” آلامُ الزَّمانِ الحاضِرِ” : تأمل في قراءات السبت 26 يوليو 2014 الموافق الثاني من مسرى1730

” آلامُ الزَّمانِ الحاضِرِ” : تأمل في قراءات السبت 26 يوليو 2014 الموافق الثاني من مسرى1730

آلامُ الزَّمانِ الحاضِرِ”

تأمل في قراءات السبت 26 يوليو 2014 الموافق الثاني من مسرى1730

الأب/ بولس جرس

نص الإنجيل

إنجيل العذارى الحكيمات (متى 25: 1-13) سبق التأمل في هذا النص لأكثر من عشر مرات

لذا نتناول قراءة اليوم من الرسالة إلى اهل رومية

14لأنَّ كُلَّ الذينَ يَنقادونَ بروحِ اللهِ، فأولئكَ هُم أبناءُ اللهِ. 15إذ لم تأخُذوا روحَ العُبوديَّةِ أيضًا للخَوْفِ، بل أخَذتُمْ روحَ التَّبَنِّي الذي بهِ نَصرُخُ:”يا أبا الآبُ”. 16الرّوحُ نَفسُهُ أيضًا يَشهَدُ لأرواحِنا أنَّنا أولادُ اللهِ. 17فإنْ كُنّا أولادًا فإنَّنا ورَثَةٌ أيضًا، ورَثَةُ اللهِ ووارِثونَ مع المَسيحِ. إنْ كُنّا نَتألَّمُ معهُ لكَيْ نتمَجَّدَ أيضًا معهُ.فإنِّي أحسِبُ أنَّ آلامَ الزَّمانِ الحاضِرِ لا تُقاسُ بالمَجدِ العَتيدِ أنْ يُستَعلَنَ فينا. 19لأنَّ انتِظارَ الخَليقَةِ يتوَقَّعُ استِعلانَ أبناءِ اللهِ. 20إذ أُخضِعَتِ الخَليقَةُ للبُطلِ – ليس طَوْعًا، بل مِنْ أجلِ الذي أخضَعَها – علَى الرَّجاءِ، 21لأنَّ الخَليقَةَ نَفسَها أيضًا ستُعتَقُ مِنْ عُبوديَّةِ الفَسادِ إلَى حُرِّيَّةِ مَجدِ أولادِ اللهِ. (رومية 8:14-21 )

نص التأمل

من سيفصلنا عن محبة المسيح….؟

هذا هو تساؤل القديس بولس في حديثه المطول إلى اهل روما الذين كانوا يعيشون تحت أبشع إضطهاد

كان الإمبراطور ينكل بهم بطريقة عجيبة ويتفنن في تعذيبهم

لدرجة طلائهم بمادة القار وتعليقهم أحياء وإشعال النار فيهم لإنارة شوارع روما

كانوا مطاردين مثل الحيوانات البرية في موسم الصيد يتلذذ الصياد بالفتك بها

ويفتخر بما حقق من ضحايا ويتباهى بما أسقط من أعداد…

هكذا كان حال المسيحيين الذين كان القديس بولس يخاطبهم ويكتب إليهم

وهو قد شاهد مجد الله وخُطف إلى السماوات وعاين :

” ما لم تره عين ولم تسمع به أذن ولم يخطر على قلب بشر”

وقد عانى هو ايضا من جميع انواع تلك الإضطهادات “وتعب أكثر من الجميع”

وقد إختبر المجد العتيد أن يناله المؤمن بيسوع والذي يبذل حياته ويضحي لأجل إسمه

واختبر كل أنواع العذاب والغهانة والشتم والسب واللطو والسجن والجلد والتعذيب…

ونتيجة خبرته الفريدة في معايشة الخبرتين يخرج إلينا بالنتيجة التالية:

فإنِّي أحسِبُ أنَّ آلامَ الزَّمانِ الحاضِرِ لا تُقاسُ بالمَجدِ العَتيدِ أنْ يُستَعلَنَ فينا.

فهذا زمني وقتي حصري وذاك سرمدي أبدي لا نهاية له

هذا عابر غابر ماض ودوما إلى زوال وذاك أزلي حاضر باق لا يعرف نهاية

وهذا يتعرض لأجساد فانيات بطبيعتها، أما ذاك فمصير أبدي لروح لا تعرف الفناء

وهذا منتهٍ مهما طال امده محكوم عليه بالزوال مهما بلغ عنفه وعلت موجاته

وذاك  لا نهاية له وهو إكليل فرح وحياة في النور وسلام يفوق العقول

هذا جحيم زمني وذاك نعيم وفردوس أبدي…

إحسبها أنت اليوم واضعا خبرة بولس الرسول في اعتبارك

هل هناك في الحياة وفي هذه الدنيا على اتساعها وفي هذا الكون على رحابته

ما يستحق ان تلتفت عن يسوع وهل هنالك من قوة تستطيع ان تفصلنا عن حبه…