الراهبات الثالثيات الفرنسيسكانيات الأليصابيات

الراهبات الثالثيات الفرنسيسكانيات الأليصابيات

بقلم الاخت احلام لطيف، راهبات الاليزابتيين
خاص بالموقع –
من هى اليصابات فيندرامينى ؟
ولدت اليصابات فيندرامينى فى بسانو دل جرابا بايطاليا سنة 1790 من عائلة تنتمى الى الطبقة الأرستقراطية العالية . وكانت السابعة بين اثنى عشر إبناُ رزق الله والديها ، كما كانت فى غاية الحساسية والذكاء والحيوية وتتمتع بطبع هادى تتميز بقوة الشخصية ، كما انها كانت جذابة وصاحبة مبادرات ، وتتميز منذ صغرها باكرامها الخاص لمريم العذراء وطاعتها لوالديها وحبها للفقراء وعندما بلغت السادسة من عمرها أوكل بها إلى الراهبات الأغوسطينيات فى مدينة بسانو حيث اكملت تعليمها الأولى وتربيتها الانسانية والمسيحية .
ثم عادت الى اسرتها عند بلوغها الخامسة عشرة، حيث عاشت شبابها الأول بكل ما يتضمنه من حماس ….
دعوتها :-
وما أن بلغت السابعة والعشرين حتى كادت تكلل حلم قلبها بالزواج من شاب ممتاز من اقليم “فرارا” بايطاليا إلا أنها فى السابع عشر من سبتمبر سنة 1817( وهو عيد جروحات القديس فرنسيس الأسيزي) حين كان عرسها على الأبواب ، شعرت بنداء صارخ وقوة عارمة تدفعها لهجر هذا المشروع والسعى نحو مشروع اخر لا تعرف عنه سوى العنوان أذا أردتى أن تخلصى نفسك اتجهى نحو دير الكابوشينيات . كان هذا الدير قديما مهجوراُ تحول فيما بعد الى ملجا للبنات الفقيرات
وإزاء هذا الصوت الداخلى والواضح فى الأن ذاته أجابت بمنتهى السرعة ( يارب لو كنت أنت من يكلمنى فأعطينى القوة لأطيعك وأسير خلفك ) ومضت ثلاث سنوات من التفكير والصلاة والمعارضات من العائلة وأخيرأ تمكنت من الدخول . وكان الدخول فى هذا الملجا بداية لمسيرة طويلة على خطى القديس فرنسيس الأسيزى، وهى مسيرة دفعت اليصابات الى البحث عن علامات الارادة الالهية فى كل الأحداث .
وكانت تنمو فى قلبها بازدياد خبرتها لله الرحيم كما كان إحساسها كأبنه مفضلة للآب السماوى ينمى فيها أحتياجها الماس للأتحاد به ، كذلك
كانت مضطرمه برغبتها الى التشبع بيسوع ومتحمسة لتنمية الكرامة الأنسانية والمسيحية فى اليتيمات الموكلات اليها .
قابلت اليصابات معارضات كثيرة لم تمكنها فى ذلك الوقت من تحقيق ما كانت تطمح اليه إلا انها – هذه المعارضات – ساعدتها على تطهير قلبها من أى احساس فانى بالبطوله .
وفى أول يناير 1827 غادرت هذا الملجا الذى كان على وشك الانغلاق بسبب قلة الموراد وتدهور أحوال الدير الروحية ، وقادتها العناية الألهية على طريق مدينة بادوفا بايطاليا بحثاُ عن عمل .
هنا نضج عندها المشروع الذى ولد فى فكرها عندما كانت فى بسانو : تكوين جماعة من الثاليثيات الفرنسيسكانيات لخدمة الفقراء والمهملين .
تأسيس الرهبنة :-
شاءت العناية الألهية لها أن تلتقى بالآب لويجى ماران الذى كان يطمح الى تحقيق نفس المشروع فلم يبقى لديها سوى اتباع الهامات روح الرب الداخلية وعلامات الأزمنه من خلال الأحداث اليومية .
وفى العاشر من نوفمبر 1828 قامت اليصابات فيندرامينى بتأسيس أخوية من الفرنسيسكانيات الثاليثيات المكرسات لخدمة أفقر الناس مقتبسة من روحانية القديس فرنسنس و التحقت معها ( سيدتان) وبدأن يسكن فى غرفة بسيطة ومهمله فوق سطح أحد المنازل ، أطلقت عليها لقب ” مملكة الفقر المقدس ” . وانخرطت اليصابات التى كانت بنت الحسب والنسب فى أفقر أحياء مدينة بادوفا تعيش فقيرة وسط الفقراء حتى تنتشلهم من الفقر والفساد وتستعيد لهم كرامتهم .
وبعد أيام قليلة من التأسيس فتحت بيتها لتقوم بتربية بنات الحى مجاناُ فكانت تعلمهم القراءةوالكتابة ومبادىء الحياة المسيحية . كما أستقبلت فى نفس البيت الشابات والامهات بحضور أجتماع يوم الأحد . وكان الرب يثبت وجوده لهن ، موفراُ أحتياجاتهن الضرورية التى كانت تصلهن تارةُ على يد الأب لويجى ماران وتارة أخرى على ايدى فاعلى الخير مجهولين ، ظلت اليصابات تكون بناتها واخواتها اللواتى كن يزداد عدداُ وظلت تكونهن بمحبة وحكمة كما كانت تصغى الى صوت الله الآبوى الذى كان يغمرها بحبه وتنصت فى الآن ذاته الى اصوات الفقراء الذين كانوا يحتاجون الى مزيد من المساعدة والتربية والمعونة . وسرعان ما بدات اليصابات تتلقى طلبات متنوعه للخدمة بدءا من مدينة بادوفا ثم فينسيا ، سواء للعمل فى مجال المستشفيات أو فى المجال المدرسى والتربوى .
وقد مارست اليصابات التقشف بأنواعه قمع جسدها باماتات قاسية وبمسوح مؤلمة كى تقوى روحها وتكون لها الغلبة دائما ، وكانت تنام على الواح من الخشب وتمتنع عن الشرب فى ايام الصيف الحارة وقد ثابرت على هذا الأسلوب حتى مماتها .
موتها :-
وفى 2 من ابريل عام 1860 وهو يوم الأثنين من إسبوع الآلآم لفظت أنفاسها الأخيرة وهى تردد يايسوع ومريم ومارى يوسف أشكركم على تعزيتكم فى نزاعى الأخير ، وبعد موتها أتسعت المشكلات والأحتياج والفقر أزداد وهذا لم يسمح للسلطات المدنية للاعتراف بوجودهن وكن لا يملكن شىء بل يعيشن من عمل ايديهن وهبات المحسنين الفردية ولكن العناية الألهية لم تتركهم لحظة واحدة ، فقط يوم 19 ستمبر 1861 صدرت وثيقة الأعتراف بكيانهن القانونى بعد سنة ونصف من موت المؤسسة أى بعد إعلان ايطاليا الجديدة .
إعلانها طوباوية :-
وفى 4 نوفمبر 1990 البابا يوحنا بولس الثانى أعلنها طوباوية وبذلك اكدت الكنيسة صحة السبيل الذى سلكته اليصابات .
ويوم الاحتفال بعيد الطوباوية 27 أبريل

مؤلفاتها :-
أهم مؤلفاتها المذكرات اليومية ، الرسائل للراهبات والمرشد الروحى ، كتابات ، ومن خلال هذه الكتابات تروى خبرتها النسكية التى مارستها وأختبرتها وتعلم وترشد بناتها .
الظروف الكنسية و المدنية فى هذه الفترة :-
حالة الكنيسة كانت فى استقرار لذلك لم تجد تصدى أومعارضات إلا من المرشد الروحى الذى كان يريد منها الانضمام الى رهبنة الكانوسيات بسبب الحالة المادية ولكنها اصرت على تحقيق الهام الروح القدس فى داخلها
كان هناك ظروف مدنية من فقر شديد واهمال ، بغاء ، وضغوط شديدة بسبب جمع الضرائب من الشيوعيين وغزو نابليون الذى هاجم المقاطعات وخاصة مقاطعة فينسيا فتعرضت بسبب ذلك كثير من الأسر النبيلة للسلب والنهب حتى تحوّل غناها الى فقر ومن بينها اسرة اليصابات مما أضطر بهم الأمر الى ترك بيتهما وذهبوا للإقامة فى الريف فى منزل متواضع عائشة فى العوز والعزلة .
إعتماد الرهبنة رسمياُ :-
اليصابات فيندرامينى والاب لويجى ماران ، بالهام من الروح القدس ، شرعاُ فى العاشر من نوفمبر 1828 فى مدينة بادوفا بتأسيس أسرة الراهبات الثالثيات الفرنسيسكانيات الاليصابيات هذه الأسرة الرهبانية التى انضمت الى رهبنة الأخوة الأصاغر بقرار صادر فى 9 فبراير 1904 هى جمعية ذات حق بابوى أعتمدها نهائياُ قداسة البابا بيوس العاشر فى 5 ابريل 1910 ( ق . 1
روحانية الرهبنة :-
الهبة الخاصة بالرهبنة :- هبة الروح القدس لنا نحن الراهبات الاليصابيات هى الشعور العميق بأننا أبناء الله المفضلين وخبرتنا مع الله الآب الرحيم الذى أظهر حبة فى يسوع المتجسّد و المصلوب والمائت والقائم و والتى تتجسّد فى الارتقاء بكرامة الأنسان .
وايضا ترتكز فى حياة الجماعة على مثال الثالوث الأقدس
والتأمل فى سر الصليب والأفخارستيا وتكريم العذراء مريم

وجه يسوع الذي جذب المؤسسة : – يسوع الفقير و المصلوب

شفعاء الرهبنة:-
العذراء البريئة من الدنس
القديس يوسف خطيب السيدة العذراء
القديس فرنسيس الأسيزى
القديسة اليصابات المجرية
الخدمات التى كانت فى وجود المؤسسة :-
· الأهتمام بالأنسان الفقير المهمش
· تربية البنات الفقيرات فى الأحياء الشعبية وإبعادهم عن الفساد
· الأهتمام بالأطفال اللقطاء وتربيتهم
· العمل فى بيوت الأيواء
· متابعة المسنين والمرضى فى بيوتهم وفى المستشفيات
· تعليم ربات البيوت المبادىء المسيحية وإعداد الزوجات
خدمات الرهبنة اليوم :-
· خدمة المعوقين عقلياُ وجسديا ُ
· الرسالة التربوية بالمدارس
· خدمة ورعاية الأطفال الأيتام
· زيارة السجون
· الأهتمام بمرضى الأيدز والمدمنين
· رعاية المسنين والمكفوفين
· مرضى الجذام والسرطان
· الخدمة فى الكنائس المحلية
· خدمة المتألمين والمهمشين والبعيدين عن الله
· تنمية المراءة على جميع المستويات
خدمة المطابخ العامة في ايطاليا
الأماكن التى نتواجد فيها :-
ايطاليا ، مصر ، السودان ، الأراضى المقدسة ، إكوادور ، الأرجنتين ، كينيا ، وتضم الرهبنة حوالى الف راهبة
تواجدنا فى مصر :- جاءت الرهبنة الى مصر سنة 1935 فى قرية الطويرات بناءاُ على طلب الرهبان الفرنسيسكان ( الأخوة الأصاغر) .
فى القاهرة ( سان جوزيف – هليوبولس – شيراتون ) ، الجيزة ( كفر السيسى – الهرم – الدقى ) ، المنيا ( مغاغة) ، قنا ( الطويرات ، نقادة)
مجال الخدمة فى مصر :-
· الرسالة التربوية بالمدارس
· المجال الرعوى فى الأنشطة الكنسية المختلفة
· تنمية المرأة والأهتمام بالشباب والنشىء
· العمل فى المستشفيات والمستوصفات
· خدمة مرضى الجذام بأبوزعبل
· خدمة الأيتام بمساكن شيراتون الخاصة بالبطريركية
· الأهتمام بأطفال الشوارع بكفر السيسى ( كاريتاس )
شعار الرهبنة :- فى محبة المسيح In caritate criste