السلام الداخلي في عالم مضطرب

السلام الداخلي في عالم مضطرب

إعداد الأخت سامية صموئيل

من راهبات القلب المقدس – ديسمبر 2013

     كيف تحصل على السلام بدلاً من القلق في أوقات عدم الإستقرار ؟ هل هناك مكان تستطيع أن تشعر به بالاستقرار بغض النظر عما يحدث من حولنا في العالم أو ما يحدث في حياتنا الشخصية، هل يمكننا النظر إلى المستقبل بأمل بغض النظر عن الظروف المحيطة بنا في العالم؟

     أحيانا يبدو من الصعب أن نتحرر من القلق وعدم الاستقرار الداخلي ، ومن الافكار التي تراودنا وتذهب بنا يمينا ويسارا، ناسين أن الله هو المصدر الرئيسي لاستقرارنا، والاله الوحيد لحياتنا ، فكم من اشياء اخري تأخذ مكان الله في حياتنا وتستعبدنا وتصير بمثابة الهة بالنسبة لنا. فهل في أستطاعتنا أن نبحث عن الله بداخلنا وفي كل تفاصيل حياتنا، حتي نشعر بالامان والاستقرار معه رغم كل الظروف.  فهو الوحيد الذي لا بتغير.

     إن العالم من حولنا يتغير باستمرار ولكن الله لا يتغير أبداً. هو ثابت ويمكن الإعتماد عليه والوثوق به فهو يقول: “لا ترتعبوا ولا ترتاعوا. أما أعلمتك منذ القديم وأخبرتك فأنتم شهودي هل يوجد إله غيري لا صخرة، لا أعلم بها” (أشعياء 44: 8) “لأني أنا الرب لا أتغير ” (ملاخي 3: 6) الله يمكنه أن يعرفنا على شخصه ويعطينا سلاماً في عقولنا وأذهاننا وبإمكانه أن يريح قلوبنا.


هل يمكننا الحصول على السلام الداخلي؟

قال أحدهم :أن تكون في علاقة حية مع الله هو حقيقة يومية جميلة ومدهشة، ولن أستبدل هذه العلاقة بالعالم كله


     لقد قام أحد الطلبة  ويدعي ستيف سويير بالبحث عن الاستقرار والأمان عندما علم أنه تعرض للإصابة بمرض فقدان المناعة (الايدز) عن طريق نقل دم من شخص آخر مصاب بالمرض. في بداية الأمر شعر ستيف بإحباط كبير. ولام الله على ما حدث له ولكن بعدها عرف كيف يتواصل مع الله وكيف تكون له علاقة شخصية معه ونتيجة لذلك أمضى ستيف السنوات الأخيرة من عمره يتنقل من جامعة إلى أخرى متحملاً الآلام التي كان يعاني منها ليخبر الطلاب كيف تكون لهم علاقة شخصية مع الله حتى يختبروا مثله المحبة و السلام والطمأنينة التي وضعها الله في داخله، قال الله: “سلاماً أترك لكم سلامي أعطيكم ليس كما يعطي العالم أعطيكم أنا، لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب” (يوحنا 14: 27)

     وكما هو الحال مع ستيف قفد أدرك الكثير من الطلاب أنه بغض النظر عن ما نعاني منه في حياتنا وفي العالم من حولنا فإن هذه ليست النهاية لأن الحياة لن تنتهي عند هذا الحد.

والآن لنسمع قول الرب:

سلاماً أترك لكم سلامي أعطيكم ليس كما يعطي العالم أعطيكم أنا، لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب” (يوحنا 14: 27)، وها أنا معكم كل الأيام وإلى انقضاء الدهر”.