الانترنت ثورة ذات جذور قديمة

 

على ضوء أنتروبولوجيا شبكة الانترنت للأب اليسوعي أنطونيو سبادارو

بقلم روبير شعيب

روما، الجمعة 28 مايو 2010 (Zenit.org).

الأب سبادارو هو يسوعي يربط بين معرفة عميقة للآداب واللاهوت، وقد يرتئي البعض أن هذا النوع من الأشخاص هم من أقل الأشخاص الذين يجب أن يتحدثوا عن شبكة الانترنت. ولكن الأمر ليس كذلك بالنسبة لليسوعي الشهير في قراءة اللاهوت في سطور الأدباء. ومؤلفه الأخير هو شهادة عن بعد نظره في هذا الإطار حيث يقدم تفكيرًا معمقًا في أنثروبولوجيا شبكة الانترنت ويربط بين "الشبكة والعلاقات".

يوضح سبادارو في كتابه أن شبكة الانترنت ليست مجرد وسيلة بل هي "إطار وبيئة"، وهو بالتالي يقدم ويحدد أسلوبًا للتفكير، للتعلم، للحصول على المعرفة ولبناء العلاقات. فالمعرفة والعلاقات قد تغيرت بشكل كبير مع استعمال شبكة الانترنت. فالانترنت لا يشكل فقط وسيلة لصياغة ما نريد بل هو نفسه يصوغنا.

ومن خلال الآيفون، وآليات الانترنت النقالة، تغيّر مفهومنا وإحساسنا للانترنت وللشبكة التي باتت أمرًا يرافقنا في تنقلاتنا الحياتية. لم يعد الانترنت بيئة محاذية إلى جانب البيئات الأخرى، بل دخل في بيئة الحياة العادية.

هذا ويوضح سبادارو في مقابلة مع مجلة ويب-باولس أنه يجب أن نتحاشى التطرف، فهناك من يرفع درع الكارثة في وجه إنترنت وهناك من يطوب كل ما يبدر عن الشبكة. ويدعو إلى النظر إلى ثورة الانترنت "كثورة ذات جذور عريقة". فالانترنت هو ثورة ذات وجه تكنولوجي ولكنها بالواقع لا تقوم إلا بتقديم هيكلية جديدة لرغبات لطالما ملكها الإنسان. فكما أن الطائرة جعلتنا نعيش الطيران الذي لطالما حلمنا به، كذلك الانترنت يسمح لنا أن نقيم علاقات رغم المسافة، وهو أمر لطالما أردنا القيام به. كما وقام الانترنت بربط بعدي الكتابة والقراءة سوية.

هذا ويحذر اليسوعي من الفصل بين التكنولوجيا وطبيعة البشرية العميقة. "التكنولوجيا هي واقع بشري جدًا. لا بل إن التكنولوجيا هي وجه من وجوه روحانية الإنسان. وهذا أمر أدركه بقوة كبيرة بيار تيار دو شاردن… الذي هو ربما المؤلف الوحيد الذي قدم في الماضي معطيات لفهم روحي – وأحيانًا لاهوتي – للشبكة".

بالحديث عن العلاقة بين الكنيسة وشبكة الانترنت، يوضح سبادارو أن شبكة الانترنت "ترتكز على علاقات وعلى إيصال رسالة ما، والكنيسة تقوم على علاقات شراكة وعلى رسالة الإنجيل الذي يجب إعلانه لكل البشر". ولذا، فشبكة الانترنت لها بعد هو في جذريته جامع (كاثوليكي)… وعليه فهناك الكثير من نقاط الالتقاء بين الكنيسة وشبكة الانترنت، ويمكن لشبكة الانترنت، إذا ما استعملها المسيحيون بتمييز وحكمة أن تكون أرض شهادة للمسيح.