الفاتيكان، الثلاثاء 23 مارس 2010 (zenit.org).
ننشر في ما يلي الكلمة التي القاها البابا بندكتس السادس عشر قبيل تلاوة صلاة التبشير الملائكي يوم الأحد.
أيها الإخوة و الأخوات الأعزاء!
وصلنا الى الأحد الخامس من زمن الصوم، والذي فيه تقدم لنا الليتورجيا، المقطع الإنجيلي عن يسوع الذي ينقذ المرأة الزانية من الحكم بالموت (يو 8: 1- 11). بينما كان يعلم في الهيكل، جاءه الفريسيون والكتبة بإمرأة زانية، حكم عليها بحسب شريعة موسى بالموت رجماً. طلبوا من يسوع أن يحكم على الخاطئة "ليجربوه" ليقوم بخطوة خاطئة. المشهد دراماتيكي: حياة ذلك الشخص متعلقة بكلمات يسوع، ولكن حياة يسوع أيضاً. يأتونه طالبين حكمه، في الوقت الذي يريدون فيه أن يتهموه ويدينوه. ولكن يسوع المملوء نعمة وحقيقة (يو 1: 14)، يعرف خفايا قلب كل إنسان، وهو يدين الخطيئة ويريد خلاص الخاطىء، ويكشف عن النفاق. الإنجيلي يوحنا يسلط الضوء على تفصيل معين: بينما كان الفريسيون والكتبة يسألونه بإلحاح، انحنى يسوع وبدأ يكتب بإصبعه في الأرض. يقول القديس اغسطينوس أن في ذلك علامة على أن يسوع هو المشرّع الإلهي: لقد كتب الله الشريعة بإصبعه على ألواح من حجر (راجع تعليق على إنجيل يوحنا، 33: 5). يسوع إذن هو المشرّع، هو العدالة. وما هو حكمه؟ "من منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر". هذه الكلمات زاخرة بقوة الحقيقة التي تهدم جدار النفاق وتفتح الضمائر على عدالة أكبر، عدالة المحبة، التي فيها تمام كل الأشياء (راجع رو 13: 8-10). هذه العدالة هي التي أنقذت شاول وحولته الى القديس بولس (في3: 8-14).
عندما انصرفوا جميعاً واحداً واحداً بدءاً من اكبرهم سناً، أدخل يسوع المرأة في حياة جديدة غافراً لها وموجهاً إياها نحو الخير: "وأنا لن أحكم عليك؛ إذهبي ولا تعودي الى الخطيئة بعد الآن". إنها النعمة ذاتها التي جعلت الرسول يقول: "يهمني أمر واحد وهو أن أنسى ما ورائي وأتمطى إلى الأمام فأسعى إلى الغاية، للحصول على الجائزة التي يدعونا الله إليها من عل لننالها في المسيح يسوع" (في 3: 14). الله يريد لنا الخير والحياة؛ وهو يهتم لسلامة نفسنا بواسطة خدامه، محرراً إيانا من الشر بسر المصالحة، لكيما لا يضيع أحد بل لتكون للجميع فرصة التوبة. في هذه السنة الكهنوتية، أود أن أحث الرعاة ليتمثلوا بخوري آرس في خدمة المغفرة الأسرارية، لكيما يكتشف المؤمنون معناها وجمالها، ويكون لهم الشفاء بمحبة الله الرحيمة، هو الذي "تصل به محبته الى حدود نسيان الخطيئة، والى مسامحتنا" (الرسالة في بداية السنة الكهنوتية).
أيها الأصدقاء، فلنتعلم من الرب يسوع أن لا نحكم وأن لا ندين القريب. فلنتعلم أن نكون قاسين على الخطيئة – بدءا من خطيئتنا! – ومتسامحين من الأشخاص. فلتساعدنا في ذلك والدة الله القديسة، البريئة من كل خطيئة، ووسيطة النعمة لكل خاطىء تائب.
نقله الى العربية طوني عساف
وكالة زينيت العالمية