التأمل اليومي: سيكون لكم ضيق في العالم ، ولكن ثقوا أنا قد غلبت العالم

التأمل اليومي: سيكون لكم ضيق في العالم ، ولكن ثقوا أنا قد غلبت العالم

إنجيل اليوم 19 سبتمبر  يوحنا 16 :33

تأملات بقلم الأب بولس جرس

33 قد كلمتكم بهذا ليكون لكم في سلام …سيكون…
غريب هذا السلام بل قد يتساءل الكثيرون محقين أي نوع من السلام هذا؟ إنه حقاً سلام لا يفهمه العالم، إنه حقاً نوع فريد من سلام لا تستوعبه العقول المتجمدة والعقليات المتحجرة والنفوس المقلقلة والقلوب المتأرجحة لذا لا عجب أن نرى جميعهم يهرب من هذا السلام ولا يقبل أن يدركه ويصرخون في وجه الإنجيل:
نحن نريد سلاما يحقق لنا الرخاء لا سلاما يسبب لنا الشقاء
نريد سلاما يوفر لنا الأمان والأمان لا سلاما يذيقنا مرارة الإضطهاد
نريد سلاما يحقق لنا القوة لا سلاما يتسبب لنا في الذل والأذى
نريد سلاما يكفينا مشقة الكفاح اليومي لا خبزنا كفاف يومنا
نريد سلاما يحقق لنا أحلام الرفاهية لا سلاماً يكلفنا مرارة العوز والحاجة
نريد سلاما يمنحنا الراحة والهدوء لا سلاما يطردنا ويطاردنا فيه الجميع لأجل أسمك
نريد سلاما يبعد عنا المشاكل لا سلام يضعنا في مواجهة مع العالم
نريد سلاما يوفق أوضاعنا في وسط العالم لا سلاماً يضعنا دوماً في مواجهة مع الآخرين
وتكون إجابة الرب يسوع المسيح: “الحق اقول لكم إن لم تمت حبة الحنطة فلا يمكن أن تأت بثمرة”

أنا لن أمنح سلاما زائفا لا يدوم سوى لحظات
أنا لا أوفر  راحة خادعة سرعان ما تكشف عن تبعات الجحيم
أنا لا أدعو إلى آبار مشققة لا ترو ولا تحتفظ بالماء ولكني اقدم الماء الحي
أنا لا أمنح شبعا ماديا ولكني أهب خبز الحياة الذي من يأكل منه لا يجوع
أنا لا أمنح راحة زائلة بل راحة الضمير التي لا تهزها رياح الخديعة والرياء والزيف
أنا لا اعطي سعادة عالمية للحظات وتتحول لمجرد ذكريات بل أهبسعادة تدوم وتقود للحياة الأبدية
انا لا أوفر كل وسلئل الراحة والرفاهية لكني اقدم الباب الضيق الذي يخلص الداخلون فيه ويحيون
انا لا امهد الطريق الواسع المؤدي للهلاك بل الدرب الشاق الملتزم بحمل الصليب
أنا لا اقدم أكاليل المجد الزمني الزابلة بل إكليل شوك يقود لحياة أبدية.
صلاتنا اليوم : يا سيدي أومن بك أثق في كلامك، أتبعك فاعطني سلامك وقو ضعف إيماني