برتلماوس الأول وكيريل يظهران مرحلة جديدة من الألفة
موسكو، الأربعاء 26 مايو 2010 (Zenit.org)
يزور بطريرك القسطنطينية المسكوني موسكو في لقاء وصفه هو والبطريرك الروسي بـ "السامي".
يوم أمس، التقى برتلماوس الأول وكيريل بالرئيس ديميتري ميدفيديف في كريملين، وناقشوا مسائل متعلقة بالعلاقات بين الكنيسة والدولة.
نهار الأحد الفائت، احتفل البطريركان بعيد العنصرة في كاتدرائية الرقاد الكائنة في دير القديس سيرجيوس.
بعد الاحتفال، استدار بطريرك موسكو نحو برتلماوس الأول قائلاً له أنه "سعيد برؤيته" في موسكو، حسبما نقلت لوسيرفاتوري رومانو.
أضاف كيريل: "هذه ليست مجرد زيارة رسمية؛ نعتقد أنها ليست كذلك. فقد طُرحت جانباً كل البروتوكولات لإفساح المجال أمام صلاة مشتركة أمام عرش الله، محبتنا المتبادلة ورغبتنا الصادقة".
تابع البطريرك الروسي: "أمام المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقنا، ينبغي علينا أن نتقدم كعائلة لإثبات السلام الحقيقي. كلما زاد تعاوننا وتفاعلنا، كلما زادت قوة صوتنا. وإن شاء الله لن نهدأ حتى نحقق أهم أمر لدى الأرثوذكسية وهو الوحدة المقدسة".
من جهته، عبر برتلماوس الأول عن انفعاله لدى عودته إلى روسيا بعد مرور 17 عاماً على زيارته السابقة للبطريرك ألكسي الثاني في هذه المناسبة. كما أعرب البطريرك المسكوني عن رجائه في أن "تسهم هذه الزيارة بتوطيد علاقاتنا الأخوية من أجل مصلحة الكنيسة الأرثوذكسية جمعاء".
وسار البطريركان مع وفديهما إلى كنيسة القديس باسيليوس لافتتاح أيام الأدب والثقافة السلافية بحضور العمدة يوري لوزكوف.
من المقرر أن يبقى بطريرك القسطنطينية المسكوني في روسيا حتى 31 مايو. إضافة إلى موسكو، ينوي الذهاب إلى سانت بطرسبورغ حيث يحتفل مجدداً بالذبيحة الإلهية مع البطريرك كيريل في كاتدرائية القديس إسحق.
التقارب
هذه الزيارة التي تتطابق مع زيارة البطريرك كيريل إلى اسطنبول في يوليو 2009 تشكل مرحلة جديدة في العلاقات بين البطريركين اللذين عاشا تشنجات وصعوبات في العقود الماضية.
كان النفور بين الاثنين واضحاً نظراً إلى اختلافاتهم حول الصلاحيات في أوكرانيا وفي مناطق أخرى – مثل إستونيا – انشقت عن الاتحاد السوفياتي السابق بعد سقوط الشيوعية سنة 1989.
في هذا الصدد، قال رئيس الكهنة نيكولاي بالاشوف، الناطق باسم الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، أن "أموراً كثيرة تغيرت منذ ذلك الحين".
في الواقع، وخلال السنة الفائتة، جدد البطريرك برتلماوس طرح فكرة الدعوة إلى سينودس أرثوذكسي شامل، هذه الفكرة التي تشجعها القسطنطينية منذ سنة 1901 والتي اكتسبت قوة متجددة خلال الأشهر الأخيرة.