الدوائر الفاتيكانية تستعد لعملية الإصلاح الشامل

الدوائر الفاتيكانية تستعد لعملية الإصلاح الشامل

ndrea Tornielli، ترجمة منير بلوك – أبونا

تم وضع برنامج لاجتماع الكرادلة الثمانية المسؤولين عن تقديم المشورة الى البابا عن “حكومة الكنيسة الجامعة” ودراسة “مشروع مراجعة الدستور الرسولي الراعي الصالح (الذي وقعه البابا يوحنا بولس الثاني عام 1988) الخاص بدوائر الفاتيكان”. لكن قبل اجتماع العمل الذي يستمر ثلاثة أيام مع البابا فرنسيس (1-3 تشرين الأول)، سيعقد الكرادلة الأسبوع المقبل عدداً من الاجتماعات غير الرسمية لوضع أكبر قدر ممكن من التفاصيل وجعل الاجتماعات التي يحضرها البابا أكثر فائدة.

يتذكر القراء أنه في 13 نيسان الماضي، بعد شهر بالضبط من انتخابه للبابوية، عين البابا مجموعة من ثمانية كرادلة من جميع القارات هم: جوزيبي بيرتيللو (العضو الوحيد في المجموعة من الدوائر الفاتيكانية )، وفرانسيسكو خافيير ارازوريز أوسا (العضو الفخري الوحيد في المجموعة)، وأوزوالد جراسياس، وراينهارد ماركس، ولوران مونسينغو باسينيا، وسيان باتريك أومالي، وجورج بيل، واندريس رودريغيز مارادياغا. ويقوم أندريس رودريغز مارادياغا بدور منسق المجموعة، في حين يعمل مارسيلو سيميرارو، أسقف ألبانو في إيطاليا، سكرتيرا.

على مدى الأشهر القليلة الماضية، كان الكرادلة على اتصال مباشر، يقدمون الأفكار والاقتراحات بعضهم لبعض، ويجمعون المواد والطلبات كل من أسقفيته المعنية. لكن لم يستبعد أياً من أقرب معاوني البابا من العملية، وهم أعضاء الدوائر الفاتيكانية. وقدم رؤساء الأسقفيات مقترحات إصلاح لتحسين التنسيق بين الدوائر الفاتيكانية وأنشطتهم. وفي الاجتماع المشترك، الذي عقد يوم الثلاثاء الماضي بدعوة من فرنسيس، عرض الحضور مقترحات. لتحسين التنسيق بين دوائر الفاتيكان و أنشطتها. كما أعطى الجميع موجزاً لمقترحات معينة، وبالتالي باتت الدوائر الفاتيكانية نفسها تلعب دوراً رئيسياً في إعادة التفكير العالمي لأنشطتها.

ومن المقرر أن تناقش “مجموعة الثمانية” من الكرادلة قضيتين رئيسيتين مع البابا. الأولى تتعلق ببعض الأسئلة المتعلقة بالحياة الكنيسة، وهي الشراكة الرسولية collegiality، والعلاقة بين الكنيسة المركزية في روما والكنائس المحلية، وبين الدوائر الفاتيكانية والمؤتمرات الأسقفية، إضافة إلى قدرة الإصلاح لدى سينودس الأساقفة. وقد جمعت الأسقفيات من جميع القارات كميات هائلة من مواد، وطلبات، واقتراحات خاصة بهذه المسألة.

القضية الكبيرة الثانية هي إصلاح الدوائر الفاتيكانية التي لا تشمل إصلاح بنك الفاتيكان. ولن تناقش مجموعة الكرادلة الثمانية القضية بصورة مباشرة حيث أن هناك لجنة أخرى تعالج هذا الموضوع برئاسة الكاردينال رافاييل فارينا. وتشمل الأفكار التي يجري مناقشتها تنظيم الدوائر الفاتيكانية الذي غالباً ما كان ينظر إليها كهيئة حكومية مركزية للكنيسة بدلاً من هيئة تعمل على مساعدة أسقف روما في خدمته الشاملة. وقد تنطوي عملية التنظيم هذه على دمج بعض المجالس البابوية (قد يتم دمجها في مجمع جديد خاص بالعلمانيين). أما سكرتارية الدولة فهي شأن آخر.

وخلال اجتماعهم مع البابا، على الثمانية كرادلة أيضاً أن يقرروا إمكانية إنشاء دور جديد، لرئيس الدوائر الفاتيكانية على النحو الذي اقترحه الكاردينال فرانشيسكو كوكوبالميريو . وهناك آخرون ممن يؤيدون هذا. وشخصية كهذه ستشارك سكرتارية الدولة مسؤولياتها حيث تقوم الأخيرة بمهام العلاقات الدولية، في حين يقوم رئيس الدوائر الفاتيكانية بمهمة التنسيق مع الدوائر الفاتيكانية. ولكن أشار البعض إلى أنه ينبغي على عملية التنظيم أن تعني التخلص من مواقف وأدوار معينة، وليس إضافة أخرى جديدة.

وبصرف النظر عن الشراكة، العلاقة بين المركز والأطراف وإصلاح الدوائر الفاتيكانية، فالقضية الناشئة الأخرى هي العناية الراعوية بالزواج. وفي المؤتمر الصحفي أثناء رحلة العودة إلى روما بعد يوم الشباب العالمي في ريو، أجاب فرانسيس على سؤال حول زواج المطلقين قائلاً: “أعتقد أننا بحاجة إلى النظر في ذلك في سياق أكبر ضمن عناية راعوية شاملة بالزواج. ولذا … فإنها ستكون أحد المواضيع التي يتعين بحثها مع أعضاء مجلس الكرادلة الثمانية الذين سألتقي بهم في الفترة 1-3 تشرين الأول هو كيفية المضي قدماً في العناية الرعوية للزواج، وسندرس القضية هناك”. وأضاف البابا أيضاً أن العناية الرعوية بالزواج ينبغي أن “تدرس بمزيد من التفصيل في سينودس خاص”.