تأمل الجمعة: عيد الصليب

تأمل الجمعة: عيد الصليب

الأب/ بولس جرس 

“الذي حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة، لكي نموت عن الخطايا فنحيا للبر. الذي بجلدته شفيتم”

من السنكسار

17- اليوم السابع عشر – شهر توت

تذكار الاحتفال بالصليب المجيد بكنيسة القيامة سنة 43 ش في عهد الملك قسطنطين البار

نعيد في هذا اليوم بتذكار ظهور الصليب المجيد الذي لمخلصنا يسوع المسيح . هذا الذي أظهرته الملكة المحبة للمسيح القديسة هيلانة أم قسطنطين من تحت كوم الجلجثة الذي أمرت بإزالته ، أما سبب وجود هذا الكوم فهو أنه لما رأى رؤساء اليهود كثرة العجائب التي تظهر من قبر المخلص من إقامة الموتى وإبراء المقعدين ، غضبوا ونادوا في جميع اليهودية وأورشليم ” كل من كنس داره أو كان عنده تراب، فلا يلقيه إلا على مقبرة يسوع الناصري” ، واستمر الحال على ذلك أكثر من مائتي سنة حتى صار كوما عظيما . ولما حضرت القديسة هيلانة وسألت اليهود عن موضع الصليب لم يفيدوها . وأخيرا أرشدها بعضهم عن رجل يهودي مسن يسمى يهوذا يعرف مكانه، فاستدعته فأنكر أولا، ولما شددت عليه اعلمها مكان الكرم. فأزالته وأخرجت منه الصليب المقدس وبنت كنيسة وكرست عيد له في السابع عشر من شهر توت. وصارت الشعوب المسيحية تحج إليها مثل عيد القيامة .

واتفق أن كان إنسان مسافرا هو وجماعته مع الشعب إلى أورشليم يدعى اسحق السامري، هذا كان يبكت الناس على تكبدهم المتاعب في الذهاب إلى أورشليم ليسجدوا لخشبه. وكان مع الشعب قسيسا يسمى أوخيدس، وفيما هم سائرون في الطريق عطشوا، ولم يجدوا ماء فأتوا إلى بئر فوجدوا ماءها نتنا مرا ، فضاق صدر الشعب جدا  وابتدأ اسحق السامري يهزأ بهم ويقول ان أنا شاهدت قوة باسم الصليب! آمنت بالمسيح، فغار القس أوخيدس غيرة إلهية وصلى على الماء النتن ورشمه بعلامة الصليب فصار حلوا . وشرب منه كل الشعب ودوابهم . أما اسحق فانه لما تناول وعاءه ليشرب وجده نتنا مدودا . فندم وبكى وأتى إلى القديس القس أوخيدس وخر عند قدميه أمن بالسيد المسيح . وشرب من الماء فوجده حلوا . وصار في ماء هذه البئر قوة ان يكون حلوا للمؤمنين ، ومرا لغيرهم . كما ظهر فيه صليب من نور . وبنوا هناك كنيسة .ولما وصل اسحق السامري إلى مدينة القدس ذهب إلى أسقفها واعتمد منه هو وأهل بيته . أما ظهور الصليب المجيد على يد الملكة هيلانة فكان في اليوم ا العاشر من برمهات . ولأنه دائما يكون في الصوم فقد استبدله الآباء بيوم 17 توت الذي هو تكريس كنيسته . والمجد والسجود لربنا يسوع المسيح إلى أبد الآبدين . امين .

ملاحظة طقسية : + طقس عيد الصليب شعانيني 3 أيام + تقرأ فصول عيد الصليب في الثلاثة ايام العيد حتى ايام الآحاد يقال تى شورى والهيتنيات وفاى إيتاف إنف الخاصة بعيد الصليب كما تقال القسمة السريانية

يعامل عيد الصليب معاملة الأعياد السيدية

التأمل الشخصي

الصليب

ربما يكون معلقا بسلسلة ذهبية أنيقة تزين بها صدرك

ربما تفتخر به فوق قبة كنيسة بلدتك او حين ترى قباب الأديرة

ولاشك أنك تحتفظ به في كل أركان بيتك

قد ترشم به نفسك عند الخوف أو الذعر أو الألم

وقد تحلف به حين تريد أن يصدقك الآخرون

كل ذلك لن يجدي نفعاً…

فلن تنال من بركاته ما لم تضمه إلى ذاتك

حتى ينغرس كلياً في قلبك وفي كيانك

حينئذ ينبثق النور مشرقاً في كل ظلمات حياتك…

الأب/ بولس جرس

الجمعة 27  سبتمبر 2013