من إيحاء صورة (3): الصليب

 

 

"إحمل صليبك وإتبعني." يسوع المسيح (متى16: 24)

 

 

     ربي وإلهي … إن كل قطعة من خشبة الصليب تُمثّل أحد أتباعك الّذين مُتَّ من أجلهم، فلذلك حملته بين ذراعيك وعلى منكبيك كما يحمل الأب إبنه الصغير، حملته لتظهر دفء محبة الآب السماوي لهم. حملته وصُلبت عليه، فإلتصقت به لتقول لهم بأنك لن تتخلى عنهم أبداً. وكما حملتهم، أردتهم أن يحمل كلٌ منهم صليبه (تعاليمك السماوية): "محبة الله ومحبة الآخرين" بكل صبر وجَلَد، ويلتصقوا به بكل قواهم؛ هذا الصليب الذي يُظهر مجد الله للآخرين. وإن أحسوا بثقل الصليب وهوى من أيديهم وأخطأوا فسيجدون صاحب الحقل الّذي سيأتي ليحمل عنهم ومن ثمّ يُعيد إليهم الصليب ويُزيد في قلوبهم الإيمان والرجاء والمحبة. وكما أنكرك بطرس الرسول ثلاث مرات وبعد ذلك ندم وتاب وثبت بإيمانه وثبّت الآخرين، فكذلك تكون معنا يا صاحب الحقل لتُثبّتنا وتُعيد إلينا إيماننا؛ يا أيها الراعي الصالح الّذي بحث عن خِرافه الضائعة فوجدها وجذبها معه إلى الفردوس.

لنُصلّ:

    ربي وإلهي، أسألُك أن تطبع في قلبي عواطف حيّة من الإيمان والرجاء والمحبة، وندامة صادقة على خطاياي وعزماً راسخاً أن أُقلع عنها فأحيا معك إلى الدهر. آمين.

نيران إسكندر