح الدمع بل لا يسمح حتى بنزولها من الـمآقي؟

أين من كان ينصت للهمسات والأشواق ويُطرب القلب بتلبيتها؟

أين من جذبني من الخارج وأحبني وعرّفني طرقه وأحكامه واثرى حياتي؟

أين من أعطاني أمـه لتُصبح مسؤولة عن كل أحلامي ولهوي وزفراتي؟

أين من كان يعزّيني فى أحزاني وشدتي وحتى عندما يرحل احبائي؟  

أأقول قول المرّنم:إِلَهِي! إِلَهِي لِمَاذَا تَرَكْتَنِي بَعِيداً عَنْ خَلاَصِي عَنْ كَلاَمِ زَفِيرِي؟ 

أأقول قول المرّنم: اصبحت َدُودَةٌ لاَ إِنْسَانٌ وكُلُّ الَّذِينَ يَرُونَنِي يَسْتَهْزِئُونَ بِي و يَفْغَرُونَ الشِّفَاهَ وَيُنْغِضُونَ الرَّأْسَ قَائِلِينَ: اتَّكَلَ عَلَى الرَّبِّ فَلْيُنَجِّهِ. لِيُنْقِذْهُ لأَنَّهُ سُرَّ بِه"؟

أأٌقول قول ايوب:" فهّمني لماذا تخاصمني؟. أحسن عندك أن تظلم، أن ترذل عمل يديك، وتشرق على مشورة الأشرار. يداك كونتاني وصنعتاني كلي جميعا، أفتبتلعني. اذكر أنك جبلتني كالطين، أفتعيدني إلى التراب؟

أأقول قول اليفاز التيماني:" ادع الآن. فهل لك من مجيب ؟ وإلى أي القديسين تلتفت؟

أأقول قول حبقوق حتى متى يارب ادعو وانت لا تسمع؟

أأقول قول ايليا لأنبياء البعل ادعوا بصوت عال لأنه إله لعله مستغرق أو في خلوة أو في سفر أو لعله نائم فيتنبه فاين انت يا الهي؟ هل انت حقاً مستغرق فى خلوة؟؟؟

هل بالفعل جعلت السماء من فوقي نحاساً يرن والأرض من تحتي حديداً يطن؟

لقد فعلتها من قبل وتركت وحيدك معلق على خشبة فلماذا اشكو الآن؟

اين هم الآن شفعائي وقديسيّ من كنت استنحدبهم من قبل، هاهم تركوني واداروا ظهورهم ولم يعد أحداً يعرفني؟

عجيب أمر السماء وليس هناك عجباً فالسماء بكل ما فيها وعليها مملوء عجباً فتارة تستجيب وتارة لا تعرف لمن تستجيب وتارة اخرى تغلق أبوابها بدعاوي مختلفة.

ترى هل أضعنا العمر فى خلق دين او إرث قد ورثناه فنتعلق به ونموت من اجله ونصارع من اجل ان نتبع طرقه وسبله وقوانينه وطقوسه وكهنوته حتى يكون لنا بعد هذا العمر مكاناً آخر كما قيل لنا وأمنا به؟

لماذا يُستجاب للخطأة كما يطلق عليهم البعض وتنجح طرقهم واما من يتبعون وصايا وشرائع الله تنتابهم المِحن ويمتحنون بالبلايا والأمراض والضيقات وتُغلق السموات أبوابها امام صلواتهم ودموعهم؟

إن لم تستجب يا الله من أول آهة أو صرخة أو دمعة أو تمتمة شفاه فلا يمكنني أن أؤمن انك إلهي الـمُحب الغفور والقادر على كل شيئ حتى على نسيان ما اقترفته يداي.

فهل تعود إليّ كما كنت أم…..؟؟؟؟

لا..لا.. لا.. لا اقدر ان انطق بها ولا أن ابوح بها متوعدا ومهدداً بتركك يا إلهي

أنا بدونك ياربي لا شيئ..فأغفر لي وأعدني لأحضانك الأبويـة فهل لم تشتاق الى حضن ابنك الأرضي؟؟؟

           ————————–

 

 



[1] نوفمبر 2009