الجزء الثالث من دراسة سفر التكوين

من إصحاح  32 إلى إصحاح 50

عيسو يلتقي بيعقوب- اغتصاب دينة ابنة يعقوب

 ظهور الرب ليعقوب- ولادة بنيامين – موت اسحق- بنو عيسو-

 قصة يوسف من البئر إلى السلطة –  موت يعقوب ويوسف

إعداد ناجي كامل – مراسل الموقع بالقاهرة

– استعد يعقوب للقاء عيسو فأرسل رسلا قبله يحملون هداياه وقسمهم فريقين لان يعقوب خاف أن يقتله أخوه عيسو وطلب يعقوب من رسله أن يجعلوا فسحة بين قطيع وقطيع وقال أن صادف عيسو إحدى الفريقين فضربهما نجت الفرقة الثانية (تك 32/1-22) وصارع يعقوب الرب في ليلة حتى الفجر وضربه الرب في وركه فانخلع وسأله عن اسمه فقال يعقوب ! فقال الرب "لا تدعى بعد يعقوب بعد الآن بل إسرائيل " لأنك صارعت الرب وسمى يعقوب ذلك الموضع "فنوئيل" لأنه قال "رأيت الله وجهها لوجه ونجوت بحياتي(تك 32/23- 33)

 

– التقى عيسو بيعقوب وتصافحا وتصالحا "وأسرع عيسو للقاء يعقوب وعانقه وألقى بنفسه على عنقه وقبله وبكيا (تك 33/ 4) وقدم يعقوب جزء من ماشيته هدية لعيسو لكي ينال رضاه حيث قال يعقوب لعيسو "رأيت وجهك فكأني رأيت وجه الله

( تك 33/10) ثم افترقا الاثنين ثانية فعاد عيسو إلى سعير واتجه يعقوب نحو شليم في ارض كنعان واشترى قطعة ارض كم بني حمور ونصب فيها خيمته ودعا المكان باسم "بيت إيل" .

 

– رأى شكيم  بن حمور "دينة"ابنة يعقوب فتعلق بها قلبه وأحبها واغتصبها

(تك 34/ 2) لكنه عاد وطلبها للزواج ،لكن إخوتها اغتاظوا لما حدث لأختهم ، وتقدم حمور لطلب ابنة يعقوب وتعاهدا أن يتصاهروا فاشترط بنو يعقوب لتتم المصاهرة أن يختن جميع ذكور بني حمور فوافقوا وفعلوا ذلك لكن في اليوم الثالث وهو متوجعون قام شمعون ولاوى أبناء يعقوب بمهاجمة المدينة ونهبها وقتلا كل الذكور بمن فيهم حمور وابنه شكيم واسروا النساء والأطفال والشيوخ ، فقال لهم يعقوب لقد جلبتما على وعلى جميع أهل الأرض البؤس (تك 34/ 6 -31)

 

–  ظهر الرب ليعقوب وقال له أن يصعد إلى بيت إيل وان يقيم مذبحا هناك وان يزيلوا جميع الآلهة الغربية  من بينهم وقال الله ليعقوب " ملوك من صلبك سيخرجون منك والأرض التي وهبتها لإبراهيم واسحق أهبها لك ولبنيك من بعدك ( تك 35/ 1-15) ،وبينما هم مرتحلون وكانت راحيل حامل وهم عند بيت لحم ولدت راحيل وكانت متعبه جدا فسمت مولودها "بن اونى"(اى ابن التعب والحزن) قبل أن تموت لكن أبيه يعقوب بدل اسمه إلى بنيامين (اى ابن البركة واليمن) (تك 35/ 16- 21)

ورجع يعقوب إلى ابيه اسحق ، ومات اسحق حينئذ عن عمر يناهز 180 سنة ودفنه ابناه عيسو ويعقوب (تك 35/27-29)

 

– بنو عيسو :تزوج عيسو ثلاث نساء من بنات كنعان (تك 36)

عــــــــــــــــــدة            اهوليبامـــــــــــــــــــــــــــــة               بسمة بنت إسماعيل

اليفاز                             يعوش                                     رعوئيل

                                    يعلام

                                   قورح

–  يوسف كان أحب أبناء يعقوب إلى قلبه لأنه كان ابن شيخوخته فصنع له قميصا ملونا و رأى إخوته وعلموا أن أباهم يحبه أكثر منهم فابغضوه (تك 37/ 1-4) وقرروا التخلص منه أو قتله (تك 37/20)، نهاهم راوبين وقال لهم اطرحوه في بئر ولا ترفعوا اديكم عليه وقال يهوذا ما الفائدة من قتله؟ وقرروا بيعه للتجار الاسماعيلين وباعوه بعشرين من الفضة ، وجاء الاسماعيلين بيوسف إلى مصر ، وقال إخوة يوسف لأبيهم "أن وحشا مفترسا هاجمه فحزن يعقوب جدا وناح أيام كثيرة (تك 37/ 21-35) ثم بيع يوسف لفوطيفار كبير خدم الفرعون المصري ( تك 37/36)

 

– تزوج يهوذا من بنت رجل كنعانى اسمه شوع و أنجب : عيرا، اونان و شيلة

( تك 38) . زوج يهوذا ابنه عيرا لثمار ثم مات بدون أن يترك ذرية،  فتزوجها أخوه اونان ومات أيضا بدون أن يترك ذرية ، فقال لها يهوذا اذهبي لبيت أبيك حتى يكبر ابنه شيله حتى يتزوجها ويقيم نسلا لإخوته ،ولكن المدة طالت ومكرت ثمار على يهوذا بان تظاهرت بأنها عاهرة وكان لا يعلم بأنها كنته، واضطجع معها ودخل بها وقد أخذت منه خاتمه وعمامته وعصاه وهربت، وحملت ثمار من يهوذا تؤام وأسمتهما فارص وزارح.

– انزل الاسماعيليون يوسف معهم إلى مصر حيث باعوه إلى كبير خدم فرعون مصر "فوطيفار" وكان الرب مع يوسف فكان رجلا ناجحا ( تك 39/2) ونال يوسف حظوة في عين سيده فأوكله على كل ماله وبيته .

كان يوسف حسن الهيئة وجميل المنظر فأعجبت به زوجة سيده فحاولت أن تغريه فلم تفلح (تك 39/ 6- 23) وقال يوسف كيف استطيع أن اصنع هذا الشر العظيم أمام الله (9) ولما حاولت ثانية ولم تنجح أيضا ، هرب يوسف وترك ورائه ردائه فلفقت له لتقولها لزوجها الذي صدق كلامها على غير اقتناع ولكنه سجن يوسف في سجن الملك .

–  حينما كان يوسف في السجن فسر حلم ساقي الملك وخبازه اللذين كانا مسجونين معه وتحقق تفسيره لحلميهما فأطلق سراح الأول وعلق الثاني على خشبة ( تك/40).

وبعد مرور سنتين ،حلم فرعون حلما لم يستطع احد من السحرة أن يفسره له فقال له ساقيه على يوسف الذي كان مسجونا معه ،فأتى إليه الحراس بيوسف ففسر له حلمه( تك 41/ 1-32) قائلا له أن الله أراه ما سيفعل وبأنه ستجئ سبع سنين خير وشبع وستجئ بعدها سبع سنين عجاف وجوع ، فلم يجد فرعون أفضل من يوسف أن يوكله على مملكته ومخازنه ( تك 41/ 37- 49) وأقامه حاكما على ارض مصر وأكرمه وطوقه بقلادة من ذهب واركبه مركبته الثانية ولقبه فرعون بـ: صفنات فعنيح الذي يعنى " أن الله يقول انه الحي أو مخلص المملكة (تك 41/45)  وزوجه من "اسنات " بنت كاهن مدينة اون (التي هي هليوبوليس – مصر الجديدة حاليا) وأنجبت له فسمى الأول "منسى " لأنه قال أن الله انسانى كل تعبي وكل أهل بيت أبى ،وسمى الثاني : " إفرايم" (من فعل أنما وأكثر بالعبرية) لأنه قال : جعلني الله مثمرا في ارض شقائي .

لما وجد يعقوب أن ارض مصر بها قمح وفير طالب أبنائه أن يذهبوا إلى مصر ليشتروا قمحا فنزل عشرة من إخوة يوسف وتركوا بنيامين مع أبيهم (تك 42/ 1-24) وتلاقى يوسف وإخوته الذين لم يعرفوه إنما هو عرفهم ، واتهمهم بأنهم جواسيس فأنكروا قائلين إنهم شرفاء وجاؤا إلى مصر لشراء القمح فاشترط عليهم إذا أرادوا الشراء أن يأتوا بأخيهم الأصغر وقبض على شمعون أخيهم لحين عودتهم بأخيهم الأصغر فرجع التسعة الآخرون واخبروا أبيهم بما حدث في مصر فأخيرا وافق الأب أن يعطيهم بنيامين .

– فعاد بني يعقوب إلى مصر ومعهم بنيامين ومعهم هدايا أرسلها أبيهم إلي يوسف  بصفته وكيل فرعون وحينما رائ يوسف أخوه بنيامين بكى وسألهم عن أبيه أن كان مازال حيا واستضافهم في قصره (تك 43) .

– أمر يوسف وكيله بان يضع في جراب كل واحد من أبناء يعقوب فضته التي اشترى بها القمح ووضع كأسه التي من الفضة في جراب بنيامين ليختبرهم فرجعوا ثانية إلى قصر يوسف مستنكرين ما حدث وان يكون بنيامين لصا (تك 44/1-17) وتوسط يهوذا لدى يوسف كي لا يسجنه ودعاه أن يبقيه هو بدل بنيامين لأنه لا يقدر أن يرجع إلى أبيه بدون بنيامين فيرى الشر الذي يمكن أن يصيب أبيه (تك 44/ 18-34)

–  لم يقدر يوسف أن يتمالك نفسه أمام إخوته وعرفهم من هو !! وقال لهم تقدموا إلى فتقدموا فقال لهم أنا يوسف أخوكم الذي بعتموه إلى الاسماعيليين لكن الله ارسلنى أمامكم لأحفظ حياتكم وليبقى لكم نسلا في الأرض وطلب  منهم أن يخبروا أبيهم بما حدث ودعاهم أن يأتوا بابيهم إلى مصر وان يسرعوا به إلى المجئ إلى هنا ( تك 45/ 1-15) كما أيده فرعون ورحب بإخوته وبمجئ يعقوب إلى مصر كما أرسل إليه هدايا كثيرة حتى أن يعقوب لما يرى هدايا الفرعون ومركباته لعله يصدق أن يوسف مازال حيا …وحينما علم يعقوب بان يوسف مازال حيا صدق وقال كفأني أن يوسف ابني حي بعد اذهب واراه قبل أن أموت (تك 45/ 16-28)

 

–  ظهر الرب ليعقوب قائلا له " لا تخف أن تذهب إلى مصر " فقام يعقوب من بنو سبع وحمله بنوه واخذوا كل يملكون في ارض كنعان وجاءوا إلى مصر وكان جميع من جاء إلى مصر من بنو يعقوب 66 نفسا (بالإضافة إلى يوسف وزوجته وابناه فيكون جميع الذين جاءوا إلى مصر من بيت يعقوب 70 نفس- تك 46/ 1-27)

 

–  التقى يوسف بابيه فقال يعقوب "دعني أموت الآن بعدما رأيت وجهك وعرفت انك حي بعد ، قدم يوسف أبيه و أخوته  إلى فرعون حيث ملكهم أرضا في جاسان وبارك يعقوب فرعون وكان سن يعقوب يوم دخوله مصر 130 سنة (تك 47/ 1-12)

–  بارك يعقوب ابني يوسف منسى وافرايم ولكنه وضع يده اليمنى على افرايم الأصغر  أولا، واليسرى على منسى رغم انه الأكبر وحينما سأله يوسف عن السبب قال :منسى يكون له شعبا ويصير عظيما ولكن أخاه الأصغر افرايم يصير أعظم منه وباركهما يعقوب في ذلك اليوم قائلا لهما: تكونان بركة في بني إسرائيل ( تك 48/1-20).

 

–  بارك يعقوب جميع أبنائه كل واحد وفق ما يناسبه من البركة(تك 49/ 1- 33 ) وأوصاهم انه حينما يموت وينضم إلى أبائه يريد أن يدفن في ارض أبائه في كنعان في نفس المقبرة التي اشتراها إبراهيم ودفن بها هو واسحق ، وعاش يعقوب في ارض مصر 17 سنة فصار جميع أيام حياته 147 سنة ومات بشيبة صالحة ( تك 47/28)   

 

– وأقام يوسف مأتم كبير لأبيه وأوصى أطباؤه أن يحنطوه ولما انقضت أيام الحزن استأذن يوسف فرعون (الذي لم يذكر الكتاب المقدس أسمه) أن يصعد هو وإخوته إلى ارض كنعان حسب وصية أبيهم ليدفنوه هناك ثم رجع يوسف إلى مصر

( تك 50/ 1- 14) ،خاف أخوة يوسف بعد موت أبيهم أن يجازيهم على الشر الذي فعلوه به ،لكن يوسف طمأنهم بأنه غفر لهم ذنبهم قائلا لهم :" لا تخافوا ! هل أنا مكان الله ،الشر الذي أردتموه لي أراده الله لي خيرا " وعزاهم وطيب قلوبهم ( تك 50/ 15- 22) وأقام يوسف في ارض مصر هو وأهل بيت يعقوب 110 سنة ورأى الجيل الثالث لأولاده منسى وإفرايم وأوصى أيضا إخوته انه حينما يموت ويلحق بابيه أن يدفن بأرض أبائه ( تك 50 / 23- 26)                                           ++ انتهى ++