العراق: البابا يطالب المالكي بحماية المسيحيين
بقلم روبير شعيب
الفاتيكان، الأربعاء 24 فبراير 2010 (Zenit.org).
إن انكباب الأب الأقدس على رياضاته الروحية خلال الأسبوع الأول من زمن الصوم لا يشغله عن أخبار المسيحيين في العالم، فبندكتس السادس عشر يتلقى بحزن وقلق كبير المعلومات التي ترده عن الاضطهاد العنيف وغير المبرر الذي يعانيه المسيحيون في الموصل في هذه الأيام.
وقد تم الإعلان عن الرسالة التي وجهها البابا إلى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في مطلع هذا العام. تحمل الرسالة توقيع أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال ترشيزيو برتوني الذي يكتب باسم الأب الأقدس وبتحريض منه:
"إلى صاحب الفخامة
نوري كامل محمد حسن المالكي،
رئيس وزراء الجمهورية العراقية
بغداد
صاحب الفخامة،
أذكر بفرح زيارتكم الهامة إلى الفاتيكان في عام 2008، عندما استقبلكم صاحب القداسة البابا بندكتس السادس عشر، وبعد اللقاء، تم التعبير عن الرجاء المشترك، الذي أمل، من خلال الحوار والتعاون مع الجماعات العرقية والدينية في وطنكم، بما في ذلك الأقليات، أن يضحي العراق قادرًا على القيام بعمل إعادة البناء الأخلاقي والمدني، في ملء الاحترام نحو هوية الجماعات، بروح مصالحة وشركة في الخير العام.
تذكرون أيضًا أن صاحب القداسة قد حض على احترام حق حرية العبادة في العراق وطلب حماية المسيحيين وكنائسهم. بهذا المناسبة، قمت أنا أيضًا برفع هذا الطلب إليكم، وقد أكدتم لي أن حكومتكم تأخذ على محمل الجد وضع الأقليات المسيحية التي تعيش منذ قرون كثيرة مع الأكثرية المسلمة، مسهمة بشكل هام بالرخاء الاقتصادي، الثقافي والاجتماعي في الأمة العراقية.
لقد طلب إليّ الأب الأقدس أن أكتب لكم الآن لكي أعبر لكم عن تضامنه الصادق مع حضرتكم يا صاحب الفخامة، ومع من مات أو جرح في الاعتداءات الأخيرة على الأبنية الحكومية وأماكن العبادة في العراق، مسلمة كانت أو مسيحية. الأب الأقدس يصلي بحرارة لكي ينتهي العنف في العراق ويطلب إلى الحكومة أن تقوم بكل ما هو ممكن لزيادة الأمن حول أماكن العبادة في كل الأمة، وبشكل خاص على ضوء عيد الميلاد.
وأخيرًا اسمحوا لي أن أعبر لكم عن تقديري للمبادرات العديدة التي قمتم بها حتى الآن لصالح كل الشعب العراقي.
أغتنم الفرصة لكي أجدد التعبير عن تقديري الفائق لحضرتكم"
من الفاتيكان،
2 يناير 2010
الكاردينال ترشيزيو برتوني
أمين سر الدولة".
الزعماء المسيحيون في العراق: "يا كنائس العالم، ساعدينا"
بغداد، الأربعاء 24 فبراير 2010 (zenit.org).
يتعاطف جميع الزعماء المسيحيين في العراق على مستوى مسكوني مع معاناة المسيحيين في الموصل، ويدعون لتعبئة كنسية شاملة على صعيد دولي في سبيل إنقاذ الوجود المسيحي في العراق. هذا ما علمته وكالة فيدس من "مجلس الزعماء الكنسيين المسيحيين"، الهيئة التنسيقية الجديدة التي تضم زعماء 14 كنيسة مسيحية في البلاد.
وقال أمين عام المجلس، رئيس أساقفة الكنيسة الأرمنية الأرثوذكسية أفاكي أسادوريان: "ندين الاعتداءات وأعمال العنف المرتكبة بحق الجماعات المسيحية في العراق، بخاصة تلك التي طالت مؤخراً المؤمنين في الموصل. ولكن، يجب علينا كمسيحيين أن نواظب على الأعمال الصالحة وأن نكون سامريين صالحين مع الجميع من دون تمييز ديني أو إتني. وفي فترة المعاناة هذه، نحث الحكومة على القيام بواجباتها لحفظ السلام وضمان الأمن لكل المواطنين في العراق. كما نطلب من جميع الكنائس في العالم وكل الشعوب الحسنة النوايا أن ترفع صوتها وتستخدم كل الوسائل السلمية والدبلوماسية لمساعدتنا".
وذكر رئيس الأساقفة بأن "المسيحيين في الشرق الأوسط قدموا إسهاماً مهماً للثقافة ولتطور هذه الأراضي التي يسكنون فيها منذ آلاف السنين. إننا نرى في التزامنا بالمجتمع الذي نعيش فيه تعبيراً عن المحبة، والشهادة المسيحية والشغف البشري. من دون وجودنا، ستبلى منطقة الشرق الأوسط التي منحت العالم مخلص البشرية، ربنا يسوع المسيح، بخسارة كبيرة".
وبالحديث عن العراق، قال رئيس الأساقفة لوكالة فيدس: "مع الأسف، يتعرض المسيحيون في العراق خلال هذه السنوات لاعتداءات من قبل قوى سيئة النوايا. مع ذلك، يعلمنا إيماننا المسيحي المثابرة ضد قوى الشر والاستمرار في عمل الصالحات. لطالما تصرف المسيحيون بهذه الطريقة في الأراضي الممتدة بين دجلة والفرات، كمكوّن مهم في المجتمع العراقي".
ختاماً، أضاف رئيس الأساقفة أسادوريان: "في هذه الأوقات العصيبة، ينبغي علينا أن نتذكر دوماً كلمات ربنا الذي قال: "لا تخافوا الذين يقتلون الجسد ولكنهم يعجزون عن قتل النفس" (مت 10، 28). يمكننا التغلب على الشر بالخير والرحمة والصلاة. هذا هو أسلوب الحياة الذي نختاره في العراق".
تأسس مجلس الزعماء الكنسيين المسيحيين في 10 فبراير في بغداد كهيئة تنسيقية بين الزعماء المسيحيين في العراق. يضم 14 جماعة هي: كنيسة الكلدان الكاثوليك، الكنيسة الأشورية، الكنيسة الأشورية الكاثوليكية، كنيسة السريان الأرثوذكس، كنيسة السريان الكاثوليك، كنيسة الأرمن الأرثوذكس، كنيسة الأرمن الكاثوليك، كنيسة الروم الكاثوليك، كنيسة الروم الأرثوذكس، كنيسة اللاتين الكاثوليك، الكنيسة المشيخية، الكنيسة الأشورية الإنجيلية، كنيسة اليوم السابع السبتية، والكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
أساقفة الموصل يطالبون بتدخل المجتمع الدولي لحماية المسيحيين في العراق
بقلم روبير شعيب
الموصل، الأربعاء 24 فبراير 2009 (Zenit.org).
"يجب على السلطات أن تحمل كامل مسؤوليتها في الدفاع عن الحضور المسيحي في الموصل. نحن بحاجة لتدخل المجتمع الدولي للضغط على الحكومة المركزية، والإدارة المحلية، حتى يقوموا بمبادرات فورية"، هذا ما صرح به المونسينيور باسيل جورج القس موسى، رئيس أساقفة الموصل للسريان الكاثوليك لوكالة فيدس مع تصاعد وتيرة العنف والقتل ضد المسيحيين في المدينة.
وبحسب ما أوردته جريدة الاوسيرفاتوري رومانو في عددها الصادر اليوم، سلّم أساقفة الموصل رسالة تتضمن مطالب واضحة إلى الإدارة المدنية المحلية. تحمل الرسالة أيضًا توقيع رئيس أساقفة السريان الأرثوذكس، غريغوريوس صليبا، ورئيس أساقفة الكلدان، إميل شمعون نونا.
شرح القس موسى أن الرسالة تستنكر بشدة العنف ضد "أبنائنا المسيحيين في مدينة الموصل"، وتوضح أن وراء هذه الاعتداءات هناك مذكرة عمل مدروسة ومحددة يريد الإرهابيون أن يطبقوها في المنطقة.
وطالب الأساقفة في الرسالة السلطات المدنية أن تقوم بواجبها المتمثل بحماية كل المواطنين، وبشكل خاص المسيحيين الذين هم أكثر الطوائف سلمية وضعفًا.
ويقول الأساقفة في الرسالة: "إن اعمال العنف المتكررة تجعلنا نفكر بأننا لسنا مرغوبين في المدينة، التي هي موطننا. إن المسيحيين في الشرق الأوسط يشعرون بأنهم منسيين من الغرب العلماني. مستقبلنا هو مستقبل قلق".
وكان رئيس أساقفة كركوك للكلدان، المونسينيور لويس ساكو قد عبّر عن المفهوم عينه في لقاء عقد في روما نهار الاثنين، برعاية جماعة سانت إيجيديو بعنوان: "المستقبل هو العيش سوية: مسيحيون مسلمون يعيشون الحوار في الشرق الأوسط".
قام ساكو بمداخلته أمام العديد من الشخصيات في العالم المسيحي والإسلامي في الشرق الأوسط ومنطقة البحر المتوسط، من بينهم: طارق متري، وزير الإعلام في لبنان، بيارباتيستا بيتزابالا، حارس القبر المقدس ، محمد السليماني، وهو علامة سعودي، بولس اليازجي، رئيس أساقفة حلب للروم الأرثوذكس، عبد الراضي رضوان، بروفسور من جامعة القاهرة، غالب موسى عبدالله بدر، رئيس أساقفة الجزائر، رضوان السيد، محلل سياسي لجريدة الشرق الأوسط، أندريا ريكاردي، مؤسس جماعة سانت إيجيديو، بولس يوسف مطر، رئيس أساقفة بيروت للموارنة، محمد السماك، أمين عام اللجنة الوطنية للحوار الإسلامي المسيحي في لبنان.
وصرح ساكو في معرض مداخلته: "العالم الإسلامي قد حافظ على حسه الديني. فحتى اليوم ما من فصل بين الدولة والدين، بينما الغرب فهو علماني. هناك مخاوف من تطبيق الشريعة الإسلامية. كمسيحيين، نحن لا نعتبر العيش في بيئة عربية كمشكلة، ولكن الدولة هي للجميع. ولهذا نطلب قانونًا مدنيًا موحدًا للجميع".
كما وعبر ساكو عن مخاوفه لأجل العراق الذي يعاني انقسامًا مؤلمًا وعدائية متزايدة بين السنة والشيعة والأكراد.
وبالحديث عن موقف المسيحيين قال: "يجب علينا أن نبقى في وطننا، ان نحمل صليبنا، وأن نكون شهودًا حتى بدم من مات".
واعتبر ساكو أن أصل المشاكل في الشرق هو أن "كل شيء هو دين، كل أبعاد الحياة والسياسية تعاش من منطلق روح إرسالي".