كتب : عصام عياد
تبقى كلمات القديس دانيال كومبوني ( 1831 – 1881 ) .. ” ألف حياة في سبيل الرسالة ” ، ” خلاص أفريقيا بأبنائها الأفارقة ” ، ” أنا أموت ولكن عملي لن يموت ” ،وغيرها …. في حياة أبنائه ممن يتبعون روحانيته ودعوته الارسالية ذات توجه متميز ،حيث احتفلت الأسرة الكومبونيانية مؤخرا تزامنا مع عيد انتقاله للمجد السماوي – يقع في شهر أكتوبر سنويا المكرس للرسالة – بالسيامة الانجيلية لابنهم الأخ فرانك ماندوزي – من دولة الكونغو كينشاسا ،ناطقين بالفرنسية – وسط سعادة بالغة ،نحو خطوة تكريسية أخيرة على سلم الدرجات المقدسة والتي تسبق السيامة الكهنوتية،متخذا شعارا له من كلمات الوحي الآلهي حسب ما سطره اشعيا النبي الفصل ال 42 ،والعدد ال 6 ” أنا هو الرب قد دعوتك بالبر، أمسكت بيدك وحافظت عليك وجعلتك عهدا للشعب ونورا للأمم ” ( أشعيا 42 / 6 ) .
أقيمت الذبيحة الآلهية بكنيسة القديس يوسف للآباء الكومبونيان بجهة الزمالك بوسط العاصمة – حسب الطقس اللاتيني – وترأسها سيادة المطران عادل زكي النائب الرسولي للاتين بمصر ،وشاركه في الخدمة سعادة رئيس الأساقفة المطران برونو موزارو القاصد الرسولي بمصر ،ولفيف من الآباء الكهنة والرهبان ضاق بهم مذبح كنيسة القديس يوسف،بمشاركة العديد من الجوقات من السودانيين ، الارتريين ، الأثيوبيين قيادة الأب لويدجي الكومبونياني راعي الكنيسة ،وأشرف على التنظيم أسرة مركز رسالة كومبوني ،بمعاونة الأخوات الراهبات الكومبونيات ،وفريق الخدمة بالكنيسة .
شارك في طقس السيامة الانجيلية و وضع اليد ،أصحاب النيافة والسيادة الأنبا أنطونيوس عزيز مطران ايبارشية الجيزة والفيوم وبني سويف للأقباط الكاثوليك ،والمطران مار كريكور أوغسطينوس كوسا مطران الأرمن الكاثوليك بمصر ،والمطران جورج شيحان مطران الموارنة في مصر ،وسط حضور غير مسبوق من الجماعات الرهبانية الرجالية والنسائية في مصر – في تنوع وغنى رائع – الى جانب الأسرة الكومبونيانية رهبان وراهبات من مختلف الأديرة المنتشرة في مصر من أسوان جنوبا الى الاسكندرية شمالا… منشطي الدعوات ،التنشيط الارسالي ،شباب كومبوني ،علمانيون كومبوني،والأهل والأصدقاء والمحبين ،وجمع غفير من أبناء الكنيسة ومشاركة متميزة من الأخوة الأفارقة .
الجدير بالذكر أن مراسيم السيامة الانجيلية حسب الطقس اللاتيني تبدأ قبل العظة بالمناداة على الأخ المرتسم ،ليجيب : ” هأنذا ..” ثم تستكمل المراسيم في نهاية العظة ” بطلب استدعاء الروح القدس ” من الأب المطران ،و تتلى طلبة ” جميع القديسين ” والأخ فرانك ممددا امام المذبح بين يدي الأب المطران – طبقا للأصول المتبعة – ثم يواصل الأب المطران الصلوات طلبا لنعمة الرب ولتحل على الأخ المرتسم ،لينهض الأخ فرانك ،ويرتدي ملابس الخدمة، ويتسلم الكتاب المقدس ليضعه على المنجلية ،ثم يتبادل ” قبلة السلام ” مع الأب المطران،ويقبل المذبح ، ثم يتبادل قبلة السلام مع الآباء الأساقفة والكهنة ،وسط تصفيق الحضور واطلاق الزغاريد حسب التقاليد الأفريقية… وتستكمل الذبيحة الآلهية .
من جانبه ذكر المطران عادل في عظة القداس الى ان الرسالة الكومبونيانية في مصر انما هي شهادة حية لخدمة وايمان الأب المؤسس دانيال كومبوني ،وذلك من خلال المشاركة في خدمة الكنيسة المحلية، وخدمة اللاجئين الأفارقة ،و تنشيط الحوار بين الأديان ،الى جانب الخدمة في مجالي التعليم والصحة ،وأضاف سيادته أنه بالتأكيد ان طريق الرسالة ليس سهلا ممهدا بل هناك تحديات وصعوبات ولكنها تصبح علامات للخلاص ،واختتم كلمته بتهنئة الأسرة الكومبونيانية في عيد مؤسسها القديس دانيال كومبوني ،وبخاصة للأخ فرانك بمناسبة نواله الدرجة الانجيلية متمنيا له كل نجاح وتوفيق في خدمة الرسالة ،وليرسل الرب دوما فعلة لحصاده .
في سياق متصل كان قد احتفل الأخ فرانك بنذوره الاحتفالية الدائمة قبل أيام قليلة بكنيسة القلب المقدس للآباء الكومبونيان بالسكاكيني،على يد المطران عادل ،متخذا من المشورات الانجيلية .. الفقر ، العفة ،والطاعة ،منهج حياة عبر مسيرته التكريسية على خطى القديس دانيال كومبوني .
تجدر الاشارة الى أنه كان قد سبق الاحتفال بالذبيحة الآلهية ” أمسية صلاة ” وتأمل عبر بعض القراءات الكتابية والترانيم الروحية .
امتدت الاحتفالية بعد ختام الذبيحة الآلهية ،لينتقل الحضور للفناء المجاور للكنيسة لتبادل التهاني والتقاط الصور التذكارية والوجوه تعلوها البسمة و البهجة .
وكان قد تفضل الأخ فرانك بتوزيع صورة تذكارية تحمل صلاة القديس فرنسيس الأسيزي ” يارب استعملني لسلامك ” متخذا منها منهج حياة في مسيرته التكريسية .
على جانب اخر تصدر نشرة ” أصدقاء كومبوني ” حلم واحد من أجل عالم أفضل ، وهي غير دورية تصدرها الأسرة الكومبونيانية مصر والسودان ، مطوية تقع في 6 صفحات من القطع الكبير صدر عددها ال 34 في شهر أكتوبر الفائت، تشمل العديد من المقالات ،والنأملات ،والأخبار مزودة بالصور في طبعة أنيقة متميزة .
تهنئة من القلب للأسرة الكومبونيانية في عيد مؤسسها القديس دانيال كومبوني ،وكل التوفيق للأخ فرانك في مسيرته الجديدة ونواله الدرجة الانجيلية وعقبال السيامة الكهنوتية ،وليرسل الرب فعلة لحصاده بشفاعة أمنا مريم العذراء والقديس دانيال كومبوني ولتشملنا جميعا بركة الرب .
