حوار مع راعي كنيسة ملوي التي تم تدميرها وحرقها

حوار مع راعي كنيسة ملوي التي تم تدميرها وحرقها

 خاص بالموقع:

اجرى الحوار – مراسل الموقع من القاهرة – ناجى كامل

يجرى الموقع مع سيادتك اول حوار بعد التعدي على الكنيسة وحرقها ونستهله بتمني أن تكون الظروف الآن افضل. وقد رغبنا كموقع ان نكون بالقرب من اخوتنا في إيبارشية المنيا خاصة بعد احداث العنف التي شهدتها المدينة بصافة عامة والعنف الإرهابي ضد الكثير من الكنائس والذي أصاب ايضا الكنيسة القبطية الكاثوليكية بالدمار الشامل. فالهدف من هذا الحوار هو ان ننقل للرأي العام في مصر والخارج، من خلال الموقع، الحقيقة وشهادتك خير وسيلة.

فاسمح لي أولا ان نتعرف عليك كراعي لكنيسة العائلة المقدسة بملوى محافظة المنيا. ومنذ متى بدأت خدمتك كراعي لهذه الكنيسة ؟

– انا الأب إبراهيم شفيق يواقيم، تاريخ السيامة الكهنوتية 12/7/ 1987 وبدأت خدمتي بكنيسة العائلة المقدسة بملوى في 16/10 سنة 2005.

– كم كنيسة للأقباط الكاثوليك بالمنيا وكم كنيسة تضررت في الاحداث المؤسفة التي وقعت مؤخرا، وما الذى حدث بالضبط؟

عدد الكنائس الكاثوليك بالمنيا هو 30 كنيسة اما عن عدد الكنائس الكاثوليكية التي تضررت بالمنيا في الأحداث الأخيرة هما كنيستان: كنيسة الشهيد العظيم مار جرجس بدلجا وكنيسة العائلة المقدسة للأقباط الكاثوليك بملوي.

اما عن الأحداث التي جرت بملوي فقد بدأت في الاربعاء 14 أغسطس 2013 بنهب المتحف الفرعوني وقتل حارس وحيد تزامن وجوده في لحظة مهاجمة هذه الجماعة للمتحف وحرق المحكمة. وقد كانت هناك محاولة لحرق كنيسة العذراء في منطقة الصاغة بملوي بإلقاء زجاجات حارقة (مولوتوف) فقط من الخارج، إلا أن المتواجدين سيطروا الحرائق. كما كانت هناك محاولات متكررة لالاستيلاء على مركز شرطة ملوي، إلا أن العاملين به تحصنوا بداخله واستطاعوا حمايته. كنا متوقعين يوم الجمعة 16 أغسطس 2013 أحداث عنف ونهب، بناء على التهديدات والوعيد الذي عرفه كل المصريين، ولا سيما بسبب الانفلات الأمني الذي تشهده محافظة المنيا ومركز ملوي ودير مواس بنوع خصوصي. وبالتالي فقد تيقننا من وقوع أحداث عنف ودفعني هذا أنا وقدس الأب ملاك، الراعي معي بالكنيسة، أن نكتفي بصلاة القداس للرعية من الثامنة وحتى التاسعة والنصف صباحا والغينا كل الأنشطة، وأغلقنا الأبواب جيدا وقمنا بتحضير خراطيم مخصصة للحرائق، ومنعنا أي فرد من أبناء الرعية من التواجد نهائيا في المكان حفاظا عليهم. ظللت أنا وأبونا ملاك، ومعنا عامل الكنيسة، نترقب الموقف وخاصة بعد الانتهاء من صلاة الجمعة. فخرجت مسيرات من عدة جوامع ومرت بسلام، لكنها كانت تستعد للتجميع الكلى ولبدء في تنفيذ مخططاتهم. طلبت من أبونا ملاك الاتصال بكل المؤسسات المعنية بالعمل على توفير الأمن، كمركز الشرطة، ومدير الأمن، والأمن الوطني، وغيرهم، ولكن للأسف لم تكن هناك إلا ردود متباينة، تختلف باختلاف أسلوب الشخص الذي يرد علينا، لكنها في النهاية تلتقي في نقطة واحدة هي ما معناه إن الإمكانيات لا تسمح الآن بهذا. بالطبع ليست لي رد يبرر هذا الموقف لأنه مبني على الاستنتاج الشخصي – وهذا مالا أحبذه. ففي الواقع، كانت هذه الجهات هي وحدها المعنية بذلك وكنا نتوقع منها التحلي بشجاعة تقديم الأسباب المنطقية لرفض المساندة في مثل هذه الظروف. ويفسر الأمر فيما بعد، لا سيما بعد تفريغ الأفلام والصورة التي التقطتها الطائرة التي كانت تصوير الموقع، بعد ارتفاع السنة اللهيب وتصاعد الدخان بكثافة في سماء المنطقة.

نعود لسرد الأحداث فبينما نحن بداخل مبنى الكنيسة سمعنا أعيرة نارية كثيفة من جهة مركز الشرطة والقريب من مبنى الكنيسة والسبب هو محاولات هذه الجماعات من جديد اقتحام مركز الشرطة للاستيلاء على الأسلحة والذخيرة التي به، وعندما فشلت هذه المحاولة اتجهوا جنوبا وكانت الفريسة الأولى لهم هي الكنيسة الإنجيلية، حيث اقتحموها واقتحموا مبنى تابع لها مكون من 7 طوابق، ومنزل ومكتب محامى بجوار الكنيسة، فنهبوهم تماما، ثم أضرموا النيران بها، وكنا نسمع دوى انفجارات قوية، وقد بدأت أعمدة الدخان تملأ سماء المنطقة، فأيقنا أن الدور على كنيستنا، لا سيما وأنها لا تبعد عن الكنيسة الإنجيلية سوى أمتار قليلة. اتصلت بأحد العائلات المجاورة للكنيسة حتى يتبين الموقف، فنصحنا بأن نغادر الكنيسة فورا، كما غادروا هم أنفسهم منازلهم لصعوبة ما رأوه، مؤكدا أن أعداد الارهابيين تزايدت في الشارع التي يقع فيه مبنى كنيستنا. وقد اضحت إمكانية الخروج شبه مستحيلة، حيث وصلت أعدادهم، بحسب شهادة احد الجيران، إلى ما يزيد عن 700 شخص من الرجال والسيدات.

وقد بدأت الأحداث بالطرق بقوة وبعنف على الأبواب لتحطيمها. لكنَّ الله تعالى قد منحنا نعمة الخروج الآمن، في توقيت دبره هو وحده بمساندة من أحباءنا غير المسيحيين. ظللنا محتجزين في مخبأ صغير أنا وأبونا ملاك وامجد عامل الكنيسة من الساعة 4.30 عصرا وحتى الساعة الثامنة مساء، وبمساندة جديدة من أحباءنا غير المسيحيين استطعنا أن نغادر المنطقة بعد أن اشبعوا رغبتهم في نهب وحرق المكان ولم يكن موجود منهم إلا القليل جدا واتجهنا إلى منطقة يقطنها عدد كبير من المسيحيين لالتقاط الأنفاس بعد معاناة شديدة وقد بتنا هذه الليلة في احد بيوت عائلاتنا الكاثوليك .

 بعد مرور شهر تقريبا على احداث حرق كنيسة العائلة المقدسة بالمنيا ماذا تقول كشاهد عيان للأحداث؟ وماذا تم خلال هذا اليوم؟ وماذا عن شهادة شهود العيان سواء من ابناء الرعية او من الجيران المحيطين بالكنيسة؟

 شهادة أحد الشهود من أهل المنطقة والذي اتصل بي، وهو من احد أحباءنا المسلمين، وقدم اعتذارا عن عدم تمكنه من منع ما حدث. وقد قال لي: “لو كنت أطلقت عيار ناري واحد لأحرقوا منزلي، بسبب عددهم الكثير جدا، والذي يزيد عن 700 شخص”. أما بالنسبة للمسيحيين فهم لم يستطيعوا الاقتراب من موقع الاحداث الا بعد مرور ثلاث ساعات على الأقل، للمساهمة في إخماد الحرائق مع الأخوة المسلمين المقيمين بالشارع. وقد حاولوا اختراق المكان من سكن الراعي ولكنهم لم ينجحوا إلا عن طريق الباب المؤدى للمدرسة، حيث تم كسر القفل الخارجي، ولكن لم يتمكن احد من الاقتراب منهم لمنعهم حتى انتهوا تمام.

– لقد واكب عيد انتقال السيدة العذراء بالنفس والجسد هذه الاحداث المؤسفة، فماذا قلتم في اول قداس للشعب بعد الاحداث؟

 كانت كلماتي معهم للتشجيع وبأنهم هم الكنيسة الحقيقية الصلبة الصامدة القوية التي لن تهتز حتى أمام الموت. أما المباني فنحن الذين قمنا بتشييدها، وسنشيد أفضل منها، وسيظل هذا اليوم ذكرى مقدسة يشهد بان كنيستنا قدمت جزء من قربانة كبيرة لخير المصريين جميعا، ومثل هذه التقدمات لا يصلح تقديمها إلا لمن يستحقون ولمن يقدرون.

للأسف كان المفروض أن يكون لقائي الأول بالرعية هو يوم الأحد 18 أغسطس 2013 إلا انني ذهبت من ابو قرقاص البلد (حيث أقيم بمنزل عائلتي) إلى مدينة ملوي ومُنعت من الدخول إلى الكنيسة، وذلك من شباب مسلح لم اعرف هويتهم، وقد اجبروني على الرجوع بعد إشهاره الرشاش في وجهي، مما اضطرني لان اتصل بأبونا ملاك، والذي نجح في الدخول للكنيسة حيث طمأنني بأنه سيقوم بالخدمة في هذا اليوم، وبالفعل أقام الذبيحة وشجع الجميع، في حضور معظم شعب رعيتنا. وكان لقائي الأول معهم يوم عيد انتقال السيدة العذراء بالنفس والجسد للسماء أي يوم الخميس 22 أغسطس 2013

– ما هي شهادتك انت للأحداث؟ ومن تظن انه قام بهذا العمل الدنيء والإجرامي ضد رجال الدين المسيحي وضد بيت من بيوت الله الكنائس؟

 لا استطيع أن انسب ما حدث لجماعة واحدة بل هناك أكثر من جماعة وكل منها له اتجاهه، والكنيسة بملحقاتها كانت كالفريسة التي يتناوب على افتراسها الأسود أولا ثم تحوم النسور منتظرة دورها، وهكذا الغربان… فاعتقد أن هناك فرق بين من اتلف واحرق، وبين من نهب وسرق، إلا أنهم للأسف جميعا بالنهاية أدوات استطاعت قوى الشر أن تسخرهم في محاولة لتدمير الوطن كله. فقد تم إحراق المحكمة وبالتالي لا توجد نيابة في ملوي، وقد زارنا من نيابة أمن المنيا احد الوكلاء الذي جاء ورصد كل التلفيات واخذ نسخة من المحضر المقدم للشرطة ولكن لا نعلم ما سيتم .

 هل المحافظ جديد للمنيا قد قام بزيارة الكنيسة وهل تعرفتم عليه او طلبتم منه مثلا أي تامين للكنيسة في ظل حالة الطوارئ التي أُعلِنت وستمد لمدة شهرين قادمين؟

 من جهة المحافظ الجديد بالتأكيد هو يعلم خطورة الأمر من الناحية الأمنية بالأخص في ملوي ودير مواس وقد لمسنا تقدما من جهة الإمساك بالكثيرين من العناصر الإرهابية وأيضا ما تم عمله مع المحصنين بقرية دلجا إلا أن المشوار مازال طويلا ويحتاج إلى نفس طويل وإلى قوة ردع، يسبقها تامين للشارع وللمؤسسات الدينية بنوع خصوصي، والتي لا يوجد بها أي نوع من التامين الوقائي. وانتهز هذه الفرصة لكي التمست من سيادة المحافظ أن ينظر لكنيستنا التي تقع بشارع أبو بكر الصديق نظرة اهتمام، من جهة نقل السوق الذي هو دائما مصدر إزعاج للمصلين وللمدرسة ولمبنى الخدمات حتى أننا في حالة شلل كامل كل الأسبوع بخلاف الإزعاج الناشئ عن المناداة بالأصوات والمكبرات الصوتية مما يؤثر تأثيرا مباشرا على أطفال المدرسة والمصلين، والأكثر من ذلك التعديات التي تحدث لبناتنا من الباعة أثناء خروجهن من الكنيسة، ولقد طلبنا ذلك مرات عديدة ومن خلال التواصل مع احد المحافظين السابقين وكل رؤساء المركز ومسئولي البيئة ومركز الشرطة دون فائدة .

 – صرحت بعض الصحف والاعلام عن قيام لجنة لتوثيق الاحداث وتقييم الخسائر والتلفيات التي حدثت، وتقديم مذكرة للجهات الرسمية وللقوات المسلحة التي اعلنت في وقت سابق عن قيامها بترميم واعادة بناء للكنائس التي تعرضت للحريق او التخريب. فهل بدأت اعمال الترميم والاصلاح؟ ومتى تتوقع افتتاح الكنيسة مرة اخرى للصلاة او لممارسة الانشطة الكنسية او الطقوس؟

 جاءت لجنة بالفعل من إحدى المكاتب الاستشارية بالقاهرة، مندوبة من القوات المسلحة لتقييم الأمور من جهة مدى تأثر المباني بالحرائق فقط،  وننتظر التقرير الذي سيكتبونه سواء لهدم أو ترميم بحسب رؤيتهم. إلا إننا لم نكتفي بمجيء هؤلاء الاستشاريين فقد بل قمنا بتكليف مكتب استشاري متخصص ومشهور جدا بالمنيا. وكان تقييمهم للأمور بأنه لا جدوى من ترميم الكنيسة ولا مبنى الخدمات وسكن الرعاة أي أن الخسائر والأضرار تتطلب إعادة بناء كاملة. وقد قدمنا نسخة من التقرير لمندوبي القوات المسلحة .

 – ما نسبة الخسائر التي نتجت عن الاعمال التخريبية بالكنيسة وهل يمكن اصلاح ما تم تدميره؟

تم تدمير الكنيسة بالكامل وسرقة جميع محتوياتها وحرق مسكن الاباء ومكاتبهم وحجرات الخدمات الاجتماعية، والحصر التالي هو على سبيل المثال. وقد اجرينا حصر بالخسائر وتم تعويض بعضها بالأف من الجنيهات، لكن الكثير منها لا يعوض مثل التماثيل والصور الاثرية … فقد تم: حرق كافة الكتب المقدسة والطقسية وكتب الخدمات الروحية كافة؛ وإتلاف الملابس الخاصة بالخدمة والمفارش؛ ونهب أواني الخدمة والشمعدانات والصلبان والتي منها الكثير مصنوع من الفضة الخالصة؛ وتكسير كل أيقونات الحجاب والأيقونات الأثرية الأخرى وحرقها والتي كانت منتشرة في كل الكنيسة؛ وتكسير المقصورات تماما (التي كان يضع بها الشعب التبرعات والنذور) وكان بها مبالغ مالية تقدر بحسب ما نجمعه منها في مثل هذه المناسبة (صوم السيدة العذراء) عن ما يقرب من 10.000 جنيه؛ وتحطيم سخان خاص بالمعمودية؛ وتحطيم معظم شبابيك الكنيسة العلوية والسفلية؛ وتحطيم كافة التماثيل الأثرية ومقصوراتها؛ وحرق بعض المقاعد الخشبية بصحن الكنيسة؛ وسرقة أجهزة الساوند (لم يستعمل) سعره 14000جنية؛ وحرق ماكينة الميكروفون (الامبليفير) الحديثة؛ وسرقة ميكسر ملحق بالماكينة؛ وحرق 2 مروحة كاريوكى بداخل الهيكل؛ وكسر المراوح الجانبية (التي على الحوائط)؛ وسرقة المراوح التى كانت على الأعمدة؛ وكذلك سرقة ماكينة توليد كهرباء قدره 10كيلو وا؛ و تحطيم النجفة الخلفية بالكنيس؛ وإتلاف عدد واحد دولاب ايديال وسرقة محتوياته؛ و سرقة عدد 2 أنبوبة بوتاجاز حجم كبير و2 حجم صغير (لعمل القربان)؛ و نهب مكتبة المبيعات الملحقة بالكنيسة والتي تحتوى على كتب وهدايا وأيقونات وتماثيل وبالطبع مبالغ مالية؛ وسرقة المروحة التى بها؛ إتلاف صورة ضوئية عليها اسم الكنيسة بالمدخل؛ و إتلاف الكولدير 2500 جنية؛ و إتلاف خرطوم المطافئ و سرقة محبس الحريق.

 هذا بالإضافة الى الأضرار التي لحقت بالقاعتين الكبرى والصغرى بمبنى الخدمات وملحقاتهما، الكانتين وحجرة الطباعة (إتلاف ماكينة تصوير وسرقة كمبيوتر وطابعة اتش بى، إتلاف دولاب اديال به أوراق خاصة بالطباعة)؛ وتدمير وسرقة مكاتب الاباء الرعاة والسكن الخاص بهم؛ وتدمير وسرقة محتويات مكتب نشاط القديس منصور.

– في نهاية هذا الحوار ماذا ستقول أو تطلب من شعب كنيسة العائلة المقدسة بملوى خاصة ومن ابناء الكنيسة الكاثوليكية في مصر عامة؟

 – رسالتي لشعب الكنيسة بملوي هي أن إبليس قد يملك هدم الماديات وهذا لا يربكنا فنعلم انه إلهنا هو اله التعويضات ولكن حذار أن نسمح له بفرحة هدم نفوسنا التي هي أغلى من كنوز العالم كله. لتكن هذه الخبرة التي مررنا بها فرحة، لأنها تؤكد أن الكنيسة لا تنكسر أمام الشر، وأن الشر قد يهدم ويحطم المباني ولكنه يتحطم أمام قوة الإيمان وثبات الرجاء ووداعة الغفران. فالمهم هو بناء الكنيسة الروحي والذي أمامه تنكسر جميع الأزمات بل وتتحول إلى كرازة وشهادة للمسيح الذي من الصليب أخرج القيامة، ومن الشر منح الخلاص، والذي حول خيانة يهوذا وحقد الكتبة والفريسيين إلى خلاص نتائجه حياة ملئها السلام والفرح الكامل، والذي يدوم إلى الأبد.

ونحن نشعر بحضوره الحقيقي حتى في هذه الأوقات العصيبة، وعلى يقين من أنه قد حول بالفعل ما حدث إلى قوة باطنية غير اعتيادية جعلتنا نعبر بسلام من هذه الأزمة. وان كنا غير قادرين على فهم وإدراك كيف صار لنا ذلك إلا أننا نعتبره عملا الهيا فائق للطبيعة: كل الفرح حينما يجتمع أبناؤنا من الكنائس الأخرى وبالأخص شباب كنيسة مطرانيه ملوي للأقباط الأرثوذكس ليشاركوا إخوتهم بكنيستنا في نظافتها من أثار الحريق أليس هذا رد السماء على أعمال إبليس.

أخيرا أقدم شكر خاص لكل الهيئات المعنية بالأمن لثقتهم في أننا على القدر التام من تحمل مسئولية للعبور بهذا الوطن من تلك الازمة كادت التي أن تفرق الجميع. فالكنيسة في مصر كعادتها تتحمل نصيب الأسد، في كل مراحل التحول، وها نحن نقدم أيضا – متضامنين مع كل من قدم تضحية، في سبيل تحقيق ما نرجوه لبلدنا مصر- بفرح وبمسرة القلب هذا الجزء اليسير من القربانة الكبيرة التي قدمت، ملتمسين من الله أن تثمر محبة وسلام وكرامة إنسانية، نحو غد أفضل.

شكر خاص لمن ساندنا في الفترة الماضية وما زال يساندنا فليعوض الرب الجميع عن أتعاب محبتهم بكل بركة. وستظل الكنيسة في مصر رغم غيظ وحسد إبليس شاهدةً لحضور معلمها الصالح يسوع من خلال عطاء دائم غير مشروط وبلا حدود.

أرجو من الجميع أن يرفعنا أمام عرش النعمة في صلاته وسيكون بمشيئة الرب يوم 16 أغسطس من كل عام احتفالا خاصا بكنيستنا الجميلة التي كان لها نصيبا في التقدمة.

في نهاية الحوار أطلب من جميع أبناء كنيستنا الصلاة لأجلنا كي حول الرب هذه الخسائر المادية إلى مكاسب روحية لشعبنا ولوطننا الحبيب مصر. ولا يسعني إلا ان اشكر موقع كنيسة الإسكندرية على اهتمامه، راجيا من الله ان يقوى كنيستنا القبطية الكاثوليكية في المنيا في مصابها الاليم، فنتمكن ان نتكاتف جميعا لإعادة بناء وترميم كنيستنا وتشجيع اخوتنا في ملوى على استعادة وحدتهم وفرحتهم وعودتهم من جديد لمزاولة انشطتهم الروحية والاجتماعية، تحت رعاية الاباء الكهنة، وبصلاة غبطة ابينا البطريرك الانبا ابراهيم وصاحب النيافة الانبا بطرس فهيم مطران المنيا .

1094936_543130275752378_695693425_n 1095112_701207736560451_1688178049_n 1098198_543129022419170_1664630109_n 1146579_543129389085800_853079361_n 1146695_543129175752488_697865175_n 1150329_701207526560472_2126187109_n 1150359_543128895752516_859252240_n 1150785_701207556560469_797145362_n 1150827_701208016560423_1848189472_n 1150837_701208199893738_30024778_n 1157476_701208226560402_1855514722_n 1157493_543128942419178_1078357460_n 1157565_543130262419046_711197927_n 1157617_543129472419125_219013095_n 1157711_543130089085730_642524320_n 1173778_701209729893585_943106698_n